الاثنين، 2 يناير 2023

تمضي الأيام/زينب لحمر/مؤسسة الوجدان الثقافية


 تمضي الأيام ..

و تمضي الأيام و الكل ينظر للأمام يتمنى أن ينصفه الزمان و تتحقق جل الأحلام و فجأة بين أهازيج الغناء و الطرب على الأمنيات نسمع صافرة الإنذار و علامات الإتجاه ترجعنا إضطرارا إلى الوراء، نلتفت نسترق النظر يمر شريط الذكريات مسرعا كالقطار حاملا بين قاطراته أهم محطات حياتنا، لحظات فرح و عناق و ضحك و لحظات أخرى حزينة كلها دموع و وداع و نارا مشتعلة في الأجواف لا ترى لكنها تحرقنا شيئا فشيئا حتى تهلكنا و لا يتبقى منها سوى رماد الأرواح لكن رغم كلها هذه اللحظات نبتسم و في القلب فرحة الإنتصار و نوشوش لأنفسنا لا داعي للقلق لقد مضى كل شيء هي فقط مجرد ذكريات عابرة ربما لن ننساها لكننا لن نعيشها مرة أخرى بنفس الأحاسيس مهما كلفنا الأمر و مهما دارت عجلة الزمن الماضي لن يكون مستقبلا أبدا لكن الحاضر اليوم سيكون ماض غدا ، نعم يا خليلي هذه هي أحكام الدهر و الزمن .تمضي الأيام و تأخذ معها أحزاننا و أفراحنا و تأخذ معها أشياء منا أحببناها أكثر من أنفسنا ،أشخاص،أشياء مادية و أخرى معنوية ، دقائق أو ربما ثواني تمنينا من الأعماق أن لا تمر لكنها مرت ، كما أخذت معها مشاعر رقيقة كنا نسقيها لتترعرع فينا لكن موقفا ما قتلها بداخلنا،.
نعم يا خليلي لا شيء يدوم مهما تمسكنا به و لا شيء ثابت كل الأشياء متغيرة و قابلة للتجديد في كل ثانية من الزمن كما أن لا أحد منا ثابت على نفس المشاعر و القيم كلنا نمتلك شماعة مليئة بالأقنعة ، مع كل موقف و كل شخص نرتدي قناع حسب خاصية الزمان و المكان و الحدث ، لذلك لا داعي للقول بأننا أرواح ناعمة و شخصيات مثالية لان المثالية مجرد كلمة نسبية و ليست مطلقة. نحن و الزمن في سباق دائم لكن هذا الأخير يكون المنتصر في أغلب الأوقات لأننا مهما إمتلكنا من بديهة لن تتفوق أبدا عن عداد الزمن السريع كالسهم و الذي لن يعود مهما تمنينا و مهما حلمنا لذلك إعمل لدنياك كأنك تموت غدا و إعمل لأخرتك كأنك تعيش دهرا و أهم درس يمكن أن نتعلمه من الوقت أن لا شيء يدوم و لا شيء يعود كما يكون و ما دمنا نسلك مسلك غير ثابت يجب أن نتوقع كل شيء من أي شخص و نسير نحو المستقبل بخطى ثابتة مهما حاولت المواقف أن تحيدنا عن سكة القطار لابد لنا من المضي قدما لأن الأيام تمضي بسرعة خيالية و تمضي معها أعمارنا في خط متواز و بنفس السرعة.
زينب لحمر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق