(( يا .. بعيد الدروب ))
أنا العازف الأول..
حيث يشتعل الحنين..
حيث يكون المدى لغة من حفيف الضلوع!!
حين وصلة موتي تدور على شهوة الازدحام..
قد بجتاحني وقع أقدامكم..
وذراعاي وإن لم تحتويكم جميعا!!
لكن وجهي .. مصاب بكل الوجوه
التي .. أعلنت حزنها
وأنحدرت كالسيل من الدمع بين الجهات ...
حيث الدار كانت توزع أبناءها في المدار ..
وتحصدهم دمعة دمعة .. من عيون القرى..
أواه أيها البحر المالح...
يا بعيد الدروب!!
أشربك وأجوبك..
ويشحب العمر على الآفاق.. كالغروب
كأنني سرقت من معبدك.. صليب
ضيعني وضج.. يارجل .. لا تؤوب
وجبت في المسير.. كل البحار
والليالي الطوال.. أحلم بالنهار
وأن آتي يوما مرفأ
أطرح في رماله.. عذابات
واشجان لا تبارى.. وشحوب
يا .. بعيد الدروب
سأوقظ المدينة .. وهي تغفو على جفنيك..
كالظلال.. وسأنسج لي شراع
يحملني من عالم لفه الضياع..
لعالم تكلله الورود
أبوابه كجنة.. لاتعرف الغياب والوداع..
سأوسد زهور الأرض في السلال
واقول.. أتيتك يا .. بعيد
من غربة البحر..من غربة الروح
اني أحمل المحال..
فالحب لا يجف..
حتى كأنه ثلج في زوايا المدينة ..
وملح كل البحار .. لا يكفي المدن الحزينة !!
والموت أيها البعيد .. لا يرعب المحبين
وقبلات اللقاء.. ستتعب الجبال
شيء وحيد لو كنت تعرفه.. أيها البعيد
الحب لا يجف .. في الدروب.
ابو أشرف الخفاجي
٢٠٢١/٩/٢٧
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق