الأربعاء، 11 يناير 2023

مخاض عسير/زينب لحمر/مؤسسة الوجدان الثقافية


 مخاض عسير

تزدحم ذاكرتي بألاف الصور و المواقف و في غفلة من الزمن الحاضر يعاد أمام عينايا شريط حياتي بصور واضحة و أخرى ضبابية، و ما بين الماضي و الحاضر تحتد معركة الوجود بداخلي و تتمخض أفكاري لتنجب بنات أفكار بعد مخاض عسير دام لساعات و كأن قدري أن أمد يدي للماضي بكل تسامح ليستطيع عقلي ولادة أفكار و مخططات مستقبلية و البوح بها لقلبي السجين في زنزانة الماضي الأليم .
تمر دقائق و الذهن شارد ، الجسد حاضر و العقل يتنزه في حديقة الماضي تارة يشتم رائحة الورود و تارة أخرى يقطف الأشواك الدامية بدموع حارقة .أظن أن العقل بحاجة للرجوع خطوة إلى الوراء ليصيب قراراته اللاحقة كنا السهم بالضبط حين يرجع إلى الوراء خطوة ليصيب هدفه بجدارة و من منا لم يتألم و يبكي حظه العثر أيام و ليالي و من منا لم يتجرع من كأس الحياة مرا مرارا و من منا لم يعش الفقد و الحرمان و من و من و من ! نعم يا خليلي نولد نبكي و نظل طيلة فترات حياتنا نبكي من حين لأخر لا لشيء إنما لأنها فلسفة الحياة العادلة لا يوجد شيئا مطلقا لا الحزن و لا الفرح كل شيء في مشوار حياتنا نسبي و يتكرر من فينة لأخرى فقط وجب علينا تحمل مسؤولية إختياراتنا و مواجهة الحاضر بكل ما فيه من تناقضات و تجاوز لحظات الضعف بكل إرادة و عزيمة عسى أن تمطر الأيام أمنيات و يلون قدرنا بألوان زاهية و يطول الربيع الذي يليه ربيع من ثم ربيع حتى ننسى كل صيف قاسي جعل قلوبنا صحراء قاحلة و ننسى معه أيام الخذلان .
زينب لحمر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق