الأحد، 15 يناير 2023

هَمَسَاتٌ لِطَيْفِ القَمَرْ/خليفة دربالة / تونس /مؤسسة الوجدان الثقافية


 هَمَسَاتٌ لِطَيْفِ القَمَرْ ...

لا تكتمي أسرارك عنّي ...
و لا تبوحي بأشواقك كلّها...
لا تتثاءبي حين يعلن الفجر قدومه...
حتى لا تفلت منّا لحظة خروج الشمس من الماء ...
لا تصمتي حين يتهيأ القمر للرحيل ...
و لا تكبحي جماح ظفائرك...
إن انتِ أخرسْتِ القلبَ و صدى نبضاته...
و إن خَفَتَ وَقْعُ دقّاتهِ ...
سوف يبقى نزيف مشاعري شاهدا ...
ان ذلك القلب...لا يزال على قيد الحياة ...
تلك النجمة على سماء خدّك تومض ...
أهِيَ تنادي القمرْ ؟
اهِيَ تغازله أم ترسل له دعوة للسّفرْ ؟
أيتها الساكنة خلجان شواطىء العشق ...
المتوطّنة في تفاصيل روحي المتلاشية فيك
ايتها العارفة بكل قواعد السّحر ...
المرسومة ضحكة على وجه القمر ...
ايتها القادمة عطرًا ... و ورودا و ندى مع كل فجر ...
يا سيدتي الاسطورة ... بطلة كل الروايات القديمة
هلاّ اخبرتني...
كيف تخيطين الفصول بكل تلك البراعة ؟
كيف بكل تلك الدقة ترسمين الرّبيع ؟
ثم بلمسة واحدة
تحولين ألوانه كلّها إلى الأصفر الباهت ...
تصبغين به أوراق الخريف
تغطين بها كل الأرصفة و الطرقات...
كيف بكل تلك البراعة... تذرفين الكلمات شتاءً
فتنزل مطرًا يغسل جراح المشرّدين والغرباء ؟
كيف تشكّلين حروفك رياحا و عواصف
كيف ترتبين للنوارس مواسم هجرتها؟
و تشرعين قصائدك سفنا تبحر بلا خرائط ...
كيف تحولين احلام لياليك الى أغنيات؟
قد لا يكون هذا موسم البيادر ...
لكنك تكدّسين سنابل القمح في كل مكان ...
و تاتين بليال الصيف في راحة يدك ...
و تجعلين عينيك منارة تهتدي بها السفن التائهة
في بحار العشق المنسية ...
لا تكترثي يا سيدتي لكثرة أسئلتي...
هكذا هم الاطفال ... يجرفهم الفضول
و ما انا إلا طفل يرفض أن يكبر ...
رغم تتالي السنوات و تعاقب الفصول .
خليفة دربالة / تونس
23 جانفي 2023

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق