الأربعاء، 25 يناير 2023

لم أعد أحتمل البكاء والدخان يتمادى إلى حتفي.... بقلم الكاتب جلال باباي(تونس)

 لم أعد أحتمل البكاء
والدخان يتمادى إلى حتفي....
   جلال باباي(تونس)
  تصدير :
" ‏وصلتُ إلى البُكاءِ ولَم أبكِ "
   أُنسي الحاج
كنت انتظرها ربٌٌة البيت
عند فراشها
تحدثني عن صباها وملاحمها
كنت احتمل البكاء
اروي لها
متباهيا عن صمودي الخرافي
أطوي الأيام بهدوء
وانا بين سفر ورحيل
فاليوم ساحرق كل نافذة
لا تفتح على شرفة الخزامى
سأنهي حياة من عبث
بكهولتي ، وفحولتي وأناشيد الأول
أحسب نفسي سيٌد المشّائين
تؤنسني الطرقات الخاوية
كان طريقي طويل
و دمعي كذلك
قد طال صبري بتلكم الليالي
ولم تنهرني الشوارع عن البكاء. .
اليوم بكيت رغما عنٌي
كنت قد عاهدت نفسي
أن لا أبكي مجدداً أمام الناس
وأن أكف عن تلك الحماقة بالنحيب
كطفل ضَل طريقه...
لكني بكيت أمام وجهي المنعكس
في زجاجة العطر الفارغة
بحثت عن كذبة تناسب حجم بكائي
فدفعني الفضول لأسأل كبار القوم
سأخبرهم أني جائع
وأن أمي تأخرت في صنع الخبز
ربما لأن الخبز الساخن حرق أناملي
أفكر في كذبة مناسبة
أني لم أعد أحتمل ذلك الدخان
الذي انتشر أقاصي البلاد
وأنا يؤلمني ضجيج جسدي
الذي أفرغني من صِباَي
أخبركم بصمتي
أنا كاذب محترف ، أرتدي القناع
وقد أرهقتني الإنكسارات
لن أبكي مثل صغار القوم
سأمارس عادة الكتابة كل شهر
لكني اليوم قررت أن أكف
عن ممارسة البكاء سراً ..
.. سأرجع الي عادتي القديمة
سأبكي في الشارع
وفِي عيادة الطبيب أوأمام شاشة التلفزيون
سأبكي هذه المرة علناً
ولن أبحث عن مبررات أو أكذوبة
سأضع يدي على قلبي وأجيبه
أن وجعي كبير ..
...وبكائي مؤجل إلى حين
مازلت هناك.
أعيد الماء إلى التراب
كي ينبت الزيتون
وأستجدي الغيمة العائدة
حتى تمطر وتوقظ السنابل النائمة
ثم أبكي في حضرته
من يليق بعشقي وكل الكلام
وطن هزمه الدخان!!!...
☜ يناير ٢٠٢٣ —

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق