الأربعاء، 4 يناير 2023

القصيدة 💕هيلدا شعر : زهيرة فرج الله الزنايدي

 القصيدة

هيلدا
عَلَمٌ يعلو
نغمٌ يسري
وطنٌ يحلو
بمدى عُمْري
وهوًى يتلو
شرفَ النّصرِ
هكذا هيلدا تُغنّي
تريحُ متاعبَها الصّغيرة
على كفّ جدّتِها - أنا -
تُدخِلُ رأسها في بطني
كأنّها تريد الرّجوعَ للخلق
في رَحِمِ أمِّ أمّها
ترقصُ قليلا حولَ غَيمةٍ بيضاءَ
تسرحُ قليلا...
ثمّ في عمقي تنصهِرْ
ترسمُ متعةً أبديّةً
على شكلِ الوَتَرْ
تعزفُ " صولو "
في كلِّ خَبَرْ
تخبزُ روعةَ الأيّامِ
في شكلِ سَفَرْ
تترُكني للصّياحِ
تضحكُ...
تتمايلُ كالغصنِ المُحَمّلِ بالفواكهِ
وتعودُ لي جَرْيًا
تحضِنُني حتّى أسقُطَ للخلفِ
"كأعجاز نّخلِ مُنقَعِرْ"
وتغنّي من جديدٍ :
علمٌ يعلو
نغمٌ يسري
وطنٌ يحلو
بمدى عمري
وهوًى يتلو
شرفَ النّصرِ
في الصّباح الباكرِ تصحو معي للصّلاة
تُقلّدُني في كلِّ شيءٍ
تتوضّأُ في بِرْكةٍ من مياهٍ
تصيحُ أمّها كيف نمسحُ البُحيْرات
أصيحُ أنا دعيها في بحرِها تعوم وتستمرْ
أركعُ تركعُ
أسجدُ تسجدُ
أقفُ تقفُ
أعيدُ السّجودَ
تُقهقِهُ وتصعدُ فوق ظهري
تنزلقُ فأرأفُ أن تسقطَ
أحاول بيني وبين الله أن أجعلها تنزلُ
وأرجوهُ أنْ يُسعدَها في كلِّ قَدَرْ
أسحبُ يدَها الصّغيرةَ من صدري
وأنا أسلّمُ...
تحضِنُني من جديدٍ
فأرى الدّنيا قد أيْنَعَتْ كالزّهَرْ
أضعُ قهوتي في فنجانِ العُمرِ
تجيءُ بكلّ فناجينِها كي أملأها لها
وتغضبُ لو تركتُ واحدا
أضطرّ أن أسكبَ كلَ القهوةِ
تشربُ واحدًا
لا يعجبُها...
تلتفتُ لي كأنّها تلومني إذْ لمْ أضعْ السّكّرَ
أنا أحبُّ القهوةَ دون سكّرٍ
وأنسى " هيلدا"
قطعةُ السكّرِ الأولى...الثّانية
تأخذُ الطّبقَ...تجري...
تجري القهوةُ على البلاط الرّخاميِّ
جدولا أسودَ على مَدِّ البَصَرْ
تعبسُ...- اقصدُ هيلدا -...تتباكَى
أريدُ أن أغضبَ لكنْ...
أبتسمُ لها...تبتسمُ لي
تضحك...أضحك...
تقهقهُ...فتغرَوْرِقُ عيْنايَ بالدّموعِ
وأستعرضُ كلَّ العُمُرْ
وأغنّي مع هيلدا :
علمٌ يعلو
نغمٌ يسري
وطنٌ يحلو
بمدى عمري
وهوًى يتلو
شرفَ النّصرِ
هيلدا جدّتي... جدّتُها
مَنْ مِنّا الأجَدْ؟
هيلدا حَدُّ البحرِ
في قلبي وفي كلِّ بَلدْ
ميناءُ الحبِّ الخفيِّ
في شَكلِ الوَلَدْ
تفّاحةُ المأمولِ يا روحي
يا روحَ العَدَدْ
وَعْدُ الخرافةِ تغزو المراحلَ
في خُفِّ الأسَدْ
هيلدا تنتمي لي...
تحملُ جذريَ...
فرعٌ حالمٌ في أيِّ صَدَدْ
شمسُ الأماكنِ
عطرُ المَساكنِ
كلُّ المَفاتنِ
إلى حَدِّ الهَدَدْ
أراها ...
ينزلقُ قلبي إلى الشّوقِ
ترحلُ روحي لأقصاها
تركنُ نفسي لفرحٍ عظيمٍ
فأحتاجُ المَدَدْ
يا هذا الخيالُ المُجنّحُ عبرَ السّماوات العُلَى
يا هذا المِديحُ المًرسَلُ في قلبِ النّوَى
يا كلَّ العطفِ القابعِ في تلك الرّؤى
هيلدا حبيبتي
هيلدا تواصُلي
هيلدا حفيدتي طول الأمدْ
وهيلدا تغنّي أمَّها ...اِبنتي...:
عَلَمٌ يعلو
نغمٌ يسري
وطنٌ يحلو
بمدى عُمْري
وهوًى يتلو
شرفَ النّصرِ
شعر : زهيرة فرج الله الزنايدي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق