الاثنين، 19 ديسمبر 2022

رحلة عمر/محمد علقم/مؤسسة الوجدان الثقافية


 رحلة عمر

...............
أيـا وطنــي قـد طـال انتظــاري
وحنّــت روحــي لأهلـي وداري
قضيـت العمـروأنـا في همّ وغمّ
وفي الشتـات قـد دنا احتضاري
فسبعون حولالن تنسيني بلادي
فلسطيــن حيـاتي وهي شعاري
تــآمــر الكــون علـى اقتــلاعي
ومــن أرض جــدي بــإصــرار
وأسكنــوا فــي وطنــي غــريبا
ستلفظــه الأرض وبــاستمــرار
لأنّ الأرض تعــــرف ذويهــــا
تخضّــب تـرابهــا بدم الأحـرار
شهـدتُ الهجــرة أنــا وأقــراني
فـراقبـتْ العيـون فعـل الأشرار
فلـن أنس المجـازروذبــح أهلي
وأبي يئــن خـذي مفتــاح الــدار
حملتُ المفتاح محتفظا به لجيل
يكــون على يديــه اتخـاذ القرار
بــأن يطهــربــلادي مــن بـلاء
أتى بـه الغرب اللعين باستكبـار
وفي هجرتي عاقرت كأس ذلّي
فكـان الهــوان ثـوبــي وعـاري
فكـم مـن قـريـب عـايرني بأني
تركت بيتي برغبتي واختياري
وكم ذلّني التسول في المخيمات
وأنا العفيفـة وأهلـي مـن الأخيار
لذا أرضعت طفلي أنّ له أرضا
سُلبـت مــن عــدو لئيــم ومكّـار
بلادي سُلبـت والعُـرب سكارى
عبيد للغـواني بالطبل والمزمار
سماسرة وتجارلا يعرفون شيئا
وفي المـلاهي ليلهـم مثل النهار
وهذا مفتاح بيتك يا ولدي عليك
بأنْ تعـود إليه مقـاتلا مع الثوار
فلا تثـق بكـل أفّاق كـذوب همّه
بأن يرض الغرب عنه كسمسار
رعـاك الله يا ولدي جـدّك شهيد
لقـد أوصى بتحـرير تلك الـديار
سأزفّـك يا ولـدي للجنـة شهيــدا
فتكون برفقة المصطفى المختار
فأنا الأم الفلسطينية لم ولن تنس
كتـاب عمـري يُقـرأ مع الأذكار
أبـوح لك يـا ولدي بمـا في قلبي
وأنـــاشــدك أنْ تـأخــذ بثـــاري
لقـد عـانيت مــن صهيـون قهرا
إليك يا ولدي حبّي مع اعتذاري
(محمد علقم)19/12/2016

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق