غياب
ليلٌ تَهاوَى و سهدٌ باتَ يَرتقِبُ
ما راق لي فيه لا جِدٌّ و لا لعبُ
يا ماسِكا بالعود هل قوَّمْتَ ريشتَهُ
أم هل خدشتَ بها الأوتار تَنتحِبُ
يا عازف الناي هل هذَّبْتَ أثقُبَهُ
مِنْ شدْوه هاجَ بالأشجانِ مُكتئِبُ
فاين مَنْ كانت الألحان تُطربُهَا
و الوصل أُنْسٌ به الإحساس مُلتهِبُ
و الكأس مِن ذهب تسقيكَ خمرتهُ
و الثغرُ يُهْدِي رِضابا مِنه تَنْسَكبُ
و الجيد كالسِّحْرِ تُغرِي الصدرَ ضَمَّتُهُ
و القدًُ في الحسنِ أُعطي كل ما يجِبُ
و الصوت قد خفَتتْ بالحب نَبْرتُهُ
والكف بالكف رحَّال و مُغْتَرِبُ
و العين في العين بحار بزورقِهِ
و النبض بالقلب حيران و مضطَرِبُ
نَحْياهُ عشقا فلا الحرمانُ يُفسدُهُ
ماطال ليل ولا الأشجانُ تقترِبُ
و اليومُ أَضْحَى هَوَانَا باكِيًا طَلَلا
ماضٍ كتاريخٍ على الأحجار ينكتِبُ
ذكرى هواكم تُعيدُ النبضَ سيرته
ولكنَّنِي صابر لِلّهِ مُحتسبُ
الشاعر الحبيب المبروك الزيطاري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق