رغم الضياع/ناريمان معتوق
تختبئ في جوف الكلمات مشاعري هنا
كلما حاولت اظهارها لتتبلور وتلمع
تلبدت وأمطرت قهراً وعذاباً
كما عاهدتني روحك وطيفك
لم تأتِ تعقد جدائلاً ملونة حول رسمي
ومن وهم الحب حول معصمي لأبتسم
لم تأتِ كبارقة أمل تحييني وتعزلني عن القهر
وأنا أستجدي حبك كفقير على باب دارك
أيها التائه في الأبدية الحالم
ألم تشعر بحال قلبي وما غزاه من حنين؟
ألم تغزل أناملي في ليلي لك قصائداً من حب؟
وأنت هناك تبتعد خطوات وأكثر
تأسرني حكاياتك وجميل همساتك
ما زالت عالقة فيّ على جسدي
برودة يديك وصقيع روحك
لمساتك على جسد مثقل بالهموم أتعبني
وعلى قلبي ألف وردة حمراء قطفتها لك
تعرج على حبال صوتي
آهاتك،
زفراتك،
ورجفة جسدك المتعب،
ما زلت كما أنا معشوقتك التي لم تبالِ في يوم
لحب رجل آخر يروي ظمأ روحها
وأنت أتيت تسكنها رغم الجراح
تعلّق عليها آثامك حروبك مع الذات
أتيت لتصفع آخر أمل لديها عن عشق الحياة
لكن لماذا أنا من جميع نسائك ومن حولك؟
لماذا ناديتني في ليلك الشرس بحبيبتي؟
لماذا أسرتني،
قيدتني،
غررتني،
ضيعتني،
وتسكعت خارج مسار روحي التائهة بعيداً
ما زلت أبكي ألم فراق هدّ كاهلي
وما زالت الحلول لديّ قاسية ومؤلمة تعذبني
أأرحل رغم شقاء روحي دونك!
أأرحل رغم غربة ذاتي التائهة!
أأبني شارع اللهفة حول معصمك ،شفتيك !
وسجائرك المشبعة برائحتك وعطرك
وأنا أرتجف بعادك.... وأكثر
تنظر حولك ولم ترني
تنظر فضّ دائرة العدم وتختفي هناك
وأنت قابع بذاكرتي تتمرد
وأنا هنا ما زلت أصفف لك الكلمات والهمسات
وشرود ذاتي يعيقني أكثر، علّك تأتي
وأنا كطفلة عالقة بين مسامات روحك تناديك
هل وصلت إليك رسالتي بالأمس؟
أم أنك لا تقرأ الرسائل المبطنة
الألغاز تحيرك،
تعيق تفكيرك تجتّر من أحلامك
تجعلك تتوه ألف مرة في دائرة العدم
لم تستقر رغم الهدوء حولك
لم تثبّت أي حروف اللغة لديك كي تتكلم بها معي
لم تعانق فجري بابتسامة وقبلة على الجبين
ولم تحلق حول لهفتي وفيروز لغتي شطآن
وحيداً تغازل أخرى في ليلك الظالم
وأنا هنا أرتدي الشوق معطفاً
رغم صقيع روحي أرتجف بعادك
أبحث في دائرة العدم عن سبب وجودك ثم ضياعك
لكن أنت .....اختفيت
تسربت من بين أناملي كرمل هارب
يلاحق دفء الشاطئ
لكن نسيني هنا....
وحيدة أتألم بين أصداف غيرتي العمياء
يأبى لحظة الشوق والانتظار
تلاشيت كزبد البحر....
اختفت آثارك وأحلامك من عالمي
وأنا ما زلت أفتش عن بقايا قلب
رغم الضياع.....
(رغم الضياع)
ناريمان معتوق/لبنان
20/12/2022
8:4ص
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق