الاثنين، 19 ديسمبر 2022

كنْ يا شعرُ رقيقاً /د. محفوظ فرج/مؤسسة الوجدان الثقافية


 بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية

كنْ يا شعرُ رقيقاً
———————
أقولُ لهُ : كنْ يا شعرُ رقيقاً
في حضرَتِها
غَنِّ لها بهدوءٍ بهدوءْ
واستدعِ كلَّ مجازاتِك
ترسمُ لوحاتِ اللهفة
في فستانِ السهرة
قلْ : إن حماماتِ السَّدةِ
في سامرّاء
قطفتْ وردَ النرجسِ
واتَّجَهَتْ
صوبَ ضفافِ الثرثار
وألْقَتْهُ على أنفاسِ حبيبي
قل : إنَّ السعفَ البصري
على رغمِ المأساة
تراقصَ حينَ حكيتُ له
عن دنيا
وتوسَّلَ في كلِّ صبايا العشارِ المرحاتِ
أنْ يتخيَّرْنَ لها شالاً
مغموساً بندى قدّاح النارنج
يبرقعُ فِتْنَتَها الملكية
كنْ ياشعرُ رقيقاً في حضرتها
وتَعَبَّدْ في محرابِ مَحَبَّتِها
وإذا ابتسمتْ شفتاها
أتركْ قلبَكَ مرهوناً
بسواقي الليلِ المسدول
على كتفيها
وَلْتَتَضَمَّخْ أحرُفُكَ الولهى
بعبيرِ الأزرار
أقولُ لهُ : خُذْني أتَمَلّى في عينيها
مدنَ الشعر
ومنعطفاتِ الفتنة
بينَ الحاجبِ والأهداب
وإذا شئتَ
فَمَتِّعْني في خمرِ لواحظها
حينَ تغورُ وراءَ الحُجُبِ السحرية
وَتَلَطَّفْ
حين تطوفُ عصافيرُ الكسرة
حولَ التفاحِ المخبوءِ
وراءَ الأغصان
أقولُ : دعِ الجبلَ الأخضرَ في قورينا
يباغتُ صدرَ البحرِ الأبيض
بالعاجِ البَرّاق
الطافحِ في سيقان
عرائس كليوباترا
د. محفوظ فرج

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق