خَيْطُ الفَجر
بِعُمْقِ النُورِ فِي صَدْرِي
بِكُلِّ الحُبِّ يَا قَدَرِي
بِمَا أُوتِيتُ مِنْ عُنْفٍ
وَ مِنْ صَبْرٍ وَ مِنْ جَلَدِ
بِمَا أُوتِيتُ مِنْ حَذَرٍ
أَلَا لُطْفًا بِذِي كَبِدِ
بِقَدْرِ حَنِينِ الطِفْلِ
فِي المَهْدِ إِلى النَهْدِ
بِقَدْرِ عُيُونِكِ قَمَرًا
يُرَاقِصُنِي بِلَا وَعْدٍ
بِقَدْرِ شِفَاهِكِ مَرَجًا
يَضُمُ الشَهْدَ لِلْشَهْدِ
بِقَدِرِ مَا تَهَامَسْنَا
وَ طَيْفُ الحُبِّ جَالَسَنَا
بِقَدْرِ مَا تَرَدَّدْنَا
وَ أَصْرَرْنَا وَ عَانَدْنَا
بِكُلِّ الوَرْدِ الذِي كَانَ
مَزْرُوعًا لِخَاطِرِنَا
بِطَيْرٍ شَدَّ مَوَالًا
وَ جَاءَ عَمْدًا يُجَاوِرُنَا
أَعِدِّي الأَرْضَ نَسْكُنُهَا
فَمَاءُ البَحْرِ أَغْوَانَا
أَعِدِّي اللُّطْفَ خَضْرَاءُ
فَقَهْرُ الفَقْدِ أَعْمَانَا
أَعِيدِي قَلِيلًا مِنَ الأَمَلِ
أَلَمْ تَعِدِي سَتَحْمِينَا
أَعِيدِي الرُشْدَ لِلْوَلَدِ
بُنَيَّ لِمَاذَا سَتَهْجُرُنَا ؟
أَبِي مَا عَادَ لِي وَطَنٌ
أَمَا قُلْتَ بِهِ دَرَنٌ
فَكَيْفَ يَطِيرُ عُصْفُورٌ
بِجَوٍّ جُلُّهُ عَفَنُ
أَبِي مَا كُنْتُ لِأَهْجُرَكُم
لَوْ أَبْصَرْتُ لِي أَمَلًا
وَ لَكِنْ هَا هُنَا أَبَتِي
يَعِيشُ الحَيُّ فِي كَفَنٍ
أَبِي قَدْ جَاءَ فِي الرُؤْيَا
إِذَا شَحَّتْ بِهَا سِيرُوا
أَرْضُ اللهِ وَاسِعَةٌ
ذِي يَلْزَمُهَا تَحْرِيرُ
عَجَزْتُ كَيْفَ أُقْنِعُهُم
بِأَنَّ اللهَ يَرْعَاهَا
وَ أَنَّ الفَجْرَ وَ إِنْ بَعُدَ
سَيَأْتِي إِلَى مُحَيَّاهَا
عَجَزْتُ وَ تَاهَ بِي الحَرْفُ
رُوَيْدَكَ كَيْفَ تَنْسَاهَا
حَبِيبَةُ القَلْبِ وَ إِنْ بَعُدَتْ
بِخَيْطِ الفَجْرِ تَلْقَاهَا
هُنَا تَخْضَوْضِرُ الدُنْيَا
فُؤَادِي مَقَرُ سُكْنَاهَا
الهاشمي البلعزي
في
23/10/2022
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق