الذل والخنوع
شعبٌ أضاعَ الدَّربَ حينَ هَوَتْ بهِ
أعمالُهُ يستجدي الأوغادَا
أنْ ينصفوهُ منَ التَّردِّي والرَّدَى
ليعودَ حرًّا لا يرَى استبدادَا
وَهْوَ الَّذِي منْ ذُلِّهِ وخنوعِهِ
قدْ أوجدَ الطُّغيانَ والأسيادَا
شُرِختْ رجولَتُهَ يعيشُ منافقًا
يسترجيْ الحكَّامَ والجلادَا
وُضِعتْ كرامتُهُ فلَا يأبهْ بهَا
إنْ نالَ منهَا فاسقٌ وأرادَا
وأضاعَ منْ بينِ الجوانحِ موطنًا
يجرِي علَى جنباتِهِ يتهادَى
وينامُ تحتَ سمائهِ متسَتِّرًا
بظلالِهِ كي يأمنَ الآَسادَا
ويبلُّ حَرَّ صداهُ عذبُ فراتِهِ
ويذوقُ شهدَ نعيمِهِ إِرفادَا
تَبًّا لمنْ أحنَى الجبينَ لظالمٍ
أضحَى يعيثُ تهكُّمًا وفسادَا
لَا يستطيعُ بأنْ يحرِّكَ ساكنًا
أوْ يخلعَ الأغلالَ والأصفادَا
وأذلُّ ما فِي الأرضِ منْ باعُوا الحِمَى
ورضُوا بمنْ يستعمرُ الأنجادَا
وأشرُّ منهمْ منْ يَمُدُّ يدَ الرِّضَا
ليعينَ منْ يتنفسُ الأحقادَا
عجبي لشعبٍ كمْ بهمَّتِهِ بَنَى
بالأمسِ في جردائِهِ أمجادَا
واليومَ أضحَى رهنَ غُصَّتِهِ الَّتِي
فَرَضَتْ على إذعانِهِ استعبادَا
يمشِي علَى مرضاةِ سَيِّدِهِ إِذَا
مَا قالَ قُمْ تركَ القعودَ ومادَا
يتمرَّغُ الذُّلَّ المشينَ بأرضِهِ
ويذوقُ منْ زرعِ الهوانِ حصادَا
يتجرَّعُ المُرَّ المريرَ بعيشِهِ
ويصبُّ دمعَ عيونِهِ إِرمادَا
وجعٌ أصابَ قلوبَ منْ عاشُوا بهِ
وجراحُهُ تستوطنُ الأكبادَا
لَا شيءَ ينقذهمْ سِوَى فرضِ الأَنَا
بعزيمةٍ تتطلَّبُ استشهادَا
والصَّوحُ في وجهِ البغيِّ كفَى بنَا
ما جرعتنَا منْ يديكَ نَكادَا
نفدَ التَّصَبُّرُ فِي صُبُورِ قلوبِنَا
وسرَى بهَا عزمُ الأباةِ وقَادَا
عزمِ سيقتلعُ الطُّغاةِ جميعَهمْ
ويحاسبُ الظُّلَّامَ والأوغَادَا
ويسيرُ في دربِ العدالةِ سالكًا
يستمطرُ الخيراتِ والإسعادَا
جَرِّدْ سلاحَكَ كَي تَصُدَّ بهمَّةٍ
من بايعَ الشَّيطانَ والقوَّادَا
ومضَى برغبتِهِ الدنيئةِ يمتطِي
صهوَ العَدَاءِ رُكُوبَةً وجوادَا
اِفْقَأْ بخنجرِكَ العتيدِ لعينِهِ
واقرأْ عليهِ ورتِّلِ الأورادَا
اِقْطَعْ أيادِي المعتدينَ وسُوقَهُمْ
اَذِقِ اللِّئَامَ منَ المنونِ زُوَادَا
|
أحمد صلاح
اليمن-صنعاء
٢٠٢٢/٨/٣١م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق