الجمعة، 19 أغسطس 2022

مُجرِمُونَ معَ وقفِ التّنفِيذ. بقلم. علي مازح:

 مُجرِمُونَ معَ وقفِ التّنفِيذ..

علي مازح:

إنّها العاشِرةُ مسَاءً بتوقيتِ الإرهاب..

أربعةُ مُجرِمينَ مُناصرينَ لحزبِ اللهِ، حزبِ ولايةِ الفقيْهِ، العُنصُرِيِّ الفاشيّ، (أحدُهُم عُنصُرٌ في الحزبِ شارَكَ في قتلِ الشّعبِ السُّوريّ، والثّلاثةُ الباقونَ هُم: والدُهُ ذُو السَّبعينَ 《رَسَنَاً》، وشقيقُه وابنُه) يُهاجِمُونَ منزلَ العائلةِ في قريتِي باريش، في قضاءِ صور، في جنوبِ لبنان، مُستَخدِمينَ العِصِيَّ ومُسَدَّسَاً حربيَّاً وبندقيّتَي صَيْد.

المُجرِمُونَ الأربعةُ أقدمُوا على رَشْقِ بيتِ العائلةِ (حيثُ كنْتُ أتواجَدُ أنا وأخي وعائلةُ أخي الثّاني وطِفلاهُ) بوابلٍ مِنَ الحجارةِ، فيما أطلق قاتلُ الأطفالِ في سوريا النّارَ منْ مُسَدَّسِهِ الحَربيِّ، مُهَدِّدَاً إيَّانا، مُتَوَعِّدَاً بالوَيلِ والثّبورِ وعظائمِ الأُمورِ إنْ نحنُ بقينا في البيتِ ولم نُغادِرِ البلدةَ على عَجَلٍ، قبلَ أن يَصطدِمُوا بشبابِ الحَيِّ، "الأبطالِ الغَيَارَى"، ويَنقلبُوا على أعْقَابِهم خاسِرِيْنَ صَاغِرِيْن.

تقدّمْتُ بشكوىً ضِدَّ هذه المجموعةِ الإرهابيَّةِ، الخارجةِ على القانونِ، في فصيلةِ جويّا في قضاءِ صور، في تشرينَ الأوَّلِ مِنَ العامِ 2021، وقد تمَّ تحويلي حينَها إلى النّيابةِ العامَّةِ في قصرِ العدلِ في صيدا، لتقديمِ دعوى إطلاقِ نارٍ وتهَجُّمٍ وتَعَدٍّ على حُرمَةِ بيتِ العائلةِ، وتسليمِها إلى المحامي العامِّ الإستئنافيِّ في الجنوبِ القاضي ماهر الزّين، وبالفعلِ تقدّمْتُ بالدّعوى وسَلّمتُها إلى القاضي الزّين، الّذي كان إيجابيَّاً ومَرِنَاً في طريقةِ تعاطيْهِ مع مِلَفِّ هذه الدَّعوى.

ولكنْ ولأنّ الرِّياحَ في وطني الحبيبِ الجريحِ لبنان تجري بما لا تشتهي القوانينُ فيهِ (فقد رقَدَتِ الدَّعوى بسَلامٍ)، في الفصيلةِ المذكورةِ أعلاه، وعندَ كلِّ مراجعةٍ واتّصالٍ بالفصيلةِ كانوا يُجِيبُونَنِي بحُجَجٍ واهيَةٍ، تُضْحِكُ الثَّكْلَى: (إنّ لدى الفَصِيلةِ الكثيرَ من المُشْكِلات، وإنّ الفَصِيْلةَ تأخُذُ بعينِ الإعتبارِ أجواءَ كُورونا، وإنّهم مَضغُطُونَ)، و.. (سَكِّرْ خَطَّكْ، هَلَّقْ مِنْدِقِّلَّكْ)، إلى أنْ فوجِئْتُ يوماً وخلال اتصالٍ بالفَصِيلةِ أنّهم قد سَطَّرُوا مَحْضَراً في الدّعوى بغيابي، (أنا المُدَّعِي علي عبد الرَّؤوف مازح)، وحينَ سألتُهم عنِ السّببِ في ذلك أجابَ المُحقّقُ العبقريُّ في الفصيلة محمّد ج: (لقد اتَصلْنا بكَ 4 مرّات وقد كان تلفونُكَ مُغلَقاً)، واللهُ يشهدُ ورسُلُه والأحجارُ الّتي رمَاها هؤلاءِ المجرِمُونَ الزُّعرانُ على بيتِنا، والمُسَدَّسُ الّذي كان يحمِلُهُ قاتلُ الأطفالِ في سوريا يشهدُ، وبندقِيّتا الصيّدِ الّلتانِ هاجمونا بها تشهدُ، وكذلك أحجارُ الصّوّانِ التّي رشقُونا بها، والّتي أصابَ أحدُها رأسي والآخرُ عَينِي وأصابت أخي في فخذِهِ تشهدُ والعَصَا الّتي غَرَزُوها في عَينِي تَشهَدُ أنّي لم أُغلِقْ جَوّالي قَطُّ، وكنتُ دائماً على أُهْبَةِ الإستِعدَادِ، (سِنْجِي طَقْ) تَحَسُّبَاً لأي طارئٍ.

راجعت القاضي ماهر الزّين في أمْرِ المَحضرِ  الّذي تمّ تسطيرُهُ بغيابي، فطلبَ منّي تجديدَ الدَّعوى، وبالفعلِ قمْتُ بتجديدِها لِتعُودَ وترقُدَ بسَلامٍ من جديدٍ.

ولكِنْ وعلى قاعدةِ (لا يَضِيعُ حَقٌّ ورَاءَهُ مُطالِبٌ) وبعدَ متابعةٍ حثيثَةٍ معَ القاضي هاني البَرشا الّذي آلت إليه مُهمَّةُ دراسَةِ الدَّعوى ومتابعَتِها تمَّ بتاريخِ 20/12/2021 تسطيرُ محضرٍ بحضوري.

وعلى مَسَامِعي وأمامَ مَرْأَى عَيني وبعدَ تسطيرِ المَحضرِ اتصلَ المحقّقُّ محمّد ج بالقاضي وسَألَه: (رَيِّسْ إمْنِسْتَدْعِيْهُم)؟

القاضي: نعَمْ

المُحَقِّقُ: (بأمْرَكْ رَيِّسْ).

ولأنّ الرِّياحَ في وطني الجريحِ المُغتَصَبِ لبنان تجري بما لا تشتهي القوانينُ فيْهِ، ولأنّ يدَ حزبِ اللهِ فوقَ أيديهم، والخوفَ أسْوَأُ مُستشارٍ للإنسَان فقد رمَوُا الدَّعوى في أدراجِ خوفِهم ونسيانِهم.

سَنةٌ وتسعةُ أشهرٍ من عُمرِ هذه الدَّعوى كفيلةٌ بأنْ تُعلِّمَ حمارَ تيمور لينك القراءَةَ والحِفظَ والكتابةَ.

قِيْلَ: (إذا اسْتَطعْتَ أنْ تُقنِعَ الذّبابَ بأنَّ الزُّهورَ أفضلُ مِنَ القُمامَةِ حينَها تستطيعُ أنْ تُقنِعَ الخَوَنَةَ بأنَّ الوطنَ أغلى مِنَ المالِ).

      16 / 8 / 2022



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق