لست عفويا يا صاح!!!!
ولا أكتب بعفويةِ القيء
ولا يركض قلمي كالبغل الصغير على بطحاء ورقتي .
أنا هنا يلفحني هجير القيروان ، *القرجومة مسدّفة بالجّمر ...الفم ممسوح... والقلب مذبوح *
-الكبتُ،
-الوأدُ،
-السّحْقُ القسريُّ،
-الهرسلةُ،
-الطمسُ، وَ وَ وَ
هذه العصيُّّ ليست إلا دودا ألقته سحرة القبور المتحرّكة على بلاطِ عزمي فسال االحبر من أنفي ومن لثتي وقد دُقّت فكّي لمحو إبتسامة فتية ، عقابا زؤاما لتجرّئي الشجاع على وصف الهاوية ...
يا صاح !!
أعرض أمامك الحروف مكبّلةً في سوق الكلام،
تريد أن تتملّصَ من عِقالِها فأسدل عليها ستارا من القماش الأدبي الرخيص.
كلّها حرّة برّيّة لا تروّضُ بين دفّتي كتاب !.
هزيلة،
أصابها سقّامُ الرّهب وما أدراك ما الرّهب !
أرأيت غزالا بين يدي قسورة؟
أسمعت قلبه يذوبُ بمعْصرة؟
أطرافهُ ترتخي ويفقد الوعي ويسلّم خاتمة النهاية حتى يبرك كأنما الجاثوم المرعب تلبّسه !
لكنها ،
تأبى اللمس والتلمس والمداعبة والحنان الزائف.... لأنها ليست عاشبة ،
و لأنني أجمع ريق الأوس القليب في كيسٍ من غدد المسك والينجوج الزكي ، ثمّ أدسُّ بعد الهرس والرفس ، بإصبعِ عِبّيثٍ هِرْدِبَّةٍ قَيْرَوَهَّانِي في جوف قصبة من خيزران "البنشاك " وأكتب كالمجنون الدّميمِ كلماتي و أكحّلُ عيني برؤيتها ثم أقتلها قبل أن يقتلها غيري كي لا يقال :"جنت على نفسها القحزبون براقش "....
أنا أيها الكرام لم أكتب بعد،
فهذا ليس قلمي .
لست بجّاحًا ولا فلّامًا ولا صاحب كُذيْبةٍ أجول بها بين ظهراني قرّائي !! أصلا ليس لي قرّاء ٌ إلا بعض الحقيقيين الكرماء، أصحاب مروؤات أو أساتذة جهابذة مدقِّقينَ تذوّقوا حرفي فعلموا أنه صادق رغم بشاعة الأسلوب .
هكذا أنا مرتاح في زقاقي
ألتقي بكم من بعيد
ولا أتلوا كلمة أو حرفا من قصيد إلا وذهبت أبحث عن سيجارة ترتعد بها أصابعي بشراهة .
المهم
دعك مني
فأنا عبد مقيّدٌ لم تعتق رقبتي القيروان ....
كم أحب القيروان ..
محمدجيد

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق