السبت، 13 نوفمبر 2021

في معبدِ حبِّها /حكمت نايف خولي/جريدة الوجدان الثقافية


 في معبدِ حبِّها

بين أمواج النورِ وأنغامِ جوقة القديسين
خشعتْ روحي في ذهولٍ وانخطاف
غمرتني غمامةٌ خطفتني وحملتني إلى أغوارِ الدهور
هناك كانت هي حبيبتي الأولى
بقيتْ عبر تقلبات العصور حبيبتي الوحيدة المتفردة
بين حدائق النرجس وأزهار الياسمين .
تفتَّحَ الحب لأول مرةٍ في قلبينا
وأزهر في روحينا . نما ترعرع كبرَ وشمخَ عالياً
غدا أوسعَ من الكونِ أعمقَ من أعماقِ الدهور
هناك في كوخٍ من أزاهير النرجس كان أولُ لقاءٍ لنا
مسحنا الله حبيبين إلى الأبد بارك حبَنا
وضع على هامتينا تاجَ الحبِّ الابدي .
رباطُ حبٍّ لا تفصمُ عراه تقلباتُ العصور
أحببتها حتى الثمالة عشقتها بجنون العشق
غدتْ معبودة روحي مليكة قلبي
وهبتها منذ البدءِ حياتي
ملَّكتها عمري استولتْ على كياني
استوطنت مهجتي فكري وخيالي
تقلَّبتْ علينا الأدهار تعاقبت الأسفار
بقيتْ كامنةً متغلغلةً في حنايا وجداني
وبين طيات روحي .
انصهرتْ روحانا تطهرتْ بنار الحبَّ المقدس
جمعتنا عباءةُ الطهارة والوفاء والإخلاص
غدونا قلبا واحدا روحاً واحدة كياناً واحداً
تتالت العصور تدحرجت الأحقاب
بقيتْ صورتُها محفورةً على جدران الروح
حروفُ اسمها منقوشةٌ على شغاف قلبٍ متيمٍ بها .
شجيُّ صوتها تحفظه بشغفٍ وولهٍ أذناي العاشقتان
التقينا أحسَّتْ بها روحي خفقَ لها قلبي
تعرَّفتْ عليها أذناي تفجَّرتْ أحاسيسُ مهجتي
اضطربتْ لواعجُ دخيلتي
هذه هي معبودتي منذ الدهور . كيف لا أعرفها
هي من تسكن أعماقَ وأغوارَ كياني ؟
حبيبتي الاولى الوحيدة والاخيرة .
وحدها من أحببتُ وعشقتُ منذ الزمن السحيق
أغلقتُ قلبي عليها طويتُها في روحي إلى الأبد
شاعر النرجس والألغاز
حكمت نايف خولي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق