الأربعاء، 3 نوفمبر 2021

...حصان جعبقلوس... بقلم محمد جيد

 ...حصان جعبقلوس...

عُرَابِي وما أدراك ما عُرابي رجل شهم كريم جَمٌّ أصيلٌ لا يُرى عليهِ أثرُ الخديعة حين تخالطه ولايُعرفُ عنه غدر ، رغمَ ذلك كانَ دميمَ الخِلقة تضنُّهُ من بعيد سيفترسك وقد جادَ وجههُ بكلّ أوصافِ الوحوش لذالك كان يتوشّحُ بكوفيّةٍ فلا يضهرُ من ملامحه الا عينه الجاحظة.
ذهبَ "عُرَابي" لبحيرة مجاورة للمدينة وهناك يربط الشهبندر حصان سيده السلطان "جعبقلوس الخامس " وكان يعشق صيد الغزلان .
نزع عرابي كوفيته فسقطت في الماء وابتلت فأخذها بكلتا يديه ونفضها ليطرح ماءها فحاَصَ الحصان ضنا أن هذه إشارةَ فزعٍ وولّى إلى القصر كأنما يريد أحدهم أن يخصيه بحديدة ساخنة . يستشيط شهبندر الرشاوي و يحاصر البحيرة ويقبض على عرابي المسكين وهو يقول:
أيها السفاح
ثكلتك أمك
هذا يوم نهايتك....
خاف المسكين في بادئ الأمر ثمّ استجمع نفسه وقال :
أتروّعني لأجل حصان؟
حُمل المسكين وأُلقي َ به أمام نعل جعبقلوس المبجل
وقد تهالك من فرط الأزِّ و الرّكْل فاستجمع قواه وقال:
يا ابن الكرام يا أيها الهُمام يا سيد السرج والزمام ..أنا الوحش الزّنيم أصطاد الأحصنة والغزلان لأسد جوعي ولو علمته حصانك لقبّلت ظهره لأن من اعتلاه شهم عظيم .
فأعجب جعبقلوس وقرّبه على الشهبندر
هنا علم عرابي أنّ أصحاب الأمر يعشقون الأقوياء فسايره في اعتقاده فنجى.....
اللعنة على الشهبندر !!
..
بقلم محمد جيد
تونس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق