الاثنين، 8 نوفمبر 2021

رسائل مؤجلة/فوزية البوبكري/جريدة الوجدان الثقافية


 مساء الخير

صفحة من داخل روايتي * رسائل مؤجلة *
ستكون حاضرة في معرض الكتاب الدولي بالكرم. فرصة احبتي لنتعرف علة بعض على ارض الواقع.
_________________________________
على المرءأن يهدأ أحيانا ويعيد حساباته تجاه حياته، عليه أن يتقبّل فكرة أنّ بعض الأحلام لا تستحق كل هذا العناء. عليه أن يتوقف و يبحث عن أحلام جديدة تستحق أن يركض وراءها، عليه أن ينظر حوله ويتابع من يمكنه الاستناد عليه حقا ومن يملأ فراغا كبيرا في تفاصيل يومه و واقعه.
حتى أحلامه عليه أن يختار منها ما يمكن تحقيقه والحصول عليه بأقلُ قدر من الآلام، فبعض الأمنيات لا تتحقق لأنها منذ البداية لا تناسبنا.
لازالت حتى اليوم وبعد مضيّ ثماني عشرة سنة لا تصدق أن حبها الأول رحل عنها بعيدا، رحلة لا عودة منها.
حين أدخلوها لتودعه الوداع الأخير، ممسكا بها أخوها وزوجها، كانت شبه مُغيّبة، تكاد رجلاها لا تحملانها.
ظلت لأيام فاقدة لأي إحساس وكأن جمودا أصابها فشُلّت كل أحاسيسها. لقد عادت بعد تلك التجربة إنسانا آخر...
كيف يبدو الموت بعد أن يأخذ منا شخصا كنا نظن أنه أحد أعمدة العالم وبدونه سيختلّ توازنه ويختل بذلك توازننا، لكن الواقع غير ذلك، وحدها الأحلام من تغمض عينيها عما يحدث حولنا،
الواقع غير ذلك.
أشياء كثيرة تشير إلى أن ذلك الشخص الذي فارقنا دون رجعة كان هنا بيننا، نستمد منه قوتنا، لكن الأيام تمضي ومع كل يوم تتلاشى صور وتثبت أخرى ليصبح من كان جزءا مهما من وجودنا مجرد ذكرى، ذكرى تزورنا بين الحين والحين لتترك فينا حنينا أو حزنا أو مجرد اشتياق لزمن نعلم أنه لن يعود، وتتلاشى تلك الصور شيئا فشيئا ليملأنا الرعب من إمكانية فقدها للأبد.
فوزية البوبكري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق