الثلاثاء، 9 نوفمبر 2021

سرُّ الزهور الحمراء /رشيد خلفاوي/جريدة الوجدان الثقافية


 **** سرُّ الزهور الحمراء ****

تغتالني اللحظاتُ
وهذا الظلام الجاثم على الأنقاضِ
يُكبلني
والبنيةُ الجالسة على عتبات الماضي
كأطلال زهرة بريةٍ
تُحاصرني
تغرز فيَّ نظراتها
تُطلق عليَّ وابل اتهاماتها
تُذكرني
تلك الصورة تأبى أن تفارقني
مازالت آثار الدم
على تلك البقعة من ضفة الوادي
تُشعرني بعجزي....بضعفي....بجبني
تُدمرني
البنية الجالسة على عتبات الماضي
وأنا / الطفلُ
وضفة الوادي
تجمعنا أحلام الطفولة
والطين في أيدينا يتشكل
مُدُنًا ونوارسَ...ودُمى
والطبيعة تتجمَّل....
تلك الصورة تأبى أن تفارقني
إثنان كنَّا
وأشجار الدفلى
على جنبات الوادي
تُظلِّلُنا .....
في ذلك العهد الأبيضِ
كانت زهور الدفلى بيضاء
وكان الثلجُ يُكلِّلُ هاماتِ الجبالِ
والوادي ... ينسابُ متسللا
بين الوهادِ
يُسكرنا
تلك الصورة تأبى أن تفارقني
الشمس تتوسط السماء
والكون لوحة زاهية
تمتزج الخضرة فيها
بالزرقة...بالبياض
بطفلين ... بجدول ماء
في تلك الساعة الفاصلة
بين المشرق والمغرب
بين الصبيحة والمساء
تسلل الى اللوحة شبح اسود
إغتصب البسمة
من على شفاه البنية
الجالسة على عتبات الماضي
إستصرختني
إستنصرتني
وانبعثت من بين اشجار الدفلى
حشرجة مرّةْ
وأنا الجبان العاجز واقف
ما الذي يستطيعه طفل
يكبله الرعب
غير البكاءْ
في تلك الساعة الفاصلة
بين الطهر والعهر
بين الوفاء والغدر
نمت على اشجار الدفلى
زهور حمراء....
ثم غربت الشمس
...................
رشيد خلفاوي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق