السبت، 6 نوفمبر 2021

حتى لا أندم /دخان لحسن/جريدة الوجدان الثقافية


  حتى لا أندم ( الهجرة عبر البحار )

أداعِبُ الحيرانَ وأنادي من هَرَب
أحمل وردةً وأتناسى العجب
سيلٌ من البشر
يجوبُ البحر فوق الحَطب
رمنسيةُ الأمواجِ تحملُ الغَضب
ساعة النوم تنبهُ العَصب
إمّا نعاسٌ أو عَطب
كل منهما له مخالبُ الوَثَب
تنهشُ من رَكِبَ المَهَالِك ولا تُبالي بالسَبب
تلتهمُ الشبابَ كحباتِ الرُّطب
أناشدكم بدم الشهداء والنسب
بحنين الأم وعطف الأب
بمهد النوم وطفولة اللعب
بسيف الجهاد، بصرير الأقلام وبالكتب
بتضحيات الأجداد وتاريخ الحِقب
بلغة الضاد وانتماء العرب
بدين الإسلام ومُفرِج الكُرب
أعرف أنكم تسمونها لغة الخشب
ارحموا أنفسكم ولا تُهِينُوا الوطن
لا تُحققوا نصف أحلامِكم بالكذِب
لا يَغُرنَّكم ثَراءٌ فيه العداءُ والنَّصَب
حكِّموا العَقل واهتفوا بحياةِ التَعَب
لكم في دعاء الوالدين دَحضُ الخَطَب
وفي جمع الغُثاءِ من أرضكم عزّةٌ كالذَهَب
خير من رَمْيِ أنفسكم
لِموتٍ لا يعرفُ المدحَ ولا العَتَب
وخير لكم من الاقتداءِ
بمن يشْربُ الراحَ في راحته
وخير من مَزْجِ النواهي بالطَلب
وخيرٌ من أُنْسِ العودِ في الشرقِ والغَرب
ألومُ كلَّ رَاعٍ تركَ الخرافَ للذئاب في الغِيَب
وأدكُّ قلاع الحقوقِ التي يتأمّرُها النهَب
وأكسِّرُ الأقلام التي تكتبُ زيفَ الخُطب
وأقاضي من إدّعَى الولاءَ وخانَ الوطن
وأُشْرِبُ أجاجَ البحر مَنْ حَكَمَ بالغشّ والنَصَب
وأذيقُ العلقمَ مَنْ حَرّقَ الشبابَ ولأمْوالِهم نَهب
وأحيدُ كلَّ ذي شبهةٍ قبل نشوبِ اللهب
أمّهاتٌ بِفَقْد فلذات الأكباد والصُحَب
يعالجْن الجراحَ بالألم
أبكي وأنا أعرفُ أن البكاء لا يعالج النُدَب
وأعرفُ أن ضحكاتِ المَوْجِ تُضْمِر السِهَام والشِهَب
واعرفُ أنه مهما طالت غربة الشباب
تتراكمُ فيهم الأشواق والأحزان كتراكم السحب
ويهجُرون بلادَ الكُفرَ والفُجْر والتعب
ويُحِنُّون لمَوالِ الوَطن والعزف على عود الحطب
هذه نصيحتي حتى لا أندم
. بقلم: دخان لحسن
06- 11- 2021

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق