الثلاثاء، 9 نوفمبر 2021

قف انتهى/نصر العماري /جريدة الوجدان الثقافية


 قف انتهى

بقلم نصر العماري
لا أحد يعترف بالجميل غير أباء الكبار من صفوة المجتمع، من أطباء ومحامين ومهندسين وصحفيين وحكام وقضاة ... هولاء فقط، يعترفون بالفضل ويحفظون الجميل .
هولاء فقط ، والذين مازالوا أحياء بينا – حفظهم الله – يرعون الودّ ويعترفون بفضل المعلم والاستاذ عليهم. ومازالوا يثنون على المربين ويردّدون من علمني حرفا صرت له عبدا ، يرددون ذلك مجازا اي أنه حرّرهم من العبودية والخضوع . ولا يعترفون بسيّد غيره .
هولاء فقط ،يعترفون أن المدرسة هي من انتشلتهم من الفقر والخصاصة . ومنحتهم المكانة الرفيعة في المجتمع . فأبناءهم نالوا أعلى المراتب وأكبر الوظائف بفضل ما قدّمه المربّون من نكران للذات ، وتفان في أداء الواجبات.
هولاء فقط، يردّدون قم للمعلم وفّه التبجيل كاد المعلم ان يكون رسولا .
هولاء فقط، مازالت صورة المعلم النّبيّ في اذهانهم جميلة عنوان الشرف والاخلاق
هولاء فقط ، من يرى في المربي مشكاة المنارة التي تهدي للرّقي والتقدم وتمحو الجهل والتخلف.
وكثيرا ما كنت تسمعهم يجلّون المعلم . ويذكّرون ابناءهم بواجب توقير المعلم.
لكن جل هولاء على غير ما آبائهم عليه ، فقليلا ما كنت تسمع اوترى احدا يناصر المعلم او يساند قضاياه بل ان الكثيرين صاروا يتبجحون بعلو مناصبهم ورفعة مهنهم ولا يتذكر المربي الا مع أسوء الذكريات الى عاشوها أطفالا ...بل قد تصل بهم محاولات النيل من المربي والتنكيل به كلما وقع بين أيديهم و في ابسط الحالات يتجاهلونه ويحقرون من شأنه ، واضعين نُصب أعينهم صفعة او بعض الضربات او توبيخ لحق بهم اثناء عملية تأديبية بيداغوجية، قد يكون المعلم اساء تقديرها...
وآخرون ايضا يحقدون على المربي حقدا أعمى. لأنهم لم يكونوا من ذوات الحظ او النصيب في التعليم ، او ان الله لم يفتح عليهم برغم محاولات المربين المستميتة لتحقيق النتائج المطلوبة معهم، لكن الله فتح عليهم بشكل آخر، فأصبحوا من أرباب المهن والصنائع الذين يجنون الخير الكثير. وهم لا يرون فضلا للمربي فيما وصلوا اليه ...
وبات تقريبا الكل يسبّ المربي والمدرسة ، فيتبولون على جدرانها وينتهكون حرمتها ويسرقون أثاثها بل صارت العديد من المدارس أوكارا لتعاطي شرب الخمر وغيره
ولم يعد المدرس او مدير المدرسة أو عون الخدمات يتفاجأ من قوارير الجعة في قاعة الدرس او الخلع ...وها قد وصل الامر بعد ان تكررت الاعتداءات على المربين ولا احد يحرك ساكنا الى السطو المسلح ولن يحرك احد ساكنا فقف انتهى ...
نصر العماري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق