السبت، 16 أكتوبر 2021

قراءة لقصة "تزوجت بدويا" Married to Bedouin للكاتبة: مارغريت فان غيلد ميرلسون بقلم /د. عايد الطائي

 قراءة لقصة "تزوجت بدويا"

Married to Bedouin
للكاتبة: مارغريت فان غيلد ميرلسون
بقلمي/د. عايد الطائي
حين تصفح سطور هذه القصة تجد بعض من نوادر المواقف وأقربها للنفس البشرية ، إذ أنها تحاكي هذه الذات من حيث لا تدري فتارة مع المشاعر والأحاسيس الجياشة التي أدت دورها بإتقان ودون سابق إنذار أو ترصد وتارة مع السجية الإنسانية والطباع التي أثر بها نوع المجتمع وعاداته وتصرفاته وتقاليده ، حيث جمعت بين طرفين نقيضين منهما ألا وهما المجتمع العربي البعيد عن القرية أو المدينة والذي مثله الإنسان الفقير البائس والبدوي الشهم "محمد "،وبين المجتمع الذي عجَّ بوسائل وأدوات المدينة المتطورة تكنولوجيا ومعماريا والذي مثله شخصية المرأة والسائحة السويدية " أليزابيث" حينما جاءت ال الأردن في سنة 1979 م .
هذه القصة تحكي وعلى لسان بطلتها "أليزابيث" المواقف والحوارات والأحداث التي رافقتها طوال مدة وقوعها في شباك حب "محمد"، حين تقول ،( وعند زيارتي ومجموعة من السواح لموقع البتراء الأثري في الأردن ،وحين رافقنا ذلك الشاب العربي البدوي وقعت نظرات عيني عليه وأخذت نفسي تفكر به وبطريقة مرافقته الطيبة لنا وبعيشته الصعبة جدا في ذلك الكهف الصخري المخيف والبعيد عن المدينة بكل شيء وبذات الوقت إتخذت قرار الزواج منه ودون سابق إنذار ، ووقتها أخبرت صديقاتي بالأمر وأعترضن بشدة لهذا القرار الغير مبرر بحجة التفريق بين العاطفة والقرار العقلاني ، ومع هذا قررت وأخبرته وأخبرت عائلتي بذلك ورفضوا الأمر لأسباب كثيرة
جدا ولكني إتخذت القرار ، وتقول أيضا حين تزوجنا في ذلك المكان الغريب والبعيد والمعقد ورغم ذلك كنت أشعر بسعادة غامرة طيلة وجودي معه كونه يمتلك خصال مثالية وطيبة غير موجودة في آخرين ، وأثمر هذا الزواج بثلاثة أبناء ولمسيرة قاربت السنوات ، وحين علمت المملكة الأردنية بذلك أمرت بإنتقالنا الى قرية قريبة تتوفر فيها معظم الخدمات والتجمع البشري ، وعشنا لمدة سبع سنين لغاية وفاة زوجها ،إذ قررت بعدها العودة الى ذلك الكهف البعيد عن ضجيج الناس والقيل والقال وإستذكار زوجها ومكانه المحبب لديها ومواقفه التي لا تنسى) .
إن قراءة لهذه القصة تجعل القاريء يتمعن كثيرا في كيفية تأثير العاطفة والحب والشعور الإنساني النبيل على بني البشر ، فضلا عن الصدق بذلك الشعور كونه ليس لمنفعة أو تجارة أو إستهلاك للوقت والعواطف، وهذا يأتي من خلال موقف اليزابيث الواضح في رغبتها وقناعتها ب "محمد" رغم الفوارق الكبيرة بينهما، وهذا إن دلّ على شيء إنما يدل على أنها أعطت درساً عميقاً في التضحية بكل شيء لأجل كسب إنسان شهم يحمل صفات الإنسانية وإن كان لايملك ربما حتى قوت يومه.
كتبت أليزابيث قصتها وطبعتها في كتاب وبيع منه أكثر من 100000 نسخة وترجم ل 14 لغة وتمت إعادت طباعته لأكثر من مرة.
وقيل أيضا بأن منظمة اليونيسكو الدولية قررت إدراج موقع البتراء الأثري ضمن لائحة التراث العالمي لسببين كونه يحمل تأريخا ماديا ومعنويا كبيرا وتقديرا لقصة هذه الإنسانة السويدية التي ضحت بكل شيء لأجل الحب والقيم الإنسانية السامية.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق