الثلاثاء، 26 أكتوبر 2021

{ويل لكلّ همزة لمزه} بقلم الأديب المختار المختاري 'الزاراتي'

 {ويل لكلّ همزة لمزه}

هي همزة
للذي استوى على ظلّ النار
وسخّر قلبه للكذبة الكبرى
كلّ وأجله
فلا تغب عن بصر المرايا
حتى لا يتبدّل لون ثمرات الحبّ
في غمزه الزمان
ذي أيام نحصيها عددا
ونمضي...
الى غايات المغيب...
يا سيدة الأيام التي تسقينا شراب السراب...
نامي على صدري
وقولي ما في الزبد من عجب الاندثار
يا سيدة أسرّت لليل بعض حقيقة الهوى
ونادت للحمام
أن كلموا عابدي فهو يعي معاني الطير
وشدو البلابل...
وقلت للرواسي اسجدوا لحبيبي فهو الجحيم
يوم تزلزل الزلازل
وهو محصني وحامي طيني يوم تلهب النوازل...
يا سيدة الليل الحامل لأرحام الوقت
ومقدار ما يولد من حكم في الصمت...
هات كأسي
واسقينها بلا خجل
حتى وإن سقتني الموت
ففي الحبّ كلّ شيء مباح حتى قتل الروح
التي ممّا تغيّر فيها تروم كتم الصوت
وترتكب الجرم المشهود
يوم تقبّل حدّ الباتر بلهفة المشتاق للذوبان في بطن الحوت
لا سليمان أنا
ولا يونس
ولا يوسف
أنا من ارسلته الكلمات معاني لأرض لا تنبت
سوى اللعنات
وسواء إن ساء عمري
أو بقدرة الحبّ من ناسها نجوت...
هي همزة
وما كنت لأرجم قبيلتي
لكنّ اتخذوا عجل شعب موسى قبلة
في غفلة الربّ
وسجدوا للنار زلفا
وأنا الذي عشقت فيك كلّ كلّي
لأنّي تشبثت بماء ظلّي
ومشيت إلى جناحي المعاني
فقالت لي تعالى لنعلّي بعيدا في الأعالي
ونجنّح في الرحب بلا حسيب
ولا نخلّي
ونخلي
سوى هذي الحدود لراسمها
يسجن فيها
ونحن من عشق روح الطلق بلا مطلق
لنا وحدنا الحبّ
وبالحبّ نطير بسجاد التجلّي
يا سيدة مأواي
ومثواي
هلّي من وراء كلّ هذي الغربة
ربّما نقف على ربوة لا تعرّي سوى خطيئة الأنبياء
فنكتشف حقيقة الحقّ
وللحقّ والحبّ
نركع ونصلّي.../...
26/10/2021
المختار المختاري 'الزاراتي'

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق