السبت، 2 أكتوبر 2021

الشاعر التونسي القدير جلال باباي..شاعر الحب والجمال..الإنتصارات والإنكسارات (تقديم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن)

 الشاعر التونسي القدير جلال باباي..شاعر الحب والجمال..الإنتصارات والإنكسارات


(تقديم محمد المحسن)

قد لا أجانب الصواب إذا قلت أن الشاعر التونسي القدير جلال باباي، شاعر، لا ينفك أن يجعل من قصائده لوحة فنية تندمج فيها كل مشاعر الإنسانية،من فرح وألم و انتصارات وانكسارات ومعاناة وطول انتظار. إذ يكتب بأسلوب عذب،حيث لا شيء يعلو فوق جمالية الحس المرهف والدقة في التصوير الشعري. فبعض قصائد جلال باباي ذات الطابع الحر،تميل إلى الجانب الرومانسي، حيث يكشف لنا الشاعر عمق العلاقة الوجدانية التي تربطه بالمرأة في كل تجلياتها.ومن ثمة،فهو لا يبحث عن الكمال في الكتابة،بقدر ما يعتبر الكتابة تعبيرا عن إنسانيته، ووجوده المتجذر في كيانه،وعقله،وفي العلاقة التي تربطه بالآخر.
وإذن ؟
فالشاعر إذا في حالة الضياع والتيه في ألوان الحبيبة،وما القصيدة إلا الفضاء الرمزي، الذي يعيد فيه الشاعر تكوين العلاقة العاطفية،التي عاشها أو-استوحاها-من تداعيات الزمن اللئيم بغية الوصول إلى الجنة الخالدة : "ما وراء الحب". وليس أعمق وأكثر أهمية من وراء الحب
إلا لقاء الذات بعد فصول من التيه والضياع. فلغة الحب عند جلال باباي لا تستقر إلا باستقرار الذات،واستمرار الفوضى الحسية يعني بالأساس استمرار المعاناة العاطفية،واستمرار المناجاة الساكنة لسماء ليست كالسماء.وقصيدة "أكذوبة"التي تولت مؤسسة الوجدان الثقافية نشرها كالرعشة بعد الوقع في الحب. فالرقة والإحساس المرهف يجعل من شعر جلال لونا شعريا فريد من نوعه وشكله.إذ إن هذه اللغة تستوجب إعادة القراءة، والتأمل الدقيق لفهم ألغاز القصيدة،والهدف من كتابتها.فالتشخيص من أهم مقومات الكتابة عند الشاعر،لنجد الكون كله حاضر في "الحبيبة"،وهذه "الحبيبة"لا يكتمل-جمالها- إلا بارتدائها لجماليات الكون وألوانه الساحرة.
.تبعا لذلك أو بناء عليه،فإن الشاعر التونسي الفذ جلال باباي ينطلق بنا إلى عالم يحمل ألوان الروح المضطربة،ويتغير حسب تغير مناخ القلب الغارق في بحر من الحلم والحب.إذ يجعل من القصيدة جدارا يثبت عليها كل اللحظات العابرة،ويكون البوح على إيقاع الثمالة العاطفية ورحلة البحث عن نواقص "الأنا" في أعين السماء "الحبيبة"، كما يصورها لنا غالبا في -بعض-قصائده.
ختاما،يمكن القولإن إن قصيدة "أكذوبة " من النصوص الشعرية التونسية الأكثر جمالية من حيث التصوير والكتابة. نص عميق، نحت من أجل الخلود في عالم الكتابة الرومانسية. وعليه أدعو المترجمين وكذا المهتمين بالأدب والإبداع بمختلف تجلياته الخلاقة أن يترجموا أعمال هذا الشاعر إلى لغات أجنبية لما تش..كله من إبداع وازن،تختلط فيه كل الأساليب والأشكال الأدبية والإبداعية



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق