الجمعة، 1 أكتوبر 2021

أفرغوا غدرَهم..ومضَوا ..إلى موضع في الجحيم بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 أفرغوا غدرَهم..ومضَوا ..إلى موضع في الجحيم




الإهداء: إلى أيقونة فلسطين..الشهيد محمد جمال الدرة*وإلى كافة شهداء الأرض الفلسطينية المحتلة

«يعشعش في حضن والده طائرا خائفا.. من جحيم السماء، احمنى يا ربى..من الطيران إلى فوق! إن جناحى صغيرعلى الريح..والضوء أسود..محمد.يريد الرجوع إلى البيت،من دون دراجة..أو قميص جديد..يريد الذهاب إلى المقعد المدرسى إلى دفتر الصرف والنحو،خذنى.. إلى بيتنا يا أبى..كى أعد دروسى..وأكمل عمرى رويداً رويداً..على شاطئ البحر، تحت النخيل “”
(محمود درويش)


"مات الولد..لا لم يمت"
سيرق الدّم شفرته..عبر كل الزمان
لا تخَف أبتي..فكل الرؤى ستهون
إنّي قتلت مرارا بما يفعلون..
وحيدا،سأمضي إلى لجّة الوَجد
لأنأى عن الغادين..
سأمضي إلى حيث الهدى والتحلي
وألج القبرَ سريعا..من شقوق المكان
علّ-بلادي-التي مارست كل وهم
تظلّ هنا..وهم يرحلون
*
أبتي لا تخَف..صوّبوا بنادقهم نحونا..
وأسرجوا لنا غدرهم..لا تخف
سأعبر على صهوة الحرح..
كل الدروب
سأمضي إلى نجمة في الدجى
حيث الرؤى لا تخيب
هاهنا..
سيخطو الزمان الخطى معنا
فلا ترتجف..
فهذا دمي..
سيولد في غيمة للعائدين
سيلج السّديم
وينبت-حقلا-من النّار والنور
عسى يهتدي بضوئهما..
القادمون
*
أبتي..
اسحب الدّمع من مهجة العمر..من مهجتي
من هديل الحمام..
أنا لم أخَف..
سأمضي إلى جنتي..
من ثقوب الصدى
إني أرى المنية..
تنأى..
وتدنو
أرى وجه أمّي..
أراها وقد حطّت على جرحها صبرها
أراها تصلي
عسى أن أعود إلى حينا
أرى الأرض..
طرّزت لي من عشقها..جدولا للغرام
أرى الشهداء
أراهم جميعا..
وهم قادمون
-فهل ترى أبتي..
دروبي إلى الله
من أيـــــــن تبدأ
-من شجرات التوت يا إبني..
من قبّة الأقصى
ومن فرط عشقنا للتراب
-إذن،خفّف الوزر عنّي..
ولا تخف من عويل الرصاص
كن جاسرا،مثل جدي
ولتكن مثله..
لا يخاتلك السراب
وحدّق في الرؤى..
من مرايا المدى
عسى أن ترى
ترى..؟
هل أتى..الغائبون..؟

محمد المحسن

* محمد الدرة أيقونة فلسطينية هزت ضمير العالم عام 2000 بعد اندلاع انتفاضة الأقصى، وكشفت عن مدى جرم ووحشية الاحتلال الإسرائيلي الذي يطلق الرصاص بدم بارد على الفلسطينيين، بمن فيهم الأطفال.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق