الاثنين، 20 سبتمبر 2021

نعيرُ إبليس بقلم الشاعر أحمد صلاح

 نعيرُ إبليس

سأرسمُ عن موطني صورةً
بدمعِ اليراعِ على مهجتي
أصورُ فيها السُّعادَ١ التي
أغارَ عليها بنو جلدتي
أنا قلمٌ سالَ من حزنِهَا
بنافورةِ الدمعِ في مقلتي
يمانيُ أَصْلِيْ على أرضِهَا
ولدتُ لتحضنني تربتي
لمستُ الأمانَ بأكنافِها
وذقتُ السعادةَ في الوحدةِ
توحدتْ الأرضُ في أمنياتي
فزادَ التوحدُ من قوتي
وصارَ الشمالُ جنوبًا لأرضي
وسارَ الجنوبُ إلى القبلةِ
وعانقَ شمسانُ٢ عيبانَنَا٣
وأورفتْ النخلُ في الغيظةِ٤
وبحرُ المكلَا٥ رمى صيدَهُ
ليأكلهُ سَاكِنُوْ صعدةِ٦
وعشنا سويًا على أرضِنَا
ونقتسمُ الحبَّ في اللقمةِ
تشيدُ السواعدُ أمجادَنا
وتحمي البنادقُ للحرمةِ
ومَا أوجعَ القلبَ في مأربٍ٧
بكتهُ الحديدةُ٨ في غُصَّةِ
ومَا أهطلتْ دمعَهَا أبينٌ٩
تُكَفكفُهُ الْأَيْدِي في حجةِ١٠
إلى أن دعا الناسَ إبليسُهَا
ونادى هلموا إلى جنتي
هلموا لكي تنصروا دينَكُمْ
وتستحضروا العدلَ في الأمةِ
وتستأصلوا الظلمَ من بينِكُمْ
إذا ما أتبعتمْ خُطَى خطوتي
فثارَ الجميعُ لأهدافِهِ
وساروا إلى الويلِ والحسرةِ
فحُلتْ دماءُ بني عابدٍ
لإخوتهم من بني مُرَّةِ
ومُدتْ أكفُ بني ساَمرٍ
لتغتالَ دينَ بني عُمرةِ
فماتَ الجميعُ ولم يحدثوا
سوى ما نراه من المحنةِ
وما دمرَ الجهلُ من شامخ
وما أحدثَ البطشُ من علةِ
وما احتضنت من عرايا لحودٌ
وما دفنتْ من أسى الغيلةِ
فما أورثوا الدينَ إلا خبالًا
كما توجوا الظلمَ بالعِمَّةِ
|
أحمد صلاح
اليمن-صنعاء
٢٠٢١/٩/١٧م
معاني الكلمات
١- السعاد : اليمن
٢- شمسان : جبل في مدينة عدن
٣- عيبان : جبل في مدينة صنعاء
٤- الغيظة : مدينة في جنوب اليمن
٥- المكلا : مدينة في حضرموت اليمن
٦- صعدة : مدينة في شمال اليمن
٧- مأرب : مدينة في شرق اليمن
٨- الحديدة : مدينة غرب اليمن
٩- أبين : مدينة جنوب اليمن
١٠- حجة : مدينة شمال اليمن
J’aime
Commenter
Partager

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق