الاثنين، 27 سبتمبر 2021

رقصة الوداع بقلم ... حوريـــة ميــلك

رقصة الوداع

صيف عام 2013
دعاها إلى طاولة العشاء خارجا وطلب منها أن تلبس أجمل مالديها
لأنها ستكون ليلة مميزة جدا استغربت الأمر لأنه لم يفعل ذلك منذ زمن ، خاصة أنهما على خلاف كبير وكل يوم يشتد بسبب ربطه رغم العلاج والرقية ، لم يستطع أن يكون لها رجلا حقيقيا حسب إعتقاده .
أخبرته أن لايهم مادام يحبها وتحبه ، والله الشافي ... لكن حالته النفسية تزداد سوءً كل يوم
وكان يشعر أنها تشفق عليه ، كيف لامرأةٍ في مثل جمالها وشبابها ورقتها
وكل الأوصاف تملكها ، أن تقبل رجلا مثله وتفني العمر من أجله ، حتى أصبح يشك في أمرها ربما تخونه في غفلة منه .
أصبح يفتعل الخلافات ويتهمها بماجادت به أفكاره وهي أحيانا صابرة وأخرى ترد عليه لضيق في نفسها وعدم التقدير لما تفعل من أجله ، آخرها لا أريد الشفقة منكِ .... أنا رجل .... رجل ..... سمعتي ومن قال أنكِ لا تترنحي في أحضان غيري ؟ !
ذُهلت لوقع الكلام على مسامعها ، واستسلمت للبكاء في غرفتها الواسعة التي ضاقت بها بسبب تصرفات زوجها ....
لكن اليوم يدعوها .....؟؟؟!!!!
ثم قالت بينها وبينها ربما يريد إصلاح مأفسده الدهر بينهما وتعود الحياة السعيدة من جديد
فقد تزوجا عن حب وبعد صراع مع الأهل معارضةً لأنها مجهولة الهوية جمعهما بيت واحد بكل حب وود
اقترب المساء وهي تعد الثواني للقاء وتراقب ساعة الحائط لأنها شكت في صحة ساعة يدها الذهبية ، مرت الساعات وكأنها أيام.
متسائلة ترى هل سيقدم لي هدية ....؟ غدا عيد زواجنا الخامس عشر.
رن هاتفها كان المتصل هلاَّ نزلتي ..؟ أنتظركِ في السيارة
نزلت مسرعة وقلبها يخفق بقوة ونسيت خاتم زواجها لأول مرة تنساه من لهفة اللقاء طلب منها أن تقود السيارة
معبرا أنه يريد ملآ عينيه بجمالها وهي تقود زادت غبطتها دون أن تشعر بأنه يملأ عينه للمرة الأخيرة.
ركنت السيارة كان أول من نزل ليفتح لها الباب تلطفا منه يالا جمال المكان ورعة الموجودين ...!!!!
مضت ثلاث ساعات كأنها ثلاث دقائق عادت الرومانسية المنتحرة بينهما منذ زمن وكان يراقصها طوال الليل ويغوص في أعماق عينيها الواسعتين ناشرا حرارة تذيب المسافات.
شعرت بذلك لدرجة الاستغراب كانا يغازلان بعضهما بصمت حير الجميع وصفق لهما طويلا كنجمي سنيما ... عادا إلى طاولتهما وليس معهما سوى كلمات ، ونظارات عشق تكسوها الحيرة.
كلمة حبيسة شفتيه منذ بداية السهرة ألجمته عن الكلام قبل البوح بها.
جاءت ساعة الحسم وهي تنتظر .... شوقا ...!!
تسربت العِبارات ترافقها عَبارات يامن كنتِ حبيبتي إنها رقصة الوداع الأخيرة أهديتك أياها حتى تذكريني طلة كل مساء.
لم تشعر به إلا وجسمه يتهاوى على الأرض جثة هامدة ، اختار الرحيل الأبدي على بقائه رجا بلا عنوان ،... صرخت مغشيا عليها.
ماهي الدنيا إلا رقصة وداع أخيرة وكان الفراق.
حوريـــة ميــلك
Peut être une image de une personne ou plus et texte


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق