الاثنين، 13 سبتمبر 2021

—نـــام شهريــار—— بقلم فائزه بنمسعود

 —نـــام شهريــار——

في الليلة الواحدة بعد الألف
تمتنع شهرزاد عن الكلام المباح
وتشهر العصيان في حضرة السفاح
تغتسل بماء الكبرياء
تتبتل
تتنفس نسيم الحرية
وتلسعها نار العزة والايباء
ويستيقظ فيها مارد
عزم حواء
وتكفر بالخنوع
والعيش في جلباب الرياء
تضحك عاليا
من فلسفة (أنـــتِ انثى
قادرة على الاحتواء)
كم صدع آدم راسها
بهذا الهذيان والهراء
تختلي بنفسها
وترفع يدين اضناهما
احتضان الطاغية إلى السماء
تناجي ربها ومن عينيها
سالت سواقي انهار البكاء
رباه رباه
كل الرجال شهريار
وفرعرن وهامان
أين يوسف وزليخا
وبلقيس وسليمان؟
فكيف للمرأة أن ترتاح
في عالم محكوم من
حفنة أغبياء؟
وأصابع الجهل تشير إليها
إنها ناقصة عقل ودين
إنها عورة وبضاعة
جهاد النكاح
إنها مجرد وعاء
كيف لأنثى ان تسمو
وترتقي سلم العلياء
وتتقدم
وصرحها الذي شيده
الاسلام
من حولها بمعاول
الجهل ينهار يتهدم ؟
كيف لامرأة تُضطهد
باسم الْحُبْ
وباسم الربْ
وتهان وتُغتصبْ
أن تحمل
و تعطي الحياة وتُنجبْ؟
كيف لها ان تتبرعم وتزهر؟
وهي ياسمينة مزروعة
في فكر رجعي متحجّرْ؟
كيف الرذائل تهجرْ
وآدم بمفاتنها
يتّجِرْ
ويفتخرْ
وعلى نخب ذكوريته
خمرة الرجولة يشربْ
ويترنح ويطربْ
أليس هو المنتصرْ
وما غُلب ولن يُغلبْ؟
ترى من المذنبْ؟
من أزهق روح الجميلة؟
من داس ودنّس ورد الخميلة؟
من أوّل لصالحه القرآن؟
من تلاعب بآيات الرحمان؟
من يُدين ولا يُدان؟
من سحق في المرأة الانسان ؟
من عاملها بصلف
ولقرون أصرّها بضاعة
وأنزلها منزلة الحيوان؟
في الليلة الواحدة بعد الألف
شهريار يتوسد راحة شهرزاد
ويعترف بكل عقده
التي سكنته من الأزلْ
ولازمته ولم تزلْ
أيا شهريار انا الانثى
أناإكسير الحياة وروح الأمل
ومن دوني أنـــت ظلام داحس
وأنا نور فجرك الذي عليك
من وراء ليلك أطّلْ
نام شهريار
وأزاحت شهرزاد ستائر
الهوى على نوافذ الأمل
طبعت قبلة على جبين الزمن
رفعت منديلا بللته زخات الدمع
نام في العين ودثرته الرموش
وكلما تحرك سال الدمع وانهمر
وتواسيها بقية الحواس
وتخيط لها من الألم
فساتين الأمل
نام شهريار
واستفاقت شهرزاد
انتزعته من عينها
ووقفت له بالمرصاد
وما كان منها تمردا وعناد
وانما استعادة حق
منحها إياه رب العباد
الزم حدودك يا شهريار
وعلى فرعنتك أعلن الحداد
فأنا
صوت كل امراة أنا شهرزاد..
فائزه بنمسعود
تونس 24/8/2021
Peut être une image de 1 personne et texte

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق