الجمعة، 10 سبتمبر 2021

ندم بقلم الكاتبة لطيفة البابوري

 ندم

مازلت لم أخبرك بكل الحكايا، فبعض الحكايات ظلت حبيسة صدري لاني كنت دوما اخجل من إبداء مشاعري، أو اشفق عليك من تحمل أوزارها، حتى مشقة الفكر تحملتها عنك رغبة وطواعية إلى أن علمت انك تتألم لألم غيري، انك تجهد نفسك لتظهر بمظهر رجل المواقف، مع كل عابرة مرت بحياتنا وهددت رياحها أبواب بيتي ونوافذه، حتى علمت انك مللت من كم الإهتمام والخوف الذي اثرتك به، بل صرت تضيق ذرعا
اليوم فقط ادركت أن كل ما نحبه اكثر من اللازم يذهب، أن كل ما نخشى عليه الاذى يذهب، أن الرجل يضيق صدره، وتتلاحق أنفاسه إذا كانت حياته مكتملة، انه يبحث عن بعض العفن ليستمر.....
إليك حكايتي لم أكن يوما قوية كما كنت تراني، كان يعتريني الخوف، وتعبث بي الظنون لكني كنت ألجأ إلى الله استمد منه قوتي حتى احافظ على أركان ذلك البيت، لم أكن دوما صابرة على جفاف مشاعرك كنت اتصبر بكل القيم التي تربيت عليها كنت انتظر هدايا السماء التي وعد بها الصابرون، كنت اخفي دموعا جفت من قسوتي وتعسفي عليها...لعلمك كم اعترتني لحظات ضعف ولكني صمدت حتى لا تجمعنا لحظات السقوط، لم أرغب يوما أن القاك في القاع، لم أرغب يوما ان اكشف الغطاء عن هفواتك... تلك الهالة التي البستك إياها كانت من صنعي ، الجميع يراك مثاليا ذلك لاني اوهمت الجميع كما اوهمت نفسي انك كذلك.....
البيت كان يحتاج إلى اعمدة كنت انا تلك الاعمدة، العمر يحتاج إلى أنفاس، كنت نفسك النقي لتعيش، القلب يحتاج نبضا، شريانا ليستمر ،مددت لك كل شراييني لتزهر.....
وماذا فعلت انت؟؟؟ ضقت ذرعا، بحثت عن هواء عفن،عن خرابة لان هناك تعيش الخفافيش والغربان.....
هل بعد ذلك هناك حكايا تستحق النسيان......
#مذكرات ما بعد الخذلان
رقم(1)
بقلمي لطيفة البابوري
Peut être une image de 2 personnes

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق