الخميس، 5 أغسطس 2021

همسات مراكشية = بقلم = كمال مسرت

 همسات مراكشية

=========
بقلم
===
كمال مسرت
=======
ناموا أيها الأعراب..
==========
من خلف مضارب النسيان ..
أقرأ شعري للفراغ ..
أمدح فراشات السديم ..
أقرأ شعري بصمت موزون ..
و رخيم ..
حروفه عن اللسان تزاغ ..
تهَيَّمتْه جراح زهرة الرمان ..
أقرأ شعري الجديد و القديم ..
و صبر السراب يداعب صمتي ..
مجاملة ..
لخرير النعمان ..
أقرأ شعري العقيم ..
فلا أكاد أبين ..
و كل العرب شعراء ..
إلا أنا و أخي المجنون ..
بعشقك سيدتي ..
فأستحيي من وهن لغتي ..
فينسى كالقدس في دمعة طفولتي ..
كيوم الفِصْحِ فيك يا وطني العظيم ..
من أجل العشق تخليت عن الحكم ..
كسرت شموخ الصولجان ..
على ظل حبة زيتون ..
لأناشد فيكَ الموتى الأحياء ..
أيها الوطن الكليم ..
أختفي كل حين و حين ..
خلف صدى قصائدي ..
فأوزع آهاتي على فناجين الأمراء ..
لينتشوا ..
قبل استشهادي ..
أبكي خلسة عن نفسي ..
فأرتوي من رعشة البكاء ..
أعانق دمعتي ليلا لتستريح في ضحكتي ..
تنهش العقود ما طاب من جرح قوميتي ..
البتراء ..
سأنام بين الخندق و زخرف السماء ..
أجتر الكلمات و الأحزان ..
أرتب أمنياتي البيضاء على حرف الأتون ..
فتعيد بعثرتها معزوفة المساء ..
و كأني بالقدس يصرخ بوجهي الذميم ..
صرخته الأخيرة ..
فأبتسم لصحوة الموت ..
يا سيدتي ..
بين الهيكل و الصخرة ..
كنت شوكة السخط في حلق الصهيون ..
كنت وحدي ..
أتغزل بنعوش الشهداء ..
من وراء سكون الظلام ..
و من معي ..
بيت أبتر .. ملح أشقر .. دمع أحمر ..
طال الرثاء ..
كففت دمعي ..
فبكت بكة آل بدر .. أدبر الفجر ..
و البيت قفر ..
ذنب الأمراء ..
خليج يمن و مجون ..
بنو قريظة .. بنو قينقاع ..
في الأذلين ، خبث الأسباط السُعّر ..
أصابتهم من دمائنا النعماء ..
ذو الحمر ..
خثيم النعال على عرشها يحلو المقام ..
و القدس يجري في عروقي ..
دون الرعاء..
يشارك أنفاسي عبق الشجون ..
فأعْبر خواطر صدري على عجل ..
يشوي قبس المعاني فراغ فؤادي ..
فلتحترقي ببطء أيتها العنقاء ..
في أحضان زهرة الندية ..
لتبعثي من رمادي ..
خلف جب الهاوية ..
يتمايل جبل صهيون ..
و لا يرتاح ..
في حضن نخلة العذراء ..
تلعق الريح جراحه كل صباح ..
و الطفل يبكي ضيق المغارة ..
أساير عباب اليم الأبدي ..
تتلاشى أنوار النواريس المهاجرة ..
فتقفر البقاع ..
في آخر قصائدي ..
لا تحزنوا أيها الأعراب ..
الكرام ..
المذممون ..
فعين حورس الأسطورية تحرسنا ..
تحمينا ..
من أنفسنا .. من مزن السلام ..
و زفرة حارس الأحلام ..
تخنق فينا رغبة الحج ..
و الصلاة ..
سيدتي ..
حين خاصمت أريج الوعود ..
الذائبة ..
و طول المفاوضات ..
تعلمت قراءة الكف ..
و كل الجرائد الكاذبة ..
ألهمت من صبر الانتظار ..
تأويل كحل أعيننا ..
و خبايا النواح..
و لما روت دمعة الورقاء ..
هضاب الشام ..
السائبة ..
أخترت لعبة الموت و الصمت ..
فلهيب الخلود ينعش فينا ..
بداية السبات الحميم ..
ناموا أيها الأعراب ..
ناموا ..
في حضن عمكم سام ..
فقد أغفلتم العراق و لبنان ..
سأستحضر أرواح الشهداء ..
ثم أكسر مرآة الغيب ..
لأنحث قصيدة الحرية ..
على بياض الكتبان ..
و على أريج الريح ..
الشرقية ..
ناموا أيها الأمراء ..
ناموا ..
فما هوى إلا النُّوَم ..
بقلم : كمال مسرت
المغرب الأقصى
Peut être une image de plein air

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق