الأحد، 4 يوليو 2021

هكذا علّمونا بقلم الكاتبة سلوى الصّالحي

 هكذا علّمونا

هكذا في بلدنا تعلّمنا
أنّ للحيطان آذان صاغية
وأنّ بين الكلمة والكلمة كلمات
هكذا رسّخوا فينا
أنّ خير الكلام السّكوت
وأنّ ما نكنّه ليس هو مانبديه
هكذا قالوا لنا
أنّ الوجه العبوس يقتل النّفوس
وأنّ أسرارنا بداخلنا تموت
وأن لا حياة ولا وجود
لمن بمواقفه يجود
وأنّ وراء الأقنعة عيون
أنّى تشاء عليها نهون
قنابل موقوتة هي
كالبراكين بداخلها تتّقد
لا تّؤتمن ...
تحرّكها الأنانيّة والتّصحّر من الانسانيّة
ومع ذلك بالصّبر نتحلّى
وعن صبر أيّوب لا نتخلّى
كالشّمس عليك نشرق
يا وطني ...
هكذا الوطنيّة تعلّمنا
حتّى وراء الشّمس رمونا
لمّا تأكّدوا أنّنا
أذكياء حدّ الاستغباء
حدّ التّغافل ...حدّ الوفاء
ففي فوضى القيم
ماعاد لنا همّ
سوى ...
أن حبل الوريد بسكّين من حديد
علينا أن نقطع
والبنيان الفوضوي بفأس القيم
نقوّض
وبالعروة الوُثقى نتمسّك
حتّى وإن كنّا بالجمر نمسك
هكذا يمكننا ان نكون
سلوى الصّالحي
اللّوحة لملهمتي وصديقتي الفنانة التّشكيليّة Latifa Jelassi
Peut être de l’art

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق