الجمعة، 2 يوليو 2021

شيء أراق دمي/ نادية الأحولي/جريدة الوجدان الثقافية


 ===شيء أراق دمي===

كل الأشياء تتسحب كما السراب
إلى فناء غدت تلك الأحلام
قبرها شوقي والحنين
لم تعد سمائي صافية
ولا نهاري ضياء
أغمضت عيني أستجدي ذاك البصيص
كنت أحجبه بأغوار روحي مذ كنت بذاك الرحم
حجبته على النجوم والقمر
دعوت الشمس ألا تشير إليه في يوم مكفهر
أخبرت الملائكة أن تجعله منفذي من سقر
سبب عبوري الصراط في يسر
جعلته سبيلي لإحياء ما قُبِرْ
أخبرني أيها الصاحب المستتر
من غيرك بين الأموات بعث حيا
كل ما يحيط بي تصلب
توقف عن الدوران والحركة
أسلم الوجود الرمق الأخير
أعلن الاستسلام المبين
أ ما آن أوانك بعد
أي الأقدار تصارع
خارق أنت... كما الأنبياء
منزّه عن العبث، عن الخطإ
عن الإتكال... عن الخمول...
عن الكذب... عن الفجور...
غريب أنت أيها الشيء
فريد بين الأشياء
فكل الأشياء ماتت
وحدك تعافر الموت بين الأحياء
تخاف البوح بما مزق الأحشاء
واهمة أنا... كاذبة إذ صدقتك
ساذجة إذ أحببتك
غافلة إذ تجاهلت نور الشمس
والتحفت بعتمة الوهم
آثمة إذ قتلت بسمتي
وارتديت الغبن والوجع
ماتت كل الأشياء
حتى ذاك الأمل القابع في كهف وجداني
اغتَلْتَه ذات غفلة مني
وادعيْتَ البراءة كما عادتك
عند ارتكاب كل الجرائم
أنت لست سفاحي
أنت لم تكن سوى
أداتي لإراقتي دمائي
بقلمي: نادية الأحولي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق