الاثنين، 26 يوليو 2021

أنا عربي .. بقلم محمد الفضيل جقاوة

 أنا عربي ..

.
ــ إلى فاطمة الزهراء حوتية عرفانا ..
.
أنا عربي ..
ومذْ كنت في رحم الغيب حلما تعلّمت أن العروبة دين ..
وضاد تقاطر شهدا ..
و حبّ نبي به اختتم الأنبياءْ ..
.
أنا عربي ..
و في مقلتيَّ معارج مجد
تعتّق في أحرف الوحي ..
قبل توهّج معنى البداية والانتهاءْ
و قبل تكوّر نهد السّماءْ
أنا عربي ..
و ترقد شمس العشيّة ولهى على راحتيّ ..
تسافر في حلم ينسج المجدُ ألوانَه ..
مغرما بالبياض ..
تمدّد فوق زهور بلون الدّماءْ
ويرسم نسرا مهيبا ..
وسرب حمام بلون الثلوج تعمّد في أنهر من نقاء
و يرقص في أفْقه البدر شوقا إليَّ
إلى أربع تعبد الله حبّا ..
تفرّ إليه اتقاءْ ..
و يقسم أن ازرقاق السماء
تشكّل من مقلتي كاعب خالبتني ..
وصادت فؤاديَّ ذات لقاءْ ..
و ما كان أنجمها لتضيء لغيري لآلئَ ..
تُهْدَى لأحلى النّساءْ ..
أنا عربي و يعشق هذا المدى سمرتي .. و انتمائي ..
و يعشق فيَّ الإباء ..
و تبهره صلواتي ..
وقافية تطرب الليل ..
أشدو بها مغرما للعواتك يرفلن في حلل من عفاف
و يقتلن مبتذلا بالحياءْ ..
يغنّين أحلى المواويل مدحا لخير نبيّ
له الله يشهد أنّه في العالمين ابتداءْ
أنا عربي ..
أرتّل قرآن فجري نديّا ..
يداعب أفئدة رحلت في سبات
يعيد الحياة إلى الكون ..
يصحو يسبّح ربّ الأنام ..
يصلّي على الهاشمي انتقاءْ ..
و تسكره الضاد سحرا
يهيم بها الناي في الرّبع ..
يخرس كل لسان هجين يكابر ــ دون حياء ــ ادّعاءْ
و في فسحة للصَّبَا تمطر العين ..
تجلي ضرام غرام شديد الصلاءِْ
أنا عربي ..
و كنت قديما أسمِّي الرّبى و السهوب
و أوديّة سكنتها الظباء ..
أسمّي القلات احتسابا ليوم شديد الظمأ
و اختار للنوق أحلى الأسامي انتقاءْ
أسمي ليوم الكريهة سيفي ..
و أعلي مقام الجواد النّجيب ..
متى ما دعوت يلبّ شهابا يفوت القضاءْ
لقصواء ما زال بين الحنايا حنين
شهيّ الذكاء ..
فقد حملت ذات عشق نبيّ الهدى
تشتهي الموت عنه فداءْ ..
و يغشاه وحي السماء على متنها
قلعة من بهاءْ ..
أنا عربي ..
و كنت من النخل غرّا تعلمت كيف أجالد حرّ الهجير
وقرّ الشتاءْ ..
و كيف أصون الودائع
كيف أجسّد في العالمين الوفاءْ
و كيف أردّ الجميل قطائف شهد
لمن أكرموني بطين وماءْ
من النّخل عندي صنوف ..
و للنخل عندي غرام تأثّل قبل التهاب السّديم
و قبل بناء المجرّات ..
قبل ارتجاج الهواء ..
بإكرام عمّتنا كان أوصى الرّسول ..
فكان لها ما تشاءْ
و يغمرنا الظّل صيفا ..
نسافر في نسمة تقتل الغلّ عطرا ..
نجوب الفضاءْ ..
أنا عربي ..
أنام و أصحو على صولة المجد ..
أهفو ليوم يلوّن وجه الصّباح بصبغ الدّماء
يطهّر من درن الغدر والخبث كلّ الربوع
يعيد إلى الأرض عفّتها بعد هذا البغاء
سيشرق صبحي برغم العمالة و الغدر و الخانعين
و هذا الفضاء المدجّج بالقاتلات ابتلاء
سيشرق فجري و يتلو المثانيّ والعاديات ..
يجلجل كل الفضاءات قرآن فجر ..
يعيد الحياة إلى حمإ وبِلاء ..
ستشرق أرض الجزيرة ولهى ..
تحطّم أوثانها ذات عود كريم ..
تحيط به زمرة أتقياءْ ..
ستركع في القدس سيدة وهبت للشهادة كلّ بنيها ..
وعادت تزغرد بعد الرحيل احتسابا ..
تتوق إلى جنّة و لقاءْ
سأجتاح كل المدى لهبا و ضياء ..
أعيد إلى الأرض إشراقها ..
مغرما بأغاني المساءْ
.
بقلم محمد الفضيل جقاوة
تمت في: 26/07/2021
Peut être une image de une personne ou plus, ciel, nature, crépuscule et arbre

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق