الاثنين، 7 يونيو 2021

سَلوا قلبي/ سناء شمه العراق/جريدة الوجدان الثقافية


 (( سَلوا قلبي ))

سَلوا قلبي لَئِن رميتُ هواه
لأكتُبَنَّ بحبرِ الفراقِ قصيدي .
غبارُ الصحاري قد رانَ بمخادعِه
واستوحشَ البدرُ هزيعَ ليلهِ .
شلالاتُ الأمسِ ما عادتْ تنهمرُ
وعيونُ المها حجبها الغمام .
يرشقُني بثورةٍ من كلمات
كأنّها حجارةٌ من أبابيل
تميتُني في أرضٍ البوادي .
سَلوا قلبي عن قبضةِ الروح
حين تلتّفُ الساقُ بالساق
وجههُ يتراءى بين أدخنةٍ
يصفِّقُ لألمٍ بغيرِ صواب
وصوتهُ يمزِّقُ أنفاقَ مسامعي
كأني على خطِ الأعراف
نبضٌ يسوقُني لموجِ الشتات
وآخر يدفعُني لمرافئِ الوصال
وبين ذاكَ وذاكَ تنازعُ أنفاسي .
قد قَصُرَ الودُّ بتباشير اعوجاج
وأضحى التنائي جسرا يفصلُنا
ووميضُ الفجرِ يقبرُ الانتظار .
براحتيهِ اصطفى ودثّرَ الأشواق .
ضجيجُ زُمّارٍ كانتْ حكاياه
شرودُ الليلِ بين أصابعِه
حين يكتبُ بزفيرِ اللّهفات
أكادُ أعبرُ قوافلَ الحرمان
بأضلعي ودمي ترافقني خفقاتي
لعلّ قِرطَ الأماني ينزعُ وحشتي
فأستشعر جناحَ الكونِ يحملُني
لمَصَبِّ نهرِهِ حيثُ يكون .
يحيُّرني مَنْ يكون ؟
أهو عشقٌ يمتطي به السحاب ؟
أم طورُ شرنقةٍ ذات أيام ؟
مسافرةٌ بين أوجاعي
هل سأبقى أقصرُ صلاتي
وأنتظرُ اليومَ الموعود
أنْ يرمِّمَ أشواقي وينهي الحداد .
يانبوءةَ أحلامي اشهدي
على تراتيلَ تذبحها الدموع
وعين نهارٍ تضلُّ الطريق
أضمرتْها عتباتُ الهجر
ومواويلُ ثقيلة كأنّها قذى
تهُزّني صوبَ قرار .
يومٌ يتبعهُ يوم
يكادُ يُوءَدُ العشقُ برملِ الخصام
فتباعدتْ أنجمُنا بين قطبيها .
سَلوا قلبي أيرفلُ بطيبِ لقياه ؟
ويعودُ الحمامُ لينقرَ نافذتي
فيوقظني من سباتِ شرياني
وأرمي بكلماتهِ الحرّى
ويُسمعني عزفَ الولَه الغافي
ليبدأَ بأوصالي نبضٌ جديد
يغيّرُ مجرى دمي وينسى جفاه
سَلوهُ إن كانَ الهجرُ أضناه !
فليركبْ سفينةَ الأقدار
فأنا ماحييتُ أهواه .
بقلمي/ سناء شمه
العراق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق