السبت، 26 يونيو 2021

كم سأقف وراء النافذة ؟ بقلم الشاعرة منى الماجري

 كم سأقف وراء النافذة ؟

عشرية أخرى؟
مامضى لا يضمن الآتي..
ولماذا سلمت بالأمر ؟
مالبهار الذي كان يشدك إلى سياج الحبل ؟
إلى متى ستقفين وراء النافذة ؟
إلى متى سترمقين غزل السنونو للوحة ؟
غزل السحاب لصور من بقايا البنات ؟
عليك بمغادرة النافذة
أو تكسير اللوحة ،
لأنها لن ترضى طويلا بالفرجة !
هذه اللوحة لن تنهي رسمها بمفردها
ستحتاج إلى روح ورائحة منك في كل الحالات..
لا تتركيها بمفردها
اعبري الزجاج
لا بأس، أعلم أنه سميك
سمكه ثلاث ملمترات
سيشرخك حتما
وإن كان ذلك ؟ لا عليك رشي بدمك تلك الوردات التي خططتها اللوحة وتركت قلبها للفراغ ..
لا عليك سوف يحدث ذلك صوتا رهيبا في قاعة الاستقبال
لا تلتفتي ،اقفزي ،إذا عدوت تناسل الدم مهما سال
تعرف الكريات ثنية ترميمها الذاتي
النافذة هي أيضا سترمم ذاتها
هناك شيء يحدث مرة في الأعوام
تلك الأشياء التى تتكسر ،تنزلق أو،تنفجر
تنبت لها أصابع سحرية تمررها على كيانها فتعود ،أفضل مما كان ..
يحدث ذلك مرة بعد عام بعد عشر مرة في القرن ،مرة في العمر ،فتقصه في ليالي السمر ،زمن الشتاء تلكم الجدات ..
يحدث ،غادري ما وراء النافذة
لا تقولي له أين كنت ؟
ولم تأخرت؟
لا تنتظري أحدا !
لا تتضرعي ،لا تخفضي صوتك وأنت تقولين
في غيابكم أشعر بالخوف والوحدة
لا تنتظري سواك !
لا تبقي وراء النافذة
وانتمي للوحة
سينتظرك رسامها
سينتظرك مخرجها
وجوقة من الفنانين
لا زال للحياة جوقتها في مكان ما
لا زال للحياة جوقة ،بعض جوقة ،وربما جوقات ...
منى الماجري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق