السبت، 5 يونيو 2021

عازفي "التيتانيك"فاطمة المغيربي/جريدة الوجدان الثقافية


 عازفي "التيتانيك"

من يخبر الشمس
اني الساطعة في كبد
الظلمة
الساكنة في قلب العاصفة
الصاخبة في هداة البحر
اهدهد الطفل الساكن
في وجع السفن الهائمة
على صفحة الماء
اكتب قصتها عبثا
فتغوص في الوحل مرساتها
السفينة ترتج
... تهتز... تميل ذات وجع
ووجع ...
الوجوه فرت من سحنتها
تعربد الحيرة بين صفحاتها
جزعة تتراكض هنا وهناك
كسرب من يمام افزعه طلق
ضاعت الاتجاهات
وتخاصمت البوصلة مع عقارب الزمن
ارجل ترفس أيد. ..
اياد تعرقل أرجل. ..
فوضى تكتبها طقطقة عظام السفينة
تعزفها الاكواب المتناثرة
وقطع البلور المكسور
تهرول الفراشات
بين الصفا والمروة
تبحث عن سراب من نجاة
السفينة الجامحة تستسلم للغرق
كطفل بين ذراعي أمه
كفريسة بلا حول والانياب تحكم قبضتها
وأنا الواقفة في خضم الضجيج
كعازفي" التيتانيك"
أواصل العزف ...
فمن يسمعني...
أواصل العزف لمن لا يسمعني
أواصل العزف ...عسى
من بين الضباب يولد زورق
زورق كبير... قادم من السماء
يمد اذرعه الطويلة جدا
يحضن السفينة بمن فيها
يأخذ بيدها ... يهدهدها ...
يعيدها إلى سكينتها
فتعتدل الشمس في جلستها
تمشط على ضفاف الشفق جدايلها
الريح تستعيد مزاجها
وتعود الكؤوس ملاى
ويرمم جروحه البلور المكسور
الكل يدور حول نفسه
وانا مازلت واقفة اعزف ...
وعازفي " التيتانيك"
يعيرونني من صمتهم ...من صممهم
من صمودهم أتعلم كيف أموت
واقفة ...
كيف من شفاه اليأس تقطف الإبتسامة
اوزع السكاكر والحلوى
والمن والسلوى
واواصل العزف فمن يسمعني
أواصل العزف لمن لا يسمعني
أواصل العزف والحروف تسمعني
فتتراقص القصائد
تتعانق الكلمات....
يهدأ البحر ... تنام الأوجاع
وتبدا الأحلام رحلتها نحو الفجر
فتأخذ السفينة سبيلها
نحو الأفق. ..
وأظل واقفة اشيعها
العق جراحاتها فتبرا
وتعربد جراحاتي فاكتم
كيف يتكلم الجرح عن جرحه
كنخلة قديمة تشرىءب نحو الغد
والماضي ياسرها والاوجاع تكسرها
لكنها تواصل عزفها بجنون تارة
وتارة بتان ... تغمض عينيها
وتحلم ... بعالم يغني ...
فاطمة المغيربي اللوحة للرسامة الفنانة المتميزة Rokaya Sabah

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق