الأحد، 6 يونيو 2021

الكتابة بدمـــوع المـــطر/المفرجي الحسيني/جريدة الوجدان الثقافية


 الكتابة بدمـــوع المـــطر

-----------------------------
راحت الكلمات تخرج ،بوهن من بين شفتيه ،قطرات المطر تتابع سقوطها تحاول تفكيك افكاره ،اخذ جسده يرتعش ضاقت انفاسه ،تناثرت شظايا صغيرة
باردة فوق شعره وعينيه تعلقت بأهدابه ،يموت بصمت ،شعاع من فجر يوم جديد ،يسترق النظر الى عينيه ،خيل اليه نغمة عذبة تهمس في اذنيه ،اخر دفعة من حياته ،تمكن من فتح عينيه على اتساعها ،ابصر من خلال الكوة الصغيرة
قطرات المطر تبرق تحت ضوء الشمس ،انتفض بقوة ،هدأت ضجة سلاسل الاصفاد ،ارتسمت على شفتيه ابتسامة ،جفت فيه اخر دمعة من دموع سقف زنزانته الحجري ،ظل المطر يعانق اشعة الشمس في الخارج ... لحظة طافية على بحر الزمن ،مثل جبل ثلجي ،موجات الزمن تمر من حولها قلقة ،اطل من حافاته ،تحمل وجوها مذعورة ،لائذة بالخوف ،يتقبلونه من غير سؤال ،يفقدون حتى القدرة على التألم ،الزمن يضم في طياته لحظة امان واحدة هنا وهناك نهارا لا تسمع غير الاصوات ،اهتزاز جدران البيوت العتيقة ،في الليل يختبئ الناس داخل انفسهم ،ما تلبث أن تتهشم عليهم ،تفضحهم يفقدون مشاعر الخوف والريبة ،لا يفعلون شيئا ،غير التأخر عن الوصول الى نهاية محتومة ما ،عادت رعبهم ،سواي انا الوحيد الذي ترعبني ،تحبكه حولي هذه اللحظات الطافية ،تحتضنني بعنف ،تمتد بي الى مساءات خلت ،تكبلني بقوة اقف على حافتها ،اطل على موجات النهر ،تجعل النفس تنزف كل آلامها دفعة واحدة ،داهمتني رغبة جامحة في البكاء ،اتفحص منابع الرذيلة في روحي ،تأخذ وجه الطهارة احيانا ،الى متى تبقى تتلاعب بعواطف الناس ،انت تفرحهم وتبكيهم ،قرارات او كذوبات ذات عمر قصير ،سرعان ما يحتاج فيضان الحزن كل شيء ،عمق قرار اللحظة يدفع بي الى غير هدى... أزاح ستار النافذة ،خيوط المطر تصل الارض بالسماء ،خطت أنامله احرفا محببة الى نفسه ،أحاطها بدائرة صغيرة ،قطرة دافئة تشكلت في اعلى لوح الزجاج ، سالت كالدمعة تجر ورائها دربا ضيقا ،كدروب النمل اخترقت الدائرة المرسومة ،جرفت أمامها احرفا ،تعكرت الرؤيا امامه ،مسح كل شيء بظاهر يده ،خيل اليه انه يصفع شعورا ما ،كانت المدينة لاتزال تغتسل تحت المطر اشاح بوجهه عن النافذة ،اسند راسه الى الزجاج ،اغمض عينيه ،تسرب صوت المطر دافئا حنونا الى مسامعه ،خفق قلبه ،همس بعذوبة :مطر ، مطر :
***********
المفرجي الحسيني
الكتابة بدموع المطر
العراق/بغداد
7/6/2021

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق