السبت، 26 يونيو 2021

خربشات وميض وطن بقلم إبراهيم جنيد (سورية - حلب )

 ( خربشات وميض وطن )

أمست صفحاتي
تكتنز سطور بيضاء
حاول القلم أن ينثر حبره
حالت دونه خربشات صاغتها
ومضات
أنات
ارتعش الوجد من أنات قلبي
ارتكست كلماتي
عانقت الوهم
وبقيت صفحاتي دون شعور
هل يضيع ما جنيناه ؟!
حلماً كان أم طيفاً
هزّ أوتار الشجون
نبذت عني كل ساعات حاضري
وارتكنت إلى ذكريات الماضي
راحت سواقي جفوني
تعصر من دنانها
خمر الحياة
وندى النرجس والياسمين
سرحت مقلتاي ..
هنا عند زاوية الشارع
بنينا حلماً
وهناك خلف تلك التلال
رسمنا وطناً
كتبنا كلمات الطفولة
تمازجت فيها
زغرودة طفلة
ودفء يدٍ رافقتها فوق الشفاه
رَصَدتْ أفق السماء
رفعت يداها
ألقت تحية
ناجت من لا يرد سائلاً
ألا ربي إن التعب أرهق طفولتي
ألا ربي إن البيت صار دمار
ألا ربي هل العيون صيرورتها أن لا تنام
تتنسم روحي رياح السكينة
هل تعود السكينة إلى سمائي
هل تعاود الطيور
سكن أشجار حديقتنا
فتنهال صباحات
لتشرتشف رحيق قهوتنا
صمت القلم
ارتجفت أصابع يدي
كاد ليسقط لولا ارتصاص
الابهام والسبابة والوسطى
وراح يغرد بكامل المسافات
ليدون كلمات أنشودة
كانت مخزونة في ردهات النبض
كانت مرهونة بطلاسم عشق
كشف عن قمقمها الغطاء
فانتشر البوح
وضجّ الصمت بالكلمات
ساقية حزني عبرت خلال سطوري
نثرت
روت
أناتي الدفينة
وراحت غصون شجيراتي تسوّر
عبق حزني المعتق
بأحلامي الماضية
ارتهلت أيامي
وتبدد العمر
وراحت العيون
تصارع المسافات
ليهبط فوق الصفحات
حفيف زمن
أنهكته تعاريج وجنتين
ليمكث بين ثنايا الأيام
حلماً
لتغمض عليه جفون
ارتمت دونما مقاومة
لتغط بنوم
لتداعب حلم
وتصبح بعده
على وطن
يمتزج بعناقيد المسك
مزنر بأريج ياسمين الشام
وبياض الشهباء
إبراهيم جنيد (سورية - حلب )
٢٠١٣/١٢/٧
Peut être une image de rose et étendue d’eau

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق