الخميس، 17 يونيو 2021

مَنْ يستحب/شحدة خليل العالول/جريدة الوجدان الثقافية


 مَنْ يستحب

في القدسِ يهتفُ شعبُنا من يستجبْ؟ // للقبةِ الصفراءِ في أرضِ النُّجُبْ
لكنهم قد جرَّبوا من حولهمْ // من مؤمنٍ أو فاسقٍ أو مَنْ هربْ
من أعجميٍّ قد أطالَ مِنَ البكا // يرثي الزمانَ بحُرقةٍ أو قد شجبْ
أو من أخٍ ملأ الدنا متوعدًا // يلسانِ صِدقٍ صاخبٍ كسرَ الحُجُبْ
أو مَنْ تناسى حالَنا وجوارَنا // ومضى يهيمُ إلى البراري مكتئبْ
فتلمسوا في رأسهم أيقونةً // تُحيي الثباتَ والرُّجولَةَ والعربْ
يستنجدونَ بمنْ لظاهُ كما اللهبْ // يحمي الترابَ بعزَّةٍ لم ينسحبْ
في غزَّةِ الأحرارِ والشعبِ الذي // يرنو ليوم الفتحِ حتمًا بالقُضُبْ
أرضِ الشهامةِ والمعالي والتُّقى // فيها الرجالُ كما الصواعقِ والسُّحُبْ
أما الجيوشُ كما العروشِ غفتْ ولم // تدرِ المصابَ على الجوارِ المُغتصبْ
في قدسنا أرضِ السواري والعُلا // كيف البيوتُ كما المآقي تُنتهبْ
في مسجدي الأقصى وَقُبَّةِ مجدنا // والشيخِ جراحِ الذي يحكي الحِقبْ
فد مزقوا القدسَ بسطوةِ جيشِهمْ // حتى بدتْ مثلَ الجزائرِ تغتربْ
قد حوصرتْ أحياؤها أو دمِّرتْ // والنفيُ يجتاحُ الذي قد ينتصبْ
ضاعتْ ملامحُ عِزّنا في حيِّنا // غطى الجدارَ كلامُهُ العالي الكذِبْ
وترى السوائبَ تنتشي في خسَّةٍ // في شارعي تلقي السفاهةَ والكُربْ
وتقضُّ فيها مضجعي بصفاقةٍ // تُجري الدماءَ بحُرقةٍ مثل اللهبْ
كي ننسحب من حقنا من أرضنا // نحو الفَناءِ بلا إباءٍ أو طلبْ
لكنَّ غزةَ قررتْ أن تنتفضْ // للشامخ المجروح قد ثار الغضبْ
بالموتِ ترجمُ زيفَهمْ وكيانَهمْ // بالحقِّ والإيمانِ أرتالِ الشُّهُبْ
شحدة خليل العالول

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق