الجمعة، 18 يونيو 2021

معزوفة على أوتار التكوين /محمد الفضيل جقاوة /جريدة الوجدان الثقافية

 


معزوفة على أوتار التكوين
.
ــ إلى امرأة لا تزال تقرؤني بلسانها ..
.
حين أسكنتك قلبي
لم تَكنْ كُوّرت الشمس
و لما تكتحل بالنور في الأفق التجوم
كان هذا قبل أن يبدأ عمري
كان هذا و أنا في الغيب بين الكاف و النون
اختزالا لانبعاث الكلمة
أنا قبل البدء ..
في عينيك صلّيتُ فروضي
و أضفتُ النّفل
أرجو الوصل صبّا والها لا يستكينْ
و لقد أبصرتُ أسرار البدايات
و أسرار النهايات
و ما سوف يكونْ
أنا قدّست ارتعاشات الهوى بــرّا
ففي العشق انهزام للمنونْ
مرتِ الأعصر تترى ..
و أراني شاعرا يبعث في كلّ القرونْ
ينشد العشق
يغنّيه مواويل ابتهال
في حنايا الليل
في صدر السكونْ
مولع بالعتمات
يحذر العذّال ..
يخشى سطوة الشيخ و سادات القبيلة
يتقي تلك المواريث الأثيلة
فلكم من عاشق
في حسرة همْ كفنوه
أنا في كلّ العصور الغابرات
شاعرًا كنتُ أغنّي
لضرامات الهوى أحلى المواويل
أُجِلُّ الحبّ أتلوه كتابا
يبعث الأمجاد
يحيي ساحرا كلّ موات
ينفخ الروح بأعماق الفلاة
فيلبي الزهر
تشدو الأكمات
يبعث الإنسان في الإنسان ..
يُحيي ساحرا فينا الخرابات
التي أُعدم في أعماقها كلّ الشعور
أنا في التوباد أسميتك ليلى
أنا غنيتُ لك العشق مواويل حنينْ
أنا أسميتك في الميزاب مزهوا زهور
أنا جدّدتُ لك شوقي الدّفينْ
و أنختُ الشّعر مجبولاً جوادًا عربيًا
يتخطّى ساحرًا كل فضاءاتِ الخلود
جاء يهديكِ خلودًا أبديًا
أزليَّ البدءِ موصولَ اليقينْ
سوف تَرْوِي العشق يوما شهرزاد
فتتمُ الألف بعد الألف ..
تحكي بحنايا الليل للسمار عنّي
و عنِ الآهات في ليل الظّنونْ
و ستحكي عن لهيب الشوق
تتلوه قصيدًا
يوقظ الإحساس في الصّلد المتينْ
ستغني للصبايا بعدنا أحلى الأغاني
و على وقع الصّبا
ينتحب الناي الحزينْ
سوف تحكي عنكِ يومًا لصبايَا الحيّ
ما كان و ما سوف يكونْ
فازرعي زهرا النهاياتِ زهورًا
و انثري زهرا بليل العشق فُــلاًّ و عطورًا
و اختمي الفصل الأخير
بوصال .. و بنات .. و بنينْ
و عناقيد حبور
كفكفي دمعي الهتونْ
.
بقلم محمد الفضيل جقاوة
في: 18/06/ 2021


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق