الخميس، 17 يونيو 2021

صهـــوات الحلـــم .. قصة لــ د/ الأزهر ساكر- أم البواقي/جريدة الوجدان الثقافية

 


صهـــوات الحلـــم ..

قصة قصيرة ـــــــ بقلم: د/ الأزهر ساكر- أم البواقي.
الجزائر
تأبطت محفظتها البيضاء مرددة ألحانها القزحية ككل نشوة صبح جديد، تعانق أخيلة الفرح المخملي، وهي تغرق في أشواقها، علها تمسك بمداميك أمانيها بشوق سامق، تسابق أشجار النخيل في عليائها، وتشدو مع أعراس الفراشات المزدانة في ربيعها الضاحك، تتأهب مناجية والدتها الرؤوم .. أمي.. !أمي.. ! سأركب صهوة جوادي الأبيض عن قريب .. وسأحضن الفجر القادم، وأرسمه بريشة فنان متمرس، سأقطف أطواق الياسمين من حدائق الكتب، وأجدني يا أمي أهفو لمقلتيها ردحا من الزمن.. وأنا ضمآى لزخات دموعها، كي ترويني لأحيا من جديد؛ كبرعمة الورد وابتسامتها الصباحية .. سأحيا يا أماه لهتافاتك المتدحرجة التي لاتزال تسابق الريح .. يا له من فرح أنثوي ينثرني عطره .. !! فهلا أزحت عني برنس الليل، وكشفت لي عن ابتسامة الربيع .. ؟ أماه .. ! طال الجوى، واستقر أزقة روحي، وفررت هائمة كالعاشقة الحيرى في صحراء قاحلة .. أهرول وأهرول علّني أتشبّث بزوارق بحرك الفيّاض .. فامسحي عنيّ غشاوة الجهل أمام ناظري، فأنا لا أجيد الإنشاد في الظلام..؟ ! وتساورني قشعريرة حانية أيقظت أزاهير مهجتي .. أيتّها الأقحوانة المنتصبة؛ انثري حصاد أحلامك عاليا، ولملمي دموع القمر وابتسمي له، فسيعانق ألوان فرحك مجددا.. ابنتي ..! أدرك أنك اشتهيت طعم الحروف الرابضة بين الكلمات، وتهت في أقاصي الورق.. واستلقيت في أفرشة الكتب الحانية، وأنت تتلذذين شبق المعاني .. وتنهلين من معينها الذي لا ينضب .. شكرا لروحك الشامخة التي تسابق هامات النخيل، وترقص مذعورة على جسر من جليد، وستزهر حدائقك الخضراء ، وتبتسم السماء لموعد أبيض رفقة ألحان المطر وزخّاته ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق