السبت، 1 مايو 2021

قصص حبّ بقلم الشاعرة حميدة بن ساسي

 قصص حبّ

في ذاكرتي تراتيل أحباب
...وأبواب ....وأقفال...
وقباب من الألوان....وقصص حبّ...
وأهازيج أفراح...
في مقتبل العمر ...كنت ألعب
مع رفاقي...والجمال بيننا أخّاذ
دمية بيدي أداعبها
أنظر إلى عينيها
وتارة أحرّكها...وطورا أخفيها...
أخاف عليها من أيادي الرّفاق...
في مقتبل العمر... كنت أعدو
خلف الرّفاق ...أبناء الجيران إخواني...
تلك الأيّام تخاصرني...كنسائم لطيفة...
ذاك السّارق وذاك الجلاّد ...
كبرنا ولم نعد نلتقي...
نسينا الحبّ ...والصّغر ...ومقاعد الدّرس
والركض في السّاحة
بعد رنين الجرس...والمضغ ...والشّرب...
وجمال الرّوح ...وتصفيق المدير...
وهيبة المعلم وسكينة الذّات...
بين لحظة ولحظة
أتتني الصّور كأنّها غيمات
وقصص الحبّ
تحكي عن الأميرات المسحورات
وعن الفارس الّذي أنقذهنّ من السّحر
وسوالف العمر كالسّواقي ضاحكات...
أهازيج محبّة ...
صورة أمّي والكحل في عينيها
يرسم ذاك الجمال
وأبي بطلعته البهيّة
يقبل فيضاء المكان في قلبي
ويتّسع صدري اتّساعا
صور من الماضي ...فيض محبّة...
وتلاوين السّماء
وعربدة البحر ...ودفء الرّمال...
مشاعري على العالم
نوافذ...وجدّتي الّتي غزلت من الصّوف
مودّة...تروي عن الصّبايا والغول...
أين تلك المحبّة؟
غيّبتنا الأوجاع
وضعنا في متاهات المدن
والأخطبوط أصابعه حول الأعناق
ممتدّة...
أيّ فراق ينسينا المودّة الّتي كانت...
تعالوا نجمع شملنا
ونرجع الودّ كباقات ورد بين الجنان
وينزل المطر مدرارا
ليسقي قلوبا تشتاق لذاك الماضي...
أين ذاك الجمال ؟
غاب عن قلوبنا ...وغبنا عن ذواتنا...المرتدّة...
وجه جدّتي
وقطائف صوف ناعم ...وذاك المغزل...
والبخور ...ورائحة الورد ...والأرجوحة
معلّقة في شجرة التّين...وأصابع والدي
تدفعني في رفق...
وتسترسل الضّحكات في ذاكرتي
كالوجد...
حميدة بن ساسي
.
.
Peut être une image de 1 personne et plein air

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق