الثلاثاء، 18 مايو 2021

طرح على طاولة الحوار.. (أثر الهندسة الصوتية في النص الشعري) يكتبها الشاعر الناقد /سامي ناصف.

 طرح على طاولة الحوار..

(أثر الهندسة الصوتية في النص الشعري)
يكتبها الشاعر الناقد /سامي ناصف.
من المعلوم أن النص الشعري هو نسيج لغوي مُحْكم البناء، يُخْلَق بفعل مُؤلف مُبدع.
واللغة في النص الشعري هي وسيلة للخَلْق والإبداع، أكثر منها وسيلة للتعبير ونقل الأفكار.
لذا نرى أن البنية الصوتية، تتمظهر بوضوح عبر الأصوات، ومن هنا تتحول العلاقة بين الصوت والمعنى، من علاقة خفية، إلى علاقة جلِيّة.
ومن المعلوم أن الصوت بالقصيدة يشكل قيمة جمالية وايقاعية، ورغم ذلك لم ينفتح چُلُّ النقاد، وكثيرٌ من الشعراء على الإفادة من القِيَم الدلالية التي ينتجها الصوت في النص الشعري على الرغم من أن الصوت يشكل اللبنة الأولى من لبنات النص الشعري التى لا يمكن إغفالها، رغم الدعاوى الواهية التي تصرف كثيرا من الشعراء عن هذه الدلالة الصوتية، إما لفقر في المخزون المعجمي، أو لفقد الإحساس بالأثر الصوتي في نفس المبدع والمتلقي.
وإن التماثل الحركي المنبعث من الحركات الصوتية: كالفتحة، والكسرة، والضمة يُعَدُّ تماثلا كميّا على مستوى عدد كل منها في أيِّ نص شعري، وهذا يسهم في تشكيل (الهندسة الصوتية) للنص الشعري.
ومن المعلوم، أن علماء علم الأصوات يرون أن الفتحةَ لها الصدارة في غالب النصوص الشعرية، ثم يليها صوت الكسرة، ثم يليها صوت الضمة، حتى للسكون صوت آثر.
وحَكَم علماء الأصوات أن الفتحة من أكثر الأصوات وضوحا في السمع، والنطق بها أسهل وأيسر من النطق بغيرها، ثم يليها الكسرة، وأخيرا الضمة لأنه صوت أشدُّ من الصوتين السابقين، ويحتاج صوت الضمة إلى مقدار أكبر من الهواء ، ليتم النطق به.
ثم تعجُّ القصيدة العربية بالحجم الكمي الزائد عن أي قصيدة تكتب بلغة غير العربية، فللروي (القافية) أثر السحر في إظهار المعنى المفقود بدونها، وإمتاع الأذن وباقي الحواس، ثم للموسيقى المسماه (بالخليلي) العروض، الذي يمنح النص طاقة وحيوية تنزاح بالنص عن لغة العامة إلى لغة الخاصة، وغير ذلك من أصوات موسيقية تحفل بها القصيدة العربية، ومن هنا تتحقق هندسة توزيع المقاطع الصوتية ودلالاتها في النص الشعري.
ولنهمس في أذن الشعراء أن يهتموا (بالهندسة الصوتية) في النص الشعري.
من فضلك سجل رأيك واختلف معي أو اتفق.
كتبها لكم الشاعر الناقد /سامي ناصف
Peut être une image de 1 personne


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق