الاثنين، 1 ديسمبر 2025

قراءة في نص فلسفي وجودي بين النور الداخلي و الضوء الضرير الشاعر و الروائي و المترجم الكردي :كامران حرسان/سوريا/المقيم بالسويد بقلم الأستاذة سعيدة بركاتي/ تونس

قراءة في نص فلسفي وجودي بين النور الداخلي و الضوء الضرير

الشاعر و الروائي و المترجم الكردي :كامران حرسان/سوريا/المقيم بالسويد 

بقلم الأستاذة سعيدة بركاتي/ تونس


عن مارتن هايدغير يقول : الوجود هو السؤال : فالأسئلة الوجودية جزء لا يتجزأ من كياننا البشري ، جميعا نواجه لحظات نطرح فيها على أنفسنا أسئلة عميقة حول الحياة و ما يوجد فيها من صراعات و تضادات .

 القراءة : 

  في عنوان لنص شعري فلسفي للروائي و المترجم و الشاعر الكردي كامران حرسان : " حينما يغرق الماء تطفو الحياة على السطح  ":  نحن بين مكانين حددهما الكاتب تدور فواصل هذا النص فتتدفق الأسئلة لرأس المتلقي :الماء يغرق و تغرق فيه الأشياء و أنى للحياة تطفو على سطحه ؟

أول ملاحظة ومن خلال عتبة النص نحن مع نص يبحث عن حل لعقده و التي تظهر عصية من خلال الغرق و الطفو و الذي جمعهما الماء .

يتضح أن هذه الأفعال ليست مادية فارتباط الماء بالحياة ليس عبثا ، يقول تعالى : " وجعلنا من الماء كل شيء حي " النبأ30 " . فكل ما يتحرك على وجه هذا الكون في حاجة أكيدة و ملحة للماء.

فتفكيك السطر يجعلنا مع حياة غرقت و تشبعت بالماء لترجع بقوة و تطفو على سطحه من جديد .

و تحلق الفراشات بعيدا عن أزهارها ، صوب نور،أحرقت نيرانه أجنحة نفسي .

تُعد الفراشة رمزا للتحول و الحرية و البعث ، و لطالما اعتبرت رسلا من عالم آخر ، بشائر هي للخير و الفرح ، و الكلمة للفراشة ،"نفسية" هي نفسها المستخدمة للروح : فهل من هذه الفراشات فيها من ذات الشاعر ما حلق بعيدا عن أزهارها ؟ يحيلني هذا السؤال إلى الرجوع إلى عتبة النص :بين غرق الماء و طفو الحياة على سطحه ليطرح سؤالا آخر :هل العمق الموجود في غريق الماء هو بحث في ذاته و تفتيش عن حياة أفضل في آخر نقطة فيه عسى تعود الحياة بقوة ؟ فأي شيء يخرج من الأعماق ليطفو إلى الفوق سيرى النور و الحياة .

فالفراشات حلقت بعيدا عن الأزهار بمعنى بعيدا عن الأمان و مصدر غذاءها و اتجهت صوب النور فيولد سؤال آخر : لماذا النور ؟ هل هو بحث عن الأفضل و الأسمى و ربما الأكبر مساحة للإحتواء رغم أنه مصدر للاحتراق أحيانا ؟ فالسطر مُسقط على ذات الكاتب أين أقر باحتراق أجنحة نفسه بهذا النور قبل أن يحرق أجنحة الفراشات . و كما ذكرت أعلاه كلمة الفراشة نفسية هي ذاتها الروح .

هل بدأ الصراع بين الأضداد التي تعيشها ذات الشاعر؟ ذات كالفراشة تميل إلى النور و بما أنه شاعر يضرب في ظلمات العماء  فهو يتوق و يشتاق للضوء و العلم و المعرفة و حين تُحرق هذه  الأجنحة سيفقد النور و التحليق أين ستخيم العتمة و تُشل الحركة . 

آه  أيتها النفس النائمة على ظهرها ،لا تستيقظي من حلم الحياة 

الآهة ؟هي اسم فعل مضارع  ، يقولها المرء سرا و علانية عند التألم و التوجع و الحسرة ، و سياقها في السطر التحسر على أحلام مضى عليها الزمن ، لو كان السطر دون التأوه لكان الحلم مستمرا .

نفس الشاعر كانت مستلقية على ظهرها ، هي في لحظة تأمل و طمأنينة و حلم يقظ بعينين مفتوحتين إلى سقف بيت أو تحت السماء و نجومها ، فالحلم شامل لحياة كاملة و ليس بعضا منها محدثا ذاته "لو استمر هذا الحلم " ، قد تكون فترة التحليق بالفكر فترة " النور و المعرفة قبل أن تدرك النار أجنحة نفسه فتحرقها حتى يستدرك بنور الذاكرة اشعاع الماضي . 

أمر يعيدنا إلى التأوه : أيتها الحياة النائمة ، استيقظي، فالخرافة قادمة تسبح أسماكها في نور إليك : فههنا نرى الشاعر يتوجه بنداءه إلى الحياة : محركا بإرادته ملكة  الإستيقاظ في صغة الأمر ، فما  من نوم مادي يجوب النص ، لكنه ترك النفس في حلم آمرا إياها النهوض منه إلى الحياة.  

الخرافة هي الإعتقاد أو الفكرة القائمة على مجرد تخيلات دون وجود سبب عقلي أو منطقي مبني على العلم و المعرفة ، فهل انقلب هذا الواقع من حقيقة إلى خرافة ؟ ثم مع الأسماك التي تسبح في نورها أعادها الشاعر الى عالمه الحقيقي : قد تكون هذه الأسماك  مجموعة الأفكار و الرؤى التي يحملها فكر الشاعر في اللاوعي فتعود  لتطفو في الوعي بين الحلم و الواقع "  و الأسماك لا يمكنها العيش إلا في الماء ، ماء العبرات و علاقتها بعتبة النص" ، وربما بين الماضي و الحاضر يعيش الشاعر صراعا ذاتيا متحسرا على ماض ولى و حاضر هرب في لوعة النور فيه . 

آه ، يا نور النائم إزاء الحياة يحلم بنور آخر يغطي الظلمات العميقة 

قد نقرأ السطر في علاقة وثيقة بالعنوان  و ذات الشاعر في نفس الوقت ،فالنداء موجه إلى داخل الشاعر "نور النائم " الذي غطى نوره المادي عتمة عميقة استحالة أن يصل إليها النور و كأنه يقول دون نور لا تُعاش الحياة و ربما مع نور آخر يُعمق أسئلة المتلقي فنور النائم هذا عرفنا ماهيته فكيف للنور أن يحلم بنور آخر ؟ النور الأول قد انطفأ فتيله " في الحياة" . "إشارة إلى فقدان البصر عند الشاعر .

لمَ أنتِ بعيدة هكذا ؟لمَ لا تظهرين محياك المرصع بأجرامك الصيفية ؟التي أضاءت دروب النوم باشارات لا تخطئها العين مذ أوقدت نيرانها فيٌَ؟! .

في النور حياة و من فقده فقد تساوى عنده الزمن ، فهل تساوت لديه الأشكال و فُقِدُ الزمن في الشاعر ؟ بالعودة إلى "النفس النائمة على ظهرها كان حلم اليقظة " ، فتتضح الصورة أن الحلم كان يسبح مع الأجرام المرصعة في السماء زمن الصيف أين كان الإلهام غزيرا و الأحلام كثيفة و نور النائم نورا في داخله . سماء الصيف صافية يحلو معها السفر و السباحة عبر قراءة النجوم و اللعب مع جدائل القمر .

حين نتأمل عالم النص نجد حضور الكاتب و النور و الحياة في علاقة وطيدة تتدخل النار لتحرق الأجنحة فتشل الحركة ثم توقد من جديد في شكل نور : "استمرارية الحياة ".

  يعود الشاعر للتأوه في آخر النص : متوجها إلى الفراشة في داخله و إلى اللهفة  التي  وصفها بالرياح و إن مرت تطفئ الأنوار .

عن اللهفة : هي ذلك  الشعور الأعشى الذي يدفعنا للقيام بأي شيء مجنون وقد ينبغي علينا الاهتمام به إرضاء لأحاسيس مبهة ، وهي كذالك عواطف تمت بصلاتها إلى  القلق مرده الانتظار في حضرة أمر لا بد من التثبت منه  : فلهفة الشاعر مجموعة رياح و هي ألطف من الريح مقترنة بفعل" مر" لم يقطع منها أمل الحياة كليا فالشاعر يحافظ على الجزء الحالم في ذاته إذ يأتي السطر الأخير بالعمق و البعد الفلسفي و الوجداني للنص ، ما انعكس  في تعبيره مطايا الرغبة معمقا بها طاقة النص و قوته الداخلية للمقاومة إزاء الغوص في أعماق الأشياء و النهوض بها إلى السطح من جديد .

عودة إلى الضفة الأولى من النص :   العنوان و ما لاح خلل كلماته الأولى الطافية على السطح بفعل الماء له علاقة وطيدة بهذه الرغبة : رغبة في النور الذي ينبع من  داخل الشاعر فقد  ترفرف أجنحة روحه و التي مثلها بأجنحة الفراشة مع التحذير الشديد للابتعاد عنه علها تحترق .

تكررت العديد من المفردات في النص :كالآهة ، و لام النهي و الاستفهام و الفراشة و الحياة و خاصة النور : أحيانا تَرِدُ مفردة أو جمعا . 

فإلى أي مدى وُفق الشاعر في هذا التناول ليجعل منه أداة فاعلة في نصه الشعري ؟

تكرار الآهة تشير إلى دلالات نفسية عميقة مثل الحزن و الأسى و الشوق و الحسرة و الضيق مما يجعلها صدى الآلام الداخلية ، تماسكت بها  بنية النص و  أضفت عليه تناغم موسيقي ، حيث وُفِقَ الشاعر في جلب انتباه المتلقي مُكررا الصوت و المفردات و أحيانا الجمل :فبعض الجمل تنتهي بمفردة لتبدأ بها الجملة الموالية ، النهي و الاستفهام يوقظا حاسة البحث و التساؤل في نفس الوقت في خبايا النص .

يتضح مما تقدم أن النص يندرج ضمن النصوص الفلسفية الوجودية التي تتعمق في تربة الذات و تنقب في دواخلها عن لُقَى ليعايش صاحبها تجربة ترتحل بين الخيال و الواقع حتى تكتمل الصورة بين نور و عتمة و حياة و نور آخر بإصرار من الشاعر الذي حلقت روحه بأجنحة الفراشات  و غاص عميقا في أمواه ذاته كي تطفو مجددا و بقوة على سطح الماء ، لقد سافر الشاعر في بحثه عبر النص خلف المعنى الحقيقي للنور سيرا بهديه على  دروب الحياة أين عاش صراعا داخليا بين الرغبة في الاستقرار و الرضا و بين السعي للتحرر من سلاسل العتمة التي قيدت نوره و حبست عنه أشكال الحياة المتوزعة في قيم مستجلبة من الضوء .النص المتبل بفلسفته عبارة عن  رحلة داخلية أضحى  الشاعر فيها حثيث البحث عن النور و ما فيه من معاني بهية  للحياة .

رموز النص و دلالاته عميقة جدا كالنور و العتمة و الفراشة و أجنحتها ، رحلة جعلت من القارئ في حيرة بين هذا النور داخل ذات الشاعر و الضوء الضرير ، فالنص رغم دائرية شكله و إيقاع جرسه الذي كان مع التكرار و النداء و الاستفهام بقي مفتوحا لتزداد الحيرة التي بثها الشاعر في المتلقي .

بقلمي سعيدة بركاتي/ تونس 


النص:

حينما يغرقُ الماءُ 


حينما يغرقُ الماءُ، تطفو الحياةُ على السطح!،

وتحلّقُ الفراشاتُ بعيداً عن أزهارها صوبَ نورٍ، أحرقت نيرانهُ أجنحةَ نفسي!.

آهٍ! أيّتها النفسُ النائمةُ على ظهرها، لا تستيقظِ من حلم الحياة!.

آهٍ! أيّتها الحياةُ النائمةُ، استيقظي؛ فالخرافةُ قادمةٌ تسبحُ أسماكُها في نورٍ إليكِ.

آهٍ! يا النورُ النائمُ إزاءَ الحياةِ يحلمُ بنورٍ آخرَ يغطّي الظلماتِ العميقةَ.

لِمَ أنتِ بعيدةٌ هكذا؟!، 

لمَ لا تظهرين محيّاكِ؛ المُرصَّعَ بأجرامكِ الصيفيّةِ التي أضاءت دروبَ النوم، بإشاراتٍ لا تخطئها العين؛ مذ أوقدت العتمةُ نيرانها فيَّ؟!.

آهٍ! يا الفراشةُ في داخلي 

لا تحرقي أجنحتكِ بها، 

لا تقتربي منها بطيشٍ ولا تحملي مطايا الرغبةِ 

بلهفةٍ أكبر؛ فاللهفةُ رياحٌ تطفئ الأنوار!.

***    تشرين الأول 2025

كامران حرسان /السويد 


المراجع: 

https://lpsonline-sas-upenn-edu.translate.goog/features/discovering-purpose-positive-approach-existential-questions?_x_tr_sl=en&_x_tr_tl=ar&_x_tr_hl=ar&_x_tr_pto=rq 


https://aimeeschreiber-com.translate.goog/blogs/news/butterfly-symbolism?_x_tr_sl=en&_x_tr_tl=ar&_x_tr_hl=ar&_x_tr_pto=tc 


https://www.arabdict.com/ar/%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A-%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A/%D8%A2%D9%87

https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AE%D8%B1%D8%A7%D9%81%D8%A9 


https://journals.qu.edu.qa/index.php/ANSQ/article/view/4040/2705 


https://jahs.qu.edu.sa/index.php/jah/article/view/430#:~:text=%D9%88%D9%82%D8%AF%20%D8%A3%D8%A8%D8%A7%D9%86%D8%AA%20%D8%A7%D9%84%D8%AF%D8%B1%D8%A7%D8%B3%D8%A9%20%D8%B9%D9%86%20%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%BA%D8%B1%D8%A7%D8%B6,%D8%A7%D9%84%D9%82%D9%88%D8%A9%20%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B8%D9%85%D8%A9%D8%8C%20%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%83%D8%AB%D9%8A%D8%B1%D8%8C%20%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%84%D9%85%D9%8A%D8%AD. 


https://qamus.inoor.ir/ar/1D978F/%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87%D9%81%D8%A9#sameRoot



الأحد، 30 نوفمبر 2025

نيازك تنهدت على شفاه حروفي بقلم الشاعرة والقاصة رنيم خالد رجب سورية

 نيازك تنهدت  على شفاه حروفي 

بقلم الشاعرة والقاصة رنيم خالد رجب سورية 

.......................

تتفقدني بلوعة المشتاق المتغابي 


على عكاز صمتها كتبت الرواية 


تحط رحالها على شرفتي المسائية 


ابتسامتها تغرس السرو في حجراتي 


فتشتعل حواسها بفتيل الحب 


يحبوا حلمي نحوها رويدا رويدا 


ليثمر في هذيان حروفي لوحة فسيفسائية 


أخبز كلامي في فيافي شعرك 


فيتساقط الندى على سفوحك خجلا 


متمنيا أن يتم التقاطه بعين المحتاج 


ليعود من جديد نسله 


ويلخص بحبره معاناة  الصخور 


جحافل الذكريات تخوض حربها  في دهاليزي 


أجنحتي بللها ندى العمر الخصيب 


أطوي لك أفلاك الزمان طي اللحن عند الغناء 


تركت شغفي وراء ظلال الهوى يصارع وحيدا 


وتجاعيد أصابعي  شاهدة على اللحظة 


قد شق طريقه إليها الزمان 


أمنياتي يغلفها الحنين وشقائق النعمان 


أزهرت ترمم أحوال المساء


 بينما قصيدتي تعاني غصة حروفها معذورة 


تستشيط غضبا تهرول إلى جعبة الزمان تختبأ بها 


لا غادرة تغرس سيفها في عنق الرياح 


ولا مغدورة كتمت جرحها دون سلاح 


تاركة بعضا منها يطاوع السماء 


لتبقي بذلك حرفي دون مظلة 


تعج  سطوره بالرخاء..


*رحلة عمر... بقلم الكاتب سمير بن التبريزي الحفصاوي

 *رحلة عمر...


خلف سرب مر يوما من هنا

عبر باحات السمر

بين ذكرى وعبق

نحو عتم الأفق البعيد 

في ٱحمرار الشفق...

وغروب موحش بالغيم 

في ٱعتمالات المساء

عصفور بات وحيدا يا أنا...

في طريق الهجر... 

يقتفي درب الخطر

خابئٌ خلفَ الظلام 

بين أغصان الشجر 

عند أحضان الليالي

حينما العتم ٱنتشر 

طائر شهم أبي وجسور

نادر بين الطيور...

كنسور وصقور شامخات

تعفو عند المقدرة

وتحب وتسامح ثم تنسى

طائر من فصيلة نادرة

يلبس الحلم قميصا

وودودا... و مسالم

 من سلالات الحمام 

مرهف الحس وحر...

يا أنا...الطير الغريب

عاشق يهوى السلام

هائم  في دروب العمر...

مسافر نحو الصبا 

تحت أصوافِ الغمامْ

قلتُ في أصداء روحي

 وهي تطفو في الأفق...

فوق أيامٍ خلت من خطِّ عمْري

عندما حل المشيب والهموم والقلق...

 و صرت أكبر... وأكبر...!!!

مَا دهاني أن أغامر...؟!

 كالكَواسِرْ..؟

ما لهذا الضيق من عتم النفق...؟!!

يا قطار العمر مهلا لا تسافر 

لما رمت السفر...؟؟

وأنا الطفل البسيط 

ليت العمر قد نسيني 

عند أيام الطفولة وأيام الصبى

ليتني لا زلت غلام...!

فرخا أكتسي ريش الحرام

كلُّ أحلامي دروب قد ألفت للقرى

فرح عش عند مرج وبيوض...

وحنين... وحنين... وحنين...!!!!

وقطيع ذات عود ومساء

وربيع وصقيع...

كل أمانيا...

شدو طفل وأغنيات...

لمس أم ودفء حضن...

واطمئنان  وسهاد ومنام...

أنا الطفل البسيط...

كل أحلامي فقاقيعٌ تبدّت في القِلاتْ

حينَ زخَّاتُ المطرْ...

وعويل الريح ذات ليل للشتاء 

وبايات للدجاج فوق كوخ وبيات...

ونباح وصياح وثغاء...

وهمس أمي وأبي ودعابات... 

ضحكات في ٱعتملات السهر

و صفاء وبراح ورياح...

كلّ أحلامي جلسه من ليالي الأنس

ذات موقد للسمر...

كل أحلامي أن يظل القَتْر يهمِي

وأرى قطر الندى... 

يلمع  فوق أغصان الشجر

ليت يوما من أيام الطفولة 

تنجلي عني همومي... 

منتهى الحلم فيه حلوى وسكر...

ومدى ٱرتعاشي و سيل لعابي...

 ليت ينجلي عني اغترابي

ويعود لي سرب الحمام

وعلى بساط الحلم 

أطير خلف السرب نحو أيام الصبى

أحضن تلك النوادي ودروب للقرى

من شذى طيب الثرى...

وأطير خلف سرب مر يوما من هنا...


   -سمير بن التبريزي الحفصاوي🇹🇳

   -((بقلمي))



ومضة شعرية * الفقراءُ هم الباقون. بقلم الكاتب محمد شداد

ومضة شعرية

***********

الفقراءُ هم الباقون.

**************

أيها الراحلون الطيبون،

حاسري الرؤوس...

حفاةَ الأقدام، عُراةٌ نحن..

لِمَ تركتمونا في الهجير،

لنصلّي على الديار

صلاةَ الجِنازة.

وحين ذكرناكم ارتعشنا فركعنا...

وما درينا أنها تكبيراتٌ

إلّا حين أهَلَلْنا على أنفسِنا الترابَ.

هناك أدركنا..

أنّا ما توضّأنا فصلّينا.

****************

محمد شداد

• جسد مغترب • شعر: جلآل باباي( تونس)

 • جسد مغترب


     • شعر: جلآل باباي( تونس)


يخترق ملامحي الصقيع 

أذلٌني المنفى  في أهلي

يؤلمني اغتراب الجسد الوضيع

أهيٌئ راحلتي للسفر

لعلٌ السفر يصبح لي الشفيع!

إني ارى الماء  يجري في مقلتي

و لا التمس موطنا للدموع

تجري الرياح بما لا تشتهي خطاي 

إمٌا تنوي هلاكي أو يلتقفني الربيع؟

ذا الصدأ يقترب من أطرافي الكفيفة

أصنع لها طائرة ورق

 حتى ألتحق بالطير الوديع

تحمٌلتتي الشوارع و تراب الأمكنة

و لم تتصفني الأسماء..

كالت لي صنوف الغدر السريع

كنت راسبا في الحب

بات عشقي للكتابة

 إكسير اغترابي..

 .. و انتفضت على الصمت

 ضحكات  الرضيع

ذا تشرٌدي فوق سرير النهار

أرٌقني

و من رحم الليل 

أجتذب تهيامي بصباي المنيع

زاد شغفي بطلل 

قد تقادم فوق الرفوف

أرتوي من عطره

ذاك  الماضي ألضليع 

 أبكي شطر الجسد

ثم احتمي بعزلتي

من حاضر لا قمر بسماءه

و رفيق خنوع

لم يبق إلا الطريق 

يتيما من نُسٌاكه

أحتمي بضوء فوانيسه

من شيطان ظلام وضيع

تتلاعب بي بقايا طفولة

و تغريدة كمنجة

 على كتف عاشق مغدور

يرتق بها معاصي الكتابة

وتمرٌد انثاه الدلوع....

هب لي أيتها الخطى 

رصيفا غاصٌََا بالمارٌة

و شمسا تجاهر بالطلوع.


           ☆ شتاء ٣٠٢٥

___________________________

■ الرسوم للفنانة التشكيلية:  Manel Krid منال كريد



أمــي.. بقلم محمد لغريسي - المغـرب

 أمــي..

       محمد لغريسي - المغـرب

                   2023

أمــي..

وأُعْـلــنُ امـام كـلِّ فـِـرْدوسٍ 

وانْـبِـهـارٍ فَــريـدٍ 

مُـتَـفَــرِّد ٍ

أنــكِ لـُبُّ الهــوَى

ولـبْــلـابُ الـــفُـراتِ

... 

أمـِّـي..

رسـولـةُُ مـكِـيـَّـةُُ أتـبَـرَّكُ بِـعِـمـامَـتِـها

وأنـوار هَـمـْسِـها  

فـتـنـمـُو علـى نَـدبـاتـي 

فـواكِـهُُ شـتَّـى 

وزَنـابِــقْ.

...

أمــي 

عُـيـونـكِ مـسْـجـدُُ قـرطـبـيُُ 

أَلِــجُ إِليـهِ مُـطأطـأَ الـهامَّــةِ 

خـافِـقَ

الـسَّـريـرَهْ

...

أمِّــي..

 مـتَى عَـطـِشْـتُ ..

أرْتـَوي بـلـُطْـفـكِ 

فلـا تـتَــلـبـَّدُ إشَــاراتـي

ولـَا ..

يَـشْـحُـبُ مِــزاجـِـي



[ قالت و قلت ٠٠!! ] بقلم الكاتب السعيد عبدالعاطي مبارك الفايد - مصر ٠

 [ قالت و قلت ٠٠!! ]

السعيد عبدالعاطي مبارك الفايد - مصر ٠

٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠

قالت : يا هاجري انطلق بنا وسط العزلة حيث الصمت و جُنح الليل و بقايا الثلج ٠٠!

قلت : إلى أين مدللتي و الحصار الآن عنوان تلك الحياة ٠

قالت : لا عليكَ انهض و امض ِ لا تلتفت مهما سمعت صدى صوت أو شبح من الظل و حواجز في الطريق ٠٠

ثم ضحكنا و اقتحمنا المستحيل و استقبلتنا هاتك النجوم خير صديق ٠٠

صائحة مرحى مرحى  بالشمس و القمر هنا بداية حكاية ٠٠

و كلمات من الترحاب و الحب 

فجأة دقت ساعة الرحيل و كنا كالغريق ! ٠



معَ النّفسِ.. ((مَشاعرٌ ومَعابر..)) بقلم الشاعر /هادي مسلم الهداد/

 معَ النّفسِ..

((مَشاعرٌ ومَعابر..))١

====  *** ====

 ياسَاكنَ الرّوح..

قُربٌ معَ النّفسِ أو

..وصلٌ بمغتَربِ 

  تَجودُ بمَا آلتْ.. 

 صَفوٌ معَ الذّات أو

..حَمَالةُ الحَطبِ

   ..... 

 مَشاعرُالنّفس.. 

إذ تَرقَى فأَنتَ العاقلُ

.. الأربُ

مَن آلفَ الإحسان

..يَحتَسبُ

مَن سَايرَ المَأفون

..يَحتَطبُ ! 

     .....

ياسَاكنَ الرّوح..   

سرابٌ هو المَخبوء

..حتّى مَبلغِ السّببِّ ! 

فَكم في النّفسِ من

 ..عَمهٍ ؟!

ومَبلغُ الرّأي قَطعُ

..الشّكِ والرّيبِ

مٌناسكُ الرّوح..

وصلُ العلمِ بالأخلاقِ 

.. والأدبِ

.. بقلم 

/هادي مسلم الهداد/



قراءة في رواية( عشرُ صلواتٍ للجسد) للأديبة" وفاء عبد الرزاق". بقلم أ.د. وليد جاسم الزبيدي | العراق

 قراءة في رواية( عشرُ صلواتٍ للجسد) للأديبة" وفاء عبد الرزاق".


أ.د. وليد جاسم الزبيدي | العراق

عشرُ صلواتٍ سومرية في أدب السيرة.!

الرواية

عنوان الرواية (عشر صلوات للجسد)، للروائية (وفاء عبد الرزاق)، عن دار أفاتار للطباعة والنشر، في القاهرة، عدد الصفحات(226) صفحة، القطع (21×14.8 )، الطبعة الأولى، 2020م/ 1441 هـ، لوحة غلاف الرواية للفنان العراقي(صالح كريم)، وتقدّمتِ الرواية ، الإهداء، وتقديم بعنوان (وفاء عبد الرزاق أشرعة الحب الأزلي) للدكتور محمد جواد حبيب البدراني، ألحقتهُ بشهادة بعنوان(وفاء عبد الرزاق وهوية الانعكاس السردي) الشاعر والناقد هاتف بشبوش.

التقديم

تدخلُ الرواية التي بين أيدينا في خانة أو تحت عنوان كبير(الميتا سرد)، فالسّاردُ ، والمتعارف عليه، يبني قصصهُ من الواقع وينقلُها الى النّص، أمّا في الميتاسرد، يُدخلُ بؤراً سرديةً أخرى، تعملُ احداها على تمرير أفكار ورؤى تخرج عن نطاق معرفة وعلم السارد ويصبح هوأيضا ناقدا لتلك البؤرة.. وقد يستعين ببؤرسردية أخرى تثري وتتفاعل مع الموضوع الرئيسي.

وفي هذه المنظومة التي يشتغلها الروائي/ الروائية، قدْ يتمرّدُ البطل أو الأبطال على (السارد)، ويصبحُ للمتلقي دوراً بطولياً ومشاركاً في المفهوم الجديد. وهنا تدخلُ اللعبة التخييلية في البناء، وفي نتاج عالم تخييلي جديد بمعمار حداثوي أو ما بعد الحداثة، في عملية التلقي، والتفاعل والعملية القرائية برمتها، وهذا ما سنثبتهُ من خلال التفاعل والاستقراء للرواية ليس بعيون الراوية بل بعيون القارئ.


الباب الأول/ بنية الرواية:

اعتمدتِ (الروائيةُ) في رسم واستحضار بطلاتها من قراءاتها لنصّ تاريخي من عهد الحضارة السومرية لأول شاعرةٍ أكدية المولد، سومرية الثقافة ابنة الملك(سرجون الأكدي)، وهي تدعى (إنهيدوانا) الكاهنة الأعلى التي سطّرت أشعارها وتراتيلها الى الإلهة (إنانا)، ناشطةٌ في سبيل الحب والتسامح. أنتجت قراءتُها ترابطاً روحياً ونسيجاً يمتدّ بامتداد الزمن ليشكّلَ وجهاً آخر للمرأة بذات الروح والفكر، فتلبّستْها (الكاهنة الأعلى) أو قُل أعادتْ انتاجها في هذا الزمن لتعيد تراتيلها وتُسمعَ العالم صوتها وفكرها وحضارتها بعد غياب الكثير من القيم، بصورةٍ أكثر بهاءً تحاكي العصر وبصوت شاعرةٍ هي بنت زمانها ومكانها.

وهنا كان العمود الأول والأساس في بِنية الرواية (الشاعرة الكاهنة)، والعمود الآخر في أسس البناء (نساء الكاتبة)، حيث اختارت ألواناً من الجنسيات والأديان والثقافات، لتضخَ كمّاً معلوماتياً غزيراً من ثقافات الشعوب، المتقدمة والمتخلفة، لتكوّن تراتيلها التي أضحت صلواتها العشر . والعمود الثالث التراث واستخدامه في لعبة الابطال والتفنن في التشويق وشد القارئ لمعرفة ما حدثَ وما سيحدثُ. وسنأتي لتفكيك بنية الرواية بقراءةٍ المتلقي:


الباب الثاني/ نساء الرواية

اتّبعت (الساردة/ الراوية/ الروائية ) أسلوباً جديداً ومعاصراً لقراءة (تراتيل/ صلوات) الشاعرة الكاهنة، لأننا نعيش القرن(21)، فكانت تتعامل مع أشعار الكاهنة الأعلى بروحية جديدة مع مشاكل المرأة في هذا العصر، فلم تكنْ اختياراتها للمرأة على مبدأ الجسد والجنس والشهوة، كما هو حال بعض نساء كل العصور، بل اتخذت من المشكلة في البناء، لا تنظر للمرأة جسداً بل ضحيةً، وهكذا تعدّدت ألوان نسائها لتحريك الأحداث بما يخدم البناء السردي والدرامي، فنلاحظ مجتمع الرواية نسوي، تعشّق بلغةٍ شعريةٍ، وسردٍ ملحمي غير مألوف يخفق بالقلب، وخيالٍ جامحٍ يصفُ الحركات والسكنات، بل يصفُ رفيف الستائر وهمس المرايا، لتحتكم بلغةٍ توصفُ بالحكمة، تستندُ لاستماع الصوت المختنق والحبيس، وترجمة كل أثرٍ على الجسد ولغةِ كلّ دمعةٍ سقطتْ على خدٍ وأرض.

   وهكذا تأخذُ (الساردةُ / الراوية/أزاهير) نساءها، لتتباهى بهنّ، لأنهنّ أيقونات العصر، وهنّ تشكيلة الألم والفاجعة، برؤيةٍ وفكرةٍ لنحت تمثالٍ أو عزف سمفونيةٍ تشيرُ لألم ووجع المرأة في كل شبرٍ من هذا الكون .وقد التقت بنسائها في لندن، ولكلّ واحدةٍ طريقٌ للوصول الى (لندن) وتعدّدتِ الأسباب والاضطهاد

فكانت من نسائها: 1-(بربارة/ من المغرب- مسلمة) مشكلتها في اضطهاد الزوج لها الذي يكبرها سنّاً ومتزوّج وله أولاد من زوجته الأولى، وحرمانها من الانجاب؛ وكيفية وصولها الى لندن. 2-( هينار/ من الهند، بلد انديرا غاندي، تحكي قصة اختها(أنوشكا) في التحرش بها، وكيفية اغتصابها، ثم قيام الأب بقطع راسها ويدور بهِ في القرية، والعادات والتقاليد في الزواج، وأن أهل الزوجة يتكفلون تكاليف الزواج، وكيفية حرق الزوجة حيّة في حال وفاة زوجها ويصبون عليهما زيت سريع الاشتعال.

وفي (تايلاند) كيف يتم دفن المرأة وهي حيّة، في القبر قبل زوجها المتوفّى، توضعُ في أرضية القبر، ويوضعُ عليها ثقلٌ كبيرٌ من الخشب والطابوق، ثم توضعُ جثّةُ الزوج. ثم تحكي قصة وطريقة وصولها (لندن) بزواجها من رجل يكبرُها أربعين سنة متزوّج وله أولاد.  3-(مهيرة) من الباكستان، بلد (بناظير بوتو)، قصّة المرأة في باكستان لا تختلف عمّا هي عليه في الهند، من السهل قتل الوزيرات، وعارضات الأزياء، على أيدي المتطرفين، لأن المرأة تظل العار فقط. وعن قصتها أنها رفضت الزواج التقليدي من شخص تختاره عائلتها لها، وأرادت القبيلة قتلها فوقف بجانبها شقيقها وقام بتهريبها الى بريطانيا.4-(دلكش)، امرأةٌ بريطانية من أصول ايرانية، قصة اغتصاب أمها أمام نظرها، ثم طريقة هروبها من ايران مع امها بعد احداث عام 1979، 5- (خضرة)، امرأةٌ يهودية الديانة، وكيف قاست من معتقدات دينها في قضية(ختان البنات) لأن هذه العملية هي الطريقة (لعفّة)


6- (سارة)، و(فتنة) و(مهرة)و (قبس) وحكايا وقصص من المآسي والحرمان وكيفية الوصول الى (لندن). تعقبها صلوات الى . 7 – (Bella) الصينية، ونظرة الأهل التي لا تختلف عن الشعوب الأخرى كونها العار، وولادة الأنثى حالة ونذير شؤم. ثم (لوليتا)، وتعقبها صلاة أخرى الى .. 8- (ميلفا) ، ميلفا ماريك، زوجة العالم (أنشتاين)،/ لونجين/كوريانا/ ..9- (زبيدة) زوجة الخليفة العباسي، هارون الرشيد./ خولة عبد الرحيم.10- (جان دارك)، الشهيدة القديسة . 11- (هاريت توبمان). 12- (جاين أوستن) الروائية.


اللغة ،اللون، الدين

وهكذا شكّلتِ الكاتبةُ مجتمعاً ودولةً، كلهنّ اجتمعن في (لندن) للظّن أنها أرض الديمقراطية، وللهروب من عادات ومعتقدات وقوانين تحرّم على المرأة كلّ شيء، وتجهض حقوقها، هذا التنوّع والتعدّد في الألوان والأثنية والثقافة واللغة، جاء بعضهُ من لقاءات مع نساء متخيّلة، ومن قراءات في الكتب عن نساء لهن دور في التاريخ، وفي البحث عن طريق (الجوجل) باستخدام (اللاب توب). فهي أذن أرادت أن تترجم الصلوات الشعرية لشاعرتها (إنهيدوانا) الى رواية، تحوّلها من الشعرية الى السردية بأسلوب شاعري ، حيث غلبت العبارة والمقاطع الشعرية، حتى أن الكاتبة تنسى أحيانا نفسها وتكتب جملاً شعرية نثرية شفيفة. كيف لا وهي تخاطبُ شاعرةً سومرية، هي الشاعرة الكونية الأولى .


أيام في الرواية

حدّدتِ الراويةُ يومين في كل أسبوع، للقائها بنسائها، وتختلي في بقية الأيام بخليلتها وصاحبتها التي تعيشها ( الكاهنة/ الشاعرة/ إنهيدوانا). فكان السبت وتسمّيه ، يوم الاعتراف الروحي، والبوح المقدّس، لتقصّ كلّ واحدةٍ قصّتها، وفيه الاطلاع على المأساة، وعلى ثقافة المرأة وثقافة بلدها وتقاليدها وديانتها، وطريقة الهروب للخلاص من موت محتّم.وكان يوم الأحدمخصص للتجوال في مواقع سياحية وترفيهية في لندن، وكانت اختياراتها ( الطرف الأغر- لندن آي- مطعم سوهو- قلعة لندن- جسر البرج- المتحف البريطاني- نهر التايمز-ويستمنتر- محطة البرتن..) مناطق تقصّدتْ باختيارها لما فيها من مغزىً ومعنى ثقافي واجتماعي، والقصد منه الوقوف على الفارق الشاسع بين هذا الموقع ومواقع في بلدان تلك النساء التي ينقصها الكثير.


الباب الثالث/الموروث في الرواية

1/ الشخصيات الأدبية والتاريخية والسياسية: لم تكتفِ (الكاتبة/ الشاعرة) باختيار النوع والكم من النساء والأماكن، في بنية السّرد، بل اختارتْ شخصيات تاريخية وأدبية وسياسية، تجدُها حاضرةً وشاخصةً في الموقع والمكان والسطر والمقطع الذي يخدم بِنية الرواية، فكان حاضراً معنا: شبعاد/ سرجون الأكدي (ملك الجهات الأربع)/ أنديرا غاندي/ بناظير بوتو/ تيريزا ماي( رئيسة حكومة بريطانيا)/ تريس كوتش( وزيرة بريطانية)/ الخيزران( شخصية تاريخية من العصر العباسي زوجة الخليفة المهدي)/ ديستوفسكي(أديب)/ شكسبير/ جلال الدين الرومي/ جبران خليل جبران/ موزارت/النحّات(لويس والش) / انشتاين/ أنّا حمزاتوف(شاعرة روسية)/ زبيدة(زوجة الخليفة هارون الرشيد/ بولا (ناشطة في كولومبيا)/ …

وهكذا تجد من خلال هذه اللائحة من الأسماء لتستشف التنوّع الثقافي والمكاني والأثيني، حيثُ وظّفت إشاراتهم وأقوالهم ونتاجهم بما يديم للنّص حراكه وتفاعله وتصاعده في البناء السردي والدرامي.وكم أخذتْ وقتاً في جمع هذا الكم الهائل من الشعر والنثر والحكمة والأمثال والأقوال وكم أخذت من جهد لتستقيم بصورتها الأخيرة


2/ الصندوق : يظلّ (الصندوق) الأكثر إثارةً في الرواية، لما يعنيه، وما هو لغزه، وكيف دخلَ الى غرفة (أزاهير/ الراوية)، وما تعنيه حركاته، ثم ما هي المعاني لمحتوياته، وما سرّ صوته، وما سرّ ما فيه، وحركة كل ما يحتويه، من جواهر وأسوار وحزام، وتيجان، وخواتم.. بل وترى في داخله نساء وحركة مجتمع كامل وأحاديث ….

3/ المرايا والجدران: من بداية الرواية وفي معظم صفحاتها تعجّ بذكر المرايا التي لا يخلو منها جدار في دار (أزاهير) ، المرايا التي تراها ليست مرايا أي بيت، مرايا ترى فيها عوالم ورؤى وأشكال وشخصيات لا مرئية بالعين، لكنها تتحرك في تلك المرايا وتتحدث معها، بل يكون للمرآةِ صوتٌ تسمعه، وتتحسس الهمس ورفيف جناح، وهفهفة فستان، ..المرايا تظل العيون والسارد لأهم الوقائع في الرواية وكأنها في السينما (الفلاش باك الذي يعتمده المخرج السينمي)، لون المرايا وانعكاسها، يُلازمها عطر البخور والعطور التي تستخدمها (أزاهير) وكأنك حاضرٌ في معبد أو في مكان مقدّس


  أمّا الجدران الثلاثة التي تراها، ليست لوحدها بل ونسائها أيضا يرونها في حلمهم، في غرفةٍ كبيرةٍ، جدرانٌ ثلاثةٌ من الحديد، والجدار الأمامي زجاجي، من النوع السميك، وخارج الغرفة احتشد الكثير من الرّهبان والقساوسة والمعمّمون والحكّام، وملائكة بأجنحةٍ بيضاء، حشدٌ غريبٌ لا يتشابه( ص (213.. وهذا الحلم أكّدتْهُ وأفصحتْ عنه (خضرة)-(ص216).


الباب الرابع / ما بعد القراءة

الشاعرةُ/ الروائيةُ (أزاهير) أرادت بطريقةٍ ذكيةٍ ومبتكرة أن تستخدمَ أدواتها في بنية الرواية ومن خلال حوارات نسائها كانت تضع أوجه التشابه والمقارنة والخلاف بينها وبين الباقيات ، هي أسسّتْ مجتمعاً نسائياً، وجعلتْ من عالم الرجال العالم الذي لا يجلب للمرأة إلا التعاسة ، أرادت للمرأة أن تكون هي وليست ظلاً للرجل أياً كان( أب، زوج، أخ، حبيب..)، لأنها هي منْ تصنع السعادة، وهي التي تصنعُ من الرجال رجالاً في مواهبهم ،واختراعاتهم ، كما أشارت بذلك الى زوجة العالم (أنشتاين)، بل وحتى نساء في التاريخ مثل (الخيزران) و(زبيدة) ونساء ناشطات في دول عدّة، وهي هنا اعتمدتْ على مكتبتها وعلى ما قرأته في كتب سومرية، وكتب التراث، وما بحثت عنهُ في عالم الأنترنيت لتؤسس هذا العالم، لكن ماذا وراء كل هذا الكم الهائل من النساء ومن سرد الثقافات المتنوعة والمختلفة والمتشابهة لدى الشعوب؟ كان يقفُ وراء كلّ هذا هدفٌ رسمتْهُ الروائية لنا، كي تكتب لنا سيرتها الذاتية بأسلوب مختلف تماماً عمّا كتبهُ ما قبلها في أدب السيرة، فأنك ستقرأ عن حياتها في العراق، في البصرة، وعن أبيها وأمها وجدّتها، وأقاربها، وعن عادات وتقاليد شاركت بها واشتركت فيها، وعن مآسٍ وأحزان ونكبات، وعن عائلة، وعن رحلة العمر، بل وكي وصلت هي الى (لندن)، فكانت الصلوات صلواتها هي، وكانت الشاعرة هي، والروائية هي، والراويةُ هي..

  فهي الشاعرةُ السومريةُ التي وجدتْ ذاتها امتداداً لـ(إنهيدوانا)، ووجدتْ تشابها ومشتركات مع (شبعاد) (ص69-72) ، هي عصارةُ الألم عند المرأة في كل العالم مهما اختلفت الألوان والمعتقدات والثقافات واللغات، كانت المرايا هي ذات الشاعرة، لم تكن مرايا زئبقية ، بل مرايا الروح والعقل، وكان الصندوق هو بيتها، غرفتها، عالمها الذي تحياه، فهو موطن الأسرار، أمّا الجدران فهي الحواجز والسجون التي تحجبها عن العالم، هي الديني والسياسي


 روايةٌ تجعلك مشدوداً تبحثُ عن حلّ للغز، ومسألةٍ وسؤال، وتصلي كي تنهيها بخير وسلام. لكنها تفتحُ عليك جدران وتغلق عليك أضعافها في أسئلةٍ تبحثُ عن حلّ ومخرج( لماذا لا تتحققُ أحلامُنا؟/ هل نطرقُ أبواب الديانات التي خانتنا؟/ منْ المُذنب يا ترى؟/ أ ليسَ بمقدور الرّب منع الحيّة من دورها التحريضي؟/ الحياةُ التي أرادها الرّب لا تستوي إلا بتهمةِ الأنثى؟ …….؟؟؟؟….).

   وهكذا حين تقول: ( توقّعتُ أن الرجل الشرقي والعربي تحديداً يتّصفُ بازدواجية الشخصية لم أتوقعْ البريطاني مثله…- ص 67-). ( الرّجلُ هو الرّجلُ أينما كان، وبأيّة جنسية).. هكذا تُلخّصُ رسالتها . وهكذا نجدها أنها لم تخرج من العراق روحاً ولا قلباً ولا حتى جسداً، فجسدها يُصلبُ يومياً على برحي العراق. هكذا قرأتُها شاعرةً سومريةً بامتياز، ودعونا نقول الشاعرة السومرية وفاء عبد الرزاق التي حكتْ لنا حكايتها في عشر صلوات صلّينها معاً..


هوس العشاق بقلم المفكر العربي عيسى نجيب حداد

 هوس العشاق


غريب  ديار

بحثت عنك

تثاقلت خطاي

حتى تهاوت همتي

سكنت درب الضياع بعتمتها

سرقوا ضوء شمعي بخلسة مفرطة

صاح ديك فجري هنا سكرت شفتاي قبلها

على رصيف مثلج لقلب يلتهب وقود مشتعل

ودعت صيف زقزقة عصافيري  سجنت بخريفي

رهن صرت على عهود مظلة قروعت بكأس صبر

سكرت لحظات عمري وهي صاحية  تصوغ قصة

لهيبها بسلسلة ذهب علقت على طرف جسر عشق

خفق قلبي هنا فترنم وتر حروفي يشدو كنيته لنا

من سفر مسن رمشت عينه على حسن فتان هناك

ريم خيالي شاردة تزف وهم لقائي على متن نغم

يا عابرة حدود بخريفي تمهلي نطق لساني صفة

خصك بوحدة حال مع جنوني حيث فاق قمري

على غصن رقيق هبه نسيم عليل لزهرة بستان

تجملك حضور بهي بين كلمات سكنت سطورنا

طفل فجرنا صرخ من خوفه يود رفقة ميراثنا

حين داعب كلمات لقصيدة مهاجر على عتباتك

غدا لقاء وبعده رحيل وبوح هامس بدمع  لنذر

صرخ فيه سكون للمزعج يواسي غربة لذكراي

هنا رسمنا مرورنا على قارعة جسر ذهبي فرح

مر عابرون من حولنا تراقصت نزعة شرورهم

زفة عرسان ثواني كرمونا بها كجنازات دامعة

مواكب باكية عبر بصمات غرباء نزلت تصرخ

رفعوا شراع عزاء خريف مسود تقمص معرفة

حداد على ضفاف قولي لملهوف صنع وسادة

ليتكئ عليها بزمان نسيان عابر سيسافر فيه

بمراحل للهاوية وفوقه عنوان لجهالة تاريخنا

كتبوا عجزة جوارنا على خارطة طريق لموت

كسمها راحيل تنوح بلا عزاء لها سوى صمتها

يا حراس جسري تيقظوا  ليل معتم بلا ضوء

ساقيين لتربة يتجولوا بمحراب غدرهم علينا

حملوا جرعات لنهاية معنونة بممنوع بقاءكم

بين غوصلان ونرجس طاهر يتدفقمها طيب

عدت وحدي خذل دونك جررت ذيل خيبتي


                         المفكر العربي

                     عيسى نجيب حداد

                  موسوعة اوراق الصمت



صنعوا الطائرة وصنعنا دعاء الركوب! بقلم الإعلامي خالد السلامي

 صنعوا الطائرة وصنعنا دعاء الركوب!

خالد السلامي 

  عبارة عابرة كانت عنوان لمنشور في إحدى صفحات التواصل الاجتماعي (الفيس بوك)  ربما لم يتوقف عندها الا من تسول له نفسه الفرح بهذا الاستهزاء بالمسلمين ودينهم ليطيب خاطره بها كيف لا وان من ينشرها يدعي انه مسلم ومن يفرح بها يقول انه مسلما ونسي او ربما تناسى ان هذا الدعاء لم يصنعه الإنسان المسلم ولا اي انسان على وجه الأرض انما نزل قبل أكثر من اربعة عشر قرنا بوحي من رب السموات والأرض في كتاب يتلى حتى قيام الساعة في الآية ( ١٣ ) من سورة الزخرف (لِتَسْتَوُوا عَلَىٰ ظُهُورِهِ ثُمَّ تَذْكُرُوا نِعْمَةَ رَبِّكُمْ إِذَا اسْتَوَيْتُمْ عَلَيْهِ وَتَقُولُوا سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَٰذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ") مما يعني انه أُنزِل قبل صناعة الطائرة والسيارة والسفينة والدراجات بأنواعها بما فيها الستوتة والتكتك . ثم الم تر ان من صنع الطائرة يسجد للصليب أو أمام تمثال او صورة العذراء عليها السلام لكي يطلب منها ما يريد ومنهم من يسجد للبقرة كي تعطيه مراده وكذلك هناك من يسجد لتمثال بوذا راجيا قضاء حاجته والكثير ممن لديهم اديانهم وآلِهتهم التي لا تعد ولا تحصى مما يدل على انهم جميعا يحترمون اديانهم ومعتقداتهم رغم كل التطور والتقدم التي تشهده بلدانهم  فلماذا لا يذكر كل هؤلاء بهذه السخرية رغم انهم يعبدون مخلوقات بينما يعبد المسلمون خالقهم وخالق كل هذه المخلوقات ومن يعبدها من هؤلاء البشر  ؟

من المؤلم ان ينسى اصحاب نظرية السخرية من أنفسهم والافتخار بالآخرين  ان المسلمين كانوا اهل علم وصناعة وزراعة وطب وكيمياء فصنعوا السفن والسيوف والاسطرلاب ودخلوا اغلب مجالات العلوم كالطب والرياضيات ولاتزال جميع برمجيات الحاسوب الحالي تسمى بالخوارزميات نسبة العالم المسلم الخوارزمي ولا تزال  نظريات علمائهم تُدَرس في جامعات العالم وخير شاهد الساعة التي أهداها الرشيد الى قيصر الروم  آنذاك والتي اذهلته وكل من رآها  الى ان تغلغل الأجانب في مؤسسة الخلافة في اواخر العهد العباسي فانهارت دولتهم وانتهى علمهم بعد ان همشهم وعزلهم الدخلاء عليهم .  

اما في عصرنا الحالي فلا نكاد نجد عاصمة من عواصم العالم المتقدمة تخل من عالم مسلم عربي او غير عربي وفي كافة المجالات العلمية ومنهم من ساهم في صناعة الطائرة وحتى المفاعلات النووية .

من كل هذا يتضح لنا عدم وجود أي مجتمع خال من الكفاءات والقدرات العلمية والفنية والإدارية القادرة على القفز بمجتمعها الى أعلى المصاف العالمية تقدما. ولكن في المقابل نجد الكثير ان لم نقل اغلب المجتمعات الإسلامية  ، وبالتأكيد العربية منها لأنها هي المستهدفة اولا بكل هذا الاستهزاء والسخرية ، خالية من القيادة المخلصة التي تحتضن تلك الكفاءات لخدمة بلدها والعلو بها بل ان اكثر قيادات العالم العربي والإسلامي تُضيق على هذا الكفاءات وتمنعها  من الإبداع لمجرد انها لا تتوافق فكريا وسياسيا وربما دينيا معها مما اضطر اغلب تلك الكفاءات الى الهروب واللجوء الى الدول التي تعرف قيمتهم فتحتضنهم لتأخذ من خبراتهم ما يخدم بلدانها.

وكل هذا يؤكد لنا ان رفعة الأمم بيد قادتها ان شاءوا اعزوها وان شاءوا اذلوها.



غدا ربّما قد أراك..إن قدّر اللّه حسن النوايا..! بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 غدا ربّما قد أراك..إن قدّر اللّه حسن النوايا..!

الإهداء:إلى تلك التي مازالت تتجوّل في خراب يسكنني..ووحدها تراه..


"أريد أن أحبك هنا في بيت كجسدك مرسوم على طراز أندلسيّ.أن أُسكن حبك بيتاً يشبهك في تعاريج أنوثتك العربية،بيتاً تختفي وراء أقواسه واستداراته ذاكرتي الأولى.تظلل حديقته شجرة ليمون كتلك التي كان يزرعها العرب في حدائق بيوتهم في الأندلس."


..في الأفق البعيد،يلوح ضوء باهر

                              يسربله السّحر

ذاك الأفق البهيّ

              متشحا بباقات من الحسن

هوذا الحسن..

                يتوهّج في سحر عينيك

       وإنّي لأقرأ هذا المدى العندميّ

على شفتيك..

* * *

يا إمرأة

إنّ فيك لسحر السّماء

            وجوع الحياة

وكون من التيه

       والبوح والموج

والرغبات..

ياسيدة اليمّ

امنحي كلامي لغات السّفن

     امنحي قلبي لغة سافرة..

يا سيدة اللّون

أنيري ضوء الكون المعتّم

 في أجوائي

علّني أفتح بؤبؤ الرّيح

                      وأستوطن الذاكرة

* * *

يا سيدة البحر

"أسندت روحي على وهج العشق فيك"

أستنجد الوجد..

    أحتسي لغة الكوثر 

        في كأس الهديل..

خذيني بقربك..

 "كي أقرأ روح العواصف"

        حين يعانق النورس

 زرقة اليمّ

.. ويسرج القلب أفلاكه..

للرحيل..

* * *

يا سيدة البحار..

على جدائلك بروق

 البحر 

والملح..

وفي سماوات عينيك

              ذاك الفضاء البدائيّ

أراه متشحا بالغيم

والصّمت

والنّور

والنّار..

            وأنا..

            أغذّ الخطى بين جرح

وجرح

               وأقتفي أثرا للمرايا

لكنّ الدرب إليكِ..

     غدا دروبا لا تؤدي إليكِ..

كنت أرى وجهكِ..

في المنام

    أراه على صفحات البحار..

وكنت أقول : غـدا..

      أقول غدا ربّما قد أراها..

            إن قدّر اللّه حسن النوايا..

لكنّ السنين تعدو

والأمنيات تمضي

                   وكل الرغبات تنأى..

والقوافل أسقطتتني 

                      في منعطف للثنايا..

* * *

يا سيدة الكون

 واللّون

ها..أنذا على مرمى..نبضتين من القلب..

أتصفّح دفتر عمري..

        أكفكف غيمي

أسرج وجدي..

       إلى جهة في المحال..

وأسري إليك.. 

لكأنّي في غمرات البنفسج..

أولد الآن..

ولا شيء في نشوة الشوق.. 

يثبت أنّي أحبّك..

                          غير الكتابة..

       ذبل الزّهر ولم يجيء الربيع..

رحل طائر البرق..

                      ولم ينهمر الغيم..

مثلما وعدتني الرؤى..

                  كما وعدتني رؤايَ

ترى..

      هل أظلّ أحبّك إلى آخر العمر..

وهل..؟!

وتظلّ في تضاعيف الرّوح 

محرقة للسؤال..


محمد المحسن



السبت، 29 نوفمبر 2025

حبك غصن زيتون بقلم المهندس حسن محمد خليل

 حبك غصن زيتون


حبك  غصن زيتون

بيفرع جوة قلبي وحنون

مخليكى أحلى ليلى

وأنا فى عشقك مجنون

مفتون بيكى كلى هيام


وقلبك حمام سلام بيطير

بيرفرف جوة قلبى زى العصافير

متهنى  هنا وغنى وبحبك اسير

معاكى أحلى سنين عيشها وأجمل أيام


ياسلام على فرحة قلبي

وانتى مونسانى وانتى جنبي

بعلنها ولايمكن اخبي

دايب فيكى عشق وغرام


من كتر حلاوة حبك

بقيتى توحشينى وأنا بقربك

وأشتاقلك كلك

وبشوفك فى الاحلام


المهندس حسن محمد خليل



إمرأة من نور بقلم الكاتبة منيرة بوشامة

 إمرأة من نور


إمرأةٌ من وهج النور

تحضنٌ الشمس

بين ذراعيها

و يسطعُ الفجر

نورهُ .....

من رقة عينيها

تلونت الارضُ

و كلُ من عليها

إذا ما كشفت

وفـــاءُ حُسن جفنيها

أتى الربيع مُزهراً

ليقطف الحُب

من شفتيها 

أنثى من سحر

النجومِ ..... تشكلت

فسبحان من لون

خوخ خديهاَ

و سبحان من خَلق

الجمال منها .... و إليها


     ✍️_ منيرة بوشامة



وأوجاع الزمان أشد إيلاما بقلم الشاعر حامد الشاعر

 وأوجاع

الزمان أشد إيلاما 

ومن    كأس    دهاق    ذقت   آلاما 

لسوف يذوق نفس الكأس  من  لاما

تزيد         وكلما    يأتي       نوائبه 

وأوجاع      الزمان    أشد     إيلاما

بدنياك  الأسى  ما      عدت  تهواها 

سرابا       صرت    تلقاها    وأوهاما

ونفسك   في  الليالي  لا  ترى  قمرا 

وقد  تركت   وراء   الشمس  أحلاما

من الأحلام    أضغاثا     تركت   لها 

وأيقاظا     تهز      بها          ونوّاما

من  الأحزان  ما  تخفي فقد شهدت 

سموات   ولا     تحتاج        إعلاما

*******

وفي     صحو   وفي نوم    كوابيسا 

تحط  له     فتحت     التيه  أقساما

عليك     الريح عاصفة  فقد    هبت

عجبت   فكيف تهوي   الريح أعلاما

تمر    على     المآسي   في  مواكبة 

 وإعراضا  فلا      تبدي     وإحجاما 

وخلفك       بعدما     جفت    ينابيع 

 ففي   الوطن الجريج   تركت أيتاما 

وبالأشجان   صيّرك     الهوى   عبدا 

وسيدها     يهم      الدمع      همّاما

وآلاما     تقاسي      في     فواجعها 

وأوجاعا     وتنبت      فيك   أوراما 

******"

يمد  الظلم       في  الظلماء  ظلا  لا  

يزيد      بعدلها      الأيام     إظلاما 

تحديت     المصاعب    كلها    وجلا 

ومثلي    في التحدي   كنت مقداما 

من    الدنيا      خرجت  معلما  فيها

 فقد   أخذ     التعلم    منك  أعواما 

هنا     تبدو      نبيا     في  قداسته 

 وفرعونا    تشيد     هناك     أهراما

حملت      بكفك      الباني   قناديلا 

 وفكرك  لم     يكن في  الليل هدّاما

كتبت     معيَّ     ابياتا        وقافية 

لخادمها       جعلت    الناس  خدّاما

******

نرى   لغة      الجمال  و من  معاجمها 

إليها   سقت       أعرابا        وأعجاما 

حباك  الله     حسنا    في  جمال   قد 

منحت   الحسن     إجلالا    وإعظاما

ومبتسما      تراني     رغم     أحزاني 

وتلمحني      على       العلاّت  بسّاما

ومبتسما     أراك    وراسما      تخفي 

 وبالضحكات  رسم  الحزن     رسّاما

يكابد    في     هواك    القلب  أزمنة 

وفيها      كان     قوّاما        وصوّاما 

فكن    ذا حكمة   في  الحب  إحكاما 

 فلا   تقصف      بنظم  الشعر  أقلاما 

*******

وقديسا  وفي     دير     المحبة    كن 

وراعي    الحب     قسيسا   وخاخاما

 قوام     الحسن      يشفينا    وقوّاما 

 فعالج      بالهوى    والطب    أسقاما

وإنسانا       تُرى     وعلى    شياطين  

 ملائكة      تَرى        تحط     أقداما

ودنياك    العجيبة      اروم     اعواما 

سبحت       ببحرها     اللجيّ   عوّاما

قصيدة    حبك     الثكلى    بلا سيف 

تسيل     من     الدم     القانيّ حمّاما

جنون   الشعر عشت معي وفي  موت 

فأحرفها      الحياة     تعود     أرقاما 

******

وسلاّما      عرفت    فمن     اساميها 

 وهمّاما        وبسّاما            وبهناما 

 ويهتز     القصيد       وفي محاكاتي 

له      أهتز          إيقاعا       وأنغاما

ولي      دنياك    هذا   الشعر تحطيما 

 بفأس     داس     أوثانا      وأصناما

يقامر     في    الهوى قلبي   وبالغالي 

 ويلقي     لاعبا       بالحظ     أزلاما

وراءً هذه      الدنيا        فما  أبصرَتْ 

وقدّامي         فما      أبصرْتَ  قدّاما

بهجرك     زدت     إيلاما    خبرت فما 

جرى   في     الهجر    معرفة  وإلماما

*******

قطفت   القلب     زهرته    ولم  تترك 

بإصباح       ندى      يجتاح    أكماما 

وسرا    لم  تعد    تخفي   ودون النق 

ض تصدر   معلنا       فتواك   أحكاما  

وبالنعمى      تمر       وقاضيا   تجري

وتنفيدا      وللأحكام             إعداما 

هويت       بعدما   أصبحت    ذا شأن 

ملوكا        لم     تبال    بهم   وحكّاما

وتعصى   ربك    المعبود      يا   عبدا 

وأنت     تطيع        عذّالا       ولوّاما

نحاكي    في    مآسينا   العراق  وكم 

نجاري   في    دواهي  دهرنا   الشاما

*****"*

تُفيض     الشعر     موسيقى وأنغاما 

ولي     تشدو  فيغدو    الفكر  إنعاما 

وترسم   بالفم     الكلمات       أنغاما

ووحيا      تبدع      المعنى    وإلهاما

وأجسادا        فمن   إيلامه     يشفي 

يشف      الحب     أرواحا   وأجساما 

سقاني  من  كؤوس  المر  لي   من لا 

م  يا      ليت  الهوى    ما بيننا   داما

اروم     العاشقين   وفي  الهوى  ريم 

ولست      أروم     أخوالا     وأعماما

أراني      دونما     فصل       ومتصلا 

فلم   اقطع      كباقي  الناس  أرحاما 

*******

بيانا       أختم      المعنى      وتبيانا

حملت    بمسكه      المختوم  أختاما

ويجعل     من    هوى   فإليك   قبلته 

 ويبطل  من     غوى  حجا    وإحراما 

بإحقاق  الهوى     نعلو      علا    فينا 

بواجبه    اتجاه     الحب    من   قاما 

جعلت    الحب   معقودا     على الآما 

ل من    فيض    الأماني  صيغ  إبراما 

بتشيد    المباني    قمت         منطلقا 

وتنطلق       المعاني     منك   إسهاما

وللعلياء               يأخذنا       بأسرار 

 فقد عرف   الهوى     من   للعلا   راما

*******

وتضليلا     يحيك       له      وإيهاما 

وأوهاما    يربي     فيه     من   هاما

تمر      عليك    ساعات   محبا   عش

فإن    عشت     المحبة   عشت  أياما 

يغير    من      هوى     دنياك   تقويما 

لماذا       من     هواك   منعت  أقواما 

نظمت  الشعر     أوجاعا    لكي أنسى

فزادت      نارها        ذكراك   إضراما

وتقرئك    السلام     تزيد     من  قلب    

 إذا     قرأت   عيون    الشعر    إكراما

جعلت    الحب    دينا    للمحب   وكم

تباهى  الدين  فينا       صار     إسلاما

******

العرائش في 28نوفمبر 2025

قصيدة عمودية موزونة على البحر الوافر 

بقلم الشاعر حامد الشاعر



سيّدتي الأولى بقلم الكاتب رشدي الخميري/ جندوبة/ تونس

 سيّدتي الأولى

كلّما نظرت حولي، رأيت الألوان تتخاصم في الهواء، تتداخل وتتموّج، لكنّ لونك أنت كان دائما الأكثر حضورا، وكأنّك انتزعت من الطّيف جوهره، ومن النّهار وهجه. كان يكفي أن يمرّ طيفك في خاطري حتّى يسكت العالم من حولي، فأشعر أنّي أقف على عتبة عشق لا يشبه ما عرفه العاشقون.

كنت دائما تجلسين في قلبي على عرش لا يشاركك فيه أحد.

تغلقين الباب على كلّ حبّ يجرؤ على الاقتراب، وتبقين لنفسك ذلك الحيّز الّذي لا تزاحم فيه، كأنّك قدر مكتوب على النّفس، أو أنّك فعلا قدر لا تدانيه يد ولا يلغيه زمن.

لست كالباقيات من المعشوقات، ولا أنت من تلك الوجوه العابرة الّتي تصطادها الذّاكرة في غفلة.

أنت الثّابت وسط التّقلّب، والملاذ حين يضيق الكون، والأصل الّذي أعود إليه مهما ابتعدت بخطوي أو ضللت بقلبي.

أراك قمّة عالية تستريح الرّوح في ظلّها،

وأرى فيك عينا لا ينضب ماؤها مهما اشتدّ العطش.

لونك لا يشبه ألوان البشر، ولا هو من صنع يد تتقن الطّلاء؛ إنّه لون الأرض حين تستيقظ بعد ليل طويل، لون الذّاكرة حين تتبرعم من جديد،

لون الحبّ حين يتجرّد من الأشخاص ويبقى فكرة خالدة.

وعطرك…

ذلك العطر الّذي لا أعرف مصدره، كلّما تنشّقته شعرت أنّ المسافات تضيق، وأنّ الهواء نفسه يعترف لك بما تستحقّين من هيبة وجمال.

كأنّ الفضاء يبارك اسمك، وينثر عليك ما يليق بسيّدة لا تشبه النّساء.

وحين تنشرين حضورك في القلب،

أضيع فيك، وأتعلّم اسمك من جديد،

وأحمل أثرك في صوتي، وفي سيرتي، في نبضي  وفي كلّ ما بقي منّي.

يصعب أن أهرب منك، ويصعب أكثر أن أتخلّى عنك، فأنت الخيط الّذي يربطني بنفسي.

نختلف؟ نعم.

نغضب؟ كثيرا.

نبتعد؟ ربّما.

لكنّ الطّريق مهما طال يعود إليك،

والخطوة مهما انحرفت تستقيم باسمك،

فأنت البداية الّتي صنعتني،

والنّهاية الّتي أطمئنّ عندها...أنت البوصلة.

فشكرا لك يا بلدي…يا سيّدتي الأولى،

لأنّك احتملت قلبي كما هو، وصبرتِ على نزقه، ولم تغلقي بابك يوما في وجهي، حتّى وأنا أتعثّر في حبّك.

رشدي الخميري/ جندوبة/ تونس


إِلَى وَالِدَيِ الطِّفْلِ. بقلم الأديب حمدان حمّودة الوصيّف... تونس.

 إِلَى وَالِدَيِ الطِّفْلِ.

عُوجِي عَلَى الطِّفْلِ، بِالأَخْلَاقِ غَذِّيهِ     

وارْعَيْـهِ بِالعَـطْفِ، وَاسْقِي هِـمَّةً فِيـهِ

يَـــا أُمُّ، إِنّـــكِ لِــلْأَجْـــيَـــالِ مَــــدْرَسَــةٌ      

كُـونِـي لَـهُ سَـنَـدًا لِـلْـخَـيْـرِ يَــهْـدِيــهِ

الطِّـفْلُ كَالصَّفْـحَـةِ الـبَـيْـضَاءِ نَاصِـعَـةً     

والأُمُّ تَكْـتُبُ مَـا قَـدْ تَشْـتَـهِـي فِـيـهِ

أَوْ قِـطْعَـةِ الطِّيـنِ، بِالتَّأْثِـيـرِ تَصْنَـعُـهَا     

خَـلْـقًـا مِنَ الـخَـيْـرِ أَوْ شَـرًّا تُسَوِّيـهِ

فَابْـنِـي لَـنَـا وَطَـنًـا، النَّـشْءُ حَـارِسُهُ      

وَالنَّـشْءُ مِـنْ خَطَرِ الأَزْمَانِ حَامِيهِ.

الـخَــيْـرُ وَازِعُـهُ وَالـحُـبُّ دَافِـعُـهُ         

وَالـحَـقُّ رَائِـدُهُ وَالـدِّيــنُ هَــادِيـهِ

الـبَـحْـر يَـعْـمُـرُهُ وَالــبَـرّ يُـثْـمِــرُهُ،         

وَالأَرْض يَزْرَعُهَا وَالصَّرْح يَبْنِيهِ

وَالرَّكْب يَـدْفَعُهُ، يَسْمُو بِمَوْكِبِهِ          

وَالقَوْل يَصْدُقُهُ وَالدَّيْـن يَقْـضِيـهِ.


يَا وَالِدَ الطِّفْلِ حَقُّ الطِّفْلِ تَعْرِفُهُ: 

البِـرُّ وَالـخَيْـرُ، فِي قَـلْبٍ، تُجَلِّـيـهِ

وَحَلِّ بِالعِلْـمِ رُوحَ الـجِـيـلِ يَطْلُبُهُ      

وَاشْحَذْ عَزِيـمَتَهُ، فَالدَّرْسُ يُـرْوِيـهِ.

أَعِـنْـهُ فِـي عَـمَـلٍ وَكُـنْ لَـهُ مَـثَـلًا       

أَنْتَ الّذِي لِلْفِدَا والبَذْلِ تَـهْدِيــهِ

وَازْرَعْ بِهِ بَذْرَةً فِي الخَيْرِ عُنْصُرُهَا      

 كَيْ تَحْصُدَ الـخَيْرَ لِلْأَوْطَانِ تَجْنِيهِ.

إِذَا الشَّبَابُ، بِطِيبِ الخُلْقِ نَبْتَتُهُ      

 كَالطِّيبِ، يُصْـبِحُ مَحْبُوبًا لِرَاعِيهِ.


الطِّفْلُ مُسْتَقْـبَلُ الأَوْطَانِ، رَائِدُهَا     

يَبْنِي غَدًا، عَالِيًا، مَا اليَوْمَ نُنْشِيهِ

مَا بَـيْـنَ أَيْـدِيَـنَـا، بِالدَّرْسِ نَـنْـفَحُهُ      

مِشْـعَـلُـنَـا، في غَدٍ، حُـبًّـا نُغَذِّيــهِ.

طُوبَى لِمَنْ عَلَّـمَ الأَجْيَالَ، حَـرَّرَهَا     

مِنَ الجَهَـالَةِ، نَدْعُو اللهَ يَـجْـزِيــهِ.

حمدان حمّودة الوصيّف... تونس.

خواطر : ديوان الجدّ والهزل.



عذراء المشاعر بقلم // المهندس _ محمد امام

 من ديوان أبجديات

 

عذراء المشاعر

 

------------------

 

لَعـذراءُ(1) الأحـاسيسِ عـذراءُ المشاعـرْ

 

أحبُّ الحبَّ فـي عينهــا عذْبــا وصــافـي

 

أراهــا فـي منـامـي معيْ فـي كلِّ حاضـرْ

 

رقـيـقـــــةً تنــــاصــرنــي بكلِّ شـــافـــي

 

حديثــاً أوْ هيـامــاً يَـقِيـنِــي المخَـــاطــــرْ

 

فَقُــرْبُهـــا ثمـــــارُ الحَيـَــا(2) بلا خِـــلافِ

 

تحبُّنـــي وأعْشقهـــا كمــــا المـــآثــــر(3)

 

رُحَـيْـمـــاتُ الإلــــهِ تنــزَّلـتْ بــوافــــي(4)

 

هــي البـــدرُ المنيـــرُ لكلِّ عيــنِ نـاظـــرْ

 

هـــي المعنــى لكلِّ جميــــلٍ والعفـــــافِ

 

هــي الحيـــاة فــي جنَّـتــي و كُلُّ زاهــرْ

 

هي الحُبُّ الجديـــدُ القديـــمُ والقــــوافي

 

ينـاجـىْ رُوحَهــا دائمــــا قلبـي المُثابـــرْ

 

يحيطهـــا فـــؤادي بــدفءٍ كالعِطــــافِ(5)

 

تُدانيْنــي فتسـحـــر قلْبــي والخــواطـــــرْ

 

تجـــافينـي أكونُ كحــرفٍ في الصِّحـــافِ

 

لهــا أفْضــــالٌ لا تَـــوَفِّيْـهــــا المنـــابـــــرْ

 

هي الحـبُّ المنيــــرُ لدرْبـي و الشُّغــافِ(6)

 

فرُوحــي تطلبُ الرَّوحُ منهــا و البشـــائـرْ

 

و لكنّـــِى أرىْ أنّْ هــــــذا ليـــس  كافـــيْ

 

أريــد حبَّهـــا حُــبَّ خُلْـدٍ غيـــرَ ضــامــــرْ

 

كحــبِّ العـــاشقيـــن الأوائــلِ القحـــافِ(7)

 

أحـــاسيسْ القلــوب بنـا تـروي العشـائــرْ

 

و تُحْيي الزهـرَ دومــا بـروحِ الارتشــافِ

 

فحبِّــيْ ثـــــوْرةٌ ليــس فيْـهــــا أيُّ آخـــرْ

 

وغيثٌ يرتـــوي منـــهُ جمْـــرُ الفيــافي(8)

 

جوارحي حصونٌ و تحميهــا الكواسـر(9)

 

وعقْلـي ذاهـبٌ في الهيـــام لا يجــافــي

 

وعـذراء الأحـاسيـس عـذراء المشاعـرْ

 

كيـــاني حوْلهـــا دائرٌ مثــــل الطـــوافِ

 

يعيش الفــرح دومـــا ببستـــانٍ و نـــادرْ

 

بهــــا تــــــزولُ كلَّ سنـيـنــيَ العجــافِ(10)

 

سأبْقــىْ دائمـــا عــاشقــا  لها مُجــاهـــرْ

 

إلـى يـــوم اللقـــاء و لو عُمْـــرٍ إضــافـي

 

----------------------------------------

 

 

بقلمى // مهندس _ محمد امام

 

 

بحر المستطيل

 

 

 

معاني بعض الكلمات :

 

1- اللام تسمى لام الابتداء .. تدخل على الجملة الاسمية لتوكيد المعنى .

 

2- الحَيا : الخِصْب :- الحيا مرهون بوفرة الماء .

 

3- المآثر: أعمال خيّرة، مكارم متوارَثة .

 

4- الوافِ : الكافي و التام .

 

5- العِطَاف : الرداء .

 

6- الشغاف : الشغاف : حجاب القلب وغلافه .

 

7- القُحافُ : يقال: سَيْلٌ قُحافٌ: جَرَّاف يذهب بكلِّ شيءٍ .

 

8- الفيافي : الصحاري .

 

9- الكواسر : الطيور الجارحة كالنسر و الصقر .

 

10- السنون العجاف : السنون المُجْدبة لا زرع فيها و لا ماء .


.. من اجلك عيوني .. بقلم .. وائل مسلم ..

 .. من اجلك عيوني .. بقلم .. وائل مسلم ..

راضي بقسمتي ونصيبي علشان انت حبيبي 

مهما تهجري وتغيبي وتزيدي تعذيبي 

في دنيا الغرام عشقك دواي وطبيبي

ومن اجلك السهد ارق جفوني 

ومهما العوازل لاموني 

راضي بقسمتي ونصيبي 

لانه مفيش غيرك في دنيا الغرام حبيبي

بتعندي وترجعي لحضن حبيبك لانك قدري 

وترحلي وتعودي 

يبقي ليه بتزيدي لهيبي 

وتقولي حبك انت اللي زود تنهيدي

وفرحه الدنيا وانت مساك ايدي 

لو تعرفي اد ايه حبك بيجري في وريدي

وانك عشقي وجنوني 

كنت تقدري مشاعري 

وتعرفي قلقي عليكي وخوفي 

لان مكانك في القلب وانت كل حياتي

وحبك كياني واهيم فيكي عشقا يا دنيتي

 واحوط عليكي برمشي وجفوني

من اجل عيونك اتحمل صعاب الدنيا  لانك نفسي ومهجتي 

وكلي ليكي حنين حتي وانت بعيده او قريبه ومن اجلك عيوني 

.. كتب .. وائل مسلم ..

طفلة تكتب وامرأة تولد من الكلمات مع الكاتبة هيام توفيق سلوم

 طفلة تكتب وامرأة تولد من الكلمات

مع الكاتبة هيام توفيق سلوم 

السؤال الثاني:

ما هي اللحظة التي شعرتِ بها أن قلمك أصبح جزاءً من هويتك؟


هناك لحظات في حياة الإنسان، لا تُشبه ما قبلها ولا ما بعدها؛ لحظات تقف بين زمنين، كجسرٍ دقيق مرّت فوقه الروح وهي تحمل حقيبة صغيرة، ثم ما إن تصل إلى الجهة الأخرى حتى تدرك أنها لم تعد الشخص نفسه. وما أزال أذكر تلك الليلة الشتوية التي كانت بالنسبة لي المفصل الأول الذي أدركت عنده أن قلمي لم يعد مجرد وسيلة للتعبير، بل أصبح جزءًا من هويتي، بل لعلّي أقول — دون مبالغة — أنني في تلك الليلة ولدتُ من جديد، ولدتُ عبر الحرف كما يُولد الطين حين تلمسه يد الخالق.


كان الليل باردًا حدّ أن النفس نفسها كانت تتكوّر في الصدر لتتدفأ. جلستُ قرب المدفأة، أقابل وهج النار الذي يشبه وهج الأفكار حين تندفع دون استئذان. كانت غرفة الجلوس تغفو تحت ضوء مصباح أصفر خافت، وكان السكون يهيمن على المكان إلا من صوت الخشب وهو يشتعل في المدفأة، صوت يشبه دقات قلبٍ يضطرب من شدّة الحياة التي تعتمل فيه.


كنتُ أكتب مذكّرات يوم حافل بالحركة، يوم عشت فيه كثيرًا من التفاصيل الصغيرة التي قلت لنفسي إنها تستحق أن تحفظ في دفاتري. ولطالما كانت المفكرة بالنسبة لي ليست مجرد أوراق، بل كانت صندوقًا صغيرًا أضع فيه نفسي، أخبئ فيه ما لا أبوح به لأحد، أضع فيه أسئلتي، دهشتي، غضبي الحالم، لحظات ضعفي، وانتصاراتي الصغيرة التي لا يلاحظها أحد.


وبينما كنتُ أخطّ ما تبقى من ذلك اليوم، غفوتُ لدقيقة قصيرة — ربما — أو لثانية واحدة دون أن أشعر. وفي تلك اللحظة، انزلقت المفكرة من بين يدي كما تنزلق ورقة شجر يابسة من غصنٍ أتعبه الخريف، وسقطت مباشرة فوق المدفأة المشتعلة.


لم يكن السقوط مجرد حادث عابر؛ كان سقوطًا يشبه طعنة في القلب. سقطت المفكرة، لكنني شعرت يومها أنها أنا التي سقطت. لم أستيقظ فورًا، لكنني سمعت بعد ثوانٍ قليلة ارتجاف النار، صوتًا مختلفًا، وكأن النار قد فاجأها دخول غريب إليها. ثم جاء الدخان يتسلل بخفة، كأنه يريد أن يدقّ باب الوعي دون أن يزعج أحدًا.


أمي — التي كان قلبها دائمًا معلّقًا عليّ — استيقظت قبل أن يحترق البيت، وقبل أن تحترق الطفلة التي كانت تحتضن كلماتها. كان ذلك من لطف الله، من رحمته التي تأتي بلا توقيت محسوب، من تلك اللمسات الخفية التي تُنقذنا دون أن نطلب.


سارعت أمي إلى المدفأة، رفعت المفكرة المشتعلة، أطفأت النار… وأنقذت ما تبقّى منّي.


حين فتحتُ عيني رأيت الدخان يعلو كالضباب، ورأيت بقايا أوراقي وقد احترق نصفها. لم أستطع الكلام. شعرت وكأن مشهدًا من عمري قد احترق، وكأن طفولتي فقدت جزءًا من ذاكرتها. انهمر الدمع من عينيّ بلا إرادة. بكيت كما لم أبكِ من قبل… بكيت بحرقة. 


كنتُ أشعر أنني فقدت شيئًا لا يُعوّض، شيئًا لم يكن مجرد ذكرى مكتوبة، بل كان تاريخًا صغيرًا صنعته بيدي يومًا بعد يوم.


في تلك اللحظة بالذات — تلك اللحظة التي اجتمع فيها البكاء، ورائحة الورق المحترق، ولهيب النار الذي لم يلمس جلدي ولكنه لامس أعماقي — عرفت أن الكتابة ليست هواية. ليست تسلية.

 ليست فعلًا عابرًا أقوم به حين يتوفّر وقت.


في تلك اللحظة اكتشفت أن الكتابة جزء مني  بل أدركت أنها أنا.


أدركت أن الكلمة التي أخطها بيدي ليست مجرد حبر، بل هي خلايا حية تخرج من داخلي، وأن الورقة ليست مجرد مساحة فارغة، بل هي مرآة أرى فيها ما لا يراه أحد.


شعرتُ يومها — لأول مرة — بأن المفكرة لم تكن دفترًا، بل كانت هويتي كانت امتدادًا لروحي، كانت شريانًا من شرايين قلبي، كانت تلك اليد التي أمدّها إلى نفسي لأعرف من أكون.


ومنذ تلك الليلة، صار بيني وبين الكتابة نوع من الذوبان، حالة صوفية عميقة تشبه الفناء.

لم أعد أفرق بيني وبين اللحظة التي أكتب فيها.

 لم أعد أرى القلم كأداة لها بداية ونهاية، بل رأيته امتدادًا لوعيي، جزءًا من كياني، كأنني لو فقدته لانقطع جزء من صوتي.


لقد تغيّر كل شيء.

صارت الكلمات عندي كائنات تنبض، ليست رموزًا صامتة، بل تضرب في صدري مثل نبضة. صرت حين أكتب، أعيش المعنى ذاته، أراه، أشعر به، أتنفسه كما يتنفس الغريق الهواء حين يخرج من الماء.


فكرة واحدة كنت أدونها كانت تنجب فكرة أخرى، كأن كل جملة رحمٌ لجملة أجمل، وكأن كل كلمة تعود إلى الحياة من جديد عندما تلتقي بأختها على الورق. 

لم أعد أكتب لأصف يومًا ولا لأحتفظ بذكرى فحسب، بل كنت — دون أن أشعر — أخطّ ملامح عالمي الذي أريده عالم واسع، مريح، يشبه ممرًا مضيئًا أمشي فيه دون خوف.


كنت كل يوم أرسم جزءًا من لوحة كبيرة، لوحة تشبه تلك البلدان التي لم أزرها بعد، وتشبه الأحلام التي لم أتجرأ على قولها بصوت عالٍ. كنت أرسم نفسي على الورق قبل أن أعرف نفسي في الواقع.


ولم تكن الكتابة عندي فنًّا فقط، بل كانت محاكمة داخلية، محكمة هادئة أجلس فيها أمام ضميري، أعاتبه ويعاتبني، أكاشفه ويكاشفني، قبل أن يحاكمني أبي أو أمي أو المجتمع. 

كنت أكتب لأرى ما في داخلي، لأفتح نافذة على ذاتٍ ربما لم يكن سواي يراها.

ومع الزمن — ومع تلك التجارب الصغيرة التي صنعتني — صار قلمي جسرًا يمتد بين عالم أعيشه وعالم آخر لم أكن أعرفه إلا وأنا أكتب. 

عالم غامض، عميق، واسع، كنت أدخله كلما وضعت النقطة الأخيرة في جملة جديدة، صرت كلما كتبت سطرًا أشعر أنني أقترب خطوة من ذاتي، ومن حقيقتي.


وتحوّلت الكلمات بمرور الأيام إلى قطع من الروح، من الذاكرة، من العمر. صارت كتابتي مثل بيتٍ أسكنه، بيت لا ينهار، ولا يتغير شكله، ولا يفقد أحدًا من سكانه. كل ما أخطه أصبح وطنًا صغيرًا في داخلي، وطنًا يبقى حتى حين يرحل الجميع.


لقد صارت هويتي لا تُعرَف بملامح وجهي، ولا بصوتي، ولا حتى بما أرتديه، بل صارت تُعرَف من حبر يعانق الورق، من جملة تولد فجأة عند الفجر، من كلمة تربت على كتفي حين أتعب.


لقد صارت الكتابة بالنسبة لي عملية خلق، خلق للذات، خلق للروح، خلق أن أكون ما أريد لا ما يريد الآخرون. 

صارت الكتابة طريقتي لأولد من جديد في كل جملة، ولأعود إلى نفسي في كل صفحة.

وفي لحظة لقاء المصير تلك  بين احتراق المفكرة ودموعي التي لم أستطع إيقافها  أدركت الحقيقة الكبرى أن الإنسان لا يكتب ليعبّر عن نفسه فقط بل يكتب ليكون هو نفسه.


ذاك هو اليوم  تلك هي اللحظة، التي شعرت فيها أن قلمي لم يعد شيئًا خارجًا عني، بل أصبح جزءًا من بصمتي، من روحي، من اسمي ،من هويتي التي لا تنطفئ.



أهازيج عشقية..مجللة بالوجع فلسطين: بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 أهازيج عشقية..مجللة بالوجع


فلسطين:


كانت كما في الرؤى..

تمتشق غيمة للهدى

وترتّب من صهيل الرّوح

شتيت المرايا

ترنو إلى الشهداء 

                  في معراجهم..

وتؤجّج من شهقات الرّيح

جمرَ العشايا

تسكب ضوءها

         في خليج السديم

وتؤثّث من الوجد أغنية..

فينهمر اللّحن

         من ثقوب المدى..


محمد المحسن



عَلّقْتُ في مِفْتَاحِ عُمري اليَوْمَ وَردَةْ بقلم الشاعرة سعيدة باش طبجي☆تونس

 ☆《عَلّقْتُ في مِفْتَاحِ عُمري اليَوْمَ وَردَةْ》☆


                     ☆《1》☆


يَخْضَلُّ قَلبي مِثْلَ قَطرٍ مِنْ ندًى

في جَفْنِ وردةْ ☆

أوْ مثْل عُشْبٍ يَابِسٍ وَطِئَتْهُ عَشْتارٌ بِنَعلٍ منْ ضِياءٍ

فجَّرَ الأمْواهَ منْ جَوْفِ الثّرَى

فاَنْسَابَ نَهْرًا مِنْ شَذًا ..لا شَيْءَ يَقْدرُ أنْ يَرُدَّهْ ☆


يَخْضَلُّ نَبْضِي مثْل دَاليةٍ عَلى كَتِفِ الرُّبَى

حُبْلَى عَناقيدًا..و تنْتَظرُ المَخَاضَ

و حِضْنُها يُهْدِي لطفْلِ الشّعرِ

والعِشْقٍ المُعَمَّدِ بالرُّؤَى والحُلْمِ ..مَهْدَهْ ☆


أو مثْلَ نَخْلٍ...

هَزّتْ الأعذَاقَ مِنْهُ نُسَيْمةٌ رَيَّانةٌ

فاَسَّاقطَ الرُّطَبُ الجَنِيُّ بِثَغْرِ أقْلامِ الرُّؤَى

يَسْري بِنَسْغ الرُّوحِ.. حتّى عَبَّتْ الأضْلاعُ شَهْدَهْ ☆


يَخْضَلُّ حَرفي وَاجِفًا 

كجَناحِ عُصفورٍ..عَلى شَوْقٍ..بِوجْهِ الرِّيحِ يَهْفُو

والمَدى المفْتوحُ يَدعُوهُ إليْهِ 

 فيَركَبُ الأنْواءَ تَحمِلهُ إلى هَامِ الذُّرَى

حيْثُ الشّمُوسُ تَحُوكُ للمُشْتاقِ بُردَهْ ☆


                     ☆《2》☆


عَلّقْتُ في مِفتَاحِ بَابِي اليَوْمَ وَردَةْ☆

رَغْم الصَّديدِ بقُفْلهِ..

والبَابُ مَوْصُودٌ وقَد لفَّ الرِّتاجُ عَليْهِ زِنْدَهْ..

جَاءَ الصِّبا يَهْفُو علَى أعتَابِ عُمْري

كيْف للعُمْرِ المَشُوقِ إلَى النّسَائمِ أنْ يَصُدَّهْ؟ 


طبَعَ الحَنينُ على جَبيني قُبْلةً

حَنَّ الجَبينُ إلى الشْبابِ وَ فَيْئِهِ

طَمِعَ القَصيدُ بِأنْ يَرُدَّهْ ☆


تَعِبَ القَصيدُ مِنَ الصّديدِ

فقالَ : يَا حَرفي المُكفَّنَِ بالجَليدِ و بِالصَّدَا

أفَلَمْ يَئِنْ بَعدُ الأوَانُ لِكَيْ تَقُدَّهْ ؟☆


خَجِلَ الصَّديدُ مِنَ القَصيدِ..فَقالَ لِي:

لا لا تَخَافي مِنْ قَذايَ علَى القَصيدِ

فلَسْتُ ضِدّهْ ☆

لَا وَحيَ لِي كَيْ أهْزِمَ الحَرفَ النُّضَارَ

ومَا لبسْتُ لِحَربِ أقْلامِ الرُّؤَى 

دِرعًا و عُدَّةْ ☆

أنا لسْتُ إلّا  مِنْ تُرابٍ

في جِوارِ العَتْمِ أمْضغُ غَيْرتي

أرنُو إلى التِّبْرِ المُخَبَّئِ في تَعارِيجِ القَصِيدِ

وكمْ أمدُّ لهُ اليَدَا...

فَلْتَذْرُني كَفَّاهُ في جُرفِ الرَّدَى...

أنَا لسْتُ نِدَّهْ..☆

عَرشُ الجَمالِ لهُ مُباحٌ

كيْفَ يُوصِدُ بابَهُ..؟

ويُبِيحُ لي أنْ أنْفْثَ السُّمَّ الزّعَافَ

عَلى الرِّتاجِ وفِي شَرايينِ المَفَاتيحِ العِجَافِ ؟

وأبْتَنِي للشّعرِ في الأقْفالِ لَحدَهْ ؟

ِلِمَ لا  يُشِيدُ الحَرفُ فِي الهَامَاتِ مَجْدَهْ ؟؟


سَمعَ الرَّبيعُ مَقالةَ الصَّدَأ الحَكِيمِ 

فَهَاجَتْ الأشْواقُ فِي قَلْبِ الثّرَى

تَاقَ السُّباتُ إلَى الحَياةِ  ..وعَافَ أنْفَاقَ الكَرَى

تَعِبَ الرَّبيعُ مِنَ الصّقيعِ

فقالَ: ياعَشْتارُ هاتِ القُبْلةَ الثَّمْلى بِأَحداقِ السَّنابلِ و الثِّمارْ

وتأمَّلِي الأنْوارَ..في هَامِ الذُّرَى

يا رَبّةَ النّعلِ النُّضَارْ...

يا شَالَ أكْتافِ اللُّجيْنِ

وسَلةَ الزّهْرِ المُعمَّدِ بالهَوَى

هيّا اخْلعِي شَالَ الأرَامِلِ والثَّكَالَى 

واتْبَعٍي العَنْقاءَ ..قدْ ثارتْ على لَحدِ الثّرَى

ونَمَا لها فوْقَ الجَناحِ جناحُ أحلامِ السُّرَى

هَيّا نُسَمِّدُ بالرّمَادِ مُرُوجَنا

ونُزيحُ عَنْ ظهْر الطّريقِ ثُلوجَنا

هيّا ابْحِري ... مُدّي الشّراعَ و جَدِّفِي..كُوني عُروسًا للبِحارْ ..

كُونِي حَمامًا أو نوَارِسَ..أوْ نُجُومًا ..أو ثُريّا أو سُهًا...

كُوني...لكَيْ لا تأكلَ الأعتامُ آلاءَ النَّهارْ

كوني..لِكَيْ لَا يخْلفِ الرُّبّانُ وَعدَهْ ☆


                   ☆《3》☆


يَخْضَلُّ عمْري و الرَّبيعُ...ونَبْضَتي...و مِدَادُ مِحبَرتي..

وقرطاسِي ..وكُلّ جَوارحِي

عَشْتارُ والعَنقاءُ...والأفْقُ المُعمَّدُ بالرُّؤى ...

واللّيْلُ والأحلامُ والأمواجُ والفَجْرُ الوَليدُ

وكُلُّ هَذا النُّورٍ في شَوْقِ المَخَاضِ إلَى الجَمالِ

يَرفُّ حَتّى يَهْزِمَ المَقْرورُ بَردَهْ ☆

ويَزِفُّ بَحرُ العشقِ للأشْعارِ مَدَّهْ ☆


يَخْضَلُّ كَوْني مِثْلَ مُزْنٍ حَاملٍ

يَسْري عَلى خَطّ النّسَائمِ و المَدَى

يَقْتاتُ مِنْ دفْءِ الشُّمُوسِ..و مِنْ حُبيْباتِ النَّدَى

والصَّخرة الرَّعناءُ تسْخَر منْ أبابيلِ الرّدَى

وسِزيفُ يَهْزمُ في ذُرى الأمْجادِ وهْدَهْ ☆


فإذَا  الهُطُولُ تَفَجَّرَتْ

وإذَا القُبورُ تَبَعثَرَتْ...وإذَا الصَّحَاري شُجِّرَتْ

بُعِثَتْ حُرُوفي مَنْ تَجَاويفِ الكَرَى

وسَجَا الخِضَمُّ يَمُدُّ لي كَفَّ الشِّراعْ

فَمَتَى أجَدِّفُ باليَراعْ؟

ومتَى سَألبَسُ نَعلَ عَشْتَارٍ إلى نَبْع القِرَى

وجَناحَ عَنْقاءٍ إلى هَامِ الذُّرَى

ومتَى يُرِينِي الفَجْرُ فِي الأسْحارِ قَدَّهْ؟


《سعيدة باش طبجي☆تونس》



ربيع القلوب الأبهى... بقلم الكاتب بسام سعيد عرار

 ربيع القلوب الأبهى...

يظلُّ ربيعُ القلوبِ الدائمُ


طَوالعَ نيّرةً وصَحْوَ جَمال،


تُكلّلهُ أزاهيرُ المحبّة،


ويزهو بمكنوناتِ لطائفِه.


ألوانُهُ نَضِرةٌ، مفعَمةٌ بالبهاء،


فيوضُ ينابيعهِ النقيّةِ لا تنفد،


تحرسُه الأيادي المُعطاءة،


لا تطويهِ المواسم،


ولا تُبدّده أطوارُ الجُمودِ والقَحط.


يَحتضنُ البذورَ لِتنمو وتُثمِر،


وتَنتشي بيادرُ الحصاد.


ربيعُ القلوبِ الوضّاءة،


ديمومةُ حياة،


وبهاءُ الإنسانِ الحقيقيّ على وجهِ الأرض.


بقلمي

بسام سعيد عرار


أقنعة تحت الشمس ..!! بقلم الكاتبة الأديبة زينب بوتوتة الجزائر .

 أقنعة تحت الشمس ..!!


أقنعة تحت الشمس 

غمز ولمز وهمس

اقنعة اقنعة

وقلوب مغشيا عليها مصطنعة

وابتسامات مسروقة 

من ضرس إبليس 

ومسامات جلد 

في تأوه أبدي 

في حديثهم طقوس 

تغلق عين وتفتح أخرى.؟

في لوحات هزلية ممتعة

كل شيء لهم

وكل شيء بهم 

وكل شيء معهم 

يدعون الفقر …؟

وأفواههم كفوهة  بركان 

مفتوحة جائعة 

هم رهبان الكنائس

هم أئمة الجوامع

وهم البساط الطائر 

وهم سفينة نوح 

وهم الأشرعة

كلما أعطيناهم زادوا طمعا 

وأرادوا أخذ قطك وكلبك 

و الحمار والبردعة 

لا حمدا ولا شكرا 

لا على الصحة 

ولا على السقف الذي فوق رؤوسهم 

ولا على الجدران الأربعة ..!!


الكاتبة الأديبة زينب بوتوتة  الجزائر .

من ديواني *سطوة عينيك وسيوف المطر *



أكلّه إنسيت... بقلم الأديب قاسم عبد العزيز الدوسري

 أكلّه إنسيت...

وطاحن كلهن بسرعة

وكت ما جيت...

صح غلطان بس انت تندمت

وللصلح أنت ابديت

كلتلي أعتذر  منك وأنا الغلطان

وعند الباب ...انت الدنكت وأبجيت

أسامح اطلبت مني

وأبد ماخيبت ظني

وكلت ياريت

سامحتك بعد  شتريد

واعذرني الجرح بالروح 

مو بالأيد

مجروح الجسم يشفه

ومجروح الفؤاد ...النار بيش تهيد

لاينفع كلام ولا طبيب وياه

ولا ملكة هله...ومية هلة

وهلال كبل العيد

سامحتك صدك...

بس الحزن مو ثوب

تلبسه وتخلعه  وشوكت مابتريد

سامحتك صدك بس الهموم اثكال

واعذارك ابد متفيد

روح واخذ ماي الوجه لا ترجع

سهم غدرك بوسط الكلب مايطلع

شعجب حسيت


قاسم عبد العزيز الدوسري



~~ يعاتبني فيك الحنين ~~ بقلم الأديبة لطيفة الشامخي _ تونس

 ~~ يعاتبني فيك الحنين ~~

يعاتبني فيك

الحنين..

يعاتبني الليل

و ساعة الجدار المكسورة

يعاتبني صمت المكان

و صفير الريح

و الحلم الممنوع يراودني

كشجن يزحف في العتمة

و الساعات تغذي قوافله

هنا..

تبكي الوسائد يُتمها

و قارورة العطر تنوح

اشتكت المرايا وحدتها

لا مباهج ترمقها

لا رقصاتٍ للفساتين

و لا الشّٓعرُ جدائل

هي أيام عجفاء.. مبعثرة

على هامش الزمن

و بين عتاب و عتاب

تتسع مساحة الصمت

و صقيع المكان

احترق الشمع

و اندلق الضوء

وحدي أعتلي مشنقة الظلام

أواجه بغيبوبة المحتضر

غربتي في فصل الجفاء

و الفرح مٓنفي

و عيون الكلام ترقرق دمعها

و القصيد ارتجف

قد استبدّ الخريف بترسانة الريح

و كشّر الغيم

لن يعتليٓ القمر عرش السماء

لن يعزف نشيد الفرح

لن تحتفل النجوم بنا

لعوب هي أقدارنا.


لطيفة الشامخي _ تونس

من ديواني " كلمات تولد من ضلع حواء "



الجمعة، 28 نوفمبر 2025

من المضحكات المبكيات في غزة بقلم نهيل مهنا.

 من المضحكات المبكيات في غزة 


زميلةٌ لي تفاجأت هي وأسرتها، بعد عودتهم من دير البلح إلى غزة عقب وقف إطلاق النار، بوجود صاروخٍ طويلٍ وعريضٍ غير منفجر في حوش البيت. كان شوقهم الكبير إلى المنزل أقوى من خوفهم من هذا الزائر غير المرغوب فيه، فرفضوا مغادرة البيت. توالت الاتصالات يوميًا بالدفاع المدني والصليب الأحمر وجميع الجهات المختصة، ولكن مثل هذه العمليات تحتاج إلى وقت.

بالأمس كلّمتها للاطمئنان عليهم، فوجدتها حزينة. خشيت أن أسألها عمّا إذا كان الصاروخ قد انفجر وأصاب أحد أفراد أسرتها، لكنها أخبرتني أن طاقمًا مختصًا جاء أخيرًا ورفع الصاروخ من البيت. وما يحزنها الآن أنهم سيفتقدون وجود الصاروخ، فقد أصبح بينهم وبينه “عِشرة عمر”، حتى إن الأطفال كانوا يتسحسلون عليه، وكانت أمها تنشر الغسيل فوقه.


بقلم نهيل مهنا.


شوق واشتياق بقلم الإعلامي أيمن الفالوجي

 شوق واشتياق

،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،

 لبحرِ العروبةِ أسرار

إنْ وقفتَ على شاطئهِ 

 يرتوى ظمأكَ بالمرارِ

فنونٌ لإنتهاكِ الحرماتِ

إن تأملتهُ فهو بالغ الأطوار

لكلّ عربى حكاية تُروى

لأسدٍ فقدَ حقّهُ في الإنتصار

وأحلامٌ أصبحت عِجافا

  كآبة 

خرابٌ 

وحزنٌ

  كأنها العنكبوتَ فى الدار

وأملٌ بعيدٌ  والصبرٍُ ملَّ

فهلْ ستمسكُ قمراً فى مدار؟

وشوكٌ يُزرعُ  بأرضٍ خصبةٍ

تخطو عليهِ حافي الأقدار

كلّهم هجروا قصةَ وطن

أخبروني إلى أينَ الفرار

عميتْ عيونٌ لقصةِ وطن

حجبوا عنها  كلَّ الأنظار

وقالوا لكَ عربى أبّى ...

قوي

هل أعجبكَ  المدحُ؟

ويحك!

 كالحمارْ تعتّلُ وتتحملُ الأسفار

فرقوكَ والفتن فى دينك

أدياننا تَحُفّها الأنوار 

كنيسةُ العذراءِ ومسجد الحسين

جمال الروحِ فى الاستقرار

نسيجٌ واحدٌ يا وطنى 

فأجدادكَ عاشوا وماتوا  أحرار

من يرضى العيشَ فى وطن

تنهشهُ الفرقةُ والإنكسار

فالحزمةُ قوتها بعصمتها 

والفرقةُ تشتتٌ وانهيار 

وحلمٌ يمضي ببطىء شديد

لجمعِ الشملِ والاستقرار

إنّها حكاية قلم مشتاق 

وصبرشعوبٍ  ملَّت الإنتظار

،،،،،،، 

أيمن الفالوجي 

عندما يئنّ الحرف يكتبني سطورًا مائلة. بقلم الكاتبة هالة بن عامر تونس

 عندما يئنّ الحرف يكتبني

سطورًا مائلة.


الحرف…

ليس مجرّد نسيجٍ من الحبر، بل شهيقٌ يولد من رحم الوجع، كأنه القرين الذي يسير بجانبي بلا ظلّ.

كائنٌ حيّ من صدى الألم، لا من لحمٍ أو دم، يتنفّس من فراغات الروح

يتمدّد في أضلاع القلب كما يتسرّب الضوء في شقوق الجدار المتصدّع، ويبحث عن لغةٍ تشبه غيابها، عن كلماتٍ تولد من الهشيم الذي تحترق فيه المشاعر.


حرفي مرآةٌ لا تعكس وجهي، بل تكشف صمتي، تفضح ما خبّأته الروح في أزقّة القلب الضيّقة، بين زوايا الحنين ورفوف الخوف.

حيث تتراكم الكلمات كما تتراكم الأمواج على صخورٍ بلا رحمة، تتراقص الظلال عليها وكأنها أشباحٌ تبحث عن خلاص.

كلّ جرحٍ أُلقي عليه

يتحوّل في السطور إلى ظلٍّ يتكلّم، ينطق حين أعجز، ويبكي حين أتجمّد، ويصنع موسيقى صامتة تهتزّ في أذن الورق.

كأنّ الورقة نفسها تتنفّس معي.


الكلمات لا تُولد في رأسي، بل تنساب من أعماقٍ مجهولة، تجري في الحبر كدمٍ آخر،

يحمل المشاعر بأمانةٍ لا يجيدها البشر

يكتب ما لم أستطع أن أقول، يستعيد ما ضاع في دهاليز النسيان، ويحوّل الألم إلى لوحاتٍ من نورٍ وظلال،

كأنّ السماء نفسها أرسلته عبر قلمي.


أكتب…

لا لأروي ما حدث،

بل لأمنح أوجاعي هيئةً قادرةً على البقاء

لأمنح اللحظة حقّها في التمدّد،

لأثبت أنّ الروح لم تمت، وأنّ الحرف قادرٌ على احتواء ما لا يحتمله الفم

وكأنّ كلّ سطرٍ نافذةٌ تطلّ على أزمنةٍ لم أَعِشْها بعد.


فالحرف قرينٌ يعرفني أكثر ممّا أعرف نفسي

يولد مني، لكنّه يعود ليكتبني كما يشاء القدر، ويمنحني صورةً جديدةً في كلّ مرّة، كأني أعيد ولادة نفسي بين سطورٍ منحنية، بين حبرٍ يئنّ، وألمٍ يُرتّب نفسه بصمت، بين صدى الماضي وهمس المستقبل.


وهكذا… حين يئنّ الحرف،

لا يكتبني مستقيمةً كما يتخيّل القارئ، بل يكتبني مائلة…

في ذلك التأرجح الخفيّ بين الصمت والبوح، حيث تُدفَع روحي دفعًا إلى الورق

كأنّ مشاعر مبهمة — تتخفّى بلا عنوان، بلا هوية —

تنهض فجأةً من عتمتها،

تنساب بلا إرادةٍ مني،

وتسوقني إلى الكتابة قسرًا،

كقوةٍ خفيّة تمسك بقلمي من معصمي

كأنّ الكون نفسه يهمس في أذني: «اكتب… بلا مفر»،

ويتركني أتأرجح بين ميل الحرف وانحناء روحي.


أميل في السطور

لأنني أميل داخليًا

ولأنّ ما يفيض في القلب

لا يمكن أن يستقيم حين يخرج،

كخيطٍ يتلوّى بين أضلاع الورق،

كظلٍّ يتراقص على جدار الوعي،

كألمٍ يلبس هيئة فرحٍ ليخدع نفسه

كصوت الريح الذي يهمس في الغرف الخالية.


فالوجدان حين يتداخل ويغدو لغزًا

حين تتشابك الألوان المظلمة للذاكرة مع ضوءٍ خافتٍ من الأمل

لا يجد طريقه إلا عبر حرفٍ

يكتبني كما يشاء…

لا كما أشاء أنا

ويتركني معلّقةً بين الانحناء والاستقامة

بين الصمت والبوح

بين نفسي والحرف الذي أنجبني،

بين نبضٍ داخلي وهمسة الحبر،

بين هذا العالم والعالم الذي يولده الحرف في داخلي

حيث تصبح السطور حياةً تتنفّس قبل أن تُقرأ.


هالة بن عامر تونس 🇹🇳