الاثنين، 9 ديسمبر 2024

كأنّ شعوبنا بقلم الشاعر محمد الدبلي الفاطمي

 كأنّ شعوبنا

أكيدٌ أنّنا أدْنى الرّتبْ
وفي تفكيرنا اخْــتَنقَ الأدبْ
ثقافتنا يُكبّــلُها هُراءٌ
يُسمّـــــى عِندنا أدَبُ العربْ
وعجْزُ لساننا أقْوى دليلٍ
يؤكّدُهٌ انْحِـطاطٌ في الرّتبْ
كأنّ شعوبنا أعْجازُ نخلٍ
تُعامَلُ في الخلائقِ كالـحطبْ
تُصفَّدُ بالتّسلّطِ في زمانٍ
به الإنسانُ كافحَ فاكــــتسبْ
سألتُ رُؤوسَنا سرّاً وجهرا
وقلتُ لــهم أريدُ العيشَ حُـرّا
وفي يُمنايََ حِبْرُ الكفِّ جارٍ
بأحرُفِهِ انتخبتُ النّظمَ شــعْـرا
مَشى وَركضتُ نحْو الفجْر نَجْري
وكان اللّيلُ ليلاً مُكفـهرّا
وقلت لهُ يعزّ عليّ أنّي
رأيتكَ في دُجى الظّلـــماء فجرا
فلا تحْزنْ فقدْ رافقتَ حرّاً
وحِبرُكً في الورى سـَيظلّ فخْرا
ألمْ يُحزنكَ ما فعلَ اليهودُ
ونزعــمُ أنّنا عربٌ أســـودُ
حرامٌ أنْ يُراقَ دمُ الأهالي
ونرضى بالذي ارتــكبَ القــرودُ
تصيحُ ثعالبُ الإسلامِ غِشّاً
ويُشحَنُ منْ أراضيــها الوقــودُ
وإنْ أنتَ انتَقدْتَ القوْمَ ثاروا
وجاءَ الزّجرُ تصْحـبُهُ القيـــودُ
كأنّ شـــعوبنا مِنْ قوْمِ عادٍ
يعاقبُها الصّــــهاينةُ اليـــهودُ
سَترْجُمُ أحْرُفي المُتمَلّقينا
وتهْجو بالبـيانِ المُجْــرمينـــا
تركنا الذّلَّ في الأوطانِ عاراً
وسِرْنا في دُروبِ الواهِميــنا
سَمحْنا لليهودِ بقتلِ شعبٍ
وآزَرْنا الـــــقُرودَ المارقيـــنا
يهدّدُنا ويوعِــــــــدُنا أبوهُمْ
فَيُرْعِبُنا وَعــــيدُ الظّالمــــينا
كأنّ وعيدَهُمْ أضْحى ابْتِزازاً
ودعْماً للكلابِ المُـــــــعْتدينا
أيا مَنْ ظلّ يُسْرِعُ في خُطاهُ
وعـيـــنُ اللهُِ ساهـــرةً تراهُ
أما تخْشى من الجبّارِ يوماً
بمـــا تسْعـــــى يُدوّنهُ الإلهُ
أتعْصي الله ظُلماً كلّ حينٍ
وتنسى في المَـــماتِ غداً لُقاهُ
فتندُبُ حَسْرةً وتضيقُ صدراً
وتبكــــي نادِماً ترْجو رضاهُ
تعضّ يدَيْكَ مِنْ نَدمٍ ويأسٍ
ولنْ يُجْدي أسى الباكي بُــكاهُ
محمد الدبلي الفاطمي

كنت أحسبه بقلم الشاعر يوسف بلعابي تونس

 كنت أحسبه

كنت أحسبه
عشقي الأبدي
وحبي الأول والنهائي
وخلي وسندي
وصاحبي الوفي
وسكني وحضني
ومرفئي وملجئي
كنت أحسبه
كلي وكل كلي
ليس جزءا مني
كنت أحسبه
روحي وقلبي ودمي
والجسد بما يحوي
كنت أحسبه
نبضي واحساسي وشعوري
كنت أحسبه
منارة ليلي
والشمس بنهاري
ودنيتي ومنيتي
كنت أحسبه
أهلي وناسي وأساسي
اليوم جار عني
ظلمني وخذلني
رماني وجفاني
لا الندم ينفع
ولا القلب يشفع
ما ذنبي ؟
هل أنا المظلوم
أم أنا الظالم
لأنني عشقت عقربا مسموما؟
بقلمي يوسف بلعابي تونس
Peut être une image de 1 personne

بعد البعاد بقلم الكاتبة فاتن فوزى

 بعد البعاد

لم يعد لدى الا الذكريات
فهجرك قطع أوصال نبضى
ويقتلنى الحنين
لم يكن بعادك سهلاً
بل كان جبلاً
أخبرنى
هل أسعدك بعادى
يامن صور لى الحياة
كأنها معك بستان
حتى أدركت اننى
فى قلب بركان
ومهما مرت الأيام والليالى
ورغم البعاد
ستظل حبيب أيامى
وفارس أحلامى
رغم البعاد
سأظل أعانق الذكريات
فمازال قلبى يأبى الفراق
فليتك تعود
حتى يختفى الأنين
ويبقى الحنين
إلى عالم المحبين
إلى العيون التى أجهدها
السهر
والروح التى أجهدها
الفراق
دعنا نترك قصتنا
ذكرى للعاشقين
لكل العاشقين
فحالى معك
هو حال العاشقين
كل العاشقين
بقلمى فاتن فوزى
Peut être une image de 1 personne et sourire


عين كديجة (1-2-3-4-5) بقلم الكاتب نصر العماري

 عين كديجة (1-2-3-4-5)

بقلم نصر العماري.
غادر حمّام الحاج حميدة ،
وهو يلفّ جسمه بقشّابية صوف سوداء خوفا من لفحة الهواء .
حذّره طبيب الصّحة العمومية اكثر من مرّة حين علم انّه يشتغل "طيّابا"،
كان بودّه ان يخبره بمهنته الاصلية
لكنّه احجم ربّما يشعر بالقرف منه
لكنّه اضاف قائلا :
في الحقيقة، يادكتور اشتغلت اكثر من مهنة ، حسب فصول السّنة، في الصّيف.. وضحك واضاف: صانع اديب اغني في الاعراس هههه...
اما في الخريف، كنت تجدني ابيع الغلال في قلب سوق المدينة..
في الرّبيع، مكّاس في رحبة الغنم.
اما في الشتاء فتجدني في الحمّام ...
واحذق مهن اخرى هههه يادكتور.
تبسم الطّبيب وكتب له الوصفة
وطمأنه قائلا : انت رجل عظيم... لا باس عيك نزلة برد غير حادّة . لكن حاذر عند خروجك من الحمّام. لفّ نفسك جيّدا ...
كانت قدماه تأخذاه نحو قاع المزود
انعطف الى "نصبة ببّوش " اقتنى بطيخة لبنانية، شمامة على لغة اهل الشرق، تشمّمها اكثر من مرّة
، رائحتها زكيّة، يريد ان يرضي بها زوجته وابنة عمّه "زكيّة" .
وضعها له البائع في سلة بلاستيكية سوداء . نقده ثمنها واستلم الباقي وتوجّه الى دكان "اولاد ملوكة" سلّم ومازح و اقتننى حاجته ونقد وخرج...
تجاوز جامع التّقوى، قطع شارع بنزرت ، سار قليلا ثم انعطف الى اليمين ، ولج نهج اسد بن الفرات كان يؤنس نفسه ويؤرجح سلته البلاستيكية وهو يدندن لحن اغنية للشاعر الشّعبي الحفناوي
" واش لزّك وانت زوالي" وجد نفسه امام باب خشبيّ ازرق سماويّ. توقّف ، اخرج المفتاح ... ودخل ومعه السّلة و خبزتي "الباقات" والمائتي غراما من "الطرشي والزيتون الاخضر المملّح"...
لم يشتك اسديّس يوما من ضنك الحياة ولا من صلفها. كانت ضحكته تملأ ارجاء المكان الذي يتواجد فيه، في السّوق او في الحمّام او في المقهى، حين يجالس اصدقائه ويشرع يحدّثهم عن طرائف عاشها في الاعراس ويشرع يُدندن مقطعا من اغنية من الاغاني الشّعبية العديدة التي يحفظها ...
استقبلته زوجته زكيّة ابنة عمّه البُرني معلقة :
جيت!!! يا مرحبا بالمِدّب.
فاجابها منشدا:
خدّك يا مكحول ارماقهْ
مْنينْ بانْ بْراقهْ
يَضْوي علْ ضَيْ عْلاقهْ"
فاجابته زكيّة زوجته ساخرة
" ايه والله .. مِدّبْ ونصف .. هههه"
فواصل اسديّس انشاده:
"خَدّك يا مكحول ارماشهْ
كيف المِشماشَه
والخُرص معلّق نواشهْ"
فردّت عليه ،
"مدّب الخدود و الاخراصْ .. هههه... ايّه شدّ بلاصتك الطعام حاضر، ما عادش انسخّنه مرّة اخرى ...
وكلمة المدّب هي اختصار لكلمة المُؤدب وهي مهنة معلم القرآن للصبيّة ...
لكن اسديّس لم يشتغل يوما مؤدبا للصبيان ، لكن الكل يعرفه بهذا الاسم، "المِدّب اسديّس" فكان يحضر الجنائز ويقرأ القرآن الكريم مع بقية المؤدّبين الذين يستأجرهم اهل الميّت لتلاوية ياسين وما تيسر على فقيدهم. و كان اسديّس يغسّل ويجهز ويخيط للميّت الكفن باتقان ...
وضع اسديّس ما احضر على طاولة خشبيّة عليها سماط نيلوني موشّى برسوم الزّهور، تتوسط ثلاثة مقاعد تحتلّ قاعة الجلوس ، مقاعد مطلية باللون البنيّ الدّاكن يتّسع كل منها الى ثلاثة اشخاص .
نزع سديس قشابيته وعلّقها خلف الباب ثم جلس وشرع يدندن لحنا قديما ...
ثم نادى زوجته طالبا منها ان تحضر سكينا معها ووعاء لتقطيخ البطّيخة...
المدّب اسديّس، كنية التصقت به منذ صغره . فاسمه الحقيقي الباهي بن خليفة العوني.
و"اسديس" هي تصغير لكلمة سُدس. والسّدس عدد يساوي قسمة الوقيّة على ستّة وهو تقريبا خمسة غرامات من ثلاثين ...
كان والده "خليفة" رحمه الله كثيرا مايُرسله الي حانوت "ابيك عمارة" العطار بآخر حي قاع المزود ليحضر له "سْدِسْ وخمسين " اي سُدس وقيّة من الشاي الاحمر وخمسين غراما من السّكر وكان الباهي يتوجه مسرعا على قصر قامته وخفة حركته ويدخل الدّكان ويكثر من الجلبة طالبا "سْدسْ وخمسين " غير محترم لمبدإ الاولوية ، فاطلق عليه التاجر "ابيك عمارة" اسم اسديّس ومن يومها التصق به الاسم ...
قرّبت زكيّة الطاولة من اسديّس
ووزعت الطعام واحضرت دورق الماء وبراد الشاي وقسّمت الخبز وتهيأت للاكل. لكن اسديّس مدّ يده للسكين وشرع يقطع البطيخة، وما كاد يفعل حتى انبجست من البطيخة كرة زهريّة اللون صغيرة بحجم كرة الطاولة. لاحظت زكيّة ذلك، فتوقّفت عن المضغ سائلة عن ذلك الشّيء الذي خرج من البطيخة ومدّت يدها تلتقطه ...
توقّف اسديّس بدوره عن التّقطيع وبقي يتابع زوجته وهي مندهشة فاغرة الفم تقلّب الكرة بين اصابعها...
تفرست زكيّة في الكرة لاحظت ان قشرة رققة تلفّها ، ازاحتها بحذر ، وماكادت تفعل حتى صرخت :
ماهذا ياكلب!!!
والقت بالكرة في وجه اسديّس ...
اِلتقف اسديّس الكُرة مدهوشا من العبارات التي اطلقتها عليه زوجته ، ودقّق النّظر وامعن في الشيء الغريب ، فلم يفهمه وشعر بالغثيان منه. فالقاه سريعا في اتجاه زوجته مشمئزا قائلا:
- ماهذا ؟؟؟ ماهذا الشيء يا كلبة من اين اتيت به؟
امسكت زكية بالكرة بين اصابعها وجحّظت عينيها في زوجها قائلة : من اين أتيتُ به!!! انا الكلبة ؟؟؟ ها قد كشفك الله يا رخيص ... صبرت عليك، قلت ابن عمي وزوجي واب ابنائي، لكن ذيل الكلب لن يستقيم ابدا ولن يكفّ عن البصبصة ...
- ماذا تقولين يازكية؟ ... ماهذا منك؟ ماعهدتك هكذا ... لم افهم قولي ماذا اصابك؟.. وماهذا الشيء المكوّر بين اصابعك؟...
- بين اصابعي !!! وكأنك لا تعرفه؟.. بريء!.. نقيّ!... يامدبّ! .. يا مدّب العيون والخدود والنهود والقدود ...
- ماذا تقولين يا زكيّة، ماذا اصابك؟؟؟ لم افهم بعد ؟ ماهذا الشيء الذي عكّر صفوك والهب لسانك السليط!!!...
- لساني!!! ياغسّال الموتي يالصّ الاكفان... هاقد كشفك الرحمان ...
اوصلت بك الدناءة الى هذا الحدّ؟
انظر... انظر ..
وهي تلوّح بالكرة بين اصابعها..
ها قد فضحك الحيّ الذي لا ينام وسافضحك في الحيّ والناس قيام ... اوه يا ربيّ..
و أخذت تنظر في الكرة تقلّبها يمينا وشمالا، ثم اضافت :
كم انت مقزز !!!... وكم هي مقرفة...
حوقل اسديّس واستعاذ من الشيطان الرجيم وبسمل وشرع يتلُو آية الكرسي...
فولولت زكيّة، وضحكت ، وقهقهت، وزمجرت في وجهه:
- او تحسبني مجنونة لتتلوَ عليّ القرآن .. ام" انا من تحت ايديهم" يالك من مسكين لعلّك تحسب اني مسحورة ..
انت المسحور .. انت المسحور ..
افق .. افق يا زوجي وابن عميّ الغزيز وهمّي الكبير..
فسكت اسديس ومدّ يده ليأخذالكرة منها .
فامتنعت صارخة :
اليك عنّي .. اليك عنّي لا تلمسني .. هذا دليل .. دليل اجرامك وخسّتك...
تراجع اسديس الى الخلف وهو يستغفر سائلا ايّها ان تسلمه الكرة ليتعرّف ما هي ... واقسم لها بالله العظيم وبجميع اولياء الله الصالحين انه لم يفهم عم تتحدث، ولم يفهم هذه الكرة التي قد تكون ورما عفنا اصاب البطيخة ، وهذا طبيعي نتيجة الادوية والمستحضرات الكيميائية التي ...
قطعت زكية على اسديّس حديثه ملوّحة اليه بالكرة صارخة :
انها عين ... عين...
فاجبها مستغربا :
عين!!! عين واصابتك... عين من؟؟؟
فاجابته زكيّة في شدّة :
عين خديجة .. عين خديجة ..يا زوجي المِدِّبْ التي اصابتك انت ...
اما انا احمد الله انا الطاهرة النقيّة التّقية... اتنكر انها عين خديجة ...
اليست هذه رموش خديجة، اليست هذه اهدابها ... والحدقة !!! انظر اليست حدقتها ... والجفون...
لم يشتك اسديّس يوما من ضنك الحياة ولا من صلفها. كانت ضحكته تملأ ارجاء المكان الذي يتواجد فيه، في السّوق او في الحمّام او في المقهى، حين يجالس اصدقائه ويشرع يحدّثهم عن طرائف عاشها في الاعراس ويشرع يُدندن مقطعا من اغنية من الاغاني الشّعبية العديدة التي يحفظها ...
استقبلته زوجته زكيّة ابنة عمّه البُرني معلقة :
جيت!!! يا مرحبا بالمِدّب.
فاجابها منشدا:
خدّك يا مكحول ارماقهْ
مْنينْ بانْ بْراقهْ
يَضْوي علْ ضَيْ عْلاقهْ"
فاجابته زكيّة زوجته ساخرة
" ايه والله .. مِدّبْ ونصف .. هههه"
فواصل اسديّس انشاده:
"خَدّك يا مكحول ارماشهْ
كيف المِشماشَه
والخُرص معلّق نواشهْ"
فردّت عليه ،
"مدّب الخدود و الاخراصْ .. هههه... ايّه شدّ بلاصتك الطعام حاضر، ما عادش انسخّنه مرّة اخرى ...
وكلمة المدّب هي اختصار لكلمة المُؤدب وهي مهنة معلم القرآن للصبيّة ...
لكن اسديّس لم يشتغل يوما مؤدبا للصبيان ، لكن الكل يعرفه بهذا الاسم، "المِدّب اسديّس" فكان يحضر الجنائز ويقرأ القرآن الكريم مع بقية المؤدّبين الذين يستأجرهم اهل الميّت لتلاوية ياسين وما تيسر على فقيدهم. و كان اسديّس يغسّل ويجهز ويخيط للميّت الكفن باتقان ...
وضع اسديّس ما احضر على طاولة خشبيّة عليها سماط نيلوني موشّى برسوم الزّهور، تتوسط ثلاثة مقاعد تحتلّ قاعة الجلوس ، مقاعد مطلية باللون البنيّ الدّاكن يتّسع كل منها الى ثلاثة اشخاص .
نزع سديس قشابيته وعلّقها خلف الباب ثم جلس وشرع يدندن لحنا قديما ...
ثم نادى زوجته طالبا منها ان تحضر سكينا معها ووعاء لتقطيخ البطّيخة...
المدّب اسديّس، كنية التصقت به منذ صغره . فاسمه الحقيقي الباهي بن خليفة العوني.
و"اسديس" هي تصغير لكلمة سُدس. والسّدس عدد يساوي قسمة الوقيّة على ستّة وهو تقريبا خمسة غرامات من ثلاثين ...
كان والده "خليفة" رحمه الله كثيرا مايُرسله الي حانوت "ابيك عمارة" العطار بآخر حي قاع المزود ليحضر له "سْدِسْ وخمسين " اي سُدس وقيّة من الشاي الاحمر وخمسين غراما من السّكر وكان الباهي يتوجه مسرعا على قصر قامته وخفة حركته ويدخل الدّكان ويكثر من الجلبة طالبا "سْدسْ وخمسين " غير محترم لمبدإ الاولوية ، فاطلق عليه التاجر "ابيك عمارة" اسم اسديّس ومن يومها التصق به الاسم ...
قرّبت زكيّة الطاولة من اسديّس
ووزعت الطعام واحضرت دورق الماء وبراد الشاي وقسّمت الخبز وتهيأت للاكل. لكن اسديّس مدّ يده للسكين وشرع يقطع البطيخة، وما كاد يفعل حتى انبجست من البطيخة كرة زهريّة اللون صغيرة بحجم كرة الطاولة. لاحظت زكيّة ذلك، فتوقّفت عن المضغ سائلة عن ذلك الشّيء الذي خرج من البطيخة ومدّت يدها تلتقطه ...
توقّف اسديّس بدوره عن التّقطيع وبقي يتابع زوجته وهي مندهشة فاغرة الفم تقلّب الكرة بين اصابعها...
تفرست زكيّة في الكرة لاحظت ان قشرة رققة تلفّها ، ازاحتها بحذر ، وماكادت تفعل حتى صرخت :
ماهذا ياكلب!!!
والقت بالكرة في وجه اسديّس .
...اِلتقف اسديّس الكُرة مدهوشا من العبارات التي اطلقتها عليه زوجته ، ودقّق النّظر وأمعن في هذا الشّيء الغريب ، فلم يفهمه وشعر بالغثيان منه. فألقاه سريعا في اتجاه زوجته مشمئزا قائلا:
- ماهذا ؟؟؟ ماهذا الشّيء يا كلبة، من اين أتيتِ به؟
امسكت زكيّة بالكُرة بين اصابعها وجحّظت عينيها في زوجها قائلة : من اين أتيتُ به!!! انا الكلبة ؟؟؟ ها قد كشفك الله يا رخيص ... صَبرتُ عليك، قُلتُ ابن عمي وزوجي واب ابنائي، لكن ذيل الكلب لن يستقيم ابدا ولن يكفّ عن البصبصة ...
- ماذا تقولين يازكيّة؟ ... ماهذا منك؟ ماعهدتك هكذا ... لم افهم قُولي ماذا اصابك؟.. وماهذا الشّيء المكوّر بين اصابعك؟...
- بين اصابعي !!! وكأنك لا تعرفه؟.. بريء ! نقيّ!... يامدبّ! .. يا "مدّب" العيون والخدود والنّهود والقدود ...
- ماذا تقولين يا زكيّة، ماذا أصابك؟؟؟ لم افهم بعد ؟ ماهذا الشّيء الذي عكّر صفوك وألهب لسانك السّليط!!!...
- لساني!!! ياغسّال الموتي، يالصّ الاكفان... هاقد كشفك الرّحمان ...
أَ وصلت بك الدّناءة الى هذا الحدّ؟
انظر!.. انظر !..
وهي تلوّح بالكرة بين اصابعها..
ها قد فضحك الحيّ الذي لا ينام وسأفضحك في الحيّ... اوه يا ربيّ...
و اخذت تنظر في الكرة تقلّبها يمينا وشمالا، ثم اضافت:
كم انت مقزّز !!!... وكم هي مقرفة...
حوقل اسديّس واستعاذ من الشيطان الرّجيم وبسمل وشرع يتلو آيات الكرسي...
فَوَلولت زكيّة، وضحكت ، وقهقهت، وزمجرت في وجهه:
- او تحسبني مجنونة لتتلوَ عليّ القرآن .. ام" انا من تحت ايديهم" يالك من مسكين لعلك تحسب انّي مسحورة
انت المسحور .. انت المسحور ..
افق .. افق يا زوجي وابن عميّ الغزيز ،وهمّي الكبير ...
فسكت اسديس ومدّ يده ليأخذ الكرة منها .
فامتنعت صارخة :
إليك عنّي .. إليك عنّي لا تلمسني .. هذا دليل .. دليل اجرامك وخسّتك...
تراجع اسديّس الى الخلف وهو يستغفر سائلا ايّها ان تسلمه الكرة ليتعرّف ما هي ... واقسم لها بالله العظيم وبجميع اولياء الله الصّالحين انّه لم يفهم عمّ تتحدث، ولم يفهم هذه الكرة التي قد تكون ورما عفنا اصاب البطيخة وهذا طبيعي نتيجة الادوية والمستحضرات الكيميائية التي ...
قطعت زكيّة على اسديّس حديثه ملوّحة اليه بالكرة صارخة :
انها عين ... عين...
فاجبها مستغربا :
عين!!! عين واصابتك... عين من؟؟؟
فاجابته زكيّة في شدّة :
عين خديجة .. عين خديجة ..يا زوجي "المِدِّبْ" التي اصابتك انت ...
اما انا احمد الله انا الطاهرة النّقيّة التّقية... اتنكر انها عين خديجة ...
اليست هذه رُموش خديجة، اليست هذه اهدابها ... والحدقة !!! انظر اليست حدقتها ... والجفون...
تراجع اسديّس الى الخلف وجلس على المقعد وهو ينظر الى الطعام وقد عافته نفسه رغم انّه جائع .
طلب من زوجته ان تهدأ وتخفّض من صوتها. لكنّها ظلت مصرّة على ان الكُرة هي عين خديجة جارتها، التي توفيت منذ شهر وكانت قد
لاحظت ان زوجها كثيرا ما يتودّد إليها ويقف يُحدّثها في الشّارع ، وكانت تُهاديه خبز " القُوجة" ساخنا، بل لم تكن تستحي من دقّ الباب وتقديم الجردقة و الجردقتين قائلة : "المدّب يحبّ خبزي " وانّه كان يذكرها مُثنيا على مهارتها في اعداده ،بل وقد لاحظت انه صار يترنّم مردّدا:
"شُفتوشْ خَدِيجَة يالمحفل شُفتوشْ خَدِيجَه؟
زين الْمُضْحِك و التّفليجهْ
شُفتوش خدلّج خرجت فِي الْمُحَفَّل تَدَرَّجْ، في لبسهْ تَبَهَّجْ
مَعْذُورْ العَاشِق فِي خَدِيجَهْ
ويضيفُ متنهدا:
حْواجبْ كِيما نُون خَطّ البَريًهْ
وشفّه نقيّهْ
والعين م الكحلْ تَرفع وقيّهْ...
ورغم انها ضبطه اكثر من مرّة يذكر اسمها لكنّه انكر واقسم انّه مجرّد كلام شعراء، حفظه لمّا كان يُغني في الاعراس .
لكن زكية لا تصدّقه...
واصرات على انّ العين عين خديجة.
انكر اسديّس ذلك وتساءل:
من اين له بعين خديجة والمرأة تُوفيت ودُفنت منذ شهر او اكثر وقد يكون الدّود نهشها.
لكنّ زكيّة ذكّرته بشديد تأثره يوم موتها ، وانه كان حاضرا جسما بلا روح، وكأن روحه سافرت معها، ولعلّه قام باقتلاع عينها عند تغسيلها وتكفينها يوم الجنازة ليحتفظ بها تذكارا عزبزا على قلبه ...
لكن اسديّس نهرها وشتمها واخبرها انه لا يجوز للرّجل تغسيل المرأة .
وانّه لم يقترب منها لحرمة الميّت.. وإن كان اشار على اهلها بكيفية خياطة الكفن، فذلك لانهم عجزوا ، والتجؤوا اليه باعتباره الخبير العارف بخياطة الاكفان.. فهو من افضل مؤدّبي المدينة ..
قهقهت زكيّة ساخرة و مدّت الكُرة في وجهه لينظر بام عينه صدقها ويتفرّس فيها ويتثبّت..
لاحظ اسديّس ان الكُرة فعلا هي عين انسي، بجفنيها واهدابها وحدقتها السوداء .
فهبّ واقفا مؤكدا :
فعلا إنّها عين ، عين بني آدم .. لكنّها ليست عين خديخة . هذه عين سوداء ..خديخة عينيها ليست سوداء...
يتبع
Peut être une image de 1 personne

عزف على وتر قلبي بقلم.د محمود طه

 8 ديسمبر 2024

بقلم سفير الحروف 

((عزف على وتر قلبي))

القلب قد زاد أنينه

والسهم قد أصاب كبده

والفؤاد قد هام واقتلع من موضعه

والآهات راكدة بالنبض ودقاته

ومع كل نبضة ألم بحينهِ

وبالفؤاد نيران اندلعت احرقت مابداخله

فياللشوق من عذابه وآلامه

فالعمر قد شاخ قبل أوانه

من كثرة أوجاع عمره وسنينه

        #ألم يحين

ألم يحين العناق سيدتي

لأضمك لصدري فيمحو عذابه وألمه

ففي ضمتكِ يطيب جُرح سنينه

فحبك بقلبي بلا منتهاه

فأنتِ لي الروح وأنتِ  الحياة

        #حلمت

حلمت أن نتخطا المصاعب سويا

فبحضورك سيدتي أصير غنيا

أمتلك من مكارم الأخلاق عليا

أشتاق لثمار حبك شهيا

أتذوق من ثمرة عشقك هنيا

تشبع روحي والنبض سموا

فياللعزف الحبيب على وتر المحبوب سميا

بقلم.د محمود طه



حيرة.. بقلم الشاعر يوسف بلعابي تونس

 حيرة..


الذكريات.. حصان أبيض

يركض في الدجى

الليل..حضن الهاربين

من الظلام إلى الظلام

حين يغيب القمر وتخبو النجوم

تتهاتف الذكريات وتضج أفكاري

لا قمر يؤنس غربتي

ولا شوق يشوب تلاقينا..!!!


بقلمي يوسف بلعابي تونس



تَمسَّكْ بِالقِراءَةِ بقلم الشاعر محمد الدبلي الفاطمي

 تَمسَّكْ بِالقِراءَةِ 


رأَيْتُ الحرْف يَرْقُصُ في خيالي

ويبحَثُ في البَيانِ عَنِ الجمالِ

تَأَبَّطَ سِحْرَ فَنٍّ فاضَ عِشْقاً

بِنَظْمٍ قَدْ أَطَلّ على الكَــــمال

يَجودُ بِهِ اللِّسانُ كعِطْرِ مِسْكُ

تَطيـــــرُ بِهِ الأُنوفُ إلى الأَعالي

أُسافِرُ في الزَّمانِ بِلا حُدودٍ

وأَصْــــعَدُ حالِما قِمَمَ الجِبالِ

ولي في المُفْرداتِ بَناتُ فِكْرٍ

أجَبْنَ بما يَحِــقُّ على السُّؤالِ

                                

تَعَلَّمْ فَي المَساءِ وفي الصّباحِ

فَإنَّ الجِــــــــدَّ أَقْرَبُ للفَلاحِ

تَعَلَّمْ فَالتَّعَلُّمُ في الحَــــــياةِ

يَقودُكَ بِاليَراعِ إلى النَّــــجاحِ

تَعي الأَلْبابُ بالأَقْلامِ فِقْــــــهاً

يُعَلِّمُها السَّــبيلَ إلى الصَّلاحِ

فَتُدْرِكُ بِالقِراءَةِ كُلَّ بُــــــــعْدٍ

وَحِينئذٍ سَتَــــــنْهَضُ للْكِفاحِ

وِمِنْ بَعْدِ الغُروبِ نَرى شُروقاً

تجدّدَ فَــــجْرهُ بِنَدى الصّــباحِ

                                    

تَمَسَّكْ بالقِراءَةِ في الكِتـــابِ

فَإنَّ الجِدَّ أَنْفَـــــــعُ للشَّبابِ

وَكُنْ في الكَسْبِ مُجْتَهِداً عَنيداً

فَإِنَّ التِّبْــرَ يُوجَدُ في الكِـــتابِ

تَعَلَّمْ ما اسْتَطَــــعْتَ فَإنَّ يَوْماً

سَتَجْني ما زَرَعْتَ بلا حِــسابِ

فَتُصْبِــــــحُ وَقْتَها رَجلاً لَبيباً

تُفَكِّرُ في القراءَةِ بالـــــــصَّوابِ

وهذا في الحقيقَةِ فَرْضُ عَيْنٍ

وَنَهْجُ الصّالحـــــينَ منَ الرِّقابِ

                                 

أعُرْوَةُ أَيْنَ أنتَ فقدْ دَهاني

غُروبُ الشَّمْس فـي هذا الزَّمانِ

هَجَرْتَ إلى الجِبالِ بِلا رِضايَ

كأَنَّكَ قَدْ هَرَبْتَ مِنَ المَــــكانِ

أُغَرِّدُ عَنْكَ في خَلَدي وَقَلْبي

لَعَلَّهُ يَسْتَجيبُ صدى لِســــــاني

ألا خُذْني إلى حُضْني فَإِنّي

أَرَدْتُكَ أنْ تُبَشّرَ  بالمَجاني

أَعُرْوَةُ لوْ سَمِعْتَ أَنينَ قَلْبي

لَهالَكَ ما حَمَلْـتُ منْ الهـــــوانِ

                             

أُصِبْتُ منَ التّفكُّرِ بالجُنونِ

لأنّي ما اسْتَرحْتُ إلى ظُنـوني

أُفَكِّرُ تارَةً في جَلْدِ نَفْسي

وأُخْرى في مُـــقاوَمَةِ الجُـــنونِ

كَأَنّي قَدْ طُعِنْتُ بِرَأْسِ رُمْحٍ

فَكانَتْ طَعْنَةً فَوقَ الطُّــــعونِ

رَماني طَرْفُها بِسِهامِ حُبٍّ

وكأنَ الرَّمْيُ من وَسَطِ الجُفونِ

رأَيْتُ عُيونَها فَبَكَى فُؤادي

بِدَمْعِ العاشِقينَ مِنَ العُيـــــونِ

                              

سَأَلْتُ الله مَغْفِرَةَ الذُّنوبِ

فَإنّي في الأخيرِ مِنَ الدُّروبِ

تُراقِبُنا المَنِيَّةُ من قَريبٍ

ولا أَحداً سَيَظْفَرُ بِالهُـــــــروبِ

ووقْتَئِذٍ سَنَعْقِلُ ما ارْتَكَبْنا

ووَجْهُ المَرْءِ أَقْرَبُ للشُّــــحوبِ

فَيا رَحْمانُ بالغُفْرانِ أَمْطِرْ

فَأَنتَ المُسْتَعانُ على الغُـــيوبِ

وأَنْتَ الرّبُّ والوَهَّابُ لُطْفاً

نخافُكَ في الشُّروقِ وفي الغُروبِ


محمد الدبلي الفاطمي

تهانينا القلبية*** بقلم الأديب والشاعر: أحمد الكندودي

 تهانينا القلبية***

يا اهل سوريا الأبية

قد دق ناقوس العزة

لتجدع الطائفية والفرقة  جزا

عيش كريم وعدل وحرية

يا اهل سوريا

احذروا طحالب الشتات

اطماع العدى زراع الآهات

اركبوا سفينة الخلاص ...

فلا تمييز ولا مذهبية

دوسوا مقالب البغضاء

صونوا الارض من كل الجراء

يد في اليد ...

ليكتب التاريخ قصة قضية

بل ناس شاؤوا العدالة 

فنكل بهم مفترس ملته عمالة

قتل وشرد ...

وبفضل الاحرار تلاشى في السرمدية

انتهى زمن الظلام

   كسرت قيود الظلم والطغيان

جزاء من اخرجوا من ديارهم نصرا...

وبشرع الله تقضي وبعيدا عن الجاهلية

يا اهل سوريا

لنا اليكم الف سلام

من بلاد المغرب عظيم المقام

من اهله يرفضون الطغاة ...

ودينهم اسلام وكل الخلائق سواسية

فاعتصموا بحبل الله

هو المعبود لا سواه

من يعز الصادق ...

ويهد كل وحش طاغية

فاجنحوا للود والوداد

امسحوا الجفون من كل حزن  وسهاد

ازرعوا العفو والرحمات ...

واستأصلوا كل طائفية

بل ازرعوا الدفء والاخاء

في الحاويات اِلقوا  بالاعداء

تحيا سوريا الشام ...

عفوا وعدالة  وسماحة وديموقراطية

يا اهل سوريا الأبية

***الأديب والشاعر: أحمد الكندودي ***المغرب



**مازال لديّ ما أقول** بقلم الكاتب: عبد الستار الخديمي - تونس

 **مازال لديّ ما أقول**


عجبت لظلّ يتبعني فيقصر ويطول 

وإذا استقرت الشمس فوق رأسي يزول

صراع الأضداد 

وفوضى الانقياد 

ورتابة الاعتياد

صمت اللغة مؤلم .. ليس لديّ ما أقول

تقرّحت الحروف

ونزف المجاز 

وتوارى وراء التفاهة الإعجاز 

وصارت لغتي عرجاء

تسند خيبتها على بقايا عكّاز   

ومجرّد ندبة على ناصية القصيد 

لماذا زيّفت محطات كثيرة في تاريخنا المجيد؟

ولم أعد أعرف 

هل أتجاوز 

أم أجترّ وأعيد؟

الصّور المعلّقة على الجدار 

تكلّمني 

فتخيفني 

فتحدثني بإسهاب عن عقمنا

نحن بلا ذاكرة 

وأنا بين هذا وذاك أولد كلّ يوم من جديد 

والنشاز في فكري متمكّن تليد 

يا سيّدة النشيد 

أطفئي فيّ مجامر الوريد 

واجعليني طيفا عائما 

وقبلة على جبين وليد

فلم يحن بعد الأفول 

فمازال لديّ ما أقول 


بقلم: عبد الستار الخديمي - تونس



"" الفراشة "" بقلم الشاعر "" علي السعيدي """

 "" الفراشة ""

صباح الخير صديقتي

أشتهي في هذا الصباح أيضا أن لا أقول شيئا.....

أن أمشي فقط. و أستعيد وجهك و عطرك و بعض جنوننا...

"" علي السعيدي """



رحيل العرب... بقلم الكاتب عماد الخذري

 رحيل العرب...


عَامٌ أَقْبَلَ وَآخَرٌ أَذِنَ بِالرَّحِيلِ

وَحَالُ الْعَرَبِ لَا يسَرُّ قَرِيبا 

وَلَا غَرِيب

إنْفَرَطَ عَقدُ النخوة مُعْلِنًا

خَرَابُ الأَوْطَانِ وَتَكَالَبُ

عَجِيب

دَارٌ لقَمَانَ عَلَى حَالِهَا 

فَلَا حَيَاةٌ لِمَنْ تنَادِي وَلَا 

منْ مُجِيبٌ

أَسْفَى عَلَى ضِيَاعِ عُمُرٍ

يَهْفُو لِعودَةِ مَجْدٍ

سَلِيب

لَا الدَّمْعُ يُجْدِي وَلَا الْبُكَاءُ 

عَلَى طَلَلٍ يُحْيِيهِ 

مِنْ جَدِيد

بِاسْمِ الْحَرِيَةِ سُلِبَتْ 

أَوْطَانٌ وَعَادَتْ إِلَى

صَفِّ الْعبيد

عَنْ أَيِّ حَرِيَةٍ نَتحدث

وَفِي وَطَنِي جُرْحٌ يَنْزِفُ

منذ أمد بَعِيد


بقلمي عماد الخذري



شَذَايَ مُشْتَاقٌ إِلَى ضَمَّةٍ بقلمي أ د الشاعر والناقد والروائي المصري / محسن عبد المعطي محمد عبد ربه

 شَذَايَ مُشْتَاقٌ إِلَى ضَمَّةٍ

بقلمي  أ د الشاعر والناقد والروائي المصري / محسن عبد المعطي محمد عبد ربه شاعر العالم شاعر الثّلَاثُمِائَةِ معلقة

مُهْدَاةٌ إِلَى صَدِيقَتِي الراقية الشاعرة السورية القديرة شذى الأقحوان المعلم تَقْدِيراً وَاعْتِزَازاً وَحُبًّا وَعِرْفَاناً مَعَ أَطْيَبِ التَّمَنِيَاتِ بِدَوَامِ التَّقَدُّمِ وَالتَّوْفِيقِ وَإِلَى الْأَمَامِ دَائِماً إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالـَى .

صَبَاحُكُمْ أَحْلَى صَبَاحٍ بَدَا = حَبِيبَتِي يَخْضَوضَرُ الْعَاشِبُ

لَا تَذْكُرِي أَيَّ رَحِيلٍ عَدَا = قَلْبِي فَشَوْقِي يَا شَذَا صَالِبُ

شَذَايَ أُقْحُوَانِي يَا غَادَتِي = حُبِّي أَنَا وَقَلْبُنَا اللَّاعِبُ

شَذَايَ مُشْتَاقٌ إِلَى ضَمَّةٍ = وَكَسْرَةٍ يَسْتَأْسِدُ الْحَالِبُ

أَنَا الْمُتَيَّمُ الَّذِي يَغْتَلِي = وَأَنْتِ حُبِّي مَا دَرَى اللَّاغِبُ

شَذَا تَعَالَيْ وَاسْكُنِي مُهْجَتِي = نَامِي جِوَارِي يَخْتَفِ الضَّاغِبُ

وَدَنْدِنِي حِوَارَنَا وَاشْرَبِي = قَدِ انْتَأَى حُزْنٌ هَوَى الْجَادِبُ

بقلمي  أ د الشاعر والناقد والروائي المصري / محسن عبد المعطي محمد عبد ربه شاعر العالم شاعر الثّلَاثُمِائَةِ معلقة