السبت، 15 نوفمبر 2025

قراءة لنص – على روابي الأحلام - للأديبة نافلة مرزوق العامر بقلم الكاتب طه دخل الله عبد الرحمن

 قراءة لنص – على روابي الأحلام - للأديبة نافلة مرزوق العامر 9/11/2025

النص:

على كم

على روابي الأحلامِ

حطّت

أجنحةُ خيالي الأخضر

وكم

طافت ْ

نظراتُه

في ثناياها

ترتشفُ من جداولها

سلسبيلَ السّحر

والسّكْرِ

وكم

من عبقِ زهورها

اقتطفت

أغنياتِ المحالِ

ترفدُ

في نبضها

رغبةَ السّؤال

لتشرأبّ

على شفاهها

عزيمةُ الغوصِ

ولولا

حلمُ ليلٍ

ممتدّ آخر

يزاحمُ نورَ

الصّباح

الآتي

في الحاحٍ

ما

انكسرت

عنقُها

في انكسارِ يومٍ

لعتمة

فإشراق

لموعدٍ

لا بدّ فيه

من تجدّد لقاء

مع نبض كان

يحلمُ

واستفاق!

*****************************

قراءة في نص: "على روابي الأحلامِ"

تبدو هذه القصيدة قصيدةً وجدانيةً غنائية، تحمل في طياتها رحلةً وجوديةً عميقة للذات الشاعرة مع الحلم والواقع، الانكسار والأمل. إنها ليست مجرد انسياب عاطفي، بل هي تأمل فلسفي في طبيعة الوجود الإنساني المحكوم بالأمل والألم.

1. العنوان والبنية: رحلة من الذروة إلى السقوط

تبدأ القصيدة بـ "على روابي الأحلامِ". "الروابي" جمع رابية، وهي التلة المرتفعة، مما يمنح الحلم سمةً من السمو والارتفاع والاستقرار. هذا هو العالم المثالي الأول، عالم الخيال الخصب حيث "حطّت أجنحةُ خيالي الأخضر". الاستعارة "أجنحة خيالي" توحي بالحرية والتحليق، وصفة "الأخضر" تحمل دلالات النماء والخصب والحيوية. إنه عالم كامل ومكتفٍ بذاته.

تكرر كلمة "وكم" في بداية المقاطع الثلاثة الأولى، وهي أداة تكثير في اللغة، تشير إلى طول مدة هذه الرحلة في عالم الخيال وثراء تفاصيلها. إنها ليست زيارة عابرة، بل هي إقامة ممتدة.

تأتي "ولولا" في المقطع الرابع كنقطة تحول دراماتيكية. هذه الأداة الشرطية تقطع تدفق الحلم بضربة مفاجئة، لتقدم الشرط الذي أدى إلى الكارثة. البنية هنا محكمة: بناء تدريجي نحو الذروة (التحليق، الارتشاف، الغوص) ثم انعطافة حادة نحو السقوط (الانكسار).

2. القراءة البلاغية: استعارات الضوء والعتمة والكسر

· الاستعارة المكنية: "حطّت أجنحةُ خيالي" – حيث شبه الخيال بطائر محلق، وحذف المشبه به (الطائر) وذكر لازم من لوازمه (الأجنحة) مما يزيد الصورة قوة واختصاراً.

· الاستعارة التصريحية: "ترتشفُ من جداولها سلسبيلَ السّحرِ والسّكْرِ" – شبهت نظرات الشاعر بشارب يرتشف من جداول الحلم. و"سلسبيل" هو النهر أو العين في الجنة، مما يضفي على الحلم صفة القداسة والخلود. الجمع بين "السحر" و"السكر" يخلق حالة من الانبهار والغيبوبة الجميلة، حيث يفقد الشاعر إحساسه بالواقع.

· الكناية: "اقتطفت أغنياتِ المحالِ" – كناية عن استحالة تحقيق هذه الأحلام أو استحالة وصفها. "أغنيات المحال" جمع بين النشيد الجميل والشيء المستحيل، وهو تناقض مؤثر يخلق جمالاً تراجيدياً.

· الطباق (التضاد): هذا هو العمود الفقري للقصيدة على المستوى الدلالي:

  · الخيال (الأجنحة) الواقع (الانكسار).

  · النور (الصباح الآتي) العتمة (الانكسار).

  · الامتداد (حلم ليل ممتد) الانكسار (انكسرت عنقها).

  · السكر (النشوة) الاستفاقة (الصحو). هذا التضاد يخلق توتراً درامياً يعكس الصراع الوجودي الأساسي في النص.

3. القراءة الوجودية: البحث عن المعنى في مواجهة العبث

هنا تكمن الروح العميقة للنص. القصيدة هي نموذج مصغر للدراما الوجودية للإنسان.

· المرحلة الأولى: الوجود الأصيل في عالم الخيال. الشاعرة هنا تعيش في حالة من "الوجود الأصيل" كما يصفها الفلاسفة الوجوديون. إنها تخلق عالمها الخاص بمعانيها الخاصة. إنها "ترتشف" السحر وتقتطف أغنياتها. بل إنها تتجاوز التلقي السلبي إلى الفعل الإيجابي: "ترفد في نبضها رغبة السؤال". الحلم هنا ليس هروباً، بل هو منبع للإبداع والتساؤل الفلسفي. "عزيمة الغوص" على الشفاه هي نية استكشاف أعماق هذا العالم، وهي ذروة الفعل الإرادي الحر.

· المرحلة الثانية: صدمة الواقع والانكسار. يأتي "الصباح الآتي" ليس كمنقذ، بل كمنافس مزعج، "يزاحم" نور الحلم "في الحاح". الصباح هنا هو رمز للواقع المادي اليومي، الروتيني، الخالي من السحر. إنه العبث الذي يقطع استمرارية الحلم. والنتيجة مروعة: "انكسرت عنقها". هذه صورة عنيفة ومؤلمة. "العنق" هو رمز للكبرياء، للعلو، للنظرة نحو الأعلى (نحو الروابي). انكسار العنق هو سقوط مروع من عالم السمو إلى عالم الحضيض. إنه موت رمزي للذات المبدعة.

· المرحلة الثالثة: الاستفاقة وإعادة التأسيس. النهاية ليست يأساً مطلقاً. هناك "إشراق لموعِدٍ". السقوط ليس النهاية، بل هو بداية لفهم جديد. "لا بد فيه من تجدد لقاء" – هذه جملة حاسمة. إنها إقرار بضرورة المعاناة كجزء من دورة الوجود. اللقاء المتجدد ليس مع الحلم الساذج نفسه، بل "مع نبض كان يحلم واستفاق!".

  هذه العبارة الأخيرة هي خلاصة الرحلة الوجودية. الذات لم تعد ذلك الحالم الساذج الذي يعيش في برج عاجي. إنها الآن "نبض" حي، يمتلك خبرة مزدوجة: خبرة الحلم وخبرة الاستفاقة منه. الوجود الأصيل الحقيقي لا يكمن في الهروب من الواقع ولا في الاستسلام له، بل في الاحتفاظ بالنبض رغم كل شيء، وفي القدرة على الحلم مع الاستيقاظ، على حمل ذكرى السحر وسط وطأة الواقع.

هذه القصيدة النثرية هي سيمفونية شعرية عن الوجود الإنساني الهش والمقاوم في آن واحد. إنها ترسم بريشة بلاغية رفيعة صعود الروح نحو عالمها المثالي، ثم صدمة الاصطدام بجدار الواقع، وأخيراً، ولادة وعي جديد من رحم الانكسار. إنها تقول لنا: قد ينكسر عنق حلمنا، ولكن نبض حياتنا، ذلك النبض الذي عرف الحلم والاستفاقة، يظل قادراً على انتظار "الإشراق" و"تجدّد اللقاء". إنها قصيدة عن الفشل في الاحتفاظ بالجنة، ولكن عن النجاح في اكتشاف قوة الإنسان التي تمكنه من السير مرة أخرى نحو موعد جديد مع الأمل.

طه دخل الله عبد الرحمن

البعنه == الجليل

9/11/2025  



((في هدوء الليل )) بقلم الكاتب/شاكر الياس

 ((في هدوء الليل ))


بقلم/شاكر الياس 

شاكر محمود الياس 


العراق/بغداد 


بتاريخ/١٥/١١/٢٠٢٥


في هدوء الليل 

أرسم وجهك وسط القمر 

يتلاشى لحسنك 

ضوء النجوم السارحة 

في الأفق الفسيح 

عطرك اجتاز المسافات 

احتل الأجواء 

سحر اختلط مع النسيم 

عانق ذاك الندى 

أمتزج مع الغيث 

الله ما أروع 

الصورة والمشهد 

يغازل طيفك الريح 

تنتاب روحي نشوة 

يكسوها أبتهاج 

أسمع تغريد البلابل 

على الأغصان 

والأشجار لها حفيف 

يحتل الفراغ 

الأن تغير التاريخ 

ولونه العتيق 

شكله والطباع 

نبذت اليأس 

قطفت أجمل زهرة 

بين ألأشواك 

اسكنتها بين جفوني 

وهذه اللحاظ 

حبك مذاقه لذيذ 

انت للروح سلوى 

أثمن من كل عزيز 

أنا لو 

أحصيت اللحظات 

لرأيت بريقك لامعا 

مثل اللؤلؤ 

يا أحلى الفرص 

أنت جمال حل في 

هذا الفؤاد 

أنتهى المشوار 

لأخر شوط 

أسدل الستار 

وأغلق الباب 

نما في قلبي حبك 

ترعرع وعاش



حقيبة فارغة بقلم الأديبة سامية خليفة/ لبنان

 حقيبة فارغة


ماذا تركْتُ ورائي إلا أصداءَ صهيلِ الرّحيلِ 

وشبحَ فراقٍ... ووطنًا وحلمًا؟  

أغتسلُ بمياهِ الرجاءِ 

لأطالَ الأماني، لأقارعَ الهمومَ 

لأجفِّفَ الدُّموعَ  

يتعالى ضجيجُ الرُّوحِ  يبعثرُ الصَّمتَ...  

أترك خلفي وطنًا 

أخرجُ من قوقعة الخذلانِ إلى سجنِ الغربةِ 

أحملُ حقيبةَ سفرٍ كمْ هي ذابلةٌ

وقدْ خلتْ مِنها الأماني !

أطلقُ صرخةً يحترقُ بها كياني  

صوتُ الصَّافرةِ يرافقني 

أبتعدُ عنْ فضاءِ الوطنِ 

الأمواجُ تصفعُ وجودي 

الأنواءُ تُدمِّرُ واقعي

أستسلمُ لنزقِ الطَّبيعةِ 

أسدلُ ستائِرَ الماضي 

أنظرُ إلى مرآةِ الحاضرِ 

تحملُني الأحلامُ إلى عالمٍ أبعدَ من النجومِ 

أصنعُ منْ ألوانِ الغروبِ باقةَ وردٍ 

أزنِّرُ خاصرةَ المسافةِ بالعطرِ 

أتركُ الهواءَ يلامسُ روحي 

أنا الآن أغوصُ في قرارةِ بحرٍ من أحلام 

من رموشِ عينيَّ أصنعُ المجاذيفَ 

أمخرُ عبابَ بحرِ التَّمني  

وفي بوصلةٍ ترشدني باتّجاه قبلةِ الوطنِ  

سأستجمعُ روحيَ المتهالكةَ على صخورِ الخيبةِ 

سأعودُ 

  فهل الأنغامِ الحزينةِ المتصاعدةِ من ذاكرةِ الماضي 

 ستوشِمَ أذنيَّ بعزفِ نايٍ حزينٍ إلى الأبد

أخاف من زفراتِ الأسى المتصادمةِ معَ رذاذِ البحرِ 

أن تملأ أنْفاسي بزبدِ الحنينِ 

 في الغربة انكسارٌ

البسمةُ فيها محنّطةٌ


سامية خليفة/ لبنان



كنت هنا قرب قلبي..تكتبين تواريخ مجدي.. بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 كنت هنا قرب قلبي..تكتبين  تواريخ مجدي..

إلى تلك التي أطلقتني نورسا مهيض الجناح..فوق صفحات البحار


بين جرحين كنا..

وكنت وجدا كحزني

أيا مهجة الروح المرقشة

 بالشوق..

لست أبكي

فإنك تأبين  بكاء الرجالِ

ولكنك في غمرات البنفسج 

                 ذرفت أمام الصمت عيونك

يطافُ بقلبي 

                       "كرأس الحسين فوق رمح" 

  لماذا سمحت لمن يعشقون حقول البنفسج

         لمن يكرهون شذا الحزن بأن يفرشوا 

                                         الأرض شوقا..

أن يرسموا فوق جدار الروح

 أحزانهم وألوانهم

    ونشيج السنين الخوالي..

أيا مهجة القلب..

  لقد كنت ظلي

إنها تمطر الآن مثل قلبي تماما

وفي نشوتي أتهجى خطى القادمين

خلف ذاك المساء البعيد

                 وأرسم ملامح وجهي 

واتركها في الضباب الكثيف

وأعرف أن موعدي في غد عندك

كنت هنا قرب قلبي

           تكتبين  تواريخ مجدي..

ووجدي

وتدلين  بمواعيدنا

        خلف شرفات الغروب

     سيبقى النشيج القديم 

يهدهد الروح

والذكريات البعيدة 

      كحدائق عمرنا..

بكيت كثيرا لبعدك

            للهثك خلف السراب

    حاولت أمسح دفتر عمري

حاولت أمسح غيابك بالدمع

   كي لا بخدشوا منك شيء

منحتهم كل شيء..!

وإني أراهم وقد وقفوا 

         على بوابة العمر 

يتهامسون سرا 

      بسر علاقتنا بالبدر

يتسلون بمرأى دموعي

لكن عطرك ظل بثوبي

وسيظل بين ضلوعي

 أنى ذهبت..

وغبت

    يلامس نرجس الروح..

وقد أبكي غدا من القلب..

      حين أراك في دربي

ملتحفة بالغياب

ويوما..فيوما..

           تعاتبك الذكريات 

فإن أمير الزمان العتاب


محمد المحسن



الجمعة، 14 نوفمبر 2025

زَيْتُونَةٌ مُبَارَكَةٌ.. بِقَلَمِ الشاعر عِمَادُ الْخذْرِي

 زَيْتُونَةٌ مُبَارَكَةٌ..


يَا شَجَرًا حَطَّ عَلَى غُصْنِك الصّقرُ

وَتَمَايَلَ لِحُسْنِكَ العُودُ وَالْوَتَرُ


ضَرَبْتَ فِي التَّارِيخِ مَجْدًا وَعَبَقُ

تَغَنَّى بِكَ الشِّعْرُ وَخَلَّدَكَ الْخَبَرُ


زَيْتُونَةٌ أَصْلُكِ ثَابِتٌ فِي العُلَا

بُورِكْتِ فِي الْكِتَابِ وَالأَثَرُ


قَدِّيسَةٌ أَنْتِ مُنْذُ الْقِدَمِ

لِزَيْتِكِ قِنْدِيلٌ عِنْدَ الْبَدْوِ وَالْحَضَرِ


عَشِقْتُكِ مُنْذَ الْبَدْءِ فِي الصِّغَرِ

وَدِدْتُ غَرْسَكِ فِي الصَّحْرَاءِ وَالْحَجَرِ


يَا رَمْزَ السَّلَامِ وَكُلِّ كَرَمٍ

وَيَا رَمْزَ الْكِفَاحِ وَرَدِّ الْعَادِّي الأَشرِ


فِي وَطَنِي زَيْتُونَةٌ قَدْ غُرِسَتْ

شَهِدَ الزَّمَانُ لَهَا بِالْعَجَبِ وَالْفَخرِ


بِجِوَارِهَا كَانَ بَيْتُ اللهِ قَدْ رُفِعَ

يُؤُمُّهُ الْعُبَّادُ مِنْ كُلِّ فَجٍّ وَقُطْرِ


شَذَا نُورُهَا بَيْنَ الْعَالَمِينَ فَسَرَى

زَكَّاهَا اللهُ بِالْيُمْنِ وَالْبَرَكَاتِ وَالْخَيْرِ


 بِقَلَمِى عِمَادُ الْخذْرِي

تُونِس فى 13 نُوفَمْبَر 2025



البَائِعُ والأطْفَالُ.. بقلم الأديب حمدان حمّودة الوصيّف... (تونس)

 البَائِعُ والأطْفَالُ.

البَائِعُ: 

بِمِسْـكٍ أَنْتَ ، بِالعَــنْبَرْ

وَبِالحَـلْوَى وَبِالـسُّكَّـــرْ

تَــعَـالَوْا وَاشْـتَرُوا كَعْكًا

لَذِيـذَ الطَّعْمِ وَالـمَـنْظَرْ

فَـذُوقُـوا جَـرِّبُـوا هَـيُّوا

بِخَـمْسِين ، وَلاَ أَكْــثـَرْ...

 الأَطْـفَالُ:

*_ أَنَا أَرْجُـــــوكَ وَاحِــدَةً

_*أَنَا خَمْــسَهْ _*أَنَا الثَّانِي..

*_ بِــبَاقِي صَاحِبِي أَبْـغِـي

حُـلَـيْــوَى لَـوْنُــهَـا قَـــانِ

*_أَنَا يَـا عَـمُّ مَا عِـــنْدي

سِوَى عَشْـرَهْ، وَلاَ أَكْــثَرْ

البائِعُ:

تَـفَــضَّـلْ هَـــذِهِ كَـعْـكَـهْ

غَـــدًا، أَكْـمِلْ لِيَ البَـاقِي

*_أَبِي فِي الشُّـغْلِ يَا عَمِّي

وَ مَا لِي دِرْهَـمٌ  بَـــــاقِ

أَهِـيــمُ بِــقِـطْـــعَـةٍ إِنِّـــي

عَلَـى الحِرْمَانِ لاَ أَصْــبِـرْ.

 الـبَائِـعُ:

*_صَدِيقُ الكُـلِّ مُحْتَاجٌ

وَلاَ يَـلْــقَــى مَــلاَلِـيــمَـا

فَــهُـبُّوا، أَنْــجِـدُوا خِـلًّا

وَفُـكُّـوا القَهْـرَ وَالضَّـيْمَـا

*_ أَجَـلْ، هَــذِي أَنَا حَلْوَى

*_أَنَــــا بَسْكُـوتَـةً  أَكْبَــــرْ

*_أَنَـــا عِشْـرِيـنَ مِــــلِّيـمـًا

*_أَنا عَشْـرَهْ، أَنَا الأَفْقَـــرْ

 المُحْتَـاجُ:

سَـلِـمْـتُـمْ إِخْــــوَتِي إِنِّــي

عَـلَى إِحْسـانِكُـمْ  أَشْكُــرْ

أَنَـــا أُهْـدِيــكُـمُ حُــبَّــا

وَهَذَا مَنْحِـيَ الأَكْـبَــرْ ... 

حمدان حمّودة الوصيّف... (تونس) 

ديوان "الباقة": أناشيد وأوبيرات للأطفال.



الرّياضيّات من معجزات الله في القرآن بقلم الأديب حمدان حمّودة الوصيّف ... تونس.

 الرّياضيّات من معجزات الله في القرآن 

  معجزة 19

** واحدة من المعجزات الرياضية للقرآن الكريم هي الطريقة التي ورد بها العدد  19مشفرًا بطريقة رقميّة في الآيات. ذُرَّ هذا العدد في الآية القرآنية"عليها تسعة عشر"و كذلك في آيات أخرى وفي ما يلي أمثلة: 

*البسملة وتتألف من 19 حرفًا: 

* يتألف القرآن من 114 سورة: 19في 6 .

*أول سورة أُنزلت رقمها 96 ؛ وهي تحمل رتبة  19 انطلاقًا من النهاية.

*الآيات الخمس الأولى التى أُنزلت من سورة "العلق"رقم 96 ومجموع الكلمات الواردة فيها هو19 :

اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ (5)

أمّا "و" و "بـ" فهما حرفان غير مدرجين في الحساب. 

* وتتألف سورة "العلق" رقم19 من285 حرفًا: 15في19

 *وكذلك سورة النصر، وهي آخر سورة منزلة، تشتمل على 19 كلمة.

"إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (1) وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا (2) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا (3) "

وبالإضافة إلى ذلك، فالآية الأولى من سورة النصر تحتوي على 19 حرفًا

* يحتوي القرآن على 114 صيغة (بسم الله) ، أي 19 × 6. 

 من بين سور القرآن الكريم، فقط 113 تبدأ بالبسملة، و السورة الوحيدة التي لا تبدأ بها هي سورة «التوبة". وفي المقابل ، فإنّ سورة "النمل " تحتوي على البسملة مرتين: مرّة في بداية السورة و أخرى في الأية 30.

وتقع سورة "النمل" بعد سورة" التّوبة" بـ19سورة وبذلك يكون العدد الإجمالي لصيغ البسملة 114. 

*وردت سورة "النمل" في المرتبة الـ27 والبسملة الثانية في الأية الـ30، وإذا جمعنا 27+30، وجدنا 57 أي(19في3)

 *من سورة التوبة رقم (9) إلى سورة النمل رقم27، عدد الآيات هو 342:(9 + 10 + 11 +12 +13 + 14 +15 + 16 +17 +18 + 19 + 20 +21 + 22 +23 +24 + 25 + 26 + 27)

 ويقابل هذا الرقم 19 مضروبا في 18.

  *مجموع عدد المرات التي ورد فيها اسم "الله" في جميع الآيات  من مضاعفات العدد 19 هو 133 أو19 في7: الآيات: 19 ، 38 ، 57 ،76.

*القيمة الأبجدية للفظ "واحد" هو 19. 

و تستعمل هذه الكلمة مع مختلف عبارات أخرى في القرآن ، على سبيل المثال: باب واحد ، مجموعة واحدة متنوعة من الأغذية. و يستخدم 19 مرة  بقصد" اسم الله"

*مجموع عدد  السور والآيات التي ورد فيها لفظ "واحد" هو 361 : (19 في19 ).

  * استهلّت سور من القرآن بالحروف "الم "وأولاها البقرة، في الأية1، وآخرها في سورة "القلم" (نون) في الأية1، يلاحظ أنّ عدد الحروف بينهما هو5263: أي 19في27 

 *توجد  38سورة بين سورتي "البقرة" و"القلم": أي 19في2.

*ورد لفظ "الرحمن" 57 مرة في القرآن الكريم: أي 19في3.

*ورد 30 عددًا في القرآن الكريم:

*مجموع هذه الأعداد هو 19 في 8534 أي162146 : 1 + 2 + 3 + 4 + 5 + 6 + 7 + 8 + 9 + 10 + 11 + 12 + 19 +20 + 30 + 40 + 50 + 60 + 70 + 80 + 99 + 100 + 200 + 300 + 1000  +3000 +2000+100000+50000+  5000 = 162146

وبالإضافة إلى هذه الأرقام الـ30 ، يشتمل القرآن على ثمانية كسور هي: 1 / 10 ، 1 / 8 ، 6/1  ، 1 / 5 ، 1 / 4 ، 1 / 3 ، 1 / 2 و 2 / 3.

وهكذا، فإن القرآن يتضمن ما مجموعه:

 38  أي 19 في 2 

  *السورة التي تشتمل على 19 آية هي سورة "الانفطار"و تتميّز بأنّها تنتهي بلفظ "الله" وهو ،في نفس الوقت الظّهور الـ19 لهذا اللفظ انطلاقًا من نهاية القرآن.

*تبدأ السورة رقم 50،وهي سورة "قاف" بحرف( قاف).

يتكرّر حرف "القاف " فيها 57 مرّة (19في3) .كذلك ورد حرف "القاف" 57 مرّة في السورة رقم42، التي تبدأ أيضًا بحرف (قاف).

تشتمل السورة رقم 50 على45 آية، فإذا جمعنا رقم السورة و عدد الآيات فيها وجدنا 50+45= 95 أي: 19 في5.

إضافة إلى ذلك، فإنّه يوجد في السورة رقم 42، 53 آية.و مجموعهما 95 أي (19في5). 

*القيمة الأبجديّة للفظ "مجيد" ،مستعملًا لوصف القرآن، في الآية الأولى من سورة "قاف" هي 57 (19في3)،وكما رأينا في ما سبق أنّ حرف القاف قد تكرّر في هذه السورة  57 مرّة. 

*يتكرّر حرف "القاف" في القرآن798 مرّة: (19في42) و42 هو رقم السورة الأخرى التي تبدأ بحرف "القاف".  

*يظهر حرف "النون" في بداية سورة واحدة هي سورة "القلم" و رقمها 68.و يتكرّر هذا الحرف في هذه السّورة133 مرّة، أي 19 في 7.

*وإذا جمعنا عدد الآيات ، بما في ذلك البسملة، بالسور التي آياتها من مضاعفات 19، فإنّنا نتحصّل على نتائج باهرة:

   *الحرفان "ي"و "س"تبدأ بهما سورة "يس"، ويتكرّر حرف الياء237 مرّة و حرف السّين 48 مرّة ويكون المجموع: 237+48=285 وهو 19في 15.

*سورة واحدة تبدأ بالحروف(ألف ،لام ،ميم ،صاد):

- يتكرّر حرف الألف فيها2529 مرّة،و حرف اللام 1530 مرّة وحرف الميم1164 مرّة و حرف الصّاد97 مرّة.و تتكرّر هذه الحروف في المجموع :2529+1530+1164+97=5320 أي 19 في 280.  

*الحروف (الف،لام ،ميم) هي الحروف الأكثر استعمالاً في اللغة العربيّة.تستهلّ بها 6 سور من القرآن الكريم: هي السور رقم29،31،32،3،2،1

  -يتكرّر حرف الألف في هذه السّوَر:9899 مرّة أي 19 في 521.

-يتكرّر حرف اللام5662 مرّة أي 19 في 298 مرّة.

-يتكرّر حرف الميم 1672مرّة أي 19 في 88.

و مجموع تكرّر هذه الحروف مجتمعة في السُّور الـ6:. 19874 أي 19 في 1046

*تتكرّر الحروف(ألف، لام ،راء)في بداية السور 10و11و12و14و15.

-تتكرّر هذه الحروف في هذه السّوَر:2489مرّة أي 19 في 131.

*تتواتر الحروف(ألف،لام ،ميم ،راء) 1482 مرّة:أي 19 في 78.

- حرف الألف:605 مرّات.

- حرف اللام: 480 مرّة.

- حرف الميم:260 مرّة.

- حرف الرّاء:137 مرّة.

*تجتمع الحروف(كاف،هاء،ياء،عين، صاد) في بداية سورة "مريم"،وهي السورة رقم 19.

- يتكرّر الحرف "الكاف"في هذه السورة 137 مرّة.

- و يتكرّر حرف "الهاء" فيها 175 مرّة.

- و يتكرّر حرف "الياء"343 مرّة.

- و يتكرّر حرف"العين"117 مرّة.

* و يتكرّر حرف"الصاد"26 مرّة.

و مجموع المرّات التي تتكرّر فيها هذه الحروف جميعها:137+175+343+117+26=798.وهو:19 في 42.

اكتشافات أخرى بشأن هذا الموضوع:

 *في القرآن الكريم:

- ورد لفظ"أَطِعْ" 19 مرّة.

- ورد لفظ "عبد"و "عبيد"و"عابد" و "العبادة"...152 مرّة أي 19 في 8. 

*القيمة العددية الأبجديّة لبعض أسماء الله الحسنى:

- واحد:19 في 1.

- جامع:114: 19 في 6. 

*العدد19 عجيب:

فهو مجموع العددين:9 و 10 

بقوّة دليلها1.والفارق بين "مربّعيْ هذين العددين هو أيضًا 19

**تكون الشمس و القمر و الأرض على استقامة واحدة، دوريًّا كلّ 19 سنة.

**يمرّ مذنّب "هالي" دوريًّا كلّ 76 سنة:19 في 4.

وختاما:

 مجموع الأرقام الـ19 الأولى مضاعف لـ19.. 

مجموع الأعداد الـ19 الأولى مضاعف لـ19..

*أوّل سورة أُنزِلت رقمها 96، يكون ترتيبها الـ19،انطلاقًا من نهاية  المصحف.و تتألّف من 19 آية تشتمل على 285 حرفًا(19 في 5).و تشتمل الآيات الخمس الأولى منها على 76 حرفًا(19 في 4)

*الآيات الأولى من السورة رقم 68،وهي التي أُنزلت ثانية في الترتيب، تتألّف من 38 كلمة (19في 2)

*السورة التي أنزلت ثالثة في الترتيب هي السورة الـ73، تتألّف من 57 كلمة(19 في 3)

تبارك الله: لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (2) هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآَخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (3) الحديد.

حمدان حمّودة الوصيّف ... تونس. 

من كتابي : القرآن والعلوم الحديثة





ورقة من دفتر المواجع.. بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 ورقة من دفتر المواجع..

حين يكتب الكاتب عن طفولته المعطوبة..تستيقظ المواجع العتيقة من غفوتها..!


تصدير : في الحياة قد تخسر حلما،وقد تفقد أملا..وقد تتنازل عن أمنية..لكن كن حريصا ألا تخسر نفسك..


فتحت عيني على أمنا الدنيا ذات فجر رمادي موغل في المواجع،بعد الإستقلال بثلاث عجاف..ليكون لي موعد مع طفولة معطوبة،ينهشها الجوع بنابه الأزرق المتوحش..

ولدت في بيت منحنا إياه ذوي القلوب الرحيمة على وجه الإحسان،فلا مال لنا،ولا حياة تعاش في كنف الاطمئنان وراحة البال..إذ كان والدي رحمه الله-جواب آفاق-،يسير حافيا على ثلج الدروب..ثم يعود إلينا بيد فارغة،والأخرى لا شيء فيها..أما أمي رحمها الله،فكانت في الليالي العاصفات تبكي بصمت..تبكي لحالي وحال إخوتي حين ننام جياع..وأذكر أننا ظللنا تسع ليالي نقتات على مسحوق الدقيق بعد أن تخلطه أمي بقليل من الماء..أولعلها تضيف إليه قطرات من دمعها المنساب على خدها النحاسي..أقول أمي التي أنجبتني في عتمات الفصول،وشمخت فوق زخأت العذاب حين أتاها  الذبول..أمي التي خاضت تجربة الحياة بمهارة..ظلالها مازالت ممتدة من الجغرافيا إلى ارتعاشات القلب..مازالت هنا على عتبات الرّوح مثل رفّ جناح..ومازلت أراها اليوم وهي قابعة في ركن البيت الآيل للسقوط وهي منهمكة بشغل الإبرة ترتق ثيابنا الرثة و المهترئة أصلا..

مرّ غيم الموت،ولم يمرّ جوع الأرض،وجوعي..فاقم الدهر الأخرس معاناتنا فبعنا أدباشنا الرثة بثمن زهيد كي نبقى على قيد البقاء..بعد أن تغلب الفتق على الرتق،وتراجعت صدقات المحسنين وشحّ المال والماء والأمل..

 وأذكر أن شقيقتي الكبرى ظلت دون حذاء..لما يزيد عن سنتين أو أكثر،أما أنا فقد بعت جائزتي الكبرى التي تحصلت عليها كتلميذ متميز في السنة الرابعة إبتدائي إذ كنت الأول على مستوى ولاية مدنين ( كانت جهة تطاوين زمنئذ،معتمدية تابعة لولاية مدنين..ولم تتحول إلى ولاية إلا سنة 1981 ) قلت  بعت جائزتي الثمينة ( كتب،كراسات،أقلام،وقصص للأطفال..) لإبن أحد الأثرياء ببضع مليمات،وأشهد أمام الله أني بكيت،كرضيع شح لبن أمه..أثناء تسليمها لفتى ثري في مثل عمري..

ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان،بل بذاكرته المنقوشة في المكان.أزمنة متراصة مكثّفة..

هي ذي حالنا إذن ذات زمن موغل في الدياجير.زمان تكثّف حتى غدا مكانا وحكايات،جراح ومواجع،سماء تنفتح في وجه الأرض،أرض تتسامى وتتخفّف من ماديتها حتى تصبح كالأثير.ثم يلتقيان.الأرض والسماء يغدوان واحدا.وأنا واخوتي الجياع غدونا جسدا واحدا..لكنه عليل،منهك ومريض..

في السادسة إبتدائي مازال ساعدي غضا،يافعا،ولم يتجاوز عمري الثـانيـة عشـرة "انتدبني" خباز لأعمل معه كبائع جوال لأرغفة " خبز الطابونة" من انبلاج الفجر حتى بعد الظهيرة،وكان صاحب المخبزةجشعا،إذ يخصم من أجرتي اليومية الزهيدة ( (2)رغيفا خبز و200 مي)  بعض المال،حين يكون-الحساب ناقصا-،إذ لطالما يهجم علي صبيان جياع ويفتكون مني-قسر الإرادة-بعض الأرغفة،مستغلين ضعف بنيتي الجسدية وعدم قدرتي على الإشتباك معهم لإسترداد تلك الأرغفة المنهوبة..! وكانت الغيوم  في أحيان كثيرة حالكة السواد ترمي شوارع وبيوت مدينتي ( تطاوين) بكل ما في جوفها من مطرٍ وبَرَد وربما ثلج،وأنا أسير حافيا بين الأحياء مناديا بصوت مخنوق " خبز طابونة سخون يا وكالة"...تعبت كثيرا في تلك السنين الجدباء،ونالت مني المواجع في نخاع العظم..وخلت مرار أن الموت سيزورني ليلا ليريحني من شقاء الحياة،ويخلطني من عقال زمن أخرس،لئيم..لكنه لم يأت...! 

لم أكن ماهرا في البيع،فأستغنى الخباز عن خدماتي،وداهمنا الجوع الكافر من جديد،سيما أن والدي أصبح عاجزا تماما عن العمل بسبب مرض عضال..واضطرت والدتي للعمل في بيوت ميسوري الحال،كمنظفة،وتشتت شملنا بعد أن تحولت شقيقاتي بدورهن إلى خادمات في بيوت الجيران وبعض العائلات الميسورة..

مازلت أذكر تلك اللحظة البهيجة التي ربطتني بالكتابة،فعندما كنت تلميذا بالمرحلة الإبتدائية، وكانت أمي تطلب مني كتابة رسائل إلى أزواج وأقارب بعض الجارات بفرنسا للاستفسار عن حالهم،وكان علي تعويض الصوت بالكلمات.. والاجتهاد لاختزان كلمات جديدة أبهر بها أمي وأنافس بها أترابي..وكنت أتقاضى بعض المليمات عن كل رسالة أكتبها..كي نشتري بها زيتا ودقيقا..وهذا يكفي..

في الأولى ثانوي ( نظام قديم سنة 1971) وخلال فصل الصيف،انضممت إلى عمال الحضيرة " الشانطي"،ثم انتقلت إلى مجال " المرمة" وقد اشتد عودي قليلا..وابتدأت رحلتي مع العذاب،واستمرت لسنوات طوال،في مراوحة بين شغف الدراسة،واكراهات الأعمال الشاقة في العطل،وفصل الصيف..

هي ذي طفولتي،المظلمة والمضطربة،وقد عشتها وسط أسرة ينهشها الجوع الطاحن وتعصف بها تقلبات الحياة وحيف الأزمنة المفروشة بالمظالم..لم أعرف فيها طعم الحلوى والسكاكر،ومازلت أذكر أننا كنا ننتظر الأعياد والمناسبات عند الجيران كي نتذوق اللحوم والفواكه التي حرمنا منها عبر سنين عجاف..

‏تركت هذه الطفولة آثارًا لا تُمحى من حياتي..وظل سوادها يلتحف بضلوعي،ويثير عواصف ألم في ذاكرتي الموجوعة..

‏نجحت في امتحان البكالوريا بامتياز..وكنت أرسل لعائلتي المعوزة جزءا كبيرا من منحة الدراسة بالجامعة التونسية..وأعمل في فصل الصيف بائع " سندويتشات" على ضفاف بحر حلق الوادي..و..ولم تنتهي قصتي بعد..والستارة لم تنسدل على مسرحية حياتي المعطوبة..لكني،سأكون أكذب إن لم أعترف بأن تلك التعاسة التي عشتها في طفولتي،قد أفادتني في عدد من النواحي..وهذا موضوع آخر سنتناوله بإستفاضة حين يختمر عشب الكلام..

هي ذي قصتي اليوم مجلّلة بالوجع ومطرزّة بالبهاء: أمل يرفرف كلما هبّت نسمة من هواء..ثمّة فسحة من أمل..خطوة بإتجاه الطريق المؤدية، خطوة..خطوتان ومن حقّنا أن نواصل الحلم.

ولتحيا الحياة..

وأختم بهذه القصيدة التي صغتها بحبر الروح..


حين يهجع الثلج تحت جفون المساء..


الإهداء:إلى أمي في مرقدها الأبدي..أمي التي أنجبتني في عتمات الفصول..وشمخت فوق زخّات العذاب حين آتاه الذبول..


حين تجوع..يا إبني وتبكي

وينساب الدّمع على خديك 

غضوب

لا تشدّ بجرحي وتشكو

حيفَ الزمان..

وقحط الدروب

      وترنّم بعشق الليالي..وعشقي

لإنبلاج الفجر على ربوع الجنوب

***

حين يهجع الثلج

             تحت جفون المساء..

وينمو عشب الشوق..

         فوق العيون الدامعات..

يفتح الوجد للغرباء 

أحضانه

ويعزف القلب للصبح أوتاره..

                          الخالدات

وتشرق في فيض القصيد..

                       الدياجي

وتحتفي القوافي..

  بعطر هذا البهاء

وتزهر من حولك الأمسيات

 التي قد توارت

             وتصحو الرّوح من غفوة الحلم..

والأمنيات

لملم شتيت الرؤى..

     وأرنو بشوقك إلى الشامخات

وأطلق يديك..

تلامس أطياف ذاك المـــــــــــدى

 حيث الهدى..

والتجلي

ولا تبك دهرا..

                    مضى وتولّى

فما بالتنمني..يصاغ القصيد

وينساب عطرا..

            ووعلى القافيات..


محمد المحسن



مع حديث الجمعة / بقلم الكاتب : السعيد عبدالعاطي مبارك الفايد - مصر ٠

 مع حديث الجمعة /

بقلم : السعيد عبدالعاطي مبارك الفايد - مصر ٠

( من وصايا الرسول ٠٠!! )

عن عقبة بن عامر " قلتُ يا رسولَ اللهِ ما النَّجاةُ قال أمسِكْ عليكَ لسانَكَ، وليسعْكَ بيتُك، وابكِ على خطيئتِكَ " - صحيح الترمذي ٠

نعم في البداية نجد أن الرسول الكريم صلى الله عليه و سلم مبلغ عن رب العزة و في نفس الوقت يحرص كل الحرص على تقديم النصيحة و الوصايا النبوية للناس كطوق نجاة و فلاح و فوز في الدنيا و الآخرة معا ٠


و من ثم كان الرسول صلى الله عليه و سلم يعلم و يربي الصحابة على الخير و الفضائل الحسنة و الأخلاق الفاضل في العبادة و التعامل هكذا ٠٠

كما في الحديث الحسن الشامل لمعاني و أبواب الخير جميعها ٠

الإمساك عن الكلام إلا في الخير فاللسان سبب المعاصي ، و إلزام البيت فيه الرضا و الاطمئنان و القناعة و تنظيم الوقت في الطاعة و التقليل من الوقوع في المحظور ، و البكاء على الخطايا  مع الاشتعال بعيوب النفس و العمل على إصلاحها كي تستقيم الحياة  ٠

= و هنا يأمرنا في الأمر الأول :

بكف الأذى و حبس حفظ اللسان عن النقائص لأنه هو الذي يأتي بالحسنات و بالسيئات في تلك الحياة و كلمة فيها النجاة و كلمة فيها الهلاك و ما أجمل ذكر الله و الكلمة الطيبة و القول الحسن الجميل من خلال التعامل مع الناس و البعد عن الفحش ٠  

= ثم يأمرنا بالأمر الثاني في الوصية النبوية الغالية :

لزم البيت بعيدا ًعن الفتن و الصراعات و التحلي بالطاعة و الإقامة على شؤون الخير و البيت مع الأسرة و هذا من باب الأمور المندوبة و حسن الخلوة في اغتنام الوقت في طاعته ففي ذلك الفلاح أيضا ٠

= و الوجه الاخير في الوصية البكاء و الندم و التوبة و ملازمة الاستغفار في كل وقت وحين ، و ذلك اغتناما في توفير سُبل الأمان و المناجاة و التقرب إلى الله الخالق الرازق التواب الرحيم ٠

هنيئا للإنسان الذي يحاول تطبيق الأمور الموضحة و استثمارها في الحصول على الحسنات ففي العزلة و الصمت و الاندماج المسموح به على قدر الحاجة و الطلب و المشاركة الهادفة بين الناس و معهم في فعل الخيرات و اجتناب المعاصي و السيئات و هذا يتأتى بعد وقت العمل ينصب إلى عباده عن طريق استخدام اللسان و الكلام الطيب و الإقامة بين الأسرة من باب الموده و الرحمة و غرس القيم و تهذيب النفوس و تعليمهم على التنشئة الصالحة ثم الندم على التفريط في جنب الله و الاستغفار و الخشوع في مصالحة النفس مرة أُخرى و تجديد الإيمان مع المساهمة في الزيادة ٠


و أخيراً كل النَّجاةُ في طاعة الله عز وجل الخالصة و في قول سيدنا محمد من باب الوصية و النصيحة و وصف هذه الأوامر بالخير ( أمسِكْ عليكَ لسانَكَ، وليسعْكَ بيتُك، وابكِ على خطيئتِكَ ) ٠

و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله ٠

و على الله قصد السبيل ٠


حنين بقلم الشاعرة سعيدة شباح

 حنين

يشتد نبضي و الحنين يهزني 

لأحبة نحو البعيد الموجع قد طاروا 

هم قصصي ، فرحي و الهواء و مدني

لكأنهم من فرط جمالهم أقمار 

 أرنو إلى البحر الغضوب و موجه

أتساءل هل تنصف يوما مهجتي الأقدار 

و يظل صوتي كالصدى يتردد

لا رد يأتي و هل ترد البحار ؟

يا أيها الشوق الذي لا يهدأ 

خذني إليه فالبعد عنه نار 

أو رده للقلب حتى يستعيد خفقه 

خوفي أن قبل الرجوع تنتهي الأعمار 


سعيدة شباح


الراقصة بقلم الكاتبة هادية آمنة

 الراقصة

زنابق  بيضاء لا تزدهر إلا في ضوء القمر .

تذوي  إذا مستها  الشمس..

هي التي  كانت  تُحبّها  وتعرف  أماكن  وجودها. تسيرُ إليها حافيّة  عند إكتمال البدر.

تُدميها  الأحراش و إبَرُ الصّنوبر ...

تُجٍدُّ في الذهاب  إلى  حافة  النّهر  مُتناسية  الأصوات  التي  تصيحُ فيها  تمنعها .. تُهدّدها  تُثنيها..

"إذا  لم تخافي  من الضياع  فخافي  من السباع  المترصدة  خلف عتمة  الأكمة..

روح مُتنطّعة  كروحها لا تُدركُ معنى  الخوف  والخطر..

كان أمْنُها   الغرير  يَكبُر  فيها  مع حفيف  أشجار  الصفصاف وهي  تضمُّ إلى  صدرها  أزهار  الزنابق  القصيرة  العُمر...

حِنكتُها  هزيلة  وميراثُ الطّبيعة  المتوحّش فيها كبير..

أيقنتْ  أنّها  في  حاجة إلى  إنعتاق  سحريّ لروحها. 

في حاجة  إلى  نغم حالم  صاخب كنفسها  المتقلبة  في حاجة  إلى  طفرة  هائلة  من العشق.. 

"طريقكِ ملتويّة كالثّعابين وكلّ جنون  منكِ هو لدغة..

تتباعد  الأزمنة  والأمكنة  وتتوحّد الّلدغات...

في جنون  تتقافزُ ألسنة  النّار  أمامها  فتنزَعُ عنها  كلّ أثواب  الغواية..تتعرّى تماما...

قد تُستثارُ النار  وتَغرس مخالبها  فيكٍ....

تتطلّعُ الأحراشُ إلى جسدها  المتوهّج  وهو  يغوص  في اللّهب  المُستعر ...

تتباعث  الموسيقى من الكائنات  المحيطة  بها  المُحدّقة  فيها. 

خفّت الرياح من عويلها لتتأمّل  وجه  الراقصة وهي  تتطلّع بعيدا خلف  ستائر   الزّمن...

"أنتِ تُنشدين  اللّعنات  تتعرّين  ترقصين  وسط النار  على  إيقاع  الجنون "

ماذا تفيد  النصيحة  مع من تلبسته  شياطين  العشق ..

لقد إحتلّ التمرد  كلّ ذرّة فيها ليَهبها  الحريّة  والإنطلاق ...

ملأت  الوهاد والسهول  داخلها  وخارجها  بالقتلى 

فكانت  تضحك  وتبكي  بلا سبب...

يا بؤسها ... هي عاشقة  ولا تدري  من عشيقها....

طاردتها  الأصوات  وأهاجتها  النّغمات...

توسّلت  الزنابق  من أجلها  كثيرا حتى  لا تُغافلها  النار  وتلتهمها  بين أحشائها..

توسّلت  إلى  القُوى   الخارقة  في مُخيّلة  البشر  أن تجعل  النار   بردا وسلاما على راقصة  القمر...

توسّلت  إلى  الشموس  إلى  الأقمار  إلى الوهاد  والأدغال  إلى  الجبال  والأنهار  أن تنتشلها  من بوتقة  أتون  الجحيم...

توسّلت  الزنابق  وجدّت في التوسّل فهي  قصيرة العمر وحبيبتها  دامية القدمين  على نصال  الشوك  تسيرُ....

تناهى للثلوج البيضاء

 توسّل الزنبقة و النداء 

فكان  لراقصة  القمر ساترا  بارد  الهواء...

تناهى  لطحالب  البحار  السمراء توسّل  الزنبقة  والنداء

 فعجنت  لجروح  الأقدام  الحنّاء .

تناهى للكروم  توسّل الزنبقة  والنداء.

فسكبت  بين شفتيها  خمرا  لها طُهر الماء..

 لم تكف  الزنبقة  عن لمس  الراقصة تتحسسُها فعمرها  قصير  وهي تخاف الفناء..

أينعت  الزنبقة  عندما  لامست  العُريّ الرّاقص  فآمتلأت  بعصارة  الخُلد  وتجدُّد التّكوين...


تنسحب  أفعى  بين الأحراش  وتُطلق  صوتها  فحيحا "الخلد... الخلد..ما أشد  ضُعف ذاكرة  الزّنابق  مع عدم إدراكهم  لدورة  الموت والحياة "


لم تُخلق  راقصة القمر على شاكلة العامة...

هم خائفون  إلى  درجة الخنوع  لا يسألون  لا يُفكّرون  فما سرّها؟؟؟

هرست الأفعى  الأعشاب و مزّقت  الأغصان  واقتحمت  الدّغل  ومرّغت  وجهها  في الرّماد  تحت أقدام الراقصة..

وقالت "لقد بحثت  عنك طويلا   وقتلتُ من أجلك  كثيرا

 حتى أظفر بسرّك.."

إنطفأت  النار  وانسحبت  الزّنابق

واستسلمت  الراقصة للمسات  الّلزجة للأفعى وهي تنزلق  على جسدها  المرتعش..

كشّرت  على أنيابها  وهمّت بلدغها ثم قالت 

"خرقتِ  الأعراف  والأوامر..تجرأتِ  على الرقص عارية  وسط  اللهيب  وما احترقتِ..ولّدتِ أعمارا  لقصيرة  العمر الزنبقة  فما سرّك؟

"إنّه العشق  ..العشق الكبير  الذي مسّ قلبي.."

"سرّك منقوص  مشبوه..."

ثمّ صاحت  مقهقهة.....

"العشق؟ العشق؟ 

إنصرفي..  إبتعدي..إنفجري "


لم تتوقّع الراقصة  الخلاص  فأخذت  تعدو  بلا وجهة  تعرفها..

قالت الغربان  في أعالي  الأشجار 

والضفادع  على ضفاف  الأنهار. 

"الأفعى  لا تترك  حسنا   سالما "


كانت الزنبقة  تستمع  متألمة  إلى كلماتهم 


"آه لو تستطيع  راقصتي  التغلّب  على كل هذا الثوران  البريّ داخلها  وتستنكف  بالخضوع  كغيرها"

بكت  الزنابق  وانتحبت  الأشجار 

ضاعت الراقصة  في العتمة . رحل الجميع  وبقيت  وحيدة  في الوهاد القاحلة  حينها  أدركت  أنّها  تحتاجه رغم إلتباس  طقوس الولاء..

كانت تراه من حيث يراها. 

"قال من عليائه  اتبعيني  "

فسارت  مضطربة  القدم  في الحلكة  في المنحدر الوعر تخشى الزّلق وتخاف الوحشة..


صرخت وصاحت  وسقطت  على أديم الأرض ممسكة  بكاحلها  وقد بدأت البرودة  والزرقة  تغزو  جسدها....

إنتفضت  ثمّ مدّت يدها إلى  مكبح  الدوش  البارد تُغلق زخّاته..

إلتفت  ببرنسها  الورديّ واستلقت  تُنشد الإسترخاء  بعد رقصتها  الصباحيّة  اليوميّة.

هادية آمنة

تونس



لن ننسى... بقلم الشاعرة زهرة الحواشي

 في ذكرى استشهاد مبروك السلطاني المريرة والتي تلاها استشهاد اخيه خليفة بنفس رصاص الغدر الإرهابي

تلك الفاجعة التي لم تعش تونس مثلها إطلاقا ...لن ننسى...


يا لندرى شكون فاكرك يا زعرة

و عَ العيدْ باقي نهار ْ...و نهارين

يا العاتية ...يا الشامخة يا الحرة

يا ناقلة ميسانهم لثنين

يا الواعرة... يا الكادحة في جبالك

و القلب مضروب بزوز سكاكين

يا شاربة دمك على المبروك

 ْو جمّل عليه خْليفة الوخَيّ الحْنين 


 كيف ترقدي و يجيك النوم ا زعرة

و اولادك السّمحينْ مذبوحين

و لشكون تخبزي ...و تطيبي الشكشوكة

ْو لشكونْ تدسِّي لَلْفْ و لَلْفين

شْكونْ يدخلْ عليكْ ... يقولْ آ يمّا

ْوينو فْطوري ... حْوايْجي مغْسولين !


ْيا اميمة يا الحنانة ...كِيفُو عيدك

ْوْ تخْليلتكْ ... و اِيديكْ مقْصوصين

وينو السواك ... و الحنة ... وينو كحلك

و القلب دم ... و العيون مطموزين

يا نار قلبي عليك يا الحنانة

و يا حرقتي على اولادنا السمحين

و ناري على الوطن اللي راح تفيا

فيد الوحوش ...و ما لقيتش حين

كلامي ضعيف ...و ما نقد نعبر

و في الجاش غصة ...ما بغت تلين 

في القلب غصّة ما بغت تلين

زهرة الحواشي



الخميس، 13 نوفمبر 2025

تقديرا لإسهاماته في تطوير البحث العلمي العربي : تكريم المؤرخ التونسي عبد الجليل التميمي في الإمارات بحضور كوكبة من أهل الفكر والثقافة متابعة الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن محمد المحسن

 تقديرا لإسهاماته في تطوير البحث العلمي العربي : تكريم المؤرخ التونسي عبد الجليل التميمي في الإمارات بحضور كوكبة من أهل الفكر والثقافة

يُعد تكريم الأدباء والمفكرين والاحتفاء بهم من الركائز الأساسية لتقدم المجتمعات وازدهارها،فهو ليس مجرد رد جميلٍ لأصحاب الإنجازات،بل استثمار في حاضر الأمة ومستقبلها.

في هذا السياق،وبحضور كوكبة من أهل الفكر والثقافة،كرمت مؤسسة العويس الثقافية مؤخراةالمفكر والمؤرخ التونسي الدكتور عبد الجليل التميمي الفائز بجائزة العويس الثقافية للدراسات الإنسانية والمستقبلية في دورتها التاسعة عشرة.

جاء ذلك في أمسية تميزت بتنظيم جلسة حوارية مع الفائزين بالجائزة في مختلف أصنافها وافتتاح معرض فني،في مقر العويس بدبي،(هو المعرض الدائم للفائزين)،تضمن لوحة فنية "بورتريه" للدكتور التميمي و"بورتريهات" لكل الفائزين بإمضاء رسامين متميزين.

وقد جاءت لوحة بورتريه المؤرخ التميمي بريشة الفنان الهندي  Padancheri Ramachandran "بادان شيري راماشاندران".

كما تم تنظيم حفل توقيع لكتب الفائزين التي نشرت في إصدارات جديدة عن مؤسسة الجائزة، وقد صدر للدكتور التميمي كتاب "دراسات في التاريخ العثماني المغاربي خلال القرن السادس عشر" وأعرب المؤرخ التميمي في تصريح خاص لوكالة تونس إفريقيا للأنباءعن سعادته بهذا التتويج وبإعادة طبع الكتاب الذي يعتبره الأهم في مسيرته الممتدة على نحو 6 عقود.

ويعرض هذا الإصدار في طبعته الجديدة،حاليا، في جناح مؤسسة العويس ضمن فعاليات الدورة 44 لمعرض الشارقة الدولي للكتاب،التي انطلقت يوم 5 نوفمبر وتتواصل الى غاية 16 من الشهر الحالي تحت شعار "بينك وبين الكتاب".

وفضلا عن افتتاح المعرض وتوقيع كتب الفائزين، تضمنت فعاليات الاحتفاء بالفائزين بجائزة سلطان بن علي العويس الثقافية في دورتها التاسعة عشرة (2024-2025)،تقديم شهادات للفائزين عن مسيرتهم الإبداعية،في جلسة مسائية أدارتها الإعلامية بروين حبيب.

وكان مقر مؤسسة العويس احتضن صباح الثلاثاء الماضي جلسة حوارية أدارها الدكتور أحمد المنصوري وقدم خلالها الناقد المغربي حميد لحمداني (الفائز بجائزة العويس في الدراسات الأدبية والنقد) مداخلة قيّمة تناول فيها مفاهيم نقدية متصلة بهيمنة القصدية في نظريات الأدب وتلقيها.

وتحدث عن مقاربات متعددة تتعلق بتحليل القصد المرجعي للعمل الإبداعي،مشيرا إلى أن كل قارئ أو ناقد يتبنى فكرة المقصدية يعتقد أنه وصل إلى حقيقة ما أراد الكاتب قوله في حين أن كل اجتهاد قرائي يساهم في الاقتراب من الحقيقة القصدية وفق تعبيره.

واعتبر أن "النصوص لا تموت الا اذا أهملت في المكتبات أما النصوص المتداولة فلا تموت حتى لو اعتبر أحد النقاد أنه استكمل حقيقتها".

وخلص إلى أن حصر الإبداع الأدبي في مفهوم القصدية لا يفيد المبدع مشيرا إلى أنه "لا يمكن للكاتب الاستفادة من ادبه اذا كان يعرف مسبقا ما يريد"،فنحن "نكتب لنعزز وجودنا ونفهم ذواتنا أكثر" قبل أن يختم مداخلته بالقول "من الأولى أن نتحدث عن الاكتساب أو التحصيل لا عن الحقيقة القصدية".

هذا،وفاز بالجائزة هذا العام،كل من الدكتور عبد الجليل التميمي في فرع الدراسات الإنسانية المستقبلية، وفاز الشاعر العراقي حميد سعيد بجائزة الشعر،والروائية العراقية إنعام كجه جي بجائزة القصة والرواية والمسرحية والناقد المغربي حميد لحمداني بجائزة الدراسات الأدبية والنقد.

من جانبنا نؤكد أن تكريم الأدباء والمفكرين ليس ترفاً ثقافياً،بل هو ضرورة حيوية لضخ دماء جديدة في شرايين الأمة الفكرية والثقافية.إنه استثمار في الإنسان،وفي الفكر،وفي المستقبل. ومجتمع لا يكرم مبدعيه هو مجتمع يعيش على هامش التاريخ،بينما المجتمعات التي تضع مفكريها وأدبائها في الصدارة هي التي تقود مسيرة الحضارة الإنسانية.وهؤلاء المكرمون هم من أثرُوا حياتنا بأفكارهم،وسكنوا عقولنا وقلوبنا بإبداعاتهم،ورسموا لنا خريطة لفهم العالم بأنفسنا وبالآخرين.والتكريم هو أقل تقدير يمكن أن نقدمه لهم.


متابعة محمد المحسن



حدوثة فلسطينية بقلم الشاعر محمد علقم

 حدوثة فلسطينية


....................


ردي...منـديلـك..ـردي


من الشمس لا تسودي


على قضيـة فلسطيــن


نــزل دمعـي ع خـدي


يـا عــرب يـا مسلمين


هـذي حكـاية فلسطيـن


تستـوجـب منكـم بالرد


................................


هجّـرونــا مــن البـلاد


وأهــانـوا كــل العبـاد


لأجل اليه ود الأوغاد


بتنا بلا ميّـة وبـلا زاد


نصعدجبل وننزل واد


صبـرك بالله يـا ولدي


...............................


وضعـونـا فـي الخيـام


لا قيمــة ولا احتـــرام


كيـف الحرّة بدهـا تنام


وســط هــذا الـزحــام


لا شــراب ولا طعــام


والكـل يبكي يـا حـرام


البلاد ضاعت ياحكـام


هـدي من روعك هدي


...............................


وزعـونـا ع المخيمات


واتهمــونا بـالخيـانـات


سيجـونـا بـالحـراسات


عيشـة قـرف وإهانات


لا أحيـاء ولا أمـــوات


مـا إلنا غير الابتهلات


أيــام ســودة وبتعــدي


...............................


احتلوا المهد والاقصى


كـانـت الطـامة الكبرى


ونـزحنـا مـرة أخـــرى


والـوطن اصبـح ذكرى


حـدوثة للبنت الصغرى


يرويهـا الجــد كل مرة


وعــدي أيــامك عــدي


................................


وضعـونـا في السجـون


كرمى لإبـن صهـ يـون


كسروا أشجـارالزيتون


أصبنـا نحــن بـالجنـون


سلبوا الأرض بـالقانون


قـانون الغـاب المجنـون


والمحقــق ابـن ملعــون


مـانـع أمّي تـأت لعنـدي


..............................


اشتقنــا لأيـام الحصـاد


ســاق الله أيـام البــلاد


وصينــا نحــن الأحفـاد


مـع فلسطيـن لنـا ميعاد


وتعـود أرض الأجــداد


بـــإذن.. .ربّ...العبـــاد


نحـــن قبلنــا التحـــدي


.............................


لا تـآمر ولا متـآمــرين


لا للخـونة والمتخـاذلين


نحـن أبنـاؤك فلسطيــن


لا بـد طــرد المحتليــن


نحـــن أقسمنـــا يمـــن


لا طـاعــة للمســؤليـن


عــدي مســؤلك عـدي


مــن الأقــرع للمصــد


محمد علقم/12/11/2017


كلّما ولدتُ ... بقلم الكاتب دخان لحسن. الجزائر

 كلّما ولدتُ ...


كلما ولدتُ داعب 

سكون الليل أنفاسي

وزاد عذاب الأشواق إرهاقي

اختلجت حبال صوتي

مثل قطرات الندي فوق أوراقي

تحركني مثل القلوب 

تنبض ترحابا مثلهم لم ألاقي 

هواء بلادي بساط فوقه 

تنعم الأرواح لا ترجو فراقي 

تسخو محبة تدثرني

وتربطني بخيوط الشمس إشراقي

كلّما جمعت شتات الصّبر 

شدّت الألفة بالغائبين عناقي

وكلّما ولدت من جديد

أخبرتني الموت احذر هذا براقي

وكلّما مشيت حافيا استطعمَت 

الحياةُ مرّ القصص أذواقي

إذا أدمِيّت جوارحي بشوك اللّوم

غرست في الرّكام حلوَ مشاقي

بصمة الحرية عليّ مظلّةً

وعلامة سجّلت ميلاد أوراقي

في رحلتي أمشي الى الرّبيع

وأقرأ رسائل إخوتي أصلي وأعراقي

أحيي سلامي بأزهار المحبّة

بين حريّتي وقيد سرّاقي

وأحيي بنور صلاتي الخير

أكافح به الشرّ وظلام أنفاقي

كلّما أولد من جديد أقاوم 

لأقطع حبال الشرّ كقيدي ووثاقي

أنبّه الغائبين وهم الحاضرون 

أن استمسكوا بالّله مولانا

استمدّ منه أخلاقي وأرزاقي


بقلمي دخان لحسن. الجزائر 

13.11.2025



أردت احتواءك بقلم الأديب سعيد الشابي

أردت احتواءك

أردت احتواءك ، ثم حاولت


مرارا ، حاولت ضمك الى جنوني


لكنـــــني وجـــــدتني


في بحرك أتــــوغل ، أتخبـــط


مـوجك الـعاتي ، يرفعني ، ثم


يدحرجني بين ثناياه ، أختنق


خـــارت قــواي ،...وأنا.....


لا أحسن السباحة في الأعماق


لا أعرف الغوص ـ سيدتي ـ


هـــلاّ هــدأت من هيـــجانك؟؟؟


وثـــقي ، أن براءتي وجنوحي


الى احـــتوائك ، داخلي


أتعباني في ردّ جـــماحك


أنا ، أدركت أنك صعبة المراس


لــكن ، ما عـــساي فاعل؟؟؟؟


أمـــام عنادي وتـــــمرّدي


ونفـــسي ، تأبى الـــتراجع اذا


ما أقدمت على اقتحام المصاعب


لن أتراجع ، وسأظل وراءك ، حتى


اذا أتعبك الفرار ، ولم تجــدي


غيــر صدري لك التكأ ، والملجأ


فيـــه تسترديــن أنـــفاسك


تينعيــــن وردة حبّ....


في يســــتان عاشق ، همّه


أن تكوني أطيب الأربج في حقله


أن تكــوني الضياء في ديجــوره


ولا حراك لنبضه ، ان لم تكوني


أنت ـ سيــدتي ـ  شريان دمائه


سعيد الشابي


مِركاضةٌ أيّامُكَ أيّها العمر بقلم الأديبة أحلام بن حورية

مِركاضةٌ أيّامُكَ أيّها العمر

عزمت ذات مرة أن أعرف طعمك
كما أوحت لي تلك العجوز الراطن التَسكُنُ كُفُوفي ولا تغادر
وضعت وَحمةَ الحظ في الخلاط
وأضفت نفة من ملح دموعي وقطعةً من سُكّراتي
ثم سكبتُ قَطراتٍ من ماء الأمنيات
وضغطت زر التشغيل
لا أزال أنتظر مَن يشاركني نخب هذه الكأس
وأنا أقف بشرفة الحفل الذي التأم من أجلي
ولم يأتِ إليه أحد

أترتجف
وأنت من أهل الوثائر والترف
أتزمجر
وأنت الحَمَل الوديع في عرين الأسد
يوم تورق الصخرة الجامدة
ستجدني حتما أتمرغ في الأوحال
ستراني أزدرد الطين
وأكسر النوتات في خافقي
لا تقل حينها إنك الفائز
لا تنتظر انحناءة مني أو خضوعا

حينما تقف الطريق لتَعُدَّ ما بقي من خطواتي
حينما تَثبُت الرمال تحت أقدامي
حينما يهدأ البحر ؤتختفي أمواجي
حينما يكتمل الدفتر وتهرول حروفي في الضلوع
ستعرف حتما أيها العمر
أنك العازف وأنك كل الكمنجات

أحلام بن حورية


**لاشيء يوحي بشيء ...** بقلم الكاتب * **محمد السعداوي**

**لاشيء يوحي بشيء ...**

**كأنني مت ولم أنتبه !**

**أيها الموت كن دليلي**

**لأدرك معنى لوجود**

**لم يكن سوى عدما !!**

**لا شيء يوحي بأنّا مررنا**

**على هذه الأرض ...**

**لا صهيل لأرواحنا**

**في سفوح البداية**

**لا نهاية تنبئ بأنّا**

**كنا هنا نعانق حلما**

**أو سماء لغربتنا ..**

**......................................**

**.....................................**

**كل شيء يوحي**

**بأن القصيدة**

**أجهشت شاعرها !!**
* **محمد السعداوي**

حجر الأبناء على حقوق الوالدين بقلم الكاتب/ محمد حسان

 حجر الأبناء على حقوق الوالدين 

هذا الموضوع من الحساسية بمكان ويمس حالات نراها في حياتنا، وهو يتناول منطقة شائكة تمس الأرامل خاصة من الآباء والأمهات، ويعتبر طرحي هذا وقفة بين العاطفة والعقل من جهة وشرع الله من جهة أخرى، في حين يفقد أحد الزوجين شريكه، وعندما يكون لهم أبناء كبار نجد الحجر على الأرمل من أب أو أم من أولادهم، والوقوف ضد مجرد فكرة الارتباط بشريك حياة جديد لو كانت لديهم رغبة في ذلك. ونجد لهذا الأمر عدة أسئلة منها

هل ما يقدمون عليه من زواج يخالف شرع الله.

هل ما يريدونه أمر قبيح يستترون مم فعله

 هل تدركون مدى ما يشعرون به من وحدة وحالة نفسية ملحة تجعلهم يظهرون لنا بشكل، في حين يعلنون آلامهم بينهم وبين أنفسهم. 

 هل رفضنا لرغبتهم في العفاف والزواج رغم سنهم بسبب الحزن على من فقدنا.

 هل رفضنا بسبب الخوف على الميراث.

 هل هو الخوف من النظرة الاجتماعية من أصحاب النفوس الضعيفة، والعقول قليلة الإيمان.

هل بموقعنا ندفعهم أن يتخذوا طريقا يخالف شرع الله خاصة في ذلك العمر.

موضوع يستحق الطرح، ماذا يفعل الرجل أو المرأة في حالة فقد شريكه، هل من أجل إرضاء من حولهم يمنعون أنفسهم مما شرع الله عندما يكونون بحاجة لسكن في  نهاية عمرهم، أم يرتكبون إثما خفيا ويغضبون الله ويشترون رضاء من حولهم، فهم في هذه الحالة بين المطرقة والسندان، وأود أن نفكر بعقولنا وشريعتنا لا بعاطفتنا ، لماذا يعاني الرجل ويكبت مشاعره وحاجته الملحة لشريك درب أحله الله، ولماذا ننظر إليه بعدم الوفاء على شريكه الذي توفاه الله، هل الوفاء يعارض ما أحله الله له، لو كان فيه شين لما أحله الله،  فلماذا نحجر عليهم ما وسعه الله، وفي سيرة من سبقونا نجد أن هذا الأمر والزواج بعد فقدان الشريك كان مقبولا وأمرا طبيعيا، ولا أدل من الصحابية عاتكة بنت زيد بن عمرو بن نفيل فقد تزوجت بعبد الله بن أبي بكر رضي الله عنه، وبقيت عنده حتى أصابه سهم في حصار الطائف مات في أثره في المدينة، ثم تزوجها زيد بن الخطاب رضي الله عنه على ما قيل، وبقيت معه حتى استشهد في اليمامة، ثم تزوجها عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وبقيت معه حتى استشهد، ثم تزوجها الزبير بن العوام، وبقيت عنده حتى استشهد رضي الله عنهم أجمعين، فهذا مثال بأن الزواج بعد الشريك كان أمرا مألوفا، والأشد من ذلك أن من تزوجها رغم تعدد زيجاتها لم ينظر إليها نظرة دونية لا هم ولا من حولهم، فهل نحجر على شرع الله ونكون عثرة أمامهم، أردت فقط أن نراجع أنفسنا مراجعة حقيقية لهذا الأمر حتى لا تكون أحكامنا عشوائية تخضع لميولنا وما تهواه أنفسنا لا ما يرضي ربنا .

بقلمي/ محمد حسان



مرحبًا بالعالم بقلم الكاتب: يوسف ونيس مجلع — مصر

 بقلم يوسف ونيس مجلع — إيطاليا، بريشيا


أصدقائي الأحبّاء،


بمناسبة افتتاح المتحف المصري الكبير "الهرم الرابع"،


كلمة بالعاميّة بعنوان:


مرحبًا بالعالم


بحبّ مسالم، شعب مصر الكريم


بيرحّب بالعالم بترحيبه الوسيم


لصرح المتحف المصري العظيم


في أرض الضيافة والودّ الحميم


تعالى شوف، بالدليل وبالمستند


إزاي التاريخ على أرضها اتولد


والمجد شبّ وشدّ عوده واتسند


والقيم في حضنها بتشهد إنها


كانت وما زالت هي أعظم بلد


بقلمي: يوسف ونيس مجلع — مصر



من السحر بقلم الكاتب ..غانم ع الخوري..

 .        من السحر


شفت الصبية حكاية من كان ياماكان

      قلبي  بهواها  ذايب و ازدادوا  آهاتي


زهروا خدودها وعقد النارنج رمان 

     قلت لو تسمح بقبلة من ثغرها تهاتي


تمنيت غل بالصدر مثل طفل بردان

   يزيح قميص الحرير  تا تسكن دمعاتي


بليلة غفى شفتها مثل حلم هربان

    أركض وراه واسأل عنها ويغلوا دماتي


تا اوعى الصبح من شوق وحرمان

    رحت دور بوجوه البشر الرايح والآتي


عاتب روحي عجيب أمرك يا إنسان

        كيف تكتم الغرام لتعيش اللوعاتي


فضلت السر وذوب ببحيرة الحرمان

       خفت من حكي البشر و الشماته/ي


حتى قتلني الندم وصرت خيفان

      خفوق يعاني الألم ويهدلوا جفناتي


وتمرق حدي وتسأل مين ها الإنسان

      صورة  بالفكر  من كثار  زاروا عتباتي


..غانم ع الخوري..

الأربعاء، 12 نوفمبر 2025

الأستاذة عزيزة بشير :شاعرة فلسطينية ترفع راية الوطن بشموخ..وتؤسس لغد مشرق ينبلج صبحه على فلسطين بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 الأستاذة عزيزة بشير :شاعرة فلسطينية ترفع راية الوطن بشموخ..وتؤسس لغد مشرق ينبلج صبحه على فلسطين

"كل شاعرة فلسطينية هي "خنساء" بحد ذاتها.."


- الشعر الحقيقي هو "الدهشة التي لا يثيرها الكلام العادي".


-المرأة الفلسطينية "تصنع الجنة وهي تحيا في جحيم الاحتلال"،وأن التوثيق الشعري هو توثيق عاطفي لكون إنساني مختزن بالآمال والألم..


إطلالة على الأدب والشعر الفلسطيني لا تكتمل دون تسليط الضوء على إسهامات الشاعرات الفلسطينيات الحديثات،اللواتي استطعن بجدارة أن يخلقن مساحات تعبيرية جديدة،تجمع بين أصالة القضية وحداثة التعبير،مع الحفاظ على الهوية الوطنية في قلب تجاربهن الإبداعية..

هؤلاء الشاعرات الفلسطينيات المعاصرات يأتين من خلفيات متنوعة(داخل فلسطين،المخيمات، الشتات..)، ويتميزن بمنظور جديد يجمع بين الذاتي والجماعي،والواقعي والرمزي..وقد لا أبالي إذا قلت أنهن يعلمن كيف تكون الكرامة،وكيف نضحي من أجل مقدساتنا،بعد أن اختفت النخوة لدى الكثير من أبناء الأمة العربية

والإسلامية،لأسباب عديدة،أبرزها سيطرة الأنظمة المستبدة على كل مقدرات الشعوب،وسعيها الحثيث لتجفيف منابع الخير والأمل لدى الشعوب،بما تمارسه من كبت وقتل واعتقال،وتكميم للأفواه،ومحاربة كل من لديه بارقة أمل في المستقبل المشرق لأمة تمتلك كل أدوات التقدم في المجالات المختلفة..

وفي سياق النضال الفلسطيني،لم يكن الشعر مجرد تعبير جمالي،بل كان سلاحاً مقاومًا ووسيلة توثيق وهوية.والشاعرات الفلسطينيات نجحن في تحويل المعاناة اليومية إلى قصائد تخلد القضية وتجسد الصمود،متحديات المجتمع الذكوري والاحتلال الإسرائيلي،ليصبحن صوت فلسطين المدوي الذي ينتصر للقضية بأشعارهن ومواقفهن البطولية.فالشاعرات الفلسطينيات لم يكتبن الشعر للجمال فقط،بل جعلن من القصيدة وسيلة للمقاومة والتوثيق والبقاء عبر التاريخ،ومن الرائدات مثل زليخة الشهابي** إلى المعاصرات مثل الأستاذة عزيزة بشير استمرت المرأة الفلسطينية في انتصارها للقضية بأشعارها ومواقفها،لتثبيت أن القلم يمكن أن يكون بنفس فاعلية السيف..

وهنا أقول:الشاعرات الفلسطينيات الحديثات على غرار الأستاذة عزيزة بشير،لا يكتبن الشعر فقط،بل يخلقن فضاء إبداعيا يجسد تحولات الذات والواقع الفلسطيني في ظل ظروف معقدة. وبإمكاناتهن الإبداعية،يستطعن مواصلة دور الأدب كـ"كلمة مقاتلة" تحافظ على الهوية وتفتح آفاقا جديدة للتعبير..

والشاعرة الفذة الأستاذة عزيزة بشير هي شاعرة فلسطينية مغتربة،أصيلة مدينة جنين الشامخة،وتعتبر واحدة من الأصوات الشعرية المؤثرة في المشهد الأدبي الفلسطيني والعربي.تتميز أشعارها بالعمق الإنساني والروحي والتعبير عن معاناة الشعب الفلسطيني وتطلعاته نحو الحرية والعدالة.

 تكتب قصائدها عن فلسطين بمداد الروح،ومن موقع الاغتراب والحنين إلى وطن يلتحف الدياجير في زمن الهزائم والانكسارات.تعلقت بالكلمات وعاشت معها متلازمين كحالة عشقية سرمدية،مما منح شعرها عمقًا وجوديًا واستثنائيًا..

هذا الشاعرة المغتربة ( أ-عزيزة بشير) يتميز شعرها بـالتكثيف والرمزية،حيث تستخدم صورًا شعرية قوية وبلاغة لغوية متميزة.قصائدها ليست مجرد كلمات منمقة،بل هي نبض قلب مباشر ينبض بالألم والحنين والغضب والأمل والكرامة،والرفض والتحدي..هذا الصدق الفني يخترق حواجز اللغة والثقافة،يخاطب القلوب مباشرة ويداعب الوجدان..

وكنت أشرت في دراسة سابقة إلى أن قصائد الأستاذة عزيزة بشير،تجد صدى واسعًا بين القراء إقليميا وعربيا،وهذا التفاعل هو دليل على قوة تأثيرها،حيث تمنح القضية الفلسطينية صوتا شعريا مؤثرًا يحول الإحصائيات والأخبار إلى مشاعر وأحاسيس إنسانية يسهل التعاطف معها.

وإليكم هذه القصيدة لشاعرتنا السامقة الأستاذة عزيزة بشير حاثا إياكم على التفاعل معها فنيا،حين يختمر عشب الكلام:


ما شاء الله !


هِيَ ذي الإرادةُ رغْمَ كلِّ إبادَةٍ

هِيَ ذي العزيمةُ بارِكوهَا وَكبِّروا


أدرَكتُ أنّ لِغزّةٍ وَلِشعبِها

رغْمَ الإبادةِ ، قوّةً …..….لا تُقهَرُ


أللهُ  أكبَرُ  يا  إلٰهِي  توَلَّهُم

فَصِغارُ غزَّةَ جُرِّحوا…وتَمَرْمَروا


شكراً لِربِّ العالمينَ أقولُها

ولِمَنْ قضى بالمهرجانِ….  أعَبِّرُ


جازاكموا ربُّ البريّةِ خيْرَهُمْ

فعَسى  قُلوبُهُمُ الكسيرَةُ ،تُجْبَرُ


وعَسى بأفراحٍ ،تُجدِّدُ  فيهِمو

أمَلاً  بِعَيشٍ والحَياةُ …….تُصوّرُ


فاللهُ معْكُمْ، ناصراً ومؤيِّداً

افْلِسطينِي أقسَمَ والشّعوبُ تُناصِرُ


غزِّيُّ أقسمَ بالتّرابِ  وَبِالدِّما

وبِرَبِّهِ قبلَ الجميعِ،….سَيُنصَرُ

ويُحرَّرُ!

قد لا يحيد القول عن جادة الصواب،إذا قلت أن قصائد أ-عزيزة بشير،تجري عمليتها في جسد الواقع الفلسطيني،حيث استطاعت هذه الشاعرة الثورية أن تخلق حالة من الانسجام الرمزي بين الرمز ومدلوله،وخلق حالة من الاستغراق في الحالة الشعرية التي تشف عن الواقع المؤلم،فكان هذا التوازن بين اللفظة ومدلولها،وهذا التوازن بين الكلمة أو الجملة الشعرية المكتوبة،وبين الجملة البيضاء التي لم تعبر عنها الشاعرة بالكلمات وإنما كانت مضمرة ليشكلها القارئ كما يريد،لكن بالنتيجة لابد وأن يكون النص المنتج نصا يشف عن روح شاعرة بارعة في صياغة جملتها الشعرية، بشفافية تكفي لأن نرى من خلالها نبضات قلبها وهي تتألم مما يحدث على أرض ينتفض فيها الزعتر والإكليل وغصن الزيتون والحجارة الصماء..ودم شهداء ما هادنوا الدهر يوما،وحملوا على ظهورهم أكفانهم،بجسارة من لا يهاب لسعة الجلاد..

قبعتي يا عزيزتنا..الشاعرة أ-عزيزة بشير


محمد المحسن



غَزَّةُ... بقلم الأديب حمدان حمّودة الوصيّف... (تونس)

 غَزَّةُ...  

تَعَـالَوْا نُشَـاهِدْ عُجَـابَ العَـجَبْ 

تَعَـالَوْا نُفَـجِّـرْ رُعُـودَ الغَـضَبْ.

تَعَـالَوْا نُـنَـدِّدْ، تَعَـالَوْا نُـجَعْـجِعْ

تَعَـالَوْا نُـنَـمِّقْ عَظِيـمَ الخُـطَبْ

تَــعَـالَــوْا نُـقَـلِّـبْ مَـعَــاجِـمَـنَـا

لِنَـخْتَارَ مِنْـهَا شَدِيـدَ الصَّخَبْ

عَلى مِنْبَـرِ الشَّـاجِبِيـنَ نُزَلْزِلْ

مَـحَارِيـبَـنَا، فَـوْقَـهَـا نَنْـتَصِبْ 

تَـعَـالَـوْا نُـنَـكِّسْ فَـأَعْـلَامُـنَـا

عَلَى سَارِيَاتِ القَـنَـا تَنْـتَحِـبْ

 

 أَ"غَزَّهْ"؟ ألَسْتِ مَكَانًا عَـزِيزًا

يَـــضُـمُّ رُفَــــاةَ حَـفِــــيـدٍ وَ أَبْ؟

أَلَمْ تَشْهَدِي جِسْمَ طِفْلٍ بَـرِيءٍ

تَـعَــفَّـرَ جُـثْـمَـانُــهُ فِي الـتُّــرَبْ؟

وأَشْـلَاءَ مَــوْلُــودَةٍ وُئِـــــدَتْ

بِقَـصْفِ عَـدُوٍّ عَــمٍ مُضْـطَـرِبْ

وأَعْـضَاءَ شَيْـخٍ مُسِـنٍّ قَـضَى

ورَأْسُـهُ بَيْنَ الرُّكَـامِ انْتَصَـبْ

غَدَائِـرَ بَعْضِ الصَّبَـايَا، هُنَاكَ

قَضَيْنَ، ويَوْمُ الزِّفَـافِ اقْتَرَبْ

تَطَايَـرَ مِنْ هَامِـهِـنَّ الـدِّمَاغُ

وَضُرِّجَ مِـنْـهُنَّ مَا يُـخْتَضَبْ

وذَاكَ قَـعِـيـدٌ قَضَـى قَـاعِـدًا

ولَـوْلَا إِعَـاقَــتُـهُ لَانْـسَـحَـبْ

وَأَعْـمَـى، وقَاصِدُهُ مَـا عَـمِي

رَمَـــاهُ بِـــقَــاضِيَـةٍ مِـنْ لَهَــبْ

وأَبْـكَمُ، لَمْ يَـعِ شَيْـئًا، هَوَى 

علَيْهِ جِدَارٌ سَـمِيكٌ ضُرِبْ

فَفَـتَّتَ مِن عَظْمِهِ مَا قَـسَـا

وحَطَّمَ مِن رَأْسِهِ مَا صَـلُبْ

وكَمْ مِن قُدُودٍ؟ وكَمْ مِنْ جَمَالٍ؟

وَكَمْ مِن عُيُونٍ؟ وكَمْ مِن شَنَبْ؟

وكَـمْ مِــنْ تَــقِـيٍّ تَـلَا آيَـــةً

فَخَالَطَـهَا دَمُهُ في الكُـتـُـبْ؟


هَـنِـيـئًا لِـمَـنْ مَاتَ مِـيـتَـتُـهُ

ونَـحْنُ نَـمُوتُ لِـعِـزٍّ سُـلِــبْ

فَهُمْ قَدْ حَيُوا عِنْدَ رَبٍّ كَرِيمٍ

ونَـحْنُ عَلَى عَيْشِنَا نَنْـتَحِبْ

فَقُولُـوا، بِرَبِّكُـمُ، مَـا حَـيَـاةٌ

مَعَ الذُّلِّ والعَجْزِ، يَا مَنْ أُحِبّْ؟


أَ"غَزَّهْ" الشَّـهِـيـدَةَ ، فَـلْـتَـشْهَـدِي

عَلَى الضَّعْفِ والعَجْزِ عِنْدَ العَرَبْ 

إذَا القَـوْمُ يَـوْمًا أَرَادُوا الـحَيَـاة

فَلَا بُدَّ، بَدْءًا، بِأَخْذِ السَّـبَـبْ

بِـعِلْـمٍ وعَدْلٍ ونَـبْـذِ الـتَّـجَـافِي

وبِـالاتِّـحَــادِ بُـلُــوغُ الأَرَبْ.

ولَا لِـخُـضُـوعٍ ولا لِـخُـنُـوعٍ

ولَا للتَّخَاذُلِ... أَمْرٌ وَجَبْ. 

حمدان حمّودة الوصيّف... (تونس)

"خواطر" ديوان الجدّ والهزل



• رفوف ذاكرة متقادمة • شعر: جلال باباي( تونس)

 • رفوف ذاكرة متقادمة


      • شعر: جلال باباي( تونس)


تحمٌل عثرتي قليلا  أيها الغياب

 احترس من تقلٌبات السماء

أيٌها التراب

 اصبح يرضيني فتات الطريق

لينتحر كل هذا العذاب 

كنت برفقة الباقي، عابر سبيل

أسارع بفتح رفوف ذاكرة

غافلتي بعد أن تقادمت

فالتقفتها قبل ان يطال عشقي

كل هذا النسيان المُستراب

ترفٌق بهشاشتي أيها الإنتظار

احسبهم كانوا هنا ثم ارتحلوا

من  انتزعوا بوصلة التاريخ

تركوا  وراءهم رائحة الفراغ

و انغرسوا بَتلة شقاء

 فوق ذاك الخراب

عند شرفات لا ترى الشمس

كذبت عليٌا كثيرا أيها القلب

قطعت بي بحرين و ستين ساحلا

ثم تقطٌع بأصابعي 

حبل المرساة الأخير 

عند باحة الشباب

مازال في العمر نصيب من التَشرٌُدِ

فوق جغرافيا غربتي

أطفأتُ أنوار منفاي 

لأني اخشى على فراشة الليل

 من الاحتراق حِذوَ عود الثقاب

أخاف على النجمة الرابضة

 فوق كتفي من فوضاي

سأكتفي بالحلم

حتٌى ينام الريح

أو ربٌما ينهض من غفوته

 قلبي الجريح و يغتاب !

أحتاج بعثا جديدا

حتى أستبدل حُرٌاس

جسدي الكسيح

كأنٌ يمناي أضحت بحجم " أُُحُد"

كبيسة لا تهاب

آه يا وطني  متى اللقاء

حتى يقترن القصيد

بماء يقظته

ويطال الفرح أهل البلد ؟

هو ذا خطاف تائه

ينشد ربيع صِباه

ينتبذ عشٌه الأوٌل

لترتسم على شفتيه

أمنية الخصب القديمة 

قُبيل ان يكتسحني السراب.


     • 11 نوفمبر 2025

-----‐-------------------------------------

اللوحة للفنانة التشكيلية جيهان الزراع Peintre Jihene Zarraa



‏***روح عيش دنيتك *** ‏بقلم محمد الناصر

 ‏***روح عيش دنيتك ***

‏روح عيش دنيتك 

‏وبيدك إمسح دمعتك 

‏دنيا ماتستاهل 

‏تبقى أنت جاهل 

‏اشتري الي يقدرك 

‏وبيع كلام المايفهمك 

‏روح عيش دنيتك 

‏كافي تعيش أوهام 

‏وتقول هذه أحلام 

‏أحبك هذا كلام 

‏تهمل نفسك حرام 

‏روح عيش دنيتك 

‏المايحبك شجابك عليه 

‏لو غبت يوم فلا يسأل عليك 

‏تتجاهل من يعشقك 

‏وتركض ورى الي تجاهلك 

‏ترضي نفسك وغرورك 

‏وهو ولا يوم يسأل عليك 

‏روح عيش دنيتك

‏ وبيدك امسح دمعتك 

‏بقلم محمد الناصر


الثلاثاء، 11 نوفمبر 2025

شغف الرسم بقلم الكاتبة ألفة كشك بوحديدة

 شغف الرسم

بعيدة عن الضجيج 

اختارت راحة البال 

السكينة و الإرتياح 

إنضم إليها الربيع 

وانسجما 

زرع في كيانها 

حب الحياة 

على أجنحة فراشتها 

رسمت الألوان 

أخذتها بين طيات أشواقها 

دلتها على طريق البهجة 

لم تعد تفارقها الإبتسامة 

و غاصت في أعماق 

عشق الطبيعة 

 اللوحة مرآتها

في أوقات الظمأ 

فرشاتها تسقيها 


ألفة كشك بوحديدة


على هامش رحيل الكاتب التونسي الفذ الشاذلي الساكر* بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 على هامش رحيل الكاتب التونسي الفذ الشاذلي الساكر*

حتى نقدّر القيمة الحقيقية،ونعي فرادة أولئك الذين يمنحون للحياة معنى أعمق..


"أنا لا أحبك يا موت..لكنني لا أخافك..وأدرك أنك سرير لجسمي وروحي لحافك..وأدرك أنّي تضيق عليّ ضفافك.." سميح القاسم


في زمنٍ يموج بالضوضاء،تتعالى فيه الأصوات وتتهافت الصور،يغيب عنّا صوت نادر كان يخترق هذا الضجيج بعمقه وصمته معاً..صوت الحكمة المتمثلة في كاتب فذّ..رحيل هؤلاء ليس مجرد خبرٍ في نعيٍ عابر،بل هو لوعة وجودية،وحسرة على فراغ لن يُملىء.

إنها لوعة تشبه اقتلاع شجرةٍ عتيقة من جذورها، كانت ظلاً وارفاً للعارفين ومأوى للفكر،وشاهداً على حقب مضت.مع كل رحيلٍ من هذا النوع،يُغلق بابٌ من أبواب المعرفة كان من الممكن أن ندخل منه إلى عوالمَ أوسع،ونرى الحياة بعين أكثر إدراكا.

رحيل الكاتب الفذ هو رحيل مزدوج: رحيل الجسد،ورحيل عالم كامل كان يحمله في رأسه وقلبه.إنه ليس إنساناً عادياً يغادر،بل هو كون من الأفكار،ومتحفٌ من التجارب،ومكتبة من الأسئلة التي لم يُكشف بعد عن جميع أجوبتها.إننا برحيله نودع ليس فقط ما كَتب،بل ما كان سيكتبه، والأسئلة التي ستظل بلا إجابة،والحكمة التي ذهبت بذهاب ناقلِها.

يذكرنا هذا الرحيل القدري بهشاشتنا الجماعية،وبأن المعرفة والإبداع هبات ثمينة لا تأتي إلا بقدر،وأن حامليها قلائل.يترك كل فيلسوف،وروائي،وشاعر،ومفكر،خلفه فراغاً يشبه صوت صدى في كهف مهجور،يتردد لكن مصدره قد غاب.

في عالمنا العربي،يترك هذا الرحيل جرحاً أعمق. فكل رحيل لقامة فكرية هو خسارة لقطعة من نسيجنا الثقافي الممتد والمهدد بالتمزق.بكينا غسان كنفاني،ونجيب محفوظ،ومحمود درويش،وسميح القاسم،وعبد الوهاب المسيري،وطاهر بن جلون،وآخرين كثر..لم نخسر أفرداً عاديين،بل خسرنا حراسا للذاكرة،وبناة للوعي،وصانعي جمال.

كذلك في بلدنا تونس،بكينا بصمت رحيل كتاب وشعراء أفذاذ نحتوا إبداعهم على الصخر بالأظافر..الشاذلي الساكر،محمد الصغير أولاد أحمد،حسونة المصباحي،أحمد الحاذق العرف،د محمد البدوي..إلخ والقائمة أكثر من أن يتسع لها هذا المقال..

كان هؤلاء بمثابة البوصلة في عواصف التيه، ينيرون الدرب بسردهم وفكرهم،يذكروننا بمن نحن،وبما يمكن أن نكون.رحيلهم هو انطفاء لمصابيح كانت تضيء دروباً وعرة في ظلام الليل.

لكن في قلب هذه اللوعة،تبقى كلماتهم أجنحة لا تقهر الموت.هم رحلوا جسداً،لكنهم حاضرون بأفكارهم التي تتنفس بين السطور،وبأسئلتهم التي ما تزال تلاحقنا،وبجمالهم الذي يظل ينبض بالحياة..كتبهم على الرفوف ليست حجراً،بل بذور متجددة تنمو كلما قرأها عقل متعطش أو قلب متسائل.

إن رحيل هؤلاء الكتاب الأفذاذ يذكرنا بأن مهمتنا ليست البكاء فقط،بل هي

القراءة،والنقد،والحفظ،والبناء على ما تركوه.يعني،أن نكون أوفياء لتراثهم بأن نجعله حياً فينا،لا مجرد ذكرى محنطة.

في النهاية،ربما تكون هذه اللوعة ضرورية.فهي دليل على أننا ما زلنا نقدّر القيمة الحقيقية،ونعي فرادة أولئك الذين يمنحون للحياة معنى أعمق..رحيلهم جرح، لكنه أيضاً شهادة على أن كلماتهم قد وصلت، وآثرت،وتركت فينا ذلك الألم الجميل..ألم الفراق الذي لا يحدث إلا لمن أحببناهم حقاً.


محمد المحسن


*فقدت السّاحة الثقافية بتوزر صباح يوم أمس الثلاثاء الأديب والكاتب الشاذلي السّاكر،أحد أبرز رموز الأدب بالجريد،الذي شكّل بإبداعه وعطائه الممتد علامة فارقة في مسيرته،وأسهم في إثراء الوعي الثقافي والاجتماعي عبر أعماله بروح إنسانية عميقة ورؤية فكريةٍ متفردة.

لقد فقد الوسط الثقافي والأدبي برحيله قامة كبيرة أثرت المكتبة التونسية بإبداعٍ مخلص ومسيرةٍ حافلة بالعطاء،وظلّ حاضرًا في قلوب الأجيال الجديدة من الكُتّاب والقرّاء بإنتاجه المتميز وتجربته الملهمة.



مرشح وعاوز مني صوتي بقلم الكاتب عبدالله النجار

 مرشح وعاوز مني صوتي

يا أزمة عدي، يا أزمة فوتي

صوتي رايح لحد تاني

قابل شروطي، وأنا ف مكاني


ببعت رسالة لأخويا هاني

يا صاحبي قوله يبطل غلاسة

دنيتنا حلوة من غير طفاسة


سيادته جاي عاملي

فيها مرشح رياسة

مهما يداري وشه الحقيقي

باين عليه طبع الشراسة


تحس إنك في زمن العبيد

وسوق النخاسة

خلاني أحلم وأرسم أماني

وليمة جاهزة، محاشي وصواني


قاعد كأني سلطان زماني

والناس تعاني

طبلة وزفة، والبيه مشغل

كوكتيل أغاني


غمز بعينه، اديني صوتك

خسارة أفوتك

كلامه مقنع، لكن دماغي مريحاني


حكاية وهتخلص، خليني ساكت

ماسك لساني

يا بلادي انتي اللي مقويناي

ينفع أبيعك واسمح

لغيري يركب حصاني


لأجل الأمانة، في ناس شريفة

عايزة تخدم، قلوبها صافية

طاهرة وعفيفة


قولت عليهم ف بداية كلامي

أنا كنت واضح

صوتي رايح لحد تاني

//عبدالله النجار



موعد وكأس عصير بقلم الكاتب فارس سعد

 موعد وكأس عصير 

عنداللقاء

اهديتها كفي

وكانت طفلةً

فرحت بما اهديتها

وذاب شيئاً  بيننا

لا ادري كفي او كفها

وشبكت يدي 

في اصابعها الصغيره

واخذتها طاولةً مستديره

وسمعت همس الحاضرين

ما اجملها الاميره

ناولتها كأس العصير

ااااه من كأس العصير 

 يغازلها

يقبل الشفتين

قبلة قبلتين

فقلت سيدتي

هل نتبادل في الكؤوس

انا بدأت  اغار

 أنا احبك 


من كتابات 

فارس  سعد



*...إِنْ تُحْصِي...* بقلم الكاتب حمدان بن الصغير

 *...إِنْ تُحْصِي...*

بوخز الإِبَرْ

يحاصر الصّمت أَلَمِي

و ماعادت بِالغَرَضِ

تَفِي آهة الوَجَعِ

لي وجه يشتهي اللأَيْمَنْ

صفعة الأَيْسَرِ

تعود كي ترى

موضع الأقدام من سِرِّهَا

جابت خطوط الطّول

بعرض السّماء 

وضاعت كمثل الغبار هَبَاءْ

مثلي كمثل العواصف

ترمي بأثقالها

حطاما بين الفواجع أجسادها

خلفي المقابر

إن تحصي النّساء 

تخطئ في عَدِّهَا

حمدان بن الصغير 

الميدة نابل تونس


DILEMĂ. ///. NAE CRISTIAN

 DILEMĂ


O-ntrebare mă frământă,

Care nu-i găsesc răspuns.

O poză ce mă-nfierbântă,

Cu doi prieteni ce s-au dus.


Unul frumos, dar sărac,

Altul bogat și urât.

Unul îmbrăcat în frac,

Altul cu pantalon rupt.


Unul guraliv, înalt,

Fără bani în buzunare.

Mulți bani avea celălalt,

Mese pline cu mâncare.


Acum eu stau și mă-ntreb,

Creierul îmi este uns

Întrebări în minte-mi fierb,

Dar nu le găsesc răspuns.


Care este cel frumos,

Înalt și bine făcut.

Cel sărac dar inimos

ȘI un chip foarte plăcut.


Sau cel urât și bogat,

Plin de bani și de avere.

Ce-a trăit într-un palat,

Îndestulat, cu putere.


Eu nu pot să-i dau de leac,

Chiar de mă străpungi cu acul.

Ghiciți voi! Este un fleac,

Cine-i bogatul, sau săracul?.


NAE CRISTIAN

 BUDEȘTI 07 10 2025



والمنع مقصلة الإقصاء، بقلم الكاتب سلام السيد

 والمنع مقصلة الإقصاء،

حتى ولو أجهز الحلم ذاكرة الرجعى.

كل الصور صامتة بشفاه النطق،

ما لم تستنطقها.

انثر عليها بعض روحك للصعقة الكبرى،

ولا تبقِ لها أثرًا.

وقف جانب الجهة اليسرى،

تتبع نبض ما يفرّ منها وما يبقى.

كل لحظة بأثرها،

والقابع يعدّ عليه وقع عصاه،

ويستحضره للمكاشفة.

حرك شفتيك بالإشارة نحوَه،

ليغرق في جنونٍ تأسّفه.


سلام السيد



إنتحار مرآة! بقلم الكاتبة دجلة العسكري

 بقلمي....إنتحار مرآة!


تبرق روحي ويلجمني الفزع

هناك مدينة تحترق

جوار البحر

مرآتي تعكس خوفي

توحي بالعاصفة

تبرق بالشموع الخانقة 

كل شئ يفر من روحي

أختنق من الذكرى

عناقيد ملونة تحوم فوق رأسي

طعمها مرّ يثمل وجداني

ينال مني 

يغرقني في محيط الفقدان

نداء الماضي

يحول بيني وبين الأرض

النجوم فوق رأسي 

لا وطن لها ولا نور

كل مرافئ المدن جريحه

آه يا طائري

حلق بي نحو براءة السماء

بلا مدار أو حدود

نغدو كالخيوط الذهبية 

فوق أمواج البحور

أفتقدتك بشدة

لنهرب معاً دون مرآتي اللعينة

أُدير دفة الزمن

وأحيي في العاصفة

نتأرجح بين الغيوم

تجمدت الخطوط فوق مرآتي

تناثرث في كل الأرجاء

خمدت نيرانها

شهقت آخر لحظاتها

حمقاء  في لعنتها

فأنا هنا دونها

أفعل المستحيل


دجلة العسكري

العراق ٢٠٢٥



ذَاكِرَةُ الْيَبَابِ بقلم الكاتبة: هادية السالمي دجبي _ تونس _

 ذَاكِرَةُ  الْيَبَابِ

اركضْ بوجهكَ، فإنّ الْوحْلَ في الأذقانِ

للّذي به تَرَفٌ 

فالنّخلُ قد سمَّجَه الْغيمُ 

و ما طابت سماؤه و ما هَطَلَتْ.

كأنّ صَمْغَ الْقَحْطِ  عنه غيَّبَ القمرَ 

فاكتفى به سَعَفًا 

واتّسَعَتْ في نُسْغِهِ قصائدُ الْجَدْبِ و في المطرِ . 

قد شَحَّتْ أعذاقُهُ

 مُذْ أرضُه عَقِرَتْ

و سكنت أقواسُه 

مُذْ غَلَّها الْقَرَفُ.


اركُضْ بوجهكَ 

فَصَكُّ الغفران للَّذي بالْوجهِ قد ركض، 

و إنَّهُ أزمنةٌ للصَّبِّ  في الصَّبَبِ.

صكُّ الغفران رذاذٌ مِن ظِلالِ الصّمتِ و التِّيهِ 

بلا صَخَبٍ.

يأتيكَ بالْمَنِّ و أطواقٍ مِنَ الْغَمامِ 

كالصَّدَفِ.


اركُضْ بوجهكَ 

تَجِدْ مُغْتَسَلا مِن كَدَرِ الطّينِ، 

و فيه أنتَ تعْتَكِفُ.

سيَنْزَعُ  التُّفّاحُ منْكَ ظُفْرَهُ 

و وَخْزَةَ الْقَشَفِ، 

و ستُصَفِّقُ لكَ الْمِرْآةُ 

والْجُدْرانُ تبتَسِمُ.

ستَتَعَلَّمُ هناك 

كيف تُنْسَى سِدْرَةٌ بالرَّمْلِ تَلْتَصِقُ… 


اركُضْ بوجهكَ إلى الْهُناكَ 

تَنْعَمْ بِهَوَى الْقِيعةِ و الظُّلَمِ.

تلك الْفاتِنَةُ ، 

في وجهكَ يَلْتَمِعُ غَيْمُها و ينْتَثِرُ.

في كفِّها الْقَدَحُ و الْأَعْنَابُ تَخْتَمِرُ.

مَفْتُونٌ بِثَوْبِها بَحْرُكَ و الْبَصَرُ.

في أقداحِكَ 

صَبَابَةُ الّتي شَغَفَها يُوسُفُ حُبًّا، 

وبهِ كَلِفَتْ… 


اركُضْ بالْوَجْهِ  إلَيْها و الْوَجْدُ فيكَ يَتَّقِدُ 

و لكَ في ذاكِرَةِ الطّينِ 

مَنَافِذُ لِأَوْجَاعٍ تَضْطَرِمُ . 

و لَكَ في ذاكِرَةِ الْيَبَابِ،

 مِعْرَاجٌ لِلْحَيَاةِ والسَّكَنِ… 


       بقلمي : هادية السالمي دجبي _ تونس _