الجمعة، 7 نوفمبر 2025

مَزارُكَ بقلم د. محفوظ فرج المدلل

 مَزارُكَ

مَزارُك   مهما   عاقَني  ظاهرُ  البعدِ

أحنُّ إليه  ما   حييتُ   على   عهدي


بطيبةَ       ألقاني    أسيرُ    ووِجهتي

لمسجدكَ الزاهي  يسابقُني  وجدي


أحبَّكَ      ما دارتْ     علىَّ      دوائرٌ 

وما  أغرتِ   الدنيا  بمالٍ   وفي  وِلْدِ


حبيبي    رسولُ  الله  روحي  مقيمةٌ

جواركَ  تهنا   بالصلاةِ     وتستهدي


يناشدُها      قلبي     هناكَ   تَوسَّلي

فأنّي   بسامراء   قد هدَّني  سُهدي


أتوقُ  إلى     دارِ     الحبيبِ   وإنَّني 

أرى  في   مغانيهِ  حياةً بها  سَعدي


فيا     ربِّ    بلِّغْني    وصالاً    لمكةٍ 

وبيتِ   رسولِ الله في روضهِ رُشدي   


منايَ    بأنْ    تبقى    هناكَ   إقامتي

ليومِ   قضاءِ الله في   ساعةِ   الوِرْدِ


وأدعو  :    أيا ربّاه    سؤلي   وغايتي 

تصلّي      عليه   ماتَفتَّحَ     من وَردِ


وبثَّ         عبيراً     للصلاةِ     مُردّدا

بذكرِ    رسول  الله    أنفاسُه تسدي


يحيطُ    بآل البيتِ    منها    نسيمُها

شِفاءٌ    لعانٍ  من سقامِ  ومن  جهدِ


عليهم   سلامُ  الله      نورٌ     مباركٌ

يضيءُ دروبَ الحقِّ في الحلِّ والعَقدِ


سلامٌ على الصحبِ الحماةِ  لديِنهم

بايمانِهم   قد أحرزوا    ذروةَ المجدِ


د. محفوظ فرج المدلل



عباد الرحمن بقلم الكاتب أحمد محمد حشالفية

 عباد الرحمن


سموا على اسمك الرحمان وكل لك عبد

اجتمعوا بلا ميعاد كخرزات جمعهم عقد


عند ضريح الشيخ الموسوم كان لهم ورد

لإحياء تراث مدينة كان لساكنيها مجد


اللهم احفظهم واجعل مسعاهم المجد 

وارحم أوسطهم مات ولم يخن لهم عهد


عباد للرحمان وصفا ولا يختلف عنه أحد

طيبون شرفاء وأعمالهم زكية كأنها الورد


من اليمين سليل فضل مورثا أبا عن جد

يليه أستاذنا المبجل ولفضله علينا لناسرد


ثالثهم الفقيد الخلوق ويشهد له المسجد

رابعهم شريف موسوم وأجداده لهم سؤدد


خامسهم الرائع البشوس وبالبسمات يوحد

أبناء قصر البخاري وفي مقر الأصالة يوجد


سلام المحبين عبركم يرسله أخوكم أحمد 

لقارئ أبياته يترحم على والديه كي يسعد


بقلمي

أحمد محمد حشالفية 

الجزائر



بين الأمواج بقلم الكاتبة رفيقة بن زينب *** تونس الخضراء

 بين الأمواج


بين الأمواج العاتية

و على شاطئ غزة العزة الباقية

ما بقي الزيتون منذ القرون الخالية

رغم الشطحات الخارقة

لهدنة الحرب الآتية

على الأخضر و اليابس و اللاهثة

وراء إبادة كاملة


بين الغيوم الرمادية

و على أجنحة النوارس الفضية 

و النسور المحلقة أعلى القمم الجبلية

سنسافر مع الآمال الوردية

و نهمس لروح كل شهيد و شهيدة غزاوية

و لكل فراشة قزحية 

ترقص بحركات بهلوانية

على ألحان كل أغنية وطنية

طبتم و طابت لكم الجنة سرمديا

و شفعكم الله في أهاليكم و حقق كل أمنية

و ألبسهم حلل جنته السندسية 


سأقرأ  ذكرياتنا  الخارقة

ليلة زفافنا الشاهدة 

على نكبتنا الفاصلة

في قضيتنا  الرابحة

رغم التحالفات الخاسرة

و التطبيعات  الخائنة


سأظل أبحث عن طيفك

بين الغيوم و أناجي شخصك

و أمارس طقوس بوح كبوحك

و أكرر لمن يصادفني إسمك

و أحدث نفسي عن حلمك

لعلي أحقق البعض من أملك

في لم شتات قومك

أيها الشهيد الحالم بقربك

من نبي الرحمة في جنتك

جزاء مقاومتك  لعدوك


سأرتدي فستان عرسنا

كل صائفة  عربون وفائنا

لبعض كما تواعدنا بيننا 

و أتلو آخر مناجاتنا

راجية من الله تلبية دعائنا

آمين يامحقق رجائنا

ببركة حبيبنا نبينا

عليه وعلى الآل والصحب سلامنا 

كلما ارتفع أذاننا

إلى يوم قيامنا


رفيقة بن زينب   ***   تونس الخضراء

لحن الخلود بقلم الكاتب وليد سترالرحمان

 لحن الخلود 

.............................


البحر يعزف لحنه 

بجميل ما في عمقه 

من لؤلؤ 

و ثمار رمل نادر 

رمل الجميلة قرتي 

ليلى الأنا غنوتي 


فقصيدتي حملت مشاعر شاعر 

عشق الجزائر بلدتي 


يا من يرتل حرفها 

إني غرقت بعشقها 

فسواحل تمتد حتى الأطلس 

خطفت عزيمتي و انتهى 

عشق النساء كلها 


يا مهد مجد العاشقين و سحرهم 

يا نغمة سكبت دمي بأصالتي 


إني كتبت لأجلك 

بترابك 


و رسمت وجهك في سطور رسالتي 

قد علمتني موجة أن الهوى 

يمضي و يبقى الحب في أوطانه 


فإذا نسيت حكاية رملك

رد الفؤاد بأنك 

 لحن الخلود غايتي 


فالعمر ماض و الموانئ تشهد

أني سكنت بحضنها و كغنوتي

كم ضمني

موج حنون خافق

عبق كأن نسيمه من نسمتي


يا موجة حدت رمال شواطئ

إن الهوى في سحرها

فرح ترى

يلقى الصباح عبيره

و يذيب ليل المآسي و انتهي

حزن يراود مضغتي


يا ليت لي عمرا يعاد فأكتب

ألف الحروف النادرة  و بدفتري


و أظل أزرع في المدى أنغامه

حتى أرى

وطني يضيء بمطلعي

................................

بقلم وليد سترالرحمان


غَيْثُ الرَّحْمَةِ بقلم الكاتب سليمان بن تملّيست

 🌿 غَيْثُ الرَّحْمَةِ 🌿

🌧️⛈️🌧️


أَهْدَى الغَمَامُ رُبُوعَنَا أَنْسَامَهُ 

 وَرَنَا إِلَى وَجْهِ البِلَادِ سَحَابَا

🌧️⛈️🌧️

فَبَدَتْ مَوَاسِمُنَا تُبَشِّرُ بِالعَطَا 

 وَتُعِيدُ لِلأَرْضِ اليَبَابَ شَبَابَا

🌧️⛈️🌧️

أَرْضٌ غَدَتْ بَعْدَ الجُدُوبِ مُحِبَّةً 

 لِلْبَرْقِ يَنْسُجُ فِي الفَضَاءِ قِبَابَا

🌧️⛈️🌧️

هَزَّ الهُطُولُ قُلُوبَنَا فَتَرَاقَصَتْ 

 وَأَعَادَ فِي أَعْمَاقِنَا إِعْجَابَا

🌧️⛈️🌧️

كَمْ قَدْ صَبَرْنَا وَالعُيُونُ تَشُدُّنَا 

نَحْوَ السَّمَا تَرْجُو الإِلَهَ قِرَابَا

🌧️⛈️🌧️

وَبِرَحْمَةٍ مِنْهُ اسْتَجَابَ لِتوبةٍ 

 جَعَلَ الغُيُوثَ تُقَبِّلُ الأَتْرَابَا

🌧️⛈️🌧️

فَتَفَتَّحَتْ أَزْهَارُنَا، فَتَهَامَسَتْ 

 نَفَحَاتُهَا، مُذْ عَطَّرَتْ أحْبَابَا

🌧️⛈️🌧️

وَتَرَنَّمَتْ أَطْيَافُنَا نَشْوَانَةً،

وَتَغَنَّتِ الأََرْضُ بِهِ تَرْحَابَا

🌧️⛈️🌧️

يَا مَطَرًا نَزَلَ، السَّمَاءُ رَحِيمَةٌ 

 أَحْيَيْتَ فِي أَرْوَاحِنَا الآرَابَا

🌧️⛈️🌧️

تَرْتَاحُ أَنْفُسُنَا إِذَا هَطَلَ النَدَى 

 وَتَغِيبُ أَحْزَانُ الحَيَاةِ غِيَابَا

🌧️⛈️🌧️

فَالحَمْدُ لِلرَّحْمٰنِ جَادَ بِفَضْلِهِ 

 وَأَسَالَ مِنْ سُحُبِ السَّمَاءِ رِحَابَا

🌧️⛈️🌧️

جَلَّ الإلٰهُ فَكُلُّ قَطْرٍ نَاطِقٌ  

بِالرُّوحِ يُنشِدُ فِي المَدَى إِعْجَابَا

🌧️⛈️🌧️

يَا رَبَّ نَسْأَلُكَ السَّقَاءَ دَوَامَهُ 

وَرِضَاكَ يَغْرِسُ فِي القُلُوبِ صَوَابَا


🌧️⛈️🌧️


بقلم  سليمان بن تملّيست 

جربة في 2025/11/04

الجمهورية التونسية



تـــعالي حبيبتي بقلم الأديب سعيد الشابي

 تـــعالي حبيبتي

أنت وأنا ، والحـب ثــالثنا

كم غنيــنا للوجود من نشيد

كم بنيـــنا من قـــصور

عشنا فيها للهـوى ، قــوتا

والعشق لــنا فيها شـراب

حين تحالف الزمان مع الهوى

ليقـتاتا من أعمارنا السنـين

ويسقــياننا العشــق خمرا

ونسينا قدوم يــوم فـــيه 

يسطو الزمان على أعمارنا

وقد أخذ مـنا الهوى ، ماعندنا

وما أبقـينا للأجـــسام شيئا

تعالي ، ولا تمنحي الزمان 

فرصـة الغباء القـــاتل

فنحن من يقـتات الهوى الآن

ونشـرب العشق مـاء زلالا

فليس الحب على الشباب حكرا

بل الحب للكبار نقاهة وعلاج

وثـقي ، يا خليلــتي أن...

ما بقي فيّ من دم يجــري

أنت فيه كريّـاته الحمــراء

وأن قلــبك ، في قلبي نبض

وقلــبي ، في قلبك التـيار

والنـور في عــيوننا اليوم

من ذاك الهوى المعتق المحفوظ

دعي الحب يحضننا كأمس

فالحياة بلا حب نهاية وفناء

سعيد الشابي


• احتياج .. ▪︎ شعر : جلال باباي( تونس)

 • احتياج ..

▪︎ شعر : جلال باباي( تونس)


أحتاج البحر ،

كي أستعيد ماء طفولتي

أحتاج المطر ،

كي أغتسل من أدران سذاجتي

أحتاج السفر.

إلى الضيعة القديمة 

كي التقي أبي 

أحادثه ليكمل ملحمته

وهو يقتلع الصخر من صدر الأرض

أحتاج مؤرٌخا ،

لاستعارة بطولة السابقين

أحتاج يدا ،

تسرٌب حريرها على جسدي الشوكيٌ

أحتاج ماردا،

يخلخل ثلج يسراي

أحتاج شمسا ،

تعيد لي وسامتي

أحتاجها...و أرتقبها كل شتاء

كي تعيدني إلى صِباي المفقود

تصالحني مع الفصول الدافئة

أوصٌفها بلسما لعلتي المتقادمة

...هي أمٌي ربٌة البيت

المقيمة في التفاصيل الأولى

و حكاية عشقي الأزليٌة

طال الإنتظار 

وتأخرت مواعيد حلولها

 بفناء الدار

أحتاج بوصلة 

كي اعثر على مقامها

أحتاج أنثى

تضبٌط ساعة منفاي

كي أعتزل سرير شقاوتي

و أجهٌز حقيبة السفر

أحتاج غفلة 

كي أشفى من العشق قليلا

أحتاج يقظة ساخنة ،

كي تنهض حواسي المتيبسة

أحتاج ...أحتاج

موتا متواضعا يليق  بالفقراء.


               • نوفمبر  2025



الخميس، 6 نوفمبر 2025

* قِطافُ الياسَمين * بقلم الكاتبة ياسمين عبد السلام هرموش

 * قِطافُ الياسَمين *

بقلمي ياسمين عبد السلام هرموش 


إنّها ابنةُ الطِّينِ والعَرَق،

صَباحةُ الوجهِ

نَضِيرةُ الخَدِّ،

وعَينُها كَحلاءُ

 في سَناها بَريقُ اللَّيلِ إذا انْبلَج،

وخُصلُ شَعرِها 

كالسَّرابِ يَلوحُ على مَتْنِ الرِّيح.

في خُطاها تَهتزُّ الأرضُ هيبةً

ويَخْشَعُ المدى لجَمالِها

ولها من المهابة 

ما تَخْضَعُ لهُ الملوك،

ومن الدَّهاءِ ما يَجعلُ الحَبَّ

 في الحقلِ يَسجُدُ طَوْعًا لِسِحرِها.

هيَ الحُسْنُ إن تَبَسَّمَ

والعزمُ إن جَدَّ،

في نَبرِها وَقارُ الحِكمة

وفي نَظْرِها صَرامةُ القَدَر،

يَميلُ خَصرُها كغُصنِ بانٍ 

وساعِدُها أصلبُ 

من صَخرٍ عافَهُ الزَّمان،

تَلتَفُّ الأثوابُ على جَسدِها 

كما يَلتَفُّ الضَّياءُ على السَّيف.

"فَرِفقًا بالقواريرِ"،

فَهُنَّ رَقيقاتٌ في اللَّمس

 قَويّاتٌ في المِحَن،

إذا انكَسَرَ الزَّمانُ أَصلَحنَهُ،

وإذا ذَبُلَتِ الأرضُ أزهَرْنَها بالحبِّ

هُنَّ وُجوهُ الأرضِ إذا اغتَسَلَت،

وسُرُجُ القُرى إذا جَنَّ اللَّيل،

قَوامُهُنَّ سِحرُ الفَصاحةِ 

في جَسدٍ من صَبر،

ورُوحُهُنَّ تفيضُ قَداستًا لا تُدَنَّس.

فَهُنَّ خِلافةُ الخَصب،

وحُرّاسُ العِطر،

ونِساءُ القَدَرِ اللواتي 

لا يَغفُو الياسمينُ

إلّا في حِضنِهِنّ.



أراني في هدأة اللّيل..ألهث خلف الرغيف..أعانق الصّوتَ والصّمتَ..والعمر يمضي..! بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 أراني في هدأة اللّيل..ألهث خلف الرغيف..أعانق الصّوتَ والصّمتَ..والعمر يمضي..!

Z

تصدير :هذه الثورات ليست غضب جياع،بل ثورة ضدّ جشع و تخمة الأصنام التي سقطت مذ سقطت جمهوريات الخوف،على أيدي الأبناء الشرعيين للغضب العربيّ..

.. عتمات الغروب لها صمتها

يفيض به الصّبر

حين يحطّ على ليل أوجاعنا

فنبلّل المدى بالصلاة..

نعلن عشقنا للرّيح..

والإنتماء

ونردّد لغة لم تبح بسرّها كل المرايا..

هاهنا،يمتشق الوجد غيمة للهدى

    ويرسي على ضفاف المدامع..

فتمضي بنا على غير عادتها

الأغنيات..

آه من الرّيح تنوء

        بأوجاعها المبكيات..

وتسأل الغيم عسى يغسل رغبتها

بالندى..

عسى ينتشي البدر،ويعزف أغنية

يبتغيها الصدى..

فيضيء الصّمت البيوتَ..

كي ننامَ

على ليل أشجاننا

نبكي الحصارَ..

       وما أفرزته الخطايا

وما لم تقله المساءات للرّيح

وما وعدته الرؤى برغيف

          لم ينله الحصار..

كم لبثنا..؟

لست أدري.. !

وكم أهملتنا الدروب وتهنا

   في أقاصي التشرد..؟!

وكم مضى من العمر..

وجع يتلألأ

                في تسابيح العيون..؟

وكم ألقت علينا المواجع

من كفن

كي نعودَ إلى اللّه وفي يدينا

                 حبّة من تراب..

وطين يشتعل في ضلوعنا..

ولا يعترينا العويل..؟

آه من زهرة لوز

 أهملتها الحقول..

وضاع عطرها يتضوّع

             بين الثنايا..

كما لو ترى العنادلَ تمضي لغير أوكارها..

                                     في المساء

تهدهد البحرَ كي ينامَ على سرّه

كي تنامَ النوارس

على كفّه

قبل أن يجمع أفلاكه

للرحيل..

هاهنا في هدأة اللّيل..

نلهث خلف الرغيف

نعانق الصّوتَ

والصّمتَ..

ويمضي بنا الشوق

         والأمنيات تمضي..

إلى لجّة الرّوح..

كي لا يتوهّج الجوع فينا..

لماذا أهملتنا البيادر

                ووهبت قمحها للرّيح..؟

لمَ لم تجيء الفصول

بما وعدتنا به

وظللنا كما الطفل نبكي

حصار المرارة

حصار الرغيف..؟!

وألغتنا المسافات من وجدها..

حتى احترقنا..

وضاع اخضرار العشق من دمنا..

فأفترقنا

تركنا زرعنا في اليباب

تركنا الرفاقَ

ربما يستمرّ الفراق طويلا..

وربما يعصرنا الحزن

والجوع..

والمبكيات..

ألا أيتها الأرض..

اطمئني..سينبجس من ضلعك

النور..

والنّار

الحبّ

والحَبّ..

ونعمّق عشقنا

                  في التراب..

فيا أيّها الطير..

تمهَّل قليلا

ولا تسقط الرّيش

من سماء الأماني

سنبقى هنا..نسكن الحرفَ..

                نقتل الخوفَ

ونبحث فينا عن الشّعر

ونبلّل قمحنا

بالعناق

ونرى اللّه في اخضرار الدروب

فكم رعشة أجّجتها المواجع

في الضلوع..

وهجعت على غير عادتها..

                الأمسيات..؟

محمد المحسن



**شـراع التّـحـدّي** بقلم : الشاعر الجزائري نوار شحلاط

 **شـراع التّـحـدّي**

ــــــــــــــــــــــــ


**** هدية إلى إبنتي أروى وأمها الغالية ****


أُحبُّ أنْ أُفـاجِئُـكِ بِـقراري ؟!


فأنا يا حبيبتي قَدِ اضْطرَبَ اسْتـقراري


وَعَصـفتْ ريـاحٌ هَـوْجاء


هَـدَّتْ أوكـاري ،


فَـأجِدُني مُطـرَقًا.. مُـشتَّـتَ الأفـكارِ


خائـفًا أنْ تَضيـعينَ من بـين أنْـظاري


َويَضيعُ مَعاكِ فُـؤادي وَأشْـعاري ،


قَـد قَـرّرتُ أنْ أُبـايـِعَ حُبَّـكِ


بِـاللـيـلِ والنّـهارِ


أمـيرًا على ضَيْـعتي وَدِيـاري


وَأنْ أبْـقى عـاشِـقُـكِ


رَغْـمَ الإعْـصارِ !


أُحبُّ أنْ أُفـاجئُـكِ بِـقَراري ؟!


أنِّي سأبْـقى أُحبُّـكِ


ما شاءَتْ أقْـداري ،


حُـبّـًا لـمْ تَـرَهُ الأُمـمُ


في جـميـعِ الأمـصارِ


وَلاَ كَـنَّـهُ ذَكَـرٌ لِـعَـذراءٍ


مِـنْ عَـهْـدِ عِـشْـتـارِ ، 1


أطْـمحُ أنْ تَـجودَ السّماءُ بِالأمْـطارِ


وَأنْ تُـكْسَى بِالإخْـضِرارِ


في بُـسـتانِـنا أشْـجاركِ وَأشْـجاري


وَتَخْـصبُ ضَيْـعةُ الأمـيرِ بِالأثْـمارِ


وَيَـلْبِـسُ الرَّوْضُ حُـلَلاً مِـنَ الأزهـارِ


وَنَـمرَحُ فـيهِ بَـيْنَ غِـيدٍ أبْـكار


بقلم : الشاعر الجزائري نوار شحلاط 

.... يُتبع ؟؟



للمنام غي بقلم الكاتب منصور العيش

 للمنام غي

ها هو ذا له عقل يدير

رحى الرؤى و التفكير


بعنفوان الشاب القدير

و خيال طليق  لا أسير


ينشد سعدا  إليه يطير

لغزو الصعب و ما يدير


ظهرا لكمد صده عسير

نابذا اليأس  و ما يثير


اكتآب عواصفه زمهرير

قد مر به و الليل سمير 


ينشر في الأجواء عبير 

شبح  خاله جاءه مغير 


فالتقمه  و السعد بشير 

فغنم الوهم و ما يحير 


في وصفه أحذق خبير 

حسناء لها الطلع المنير


و الحسن بالغرام جدير 

عنت لاهية جنب غدير 


فلاغاها  و الشوق يعير 

من التمني الجم الكثير 


ابتسمت و لحظها يشير 

لرشف فاه رحيقه غزير 


فصحا و الصحو تبذير 

لغفوة أتت بحلم نضير 


       منصور العيش 

       إستبونا 

             28 - 10 - 25



تنهيدة ٠٠ !! بقلم الكاتب السعيد عبدالعاطي مبارك الفايد - مصر

 تنهيدة ٠٠ !!

يا شاعري لم تعد ربابتك تشجيني

و قافيتك معطلة و برغم ذلك تبكيني 

تالله لو تعلم ما بي من شوق لكنت تواسيني 

يا عمراً انصرم مثل القمر الذي كان يناجيني 

و ها أنا وحدي بين طيف المنى مع ذكرياتي و سنيني

و تبقى أحلامي شاردة تراودني فيزداد حنيني 

و الصحاب قد بعدوا عن مجالسنا و هذا يقيني 

كم من صديق ود كان عند اللقاء يرضيني

آهٍ من لوعة الصمت فمن يا قلبي يرثيني ٠

( السعيد عبدالعاطي مبارك الفايد - مصر )


ذات لقاء بقلم الكاتب فلاح مرعي

 ذات لقاء

كم أشتهي أن يجمعني بك لقاء 

كلقاء بيني وبين فنجان قهوتي 

نتبادل حديثنا في صمت 

ابوح له عما يدور في خلدي 

ابداله أطراف حديث كلقا ئي بك

في هدوء وسكون الليل 

صمت يحاكي صمت وحدتي 

كم اللقاء بك لنتبادل أطراف 

حديث عشق 

النظرة تحاكي النظرة في صمت 

 واطراف الأنامل كل تحادث الأخرى 

 نتبادل القبلات على طرف الفنجان 

 رشفة منك  تستبدل مرارتة حلاوة 

بطبع قبلة على طرفه مخضبة 

بشهد من رضابك ولمسة

من أطراف اناملك تترك بصمة عطر

من عطرك الأنثوي 

وصمت من صمتك يزيد سكون الليل سكون 

فلا يبقى سوى حديث واحد نتبادله

حديث رسول لرسول 

حديث تبادله بصدق العيون

ذات لقائي بك 

فلاح مرعي 

فلسطين


في هدأة الليل..أرى طيفكِ يتداعى بقربي.. بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 في هدأة الليل..أرى طيفكِ يتداعى بقربي..

..إلى تلك التي مازالت تتجوّل في خراب يسكنني..ووحدها تراه..


كنتِ مرايا الغياب..وكنتِ

والكلمات التي أورثتني عشق الرؤى

عشب الرّوح في 

                رئتيًّ..

   غير أنّي حزين

كأنّي  عظيم بحزني..

وقد كنت أنأى وأرنو إلى..

                                 ومضة في المدى

وكنتِ تلامسين نرجسَ القلب

فيلج الشّوق ثوبي..

           ويستقرّ على شفَتيَّ..

وكنتُ..في غفوتي ألامس أعناق المساء

عسى أن أستعيدَ حروفي

وصوتي 

                   وذاك الزمان البعيد..

وأن أستضيء بما خلّفته الطفولة

كأن تزهر كل النجوم

       فيستريح البدر 

                                 على ركبتيَّ..

لكنني كنتُ وحدي.. 

 ووحده الوجْد يرنو

                      إلى مستحيل التلاقي

وكدتُ أخون..

وما خنتُ وعدي

                وما وعدته الرؤى

  وما إستدلّ به الغرباء..

عليَّ..

لا شيء لي الآن..سوى أحرف العشب

غير أنّي كثير بعشقي

ولا أمّ لي تحتفي بمرايا القصيد

وتدرك سرَّ حزني

كأن يضيع العمرُ

                    سدى في الدروب

..لكنّ طيفُكِ ظلّ يتداعى بقربي

ويهفو إلى نشوة الحلم..

فيَّ

ويبرق وجهُكِ..

في عتمات الدجى

فتهرع نحوي النجوم..وتحطُّ 

 متعبةً..على راحتيَّ..                                                                                 


محمد المحسن



** ((دُستور من خاطره)) قصة: مصطفى الحاج حسين.

 ** ((دُستور من خاطره))

قصة: مصطفى الحاج حسين.


             *-1-* 


استدعى الشَّيخ "عَوَض" حفيده "لطّوف"، وطلب أن يجتمع بهِ على انفرادٍ، وقف "لطّوف" أمام جدّه منقبضاً، فلجدّه هيبةٌ عالية. 


تمعّن الجدُّ بحفيده بدقّة، فأحسَّ "لطّوف" بالعُري أمام نظرات الكهل الثاقبة، واعتقد أنّ الجدّ سوف يحاسبه على أفعاله  

السّيئة، الّتي ذاع صيتها في كلّ مكان، لكنّه قرّر أن يُكذّب كلّ التّهم الّتي سيواجهه بها جدّه.  


قال الجدّ:

 

- أما آنَ لك أن تعقِلَ يا "لطّوف"؟  


أطرق الحفيد برهة، ثمّ همس بصوتٍ مرتعش:

 

- جدّي... كلّ ما سمعته عنّي كذبٌ وافتراء.  


رمقه المسنّ بنظرةصارمة، وصاح: 


- أنا أعرف كلّ شيء عنك يا مقصوف العُمر... فلا داعي للكذب.


تقدّم "لطّوف" خطوةً من جدّه، دمدم: 


- صدّقني يا جدّي... أنا تبتُ منذ زمنٍ عن ارتكاب المعاصي.


غابت الحدّة عن كلام المسنّ، وتحوّل صوته إلى ما يشبه الهمس:

  

- أنا أريد مصلحتك يا "لطّوف"... إنّ ساعتي اقتربت، ويجب أن تأخذ عنّي الوكالة، عليك أن لا تُضيّع هذا الجاه. كلّ الناس سيكونون تحت إمرتك، فقط تعقّل، وأطِل لحيتك، وابدأ بالتردّد على الجامع.


قال "لطّوف"، الذي أدهشه هذا القول:

 

- ولكن يا جدّي... أنا لا أصلح لها، كلّ الناس فقدوا ثقتهم بي.


قذف المسنّ سبحته من يده، وصفع "لطّوف" بنظرةٍ غاضبة:

 

- أنت لماذا لا تريد أن تفهمني؟! قلتُ لك: أطِل لحيتك، وتردّد على الجامع، وسرعان ما تعود إليك ثقة أهل البلدة، فأنتَ ابن أسياد، من اليوم عليكَ أن تجالسني كلّ يوم، حتّى تتعلّم منّي كلّ شيء.


جلس قبالة جدّه الهرِم، وهتف:

 

- جدّي... أنا أفكّر أن أعمل في التّجارة.


حَمْلَق الجدّ بحفيده، ثمّ أشاح وجهه المتجعّد، ذا اللّحية البيضاء: 


- أنت غبيّ... عملُنا يدرّ علينا ذهباً، والتّجارة قابلة للخسارة.


            *-2-*


عندما مات الشّيخ"عوض"

، كان جميع أهل بلدة "الباب"، يعرفون أن حفيده "لطّوف" هو خليفته، فقد منحه جدّه الوكالة، أمام كلّ الناس، في الجامع "الكبير"، بعد صلاة الجمعة.


          *-3-*


تماثل وجه "حليمة" للشفاء، من الحروق التي سبّبها إبريق الشاي الساخن يوم سقط فوقها، لكنّ الصّداع الهائل لم يُفارِقها، بل كان يتضاعف ويزداد كلّ يوم، و"حليمة" تشكو من الألم الفظيع، تبكي، وحين حازت على إشفاق الجميع، قالت جدّتها "الحاجّة ربّوع":

 

- علينا أن نعرضها على سيدي "لطّوف"، فهو من أولياء الله الصّالحين.


فوافق الأهل على كلام "الحاجّة"، وهكذا أمر الأب ابنه "مصطو" أن يذهب إليه، ويرجوه الحضور.


منذ اللحظة الأولى لدخول صاحب الكرامة "لطّوف"، وبعد أن رمق "حليمة" بنظرةٍ مستعجلة، أمر الجميع بالخروج من الغرفة، فتركوه مع "حليمة".


طلب منها الاقتراب منه، فامتثلت لأمره. وضع يده على جبينها، حدّق في عينيها الجزعتين، ثم حوّل يده إلى خدّها، وراح يتمتم بتراتيل مبهمة. 


عادت يده لتمسح رأسها، ثم طلب أن تخلع عنها غطاء الرأس، ففعلت.


راحت يده تمسِّد شعرها الفاحم، أخذت عيناه تشعّان، زحفت كفّه إلى عنقها، تأوّهت "حليمة" إذ ما زالت آثار الحروق تؤلمها، أخذت أصابعه تجسّ كتفيها، تصاعدت دمدماته:

 

- هل يؤلمكِ رأسكِ؟

 

هزّت "حليمة" رأسها. عاد يسأل: 


- هل ما زالت الحروق توجعكِ؟ 


كرّرت هزّ رأسها، لكنّ دموعاً حبيسة من عينيها بدأت تنسكب. 


- إذاً مرّغي خدَّيكِ بلحيتي. 


دهشت "حليمة"، تراجعت، فصاح: 


- مرّغي خدَّيكِ بلحيتي، فلحيتي مباركة. 


اقتربت الصبيّة، لصقت خدَّها بلحيته الضخمة،  

ألصق لحيته بخدّها أكثر، امتدّت يداه تحتضنانها بعنف، اشتعلت النّار داخل عينيه، دمدم: 


- هل يؤلمكِ نهداكِ؟

 

بهزّةٍ من رأسها نفت هذه المرّة.


 - هل أنتِ متأكّدة؟ 


- نعم. 


ارتفع صوته المبحوح أكثر:

 

- هل أنتِ متأكدة، أم أنّكِ لا تعرفين؟

 

همست "حليمة" والخوف قد سيطر على كامل وعيها:

 

- لا أعرف. 


امتدّت يده إلى نهدها، تكوّرت كفّه فوق النّهد،  

راحت أصابعه تهرس الحلمة، كان النّهد ليّناً، دمدم لاهثًا:

 

- افتحي أزرارك. 


تطلّعت إلى عينيه الجّمريتين. 


- قلتُ لكِ افتحي الأزرار.

 

برز الصّدر الأسمر، هرعت أصابعه المتوقّدة لترفع الحمّالتين، تأرجح النّهدان، قبضت يداه الحارتانِ الرّاعشتانِ عليهما، اندلع اللهب من عينيه، وسرت رجفة في أوصال "حليمة"، حين أبصرت وجهه يستطيل، همهم وقد اتّسعَت بُحّة صوته:


 - هل توجعكِ بطنكِ؟

 

- لا. 


رفعَ يديهِ عن النّهدين، وقال بحزم: 


- تمدّدي أمامي. 


تجرّأت "حليمة" لتهتف: 


- قلتُ لكَ بطني لا توجعني.

 

تراجعَ قليلاً، تجهّمَ وجههُ، تقلّصت لحيته وهو يصيح: 


- قلتُ لكِ تمدّدي.

 

تمدّدت كالميّتة، أسرعت يداه لتكشفا الثّوب عن بطنها: 


- لماذا ترتدينَ هذا البنطال ونحنُ في عزّ الصّيف؟! 


لم تردّ عليه، ولم ينتظر جوابًا، تابع رفع الثّوب،  

ظهرت البطّن، تسابقت أصابعه لترفع القميص الدّاخلي، يدُه تتمرّغ على البطن وتعصرها، عَلَت دمدماته:

 

- اللهمّ أرح هذه البطن من الألم، اللهمّ أرفق بهذه  

النّعومة، بهذهِ الفتنةِ والسّرّةِ، اللهمَّ مكّني من  

مساعدتها فهي عزيزة على قلبي، اطرد عنها الجّنّ والعفاريتَ والشّياطينَ والأبالسةِ أولادُ الكلبِ، اللهمّ  

أرحني، فأنتَ على كلِّ شيءٍ قديرٌ.


             -4-


عندما سمحَ صاحبُ الكرامةِ لأهلِ "حليمة"  

بالدّخولِ، كان قد تربّعَ فوقَ اللبّادِ وأمسكَ بسبحتهِ.

 

سارعت "زهيدة" أمّ "حليمة" لتسأله: 


- خيرٌ يا سيدي الشّيخُ.. طمّني؟

 

ابتسم صاحبُ الكرامةِ، نظر صوب "حليمة"  

المصفرّةِ الوجهِ، دمدمَ بعد أن مسّدَ بأصابعهِ على  

لحيتهِ المشوبةِ وبالاحمرار:

 

- إن شاءَ الله خيرٌ، لا تقلقي، أريد فقط أن أبيّت لها حتى أتأكّد، لهذا أريد شيئًا من أثرها، كي أضعه تحت مخدّتي عند نومي.

  

قالت "الحاجّة ربّوع": 


- أعطهِ غطاءَ رأسِكِ يا "حليمة". 


هتفَ صاحبُ الكرامةِ بسرعةٍ:


- غطاءُ الرّأسِ لا يصلحُ يا حاجّة.

 

سألَ الأبُ باستغرابٍ: 


- لماذا لا يصلحُ يا سيدي؟! 


- لأنني أريدُ قطعةً من ثيابها تكونُ ملتصقةً بجسدها أكثر، ويجبُ أن تكونَ هذه القطعةُ نجسةً، لأنّ الجنّ والعفاريتَ والشّياطينَ والأبالسةَ، أعوذُ باللهِ من ذكرهم، لا يوجدون إلّا في الأماكنِ النّجسةِ والحقيرةِ.

  

صاحت "زهيدة" الأمُّ: 


- دستورٌ من خاطرهم، دستورٌ يا ربّ. 


تابعَ صاحبُ الكرامةِ طلاسمه: 


- أريدُ سروالَ "حليمة"، فهو أفضلُ شيءٍ  

(للاستخارة).


             -5-


قبلَ وصولِ صاحبِ الكرامةِ، طلبت "حليمة"  

من أمّها وجدّتها أن لا يتركاها معه بمفردها.

 

قالت الأمُّ: 


- صاحبُ الكرامةِ لا يقبلُ أن يتركنا معكِ.  


وأجابت الجّدة "ربوع":

 

- الجنُّ والعفاريتُ والشيّاطينَ والأبالسةُ، لا يظهرونَ لسيّدنا "لطّوف" إن بقينا معكِ. 


أرادت "حليمة" أن توضّح لهما عن أسباب مخاوفها:

 

- سيّدنا "لطّوف" له حركاتٌ مخيفةٌ.

 

صاحت الحاجّة "ربّوع":

 

- طبعاً.. هكذا هم أولياءُ اللهِ الصّالحين. 


أدركت "حليمة" أنَّ أمّها وجدّتها لا تستوعبانِ ما تقصد، لذلك عزمت على المكاشفة أكثر: 


- سيّدنا "لطّوف" ليس من أولياءِ اللهِ الصّالحين.

 

ذعرت الأمّ من هذا القول، وصاحت الجّدةُ بغضبٍ شديدٍ:

 

- اللعنة عليكِ يا قصوفة العمر، أنتِ تكفرين، قولي دستوراً من خاطره، قبل أن يفلجكِ، سيّدنا "لطّوف" ابنُ أسياد. 


اقتربت الأمّ من ابنتها وهمست:


- قولي يا ابنتي: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم،  

ولا تعودي لمثل هذا الكلام، سيّدنا "لطّوف" قادر على مسخنا جميعاً.


             -6-


وصل صاحب الكرامة "لطّوف"، كان عابساً، استقبلته العائلة بقلقٍ وخوفٍ، قال الأب "الحاج كرمو":

  

- خيرٌ يا سيدي.. لقد شغلتَ بالنا؟!

 

تضاعف تجهّم وجهه، تسارعت أصابعه بتلقّف حبّات سبحته ذات المئة حبّة، نظر صوب "حليمة" المنكمشة على نفسها عند الزّاوية، وقال:

 

- "حليمة" أحرقت ابن ملك الجّنّ الأحمر يوم أسقطت براد الشّاي، وهذا ما جعل ملك الجّنّ الأحمر يقسم على الانتقام من ابنتكم "حليمة".

  

ندّت عن "حليمة" صرخة ذعر رهيبة، توجّهت إليها الأبصار بفزعٍ عظيم، كانت ترتعش، فكأنَّ خوفها قد تحوّل إلى موجة بردٍ قارسة. 


صاح صاحب الكرامة وهو يحاول النهوض:

 

- اخرجوا من الغرفة، ودعوني أعالجها.*


مصطفى الحاج حسين.

    حلب عام 1992م



إلى زهرانَ مَمْداني بقلم الكاتب عبد الله محمد سكرية ..

 إلى زهرانَ مَمْداني


ومن لبناَنَ أرفعُه سلامًا 


لزهرانٍ وأجملُه سلاما


بنورٍ جئت معتليًا سراجًا


تطالُ بما امتشقناه النّجوما


لأحلامٍ تراودُ كلَّ حيٍّ


لراعٍ كان ديدنُه الوئاما


له الراياتُ تأتيه بحبٍّ


ولا يخشى مِن الجاني المَلاما


مدينتُه تُناديه، تعالَ


ألا إرفعْ عن الأهلِ الغماما


ألا داوِ بنادينا جروحًا


فدينُ اللهِ يغبطُنا كِراما


بإسلامٍ وهديٍ فيه نورٌ


ونور هداك نبقيه المُراما


كفانا نعلِكُ الأيامَ قهرًا


ونحملُها أباطيلًا عظاما


فدونالدٌ يهدّدُنا بحربٍ


وأنتَ لحربِه صرتَ الحُساما


نيويوركٌّ ستلقى روحَ حرٍّ


فبالأحرارنطردُه الظّلاما.. 


     عبد الله محمد سكرية ..


ومضة شعرية بقلم الكاتب محمد شداد

 ومضة شعرية

***********

رضيعٌ في زمن المجاعة

****************

 ضاقت به و ما درتْ

أني حزنتُ لبكائه

فتواثب إليّ لما مددتُ يدي

 هدهدته حين حملته فسكتْ.

و ما درى بأني...

رحمةً ألقمته اصبعي.

*************

محمد شداد


يا سايل بقلم الكاتب جلول قيايدة

 يا سايل

يا سايلني لا تسأل...نحكي لك بلاجحودي

انا صيلي من لبطال...عربي انا من جدودي

مكسوبي عود فالطوال...و سرج و اللازمة حديدي

ومعنق ام الدلال...كحلة بارودها بليدي

برانيس نساجة الخلال...وبر ومظلها جريدي

نصيد في جدي الغزال...ناكل من جابها زنادي

ماني تباع للمحال...ماني سراح فالبوادي

راجل بن سيد الرجال...لعدايا نا ما نودي 

نسهر مهما اليل طال...ونصبح في خيوطها نسدي 

طاعن برورها وجال...عارف كر الرجال عندي

دنيا وايامها هوال...حاكم لجامها بيدي 

يا ذري سير ضو حال...شوار اميمة روح عدي

عجل لا تكثر السوال....لمغيلة ثما بلادي

كريشي من طينة الرجال...فرسان مدون والبوادي

جيش الامير بيه صال...من مقطع تافنة لوادي 

هذا تاريخ للجيال...كونو فرسان يا اولادي

واذا عني ما تسأل...شور مغيلة ارواح عندي

حدد من طرفها قدال...وامشي حتى ولاد هدي

ومن شنقار عال الجبال...فوت القطار ذلك حدي.

صلى على سيد الرسال...وادعي ليا ابا وحدي.

جلول قيايدة


إلى فائق الدّهشة والاغتراب بقلم الكاتب محمد الناصر شيخاوي

 إلى فائق الدّهشة والاغتراب 

                   الشّاعر العراقي الكبير صلاح فائق 

نظاّرتك الطبيّة التي لم تغيّرها مُذ عرفتكْ 

تُقرّبكَ منّي كثيرا   

فأراك بكلّ تفاصيل الوجع

أراك

- حيث أنت الآن - في منفاك البعيد

تقرأ في كتاب مُغلق 

وتُمسِك - بأصابع من ريح - آثار دمعة شاردة  

أرى حزنك الأبديَّ 

يجلس - في هدوء مستفزّ - إلى جانبكْ

وأرى مُدَنا نازفةً 

تحطّ - كما العصافير - على كتِفكْ

كم هي شاسعة شهقاتكَ 

وكم أنت وحيد وكثير

في - برواز - 

ابتساماتِكَ السّاخره

                              محمد الناصر شيخاوي

                                         تونس



أجالدُ وحدتي بقوافٍ شُبُبِ بقلم الكاتب عبدالعزيز دغيش

 أجالدُ وحدتي بقوافٍ شُبُبِ

تَخفِقُ وتُشتَقْ من عُبابِ 

جُنُبِي

يا سائلي في الهوى

ولواعجُ الهوى 

عجبُ

قد ذُقتُ من مُرِّ الهوى

ما لم تصفْهُ كتبُ

أمواجٌ أناتٍ

تزبدُ في صدري وتنتحبُ

تعلو وتبخرُ وتتكثفُ سُحبُ

لا أباتُ ليلي

فيما اقضيهِ من زمنٍ

ولا يرمشْ لي 

هدَبُ

لا سوادُ ليلٍ لي ولا بياضُ نهارٍ

ولا تقاسيمُ شعبانٍ 

ولا رجبُ

قد أكون حاضراً بين الورى

غير أني في غيبةٍ، 

حاضرٌ في غيهب

داعي الشوق في قلبي 

يغيبني

يَغتلي أوارَهُ 

ويضطرم في الجُنبِ 

فكيف .. كيف يباتُ 

من بالنوى أحداقَه تتكهربُ 

كيف والقلبُ

دون حُبِّهِ فيما ينبضُ مُستَلَبُ

كيف والعقلُ ينتظمْهُ صخبُ

كيف والعشقُ يُؤجِجُ ناراً

في الجوى تلتهبُ

ضاق بي حالي في غيهبِ الحبِّ

واشتدَّ بي التعبُ

يا ظالم الحبّ لا كانت لك غلبة

لا عشت دنياكَ، ولا انتضّ لك سهمٌ

ولا استقام لك سببُ .

عبدالعزيز دغيش  في نوفمبر 019 م


حين يُغادِرُ من لا يُغادِر بقلم الكاتب سعيد إبراهيم زعلوك

 حين يُغادِرُ من لا يُغادِر


كأنكَ لم تكنْ شخصًا... بل الوطنُ

كأنكَ الوقتُ في عيني، إذا سَكَنُوا، سَكَنْ


غادرتَ... لكنَّ الدروبَ التي مَشَيتَ بها

ما زالت تحفظُ وقعَكَ في الشَّجنْ


أنا لا أحنُّ إليك... بل أحنُّ بي

كما كُنتُ حين ينامُ صوتُك في الأذَنْْ


تُراني نجوتُ منك؟ أم كنتَ النّجاةَ، فحينَ

مضيتَ، تكسّرت الأيامُ في زَمَنْ؟


كأنكَ الماءُ... ما إن جَفَّ نبعُكَ عن يدي

حتى تفتّتَ داخلي نبضٌ ولم يُعلَنْ


لا أحدٌ يُخبرُ الغيابَ أن يُؤجّل

ولا الزمانُ يعيدُ مَن لا يُستَعادُ ولا يُدَنْ


لكنني أراكَ في الأشياءِ كلّها

في كوبِ شايٍ، في النوافذِ، في الدُّمى، في الوَهنْ


وتُبكيني الأغاني القديمةُ دون أن

أعرف لِمَ الدمعُ يسبقُني... ويَسكنُ في العَينْ


هل أنتَ راضٍ الآن عن وحدتي؟

أم أنَّ صمتَكَ أيضًا... يشتاقُ لو يُؤتمن؟


إن عدتَ، لا تَعتذرْ عن الوقتِ الذي فَاتَ

فالحنينُ لا يُحاسبُ مَن سَكَنْ


عدْ كالغريبِ الذي نَسِيَ اسمهُ في الدُّجى

وعادَ يبحثُ عن ضلوعٍ لا تَخونُ ولا تُهَنْ


سعيد إبراهيم زعلوك



شبل يغـرد لفلسطيـن بقلم الشاعر محمد علقم

 شبل يغـرد لفلسطيـن

...............................

حبيتـك فلسطيـن يا أرض العـرب

كل حبة رمـل منك توزن بالذهـب

لم ازرك يـوم وبيّ إليك مـا ذهـب

صه يون مـانعـه بعـد مـا اغتـرب

يحلـــم أن يعــود ويقبـل التُــرَب

الفاتحة يقـرأ وأدعيـة مـن الكتـب

للجـد والجدة ومن للأهل انتسـب

فيك القـدس الله أجمـل ما وهـب

اسم بعد المعراج في السما انكتب

عـاصمـة للسمــاء. ربنـا قــد كَتـب

مـوسى كليم الله من مـائك شرب

عيسى رسـول المحبـة إليك نُسب

شرّفك أحمـد حينمـا للبـراق رَكب

واليـوم سمــاك مغطـى بـالسحـب

بعـد التآمـر.. مـن الشـرق والغـرب

جــاؤا بـالص هـا ينـة أولاد الكلب

أنشـــأوا كيــان صــدقــا لا كــذب

شــرّدوا وشتتـــوا أبنــاء الشعــب

حتى يُسـروا وتستمر آلـة الحـرب

أصــرخ وأنــده وينكــم يـا عــرب

أين الرجـولة والشهامة والغضـب

تبـاع فلسطيـن وتُعطى لمـن سلب

ميـراث أمّـة محفـوظ فـي الكتـب

يا حيـف الحـق ضـاع مـاله طلـب

ما عـاد ينفـع سـلام مـع مغتصـب

يـا رب جـازي.. مــن كـان السبـب

تهجير شعـب في الشتات مغترب

أيــن القـــوافـــي وفنـــون الأدب

تنصف المظلـوم... وتصورالرعـب

أين الجيوش. والكتـاب والنخــب

مليـار مسلم  صه يون لهـم غلـب

حبيتك فلسطين. يـاأرض العـرب

كل حبة رمل منك توزن بالذهب

محمد علقم/5/11/2017


أحمل غيمة بلا مطر، بقلم الكاتبة سلوى مناعي

 أحمل غيمة بلا مطر،

أبتسم لأخفي ارتجاف قلبي،

وأهمس للريح: "خذني بعيدًا حيث لا يؤلمني نورك."


يا نهارُ، دعوتك بلا جدوى،

أفقك البعيد يذكرني بفجرٍ لم يولد بعد.

تعبت الانتظار على أبوابك،

والقلوب التي وعدتني… رحلت.


أتمنى أن يكون الصمت بيتًا لي،

أن أستريح في ظلّه بعيدًا عن ذكرى، بعيدًا عن وجعك.

أقلب الصور القديمة، ألمس رماد حلمٍ احترق،

وأحادث نجمةً بعيدة لتبقى قليلًا وتؤنس وحدتي.


يا من علمتني الخذلان،

أكتب دموعي على الورق،

أصنع من وجعي حكايةً لا يعرفها أحد سواي.


أرفع عينيّ إلى السماء وأقول:

"يا رب، أنت وحدك تعلم ما في الفؤاد،

امنح صبرًا لمن ذاقت الخذلان ولم تفقد الأمل."


وفي نهايات الليل، أهدأ…

كأن نسمةً رقيقة لمست قلبي،

أضع رأسي على وسادة الصبر، وأهمس:

"وللحب، حتى بعد رحيلك، حكاية لا تنتهي."


بقلمي سلوى مناعي



لا تتركيني بقلم الشاعر الهادي العثماني

 لا تتركيني

```````````

  ضعيني في حقائبكِ                 

إذا فكّرتِ في السفرِ              

ومجدافا لقاربكِ                     

وشبّاكا على القمرِ                 

لكي أبقى بجانبكِ                  

فيشدو اللّحنُ للوترِ         

وتشدو دونما ملَلٍ                     

طيور الحبّ للقمرِ                   

وتخضرّ حـدائـقُـنا                      

يجودُ موسمُ المطرِ                

ويهفو  مثل أغنيةٍ                    

نسيمُ الصبحِ للشجرِ                

فأنتِ أحلَى أمنيةٍ                   

وأغلى الناسِ في نظري          

   الهادي العثماني

                  تونس



جَيْـشٌ مِنَ الحَشَرَاتِ... بقلم الأديب حمدان حمّودة الوصيّف. .. تونس.

 جَيْـشٌ مِنَ الحَشَرَاتِ...

(من ذكرياتي أثناء إعارة في بلد عربيّ سنة 1993) 

جَيْـشٌ مِنَ الحَشَرَاتِ هَـاجَمَنِي العِشَا     

وَأَنَا الّذِي جِـئْتُ الـغَـدَاةَ مُـسَـلّـِمَـا

لَـمْ يُـبْـقِ فِـي بَـدَنِي الـمُـعَـنَّى بُـقْـعَـةً     

 إِلَّا وَأَشْــبَــعَــهَـــا أَذًى وتَـأَلُّــمَــا ...

لَـمْ يَـرْعَ حَقَّ الضَّـيْـفِ فِـي إكْرَامِهِ      

 بِـاللَّـسْـعِ، لَا بـِالـثَّـاغِـيَـاتِ تَـكَـرَّمَـا.

طَـيَـرَانُـهُ سِـرْبُ البَعُـوضِ مُـطَـنِّـنًا      

 ومُقَـنْبِلًا فِي الـجِسْمِ لَسْعًـا مُؤْلِـمَـا.

مَــا أَنْ خَـبَـتْ غَـارَاتُـهُ حَـتَّى أَتَـى     

 سِرْبُ الذُّبَــابِ، أَشَدَّ مِـنْـهُ وأَعْظَمَا

لَـمْ يُــرْضِـهِ أَنِّـي سَـأَلْـتُــهُـمَــا مَـعًـا     

 حُـسْـنَ الـجِوَارِ، فَمَا بِـرَأْيِـيَ سَلَّـمَا

بَلْ أَخْبَرَا "الدَّبَّـابَ"ضَعْفَ مَوَاقِعِي    

 فَـسَرَى، بِـلَـيْـلٍ دَاحِسٍ، وتَـقَـدَّمَـا.

فَـذُهِلْتُ وَارْتَعَدَتْ جَـمِيعُ فَرَائِصِي    

 وتَـغَـلَّـقَـتْ كُـلُّ الـمَـنَـافِـذِ عِــنْـدَمَـا

ظَـهَرَتْ "جَنَازِيرُ" العَقَارِبِ، لَيْلَةً،    

فِـي غَـارَةٍ، حُـمَّ الــقَـضَـاءُ وأُبْــرِمَـا

فَـعَـرَفْتُ أَنَّ العُـمْـرَ رَهْـنُ إشَـارَةِ    

وهَـرَعْتُ لِلـرَّحْـمَانِ بَــرًّا مُـسْـلِـمَـا

أَرْجُـوهُ رَحْـمَـتَهُ الّتِي قَدْ أُسْبِغَتْ

                      مُـتَـوَسِّـلًا بِالـمُـصْطَـفَى أَنْ أُرْحَـمَـا

ولَزِمْـتُ بَـيْـتِي، وَالـحَـرَارَةُ شِـدَّةٌ،     

لَكِنْ تَـصِـيـرُ، مَـعَ البَـلِـيَّـةِ، أَرْحَـمَـا.


فَالسِّجْنُ، فِي قَيْظٍ، بِغُرْفَةِ مَسْكَنِي،    

خَــيْـرٌ، لَدَيَّ، مِنَ الـمَـمَاتِ مُسَمَّمَا.

حمدان حمّودة الوصيّف. .. تونس.

خواطر: ديوان الجدّ والهزل.



الأربعاء، 5 نوفمبر 2025

الحب دايم بقلم الكاتب ..غانم ع الخوري ..

 .            الحب دايم


مهما طال العمر وتعددت السنين

  بتضلك حبيب القلب يازين

    

      غالي عليّ ياحلالي 

ياحبيب روحي وراسمالي

    مابيغلى عليك غالي 

   إنت نور عيوني الاثنين

 يا حافظ اسراري و عمود داري 

  ربي يزيدك بالعمر عمرين


      آهٍ ياعمري يا أم الجوز

 اليوم صرنا ختيار  وعجوز 

   قلبي حبك وانت صبية  

 ولأجلك تحديت فتيان العالم 

  و أعلنت عليهم الفوز

   حتى صرت وردة بيتي 

   قلبي وحياتي دفيتِ 

 تعبت كثير  ولا بيوم شكيت 

 دايم الدوم عندك لهفة وشوق 

و إيديك تطوقني بضمة حنين


..غانم ع الخوري ..


العرب ومآسي فلسطين والسّودان بقلم الكاتب رشدي الخميري/ جندوبة/ تونس

 العرب ومآسي فلسطين والسّودان

تطرّقنا في نصّ سابق إلى دور الصّهيونيّة والعنصريّة في مأساة الدّول العربيّة، وخاصّة ما تعيشه فلسطين والسّودان من معاناة متواصلة تحت وطأة الوحشيّة الإمبرياليّة، الّتي ما فتئت تستنزف الطّاقات والموارد البشريّة والماديّة في هذين البلدين بوجه خاص.

ولسائل أن يسأل: هل لبعض الدّول العربيّة يد في هذه المأساة الإنسانيّة؟

والإجابة – للأسف – هي نعم. فبعض الدّول العربيّة لا يهمّها سوى مصالحها الضّيّقة قبل أيّ مسعى وطنيّ أو إنسانيّ، ولها يد مباشرة أو غير مباشرة في تعميق هذه الأزمات.

لكن كيف ذلك، ونحن لا نكاد نسمع سوى تصريحات عن "تدخّلات عربيّة" لحلّ هذه الوضعيّات الكارثيّة؟

الواقع يظهر أنّ أغلب الدّول العربيّة منغلقة على حدودها الوهميّة، تظنّ أنّها بمنأى عن الأخطار الّتي تعصف بفلسطين والسّودان وسوريا واليمن وليبيا وغيرها، وهذا الهروب هو تدخّل ومساهمة غير مباشرة . أمّا البعض الآخر، فقد أوهم النّاس بأنّه يتدخّل – مثلا في السّودان – من أجل فضّ النّزاع القائم بين طرفي الأزمة، بينما دوافعه الحقيقيّة سياسيّة واقتصاديّة بحتة.

فدول الجوار، وإن أبدت حرصها على "استقرار المنطقة"، كانت تخشى في العمق امتداد النّزاع إلى حدودها أو إلى البحر الأحمر، فسعت إلى دعم أحد الأطراف ماديّا ولوجستيّا، لتأمين مصالحها الاستراتيجيّة. كما شاركت دول أخرى في تمويل أحد الجانبين، ظاهريّا باسم الوساطة والسّلام، وباطنيّا حفاظا على مصالحها المتعلّقة بالزّراعة والذّهب والنّفط والموارد الطّبيعيّة.

وهكذا تحوّلت القضيّة السّودانيّة – كما الفلسطينيّة – إلى ساحة صراع نفوذ عربيّ وإقليميّ، تدار فيها المآسي بدم بارد وتغذّي فيها الحرب من حسابات ضيّقة لا علاقة لها بالإنسانيّة ولا بالأخوّة العربيّة الّتي طالما تغنّينا بها.

فلتنهض الأمّة العربيّة من سباتها، ولتدرك أنّ النّجاة لا تكون بالتفرّق ولا بالحياد، بل بالموقف الصّادق والفعل الجماعيّ.

إنّ التّاريخ لن يرحم المتفرّجين، ولن يغفر لمن جعل من المآسي العربيّة مجالا للرّبح والنّفوذ.

فلنعد إلى الكلمة معناها، وإلى العروبة جوهرها الإنسانيّ الأصيل، قبل أن تطوى  آخر صفحة ثمّ نندم بعد أن فات الأوان.

رشدي الخميري/ جندوبة/ تونس


تراتيل الماء بقلم الكاتبة زينب حشان

 ✨تراتيل الماء✨


كالماء يا أنتَ،

تنسابُ في مقلتيَّ 

رؤى، ونداءْ…

وتغفو على شفَتيَّ الحروفُ،

إذا لامس إسمك بعض الهواء.

كالماء يا أنتَ،

يا من تُرتِّب صمت المسافات،

تجعلُ من بُعدكَ احتماء.

تجيءُ…

فتغدو المواعيد نهرا،

ويمحو حضورُك وجهَ العناءْ.

يبقى الحديث لكَ، ومعكَ،

كأنّ الحروف أصدافُك

تُخفي اللؤلؤ في عمقها،

ولا تُفشيه إلا لماء المساء.

سُقيا لروحي إذا جفّ المعنى،

وسُقيا لقلبي إذا ضاق في الحلم

طيفُ الرجاء.

حتى وإن عزّ هذا اللقاءْ،

ففي البُعد منك اقتراب،

وفي الغياب حضور،

كضوء يسيلُ على وجع الأشياء.

فأنت  كالماء ،

ترويني كلّما ظمئتُ،

وتتركني أُزهرُ في عطشي،

كأنّ الفقد نافذة على ضياء


بقلم✍️ زينب حشان

              المغرب



وصايا بأنفاس الحرف بقلم الكاتبة هالة بن عامر تونس

 وصايا بأنفاس الحرف


اكتبي كأنكِ تبوحين بسرٍّ للرّيح،

واذكري أن الحرف إن صدق نجا،

وإن تزيّن كذبًا خسر معناه.


لا تجعلي اللّغة قيدًا، بل جناحًا،

ولا الحزنَ وِسامًا، بل نارًا تصهر فتخلق ضوءًا.

وازني بين أنينكِ وصمتكِ،

فليس كل ما يُقال يُسمع،

ولا كل ما يُخفى يموت.


اجعلي الحرف صلاةً حين تضيع البوصلة،

ونهرًا حين يجفّ الوجدان،

وحين تتعبين من البوح،

ضعي نقطة، لا ختامًا،

بل استراحة حلم.


تذكّري أن الكتابة ليست خلاصًا،

بل طريقٌ من وجعٍ جميل،

يترك في الروح ندبةً من نور،

ويمنح الحرفَ عمرًا أطول منّا جميعًا.


هالة بن عامر تونس 🇹🇳



الثلاثاء، 4 نوفمبر 2025

... ضاع عمري.... بقلم الشاعر مصطفى سريتي

 ... ضاع عمري....

ضاع عمري و أنا عن عينيك مبتعدا

فكيف تغدو حياتي و لا زلت منفردا

هي الدنيا بما فيها زوجان كمًّا تجدا

دون إفراد لأنثاها لن يكتمل التعدادا   


لن أطاوع هجران أرض بها نسجت

خيط محبة لرحيق و أزهار فتحت

فاضت برحيق الإخلاص و امتلأت

عشقا ارتوت نفسي منه حتى ثملت


 ضعيني بأهذاب عينيك كحلا لزينتك

إن سال دمع خط اسمي على وجنتك

امسحيني بمنديل الحب فداء لصبرك

تجديني حين تغيب ذكراي عن ذهنك


أحببت في عينيك لون سَماء بزرقتها

و انتشيت بحمر شفاه أسِرت ببسمتها

رحماك من جنة فردوس أنتِ مَسكنها

إن جن الليل كيف للعين صدّ حارسها..


مصطفى سريتي

 المغرب



_غفلةٌ تُزهرُ في العتمة بقلم الكاتب _ زيان معيلبي (أبو أيوب الزياني)الجزائر

 _غفلةٌ تُزهرُ في العتمة


في دهاليزِ الوقتِ

ينحني الحلمُ تحتَ وطأةِ 

الانتظار

وتغزلُ الريحُ خيوطَ الخديعة

على نولِ الغفلةِ المدهشة...

يصفّقُ السرابُ لظلٍّ لا 

يرى نفسه

وتتعانقُ الأقنعةُ كأنّها وجوهٌ 

من طينٍ تعرفُ الزيفَ 

وتبتسم

الحقيقةُ تمشي حافيةً في 

سوقِ الأوهام

تشتري وجعها بالسكوت

وتبيعُ ملامحَها للعابرين...

هناك

في أقصى الروح

يزهرُ الرمادُ كأنه حياةٌ أخرى

ويولدُ النورُ أعمى

من رحمِ العتمة...


_ زيان معيلبي (أبو أيوب الزياني)الجزائر



لجام الطموح بقلم الكاتب نصر محمد

 لجام الطموح

أحصنة الغيم 

تحت سماء طيفك 

الممطر ببذخ ترجل 

فارس وجداني يقطع من 

المسافات العذبة طوفان 

المضارع المستمر صوب 

إعراب عنفوانك المتعة العربية 

المستثناة بأمواج الزخات المطمورة 

فوق أفنية روحي عبأت مقام الفداء من 

بحور قوافي السرد اللوحة البهية التي تعانق

أرجاء إطارها حواسي المعمورة بك بيت المواهب

باللمس البديع الذهبي الخصب الخلاب اليافع 

المفردات لها النماء الصاعد فوق أرفف الكتب 

المرسلات أهوى أن يكون لخيالي مسح قربك

المنمق بجداول المشارب كذلك المعصرات 

التقاليع التي تبحر تحت عناقنا الرشيق على

جانبي الموائد السيارة لقحت بعطرك أجواء 

وجنتي أطباق السمر الطائر فوق أشجار العشق

المتوهج بالثمر لي معك من 

عراجين البلدان العتيقة 

الموعد المنهمر

الحكايات التي 

تبث الفرح على أوداج

القفزة مبنية ببئر رواحة الواحة 

الفواحة بحدائق السكينة الوردية 

بتسعة عشر أبواب الرزق المفتون 

بخصائص اللقاء المدهش تحيز 

شوقي لكل بيان يداعب قارات الشرح 

الوافي برشفة ألوان الشفق سبور ليالينا الحارة 

أحبك بقلبي نهج البلاغة والشهادة 

بقلمي نصر محمد



همس الغزال، وزئير الأسد بقلم الكاتب توفيق حيوني

 همس الغزال، وزئير الأسد 


قالت:


أينَ أنتَ يا غزالَ الجبالِ، يا نبضَ الفؤادِ الهائمِ؟

عيني تاهتْ في الدروبِ، وخلدي في هواكَ الحالمِ.

أنتَ الرشاقةُ في وثبتي، والفتنةُ في النظراتِ،

سحرٌ يلفُّ سهولَ الروحِ، ويطوي بساطَ الأمنياتِ.


أجبتها:


أنا هنا، حيثُ الصدى يرجعُ من قممِ المجدِ العاليةِ،

لا غزالَ أنا، بل أسدٌ يصولُ في الوهادِ والروابي الواهيةِ.

أنا ذاكَ القرشُ الذي يمزقُ لجَّ البحرِ بأسنانِهِ،

أصطادُ الضباعَ من غدري، وأكسرُ أصدافَ المحارِ ببيانِهِ.


بدمعة اجابت:


كيفَ لي أن أرى فيكَ الأسدَ الذي تخشاهُ الوديانُ؟ -

أو أن ألمحَ فيكَ القرشَ الذي بهِ تستعيرُ الأزمانُ؟

أنتَ لي رفيقُ الدربِ، وصوتُ الصمتِ في أعماقي،

لغزٌ أنتَ يا حبيبي، يزدادُ بهاءً كلما اتسعَ نطاقي.


بثقة قلت:


أنا الأسدُ إن رمتِ العواصفُ أن تقضِمَ من أمانكِ،

أنا القرشُ إن هدَّدتْكَ أمواجُ الدنيا، واهتزَّ كيانكِ.

هذه هي صولتي، وهذا هو بحري الذي لا ينضبُ،

أحميكِ بكلِّ قوتي، وبكلِّ حبٍ لا يتذبذبُ.


ثم انهارت:


فيا لكَ من أسدٍ يغارُ على غزالٍ في مخدعِهِ،

ويا لكَ من قرشٍ يبني أعشاشَ الحبِّ في أربعِهِ.

لستَ صيادًا لقلبٍ أضحى أسيرًا بينَ يديكَ،

بل أنتَ حارسُ الروحِ، كلُّ الأمنِ يشرقُ من عينيكَ.


توفيق حيوني



ومن بعدما فرقوا الناس سادوا بقلم الشاعر حامد الشاعر

 ومن بعدما 

 فرقوا الناس سادوا 

علينا   فنفس  الحكايا  أعادوا ـــــ لهم  من حكاياتهم ما أرادوا 

ومن بعدما فرقوا الناس سادوا ــــ وكل الورى بالأضاليل قادوا وصرح الغزاة الطواغيت شادواـــــ وكل الطغاة بهم قد أشادوا

وما قد مضى من جديد أعادوا ـــــ وشعبا   أبيا   وحرا  أبادوا

أحبوا القتال  إلى القتل  عادوا ـــــ ونفس الحكايا علينا أعادوا 

*****

وزدنا  ضلالا   وزدنا    خبالا ــــــ وحمقا كباقي المجانين زادوا

وفي السلم ناحوا وللحرب راحواـ وصاحوا ورب الكريهة نادوا

وعادوا ونشر السراب أعادوا ــــــ  وأهل الحقيقة  حبا   يعادوا

واعطوا النفيس لأجل السراب ـــ وبعد  التوهم   بالمال  جادوا

تعادوا وما بينهم قد تحابوا  ــــــ وجاؤوا لفيفا  وما هم توادوا 

وزاد    الأعادي  جفاء وزادوا ـــــ غرورا  وفي غيهم قد تمادوا

******

وعدنا لنفس الحكايا وعادوا ــــــ تمادوا الحكايات فيها فمادوا 

وفي مأتم نحن صرنا جميعا ــــــ وفي  عيدهم  بالدماء تهادوا 

وكنا  معا     توامان  وحين ـــــ تساوا معا في الخروج تضادوا 

وكادوا لنا في الخفاء اعادوا ـــــ شتاتا وفي سحقنا نحن كادوا 

أطاعوا الشياطين حتى أعيدوا ــ عبيدا وعن منهج الله حادوا

*******

وما قد أفادوا الورى في التردي ـــ جميعا وفي حفرة ما تفادوا 

وكادوا   وكيدا  قديما  أعادوا ــــــ  فزادوا كيادا وللناس كادوا 

عتوا في البلاد فسادا فسادوا ـــــ وغير اللذين طغوا ما أفادوا 

وضلوا  جميع   الأنام  أضلوا ــــــ ومنا فمن ضل او تاه صادوا

وضلوا لأنهم  أضلوا  فكيف ــــــ برفض الأناجيل والذكر هادوا 

******

وقادوا جميع الورى للمهاوي ـــ ومن بعدما فرقوا الناس سادوا 

بشتى  اللغات   بلا  ترجمان ـــــ فتلك  السياسة    فنا  أجادوا 

وحازوا فلسطين بالأرض فازوا.ودون المسيح عن الوهم ذادوا

سيهوى ومهما بهم قد أشادوا ـــ فما  شيدوا في البلاد وشادوا

فكل   الذين أبادوا   سواهم ــــــ وشادو  فبعد    الإبادة  بادوا

******

العرائش في 3نوفمبر 2025

قصيدة عمودية موزونة على البحر المتقارب 

بقلم الشاعر حامد الشاعر



لو كان لبحر بقلم الزجال المحجوب بوسبولة

 //////+++لو كان لبحر+++//////


لو   كان   لبحر    مداد   نداري  به


نرجع     لسطر     نتكايس    عليه


ا نديرو       ارفاڴة            ووناسة


نخلق       منو         كل      غراسة


ونخليه       لناس     طيب    يفوح


ويرجع    لشي      بعضين     الروح


ماشي    بحال     بعضين     هضارة


من     ابعيد      تظهر         لغذارة


لاثيق    ف  الثعلب    وداك    ذيب


احسب     راسك       واحد    اغريب


لدخلتي     لبحر       كون         عوام


لا   تفوت     الشط    را  الموج درام


اهل    الحرف    طريقهم        فراحة


ماشي    غذرة     ماشي          جراحة


حرف     بسمة     السربة       وفراجة 


موسمها     كلام      ماشي     عجاجة  


لاتكون    ذيب   ومضرڴ   ف لحليب  


لابد     شمس    ماترحل        وتغيب


بقلم    صقر   الحروف 


الزجال   المحجوب  بوسبولة


[ حاكم الشارقة شاعراً ] بقلم الكاتب / السعيد عبد العاطي مبارك الفايد - مصر ٠

 [ حاكم الشارقة شاعراً ]

بقلم / السعيد عبد العاطي مبارك الفايد - مصر ٠

ساعة مع سمو الشيخ الدكتور حاكم الشارقة سلطان بن محمد القاسم الشاعر و الأديب راعي الثقافة ٠

"انتبــه، يا نبــع الشـرايــين فــالجرح غـائر مـا زال يضـنيني كيـــف انشغــــالك عــن تـدفق لجـــــرح وأســـقام لتـــبريني قــال فالنــاس بشـغافي معلقـة بـــت أناديــــها وتنادينــــي أنــت الــذي علمتنـي مـن صـغر

محبـة النـاس تغنـي عـن الملايين " ٠

-------

في البداية عندما نقلب في عالم الشعر و الشعراء و لا سيما الشعراء الملوك و السلاطين و الخلفاء و الأمراء و غير ذلك نجد ديوان العرب يذخر بعشرات الأسماء في دوحة القصيد هكذا ٠٠

نعم لقد عرف شعرنا العربي على مرَّ العصور شعراء ملوك و خلفاء و أمراء ووزراء و سفراء و فرسان و فلاسفة و عشاق و غير ذلك ٠٠

منذ امرؤ القيس الملك الضليل و أبي فراس الحمداني و المعتمد بن عباد في الأندلس و غيرهم كثيرون ٠

و في عصرنا الحديث المعاصر الأمير عبد الله الفيصل و تركي آل شيخ و الأمير بدر بن عبد المحسن آل سعود و  الأمير عبد الله بن مساعد و الأمير خالد بن فيصل ٠٠

و الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان و الشيخ راشد بن زايد و الشيخ محمد بن راشد ٠٠

و الأمير صقر القاسمي أحد رواد الشعر في دولة الإمارات ٠

و حاكم الشارقة د٠ سلطان بن القاسمي ٠٠

و الأمير مانع سعيد العتيبة، أول وزير للبترول والثروة المعدنية في دولة الإمارات العربية المتحدة ٠

و قد كتبوا الشعر في عدة 

نصوص أدبية ذات مستوى راقٍ تجمع بين الغزل والفخر والرثاء والواقع الاجتماعي و السياسة والأعنيات الوطنية و المتنوعة ٠٠


و  هذا حاكم الشارقة سمو الشيخ د٠ سلطان بن القاسمي أحد الشعراء البارز ٠

فقد عشق مصر العربية منذ نعومة اظفاره ، و لِمَ لا و هي التي عاش على أرضها على ضفاف النيل أزهى عصور الشباب أثناء دراسته في كلية الزراعة جامعة القاهرة ٠


الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، حاكم الشارقة، بشعره الذي يعكس اهتمامه بالتاريخ، والثقافة، والحب، والشيم العربية. من أشهر قصائده "انتبــه، يا نبــع الشـرايــين" و"دعي يا حلوه نظراتك" و"منابعُ العز هلّي وابتسمي". وتُظهر قصائده الأخرى، مثل تلك التي كتبها عن نكسة 1967، شغفه بقضايا أمته والتحديات التي تواجهها. 


صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة "نحن نرغب في تأسيس اقتصاد قادر على دعم أركان الحضارة التي تغذي الابتكار، وتغرس القيم والأخلاق الحميدة في مواطنيها، أليست هذه الثروة الحقيقية للأمم؟ أليست ذات أهمية متأصلة في الالتزامات الحقيقية للاقتصاد عبر التاريخ؟"


* نبذة عنه :

--------------

هو سمو الشيخ سلطان بن محمد بن صقر القاسمي المولود عام ١٩٣٩ م ٠

حاكم إمارة الشارقة، عضو المجلس الأعلى للاتحاد في دولة الإمارات العربية المتحدة. تولى مقاليد الحُكم في الإمارة وأصبح عضوًا في المجلس الأعلى للاتحاد في 25 يناير 1972. 

وهو الحاكم الثامن عشر لإمارة الشارقة من حكم القواسم الذي يعود للعام 1600 ميلادية ٠

الشيخ سلطان تعليمه الابتدائي والثانوي متنقلًا بين الشارقة والكويت، ثم توجه إلى مصر لإكمال تعليمه الجامعي حيث نال شهادة البكالوريوس في الزراعة من كلية الزراعة بجامعة القاهرة، كما حصل على شهادة الدكتوراه من جامعة إكستر في المملكة المتحدة وشهادة دكتوراه ثانية من جامعة درهام في المملكة المتحدة أيضًا. 


السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي أعمالاً في مجالات متنوعة تشمل الشعر والتاريخ والأدب. من أشهر دواوينه الشعرية ديوان "ديوان سمو الشيخ سلطان بن محمد القاسمي" الذي يضم قصائد متنوعة. بالإضافة إلى ذلك، له العديد من المؤلفات التاريخية والأدبية والمسرحية مثل "تاريخ القواسم"، و"ذكريات مصرية"، و"مجلس الحيرة". 


* مختارات من شعره :

----------------------------

و يقول الشيخ سلطان بن محمد القاسمي في قصيدة ( منابع العز )  و هذه القصيدة ألقاها سمو الشيخ في فعاليات معرض الشارقة الدولي للكتاب في دورته الـ30 بمركز إكسبو الشارقة2011م.

منـــابعُ العـــز هلّــي وابتســمي قد زارك اليوم رفاقُ الرفقِ والقلمِ مراكــب النــور صــُفت لكـل مقنـي ومحافــلُ الفكــرِ تتلــى فـاغتنمي قــــد جئتِ فـــي يـــوم حـــاملاً مشـــاعلَ الفكــرِ وتــوقَ الهمــمِ فوجـــدتك بيـــن قتيـــلٍ ومصــفدٍ والنـــاسُ بيـــن خــائفٍ ومتــبرمِ ففتحـــتُ قلــبي ســاحاتٍ زرعتهــا عفـــواً وحبـــاً غيـــر منفصـــمِ وأرضـــــعتك علمــــاً ومعرفــــةً ورفعتـــك منـــارةً بيــن الأمــمِ حــدّثيهم عــن لقانــا فــي ســحرٍ بيـن خفيـفِ الرقـاقِ وصـرير القلـم حــــدّثيهم عنــــدما شــــاهدتني قـارئاً فرحـاً بانتصـاري في القدم حـــــدّثيهم عنــــدما وجهتنــــي مطرقــاً أعمـلُ الخـاطر لأمـرٍ مضـرم فنظــرتِ الـى مـا قـد كنـت قـارئاً فوجـــــدتك ثــــائرةً بتجهــــم تلــــومينني لســــكوتي قائلـــةً هــل فــي عروقــك شــيء مـن دمـي  

***

و يقول سلطان بن محمد القاسمي في قصيدة أخرى تحت عنوان ( سلام سلام ) :

ســــــلام ســــــلام يــا أعــز النــاس حـــــرام حـــــرام لا تجـــرح الإحســاس تقـول أحبابي هجروني وبــالرخيص بـاعوني لا قـــدرو وراعــوني أقـــــول أوهــــام تقول في دنيتي من لي يرعــــاني ويســـلي المــوت أهــون لــي أقـــول كفايــة ملام انتـــه لــو تــدري فــــدوتك عمــــري ومســــكنك صــــدري وعيــوني لـك مقـام تعـــــال نحيـــــا فــي جنــة الـدنيا نعيــــش بســــقيا الحــــب والغـــرام لا شــكوى ولا شــاكي ولا دمـــع متبـــاكي وبحبنـــا الزاكــي علــى مــدى الأيــام

***

و نختم له بهذه القصيدة تحت عنوان ( من أولج الفجر ) و القصيدة كتبها سموه عندما تنحي الرئيس جمال عبدالناصر عن الرئاسة بعد النكسة يوم التاسع من يونيو حزيران 1967م ، والتي يقول فيها سمو الشيخ سلطان بن محمد القاسمي :

مــــن اولــــج الفجــــر فيـــك بـــالمغيب مـــــن اذاب الضـــــحك فيــــك بــــالنحيب انــــه منـــي ومنـــك ومـــن كـــل قريـــب مــــن عــــدو اشــــهر اليــــوم ســــهامه يــــا نــــدامه يــــا بلادي يـــا نـــدامه .. الصـــــــغيرات بـــــــبراءه الطفــــــوله وفتــــــــاة بمشــــــــيتها خجــــــــوله وفتيــــــــان بكامــــــــل الرجـــــــوله وشـــــــاب كــــــم احجــــــم ميــــــوله وشــــــيخ لــــــم يـــــابه بـــــالكهوله كلهــــــــم ســــــــلبوا الابتســــــــامه يــــا نــــدامه يــــا بلادي يـــا نـــدامه .. القمـري كـان هنـا يغني...فـوق كـل بيـت وغصن واتـت البـومه تعني...تدك اثار من بينه وبيني تزيــــف التاريــــخ تســــرق كـــل لحـــن فوجوهــــــا بيننــــــا لــــــه علامـــــه يــــا نــــدامه يــــا بلادي يـــا نـــدامه ٠

هذه كانت إطلالة سريعة على عالم سمو الشيخ سلطان القاسمي حاكم إمارة الشارقة من منظور الشعر و الإبداع فقد كتب إنتاج متنوع يفيض بعمق النظرة الإنسانية التي تصور الإنسان المبدع في الخليج العربي و دولة الإمارات العربية المتحدة حيث عاشق للثقافة العربية و يعد المهرجانات و الجوائز للعلوم و الآداب و الفنون و الثقافة في نهضة حضارية تشهدها البلاد دائما ٠



ما العمر إلا نبضة بقلم بهجة بالربيع

 🌿🌹 مني القصيدة ومنكم العنوان

فضعوا العنوان المناسب 🌹🌿


أخطأ الإنسان

حين ظن  العمر يُحصى بالسنين

ما العمر إلا نبضة

أومضت من قلب الحنين


ما العمر إلا رعشة

بين شوق وأنين

ليس يُقاس بدقة الساعة

أو دوران أرض بلا رنين


بل بالفرح

حين يمر كالشهب السريع،

وبالهمّ حين يقيم فينا

كالغيم الحزين.


هل نعدّ العمر بالضحكات؟

أم بالدمع الدفين؟

أم بالهوى

إذ يعبر القلب

فيغدو كل شيء يقين؟


العمر لحظات تمر

بين نوم وصحو واغتراب

نحسب الأيام أعمارًا

ولا ندري الصواب

يقال: عشنا —

لكنّا لم نَعِشْ

يا عمر،

فما مضى منك والله

سراب


ما زال فيّ الطفل يسكن

في عيوني... في الكتاب

بين نبضات القلب يشدو

أغاني الحب والعتاب

يضحك من خلف أيامي

ويخفي لعبته خلف الغياب


العمر أوقات نعيشها وتمرّ

لحظات قصيرة فيها الأفراح

وطويل فيها الضجر

يُحسب علينا عمر

ما عشتك بعد يا عمر

ما زالت الطفولة تسكنني

وألعاب الصبا... وشقاوات الصغر

أرنو إلى الحياة ظمأى

أتوق عبورها... وأعشق فيها السفر

تتكدس على الرفوف سنوات خاويات

ويقال عشت... وقد كذب القدر


ما زلت أرنو إلى الدنيا ظمأى

أعشق الدرب الطويل

وأهيم في طرقاتها

كفراشةٍ حينًا تحطّ وحينًا تطير

أرقص حول نارها

فيحرقني نورها الجميل


تتكوّم السنوات خلفي

فارغات كالرّسوم

ويقال: عشت

فيكذبهم واقع لعين


العمر ومضة عذبة

تمضي،

فلا تسكن كآبة ما يزول

خذ نصيبك من الفرح

واقطف بذور سعادتك

وامشِ خفيفًا

فالحزن لا يغلبه إلا المرح

لملم الجرح وعش،


كي لا يُقال: «عاش»...

ويكذبك القدر.


كل سنة وأنا... يا أنا بألف خير

ما دام فيّ

قلب يحب،

وروح تحنّ،

وعين تبصر الجمال

ولو في رماد الطريق 

بهجة بالربيع 🌹




.....هدير الأنين... بقلم...سُهاد حَقِّي الأعرجي...

 .....هدير الأنين...

أكتب يا قلمي... 


وارم بكل حروفك


وأشواك صدرك 


بين طيات أوراقي


علّ هدير الأنين


وصواعق الصمت


تهدأ وتنام


في حضرة كلماتك


وحبكة وعناد ريشتك 


ولو قليلاً... 


---بقلمي---


...سُهاد حَقِّي الأعرجي...


3/11 /2025


الإثنين



حول تصاعد مناخ الكراهية..ضد الصحافيين متابعة الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 حول تصاعد مناخ الكراهية..ضد الصحافيين

تصدير: 

“أن تكون صحافيا أمر “لا يحميك من الاغتيال”.الرئيس الفليبيني رودريغو ديتورتي “كراهية الصحافة تهدّد الديمقراطيات” (الكاتب)


..هل بإمكاننا الإرتقاء بالخطاب الإعلامي العربي إلى مستوى التحديات التي أفرزها الراهن الإعلامي الكوني،والسموّ به إلى مرتبة الوعي والمسؤولية؟أم إنّنا مازلنا نتمترس خلف خطوط الإنكسار ويخضع تبعا لذلك-واقعنا الإعلامي-لضغوط سياسية وإقتصادية تمارس للتضييق على الصحافة وللحد من مقدار الحرية التي تتنفّس من خلالها؟..

هل بوسعنا الآن..وهنا،ونحن نلج ألفية ثالثة ونصافح قرنا جديدا تفعيل وسائل الإعلام وتحريرها بما من شأنه أن يخدم الإحتياجات الفعلية للمجتمعات العربية ويبلور دورها الإيجابي في خدمة الأهداف القومية والوطنية والإنمائية؟..أم أنّنا لم نستسغ بعد الدّور الحقيقي للإعلام الهادف ونتجاهل أهميته في معالجة مشاكلنا وقضايانا !؟

..إنّ أمريكا ومن ورائها إسرائيل تحاربنا بجيش إعلامي يستهدف إقتلاع جذور الهوية القومية العربية من أعمق نفوسنا،بل ويستهدف إرباك العقل العربي وتركيعه خارج-تخومنا-بما يعني أنّ الولايات المتحدة والغرب كلّه في صفها يحاربنا بجيوش إعلامية تتماهى بأشكال مختلفة مع تداعيات الراهن العربي،وتصوغه في الأخير حسب أهدافها ووفقا لما يجسّد-حضورها-الدائم داخل البيت العربي..

ومن هنا فالإعلام المحلي وفي ظل هذه-الإختراقات-الغربية،ومهما تناغم مع الحس القومي لا يحقّق في جوهره الوعي المراد،وهذا يعني أنّنا على الصعيد العربي وعلى صعيد جامعة الدول العربية نحتاج إلى ثورة إعلامية هادفة،تؤسّس لإشراقات عربية،وتدرك جسامة المرحلة التاريخية التي يجتازها الفكر العربي بحسّه القومي الآخذ في الإنحسار والتراجع،وذلك بما من شأنه أن يرقى بالإعلام إلى درجة قصوى من الأهمية،لا بإعتباره جزءا تقليديا من مهام الدّولة،أي دولة،بل بإعتباره جيشا حقيقيا يقاتل بجسارة في أعتى معارك الغدر ضراوة،وعليه فقد بات واضحا أنّ سلطة الإعلام ووسائل الترفيه على العقل لا تحتاج إلى إثبات وبالتالي فالرسائل العنصرية التّي تبثّها بعض القنوات أخطر بكثير من الهجوم المباشر لأنّه لا يتمّ الإنتباه لها،وترسّخ بالتكرار،مما يزيد من صعوبة تغييرها.فكيف نواجهها؟..

وهل ينبغي أن نقف أمام سؤال : هل تقصد هذه القنوات الإساءة إلى العرب وخدمة إسرائيل؟

أم علينا تطويره إلى ما الذي يجب أن نفعله لتطوير المنتج الثقافي المنافس لما تقدّمه؟ولذا،فمواجهة الإختراق الإعلامي الكوني لا تتم عن طريق المقاطعة،لكن عن طريق تطوّر عناصر-الثقافة-الخاصة بنا وبالتخلّص التدريجي من الحيز الذي تملأه الشركات الغربية في إعلامنا..

إنّ الغزو الإعلامي الغربي لا هدف له غير اكتساح العقل العربي،وتربية الوجدان العربي،وبالتالي،تطويع الفكر والشعور العربي وفقا لما تحتاجه الإستراتيجية السياسية المرتبطة بتخطيط قادم من واشنطن أو غيرها من العواصم الغربية التي مازالت تحنّ لإستعمار من نوع جديد،وعليه فإعلامنا العربي،وفي حربه المضادة،مطالب باليقظة والدرجة القصوى من الإستعداد للحرب بما يجعله يلتفّ حول القضايا العربية الكبرى،ويدرك أنّ الإعلام الغربي ليس″بريئا”في مخططاته بإعتباره يؤسّس للإستعمار ولتهميش صورة العنصر العربي الفلسطيني وإبتداع صورة لنا وفقا لما يريده حتى ننتهي بالإعتقاد أنّها صورتنا،وهذا يعني أنّه يحمل في طيّاته أفكارا ايديولوجية تهدف بالأساس إلى مضاعفة غربتنا وتكريس استلابنا الحضاري،ولمَ لا،تبرئة الجلاّد وإدانة الضحية!فالصحف مثلا،التي تصدر في الولايات المتحدة لا تشير في إفتتاحياتها ولو بقدر ضئيل إلى مأساة الشعب الفلسطيني في ظل الإستعمار الإسرائيلي الغادر،بقدر ما تنحاز بتواطؤ سافر للعدوّ الصهيوني،كما أنّ التقارير الغربية التي تصاغ في عواصم الدول الكبرى ما فتئت تلفت الإنتباه إلى عبارات مثل ( إسرائيل..مرّة أخرى تشعر بالعزلة والوقوع تحت الحصار)!!( الجنود الإسرائيليون الذين يتعرّضون لهجمات-إرهابية-)!!..(إسرائيل-تتنازل عن الأرض أمام تصاعد حدّة العنف الفلسطيني)!!

وهذه كلّها صياغات متحيّزة بشكل-عار-لإسرائيل بإعتبارها تطمس حقائق الإحتلال وعدم التوازن العسكري..هذا بالإضافة إلى ما يبثّه-التلفزيون الأمريكي-من برامج تطمس بدورها حقيقة ما يجري داخل الأراضي المحتلة : ”ففي 12 نوفمبر من العام2000 عرض واحد من أشهر البرامج في التلفزيون الأمريكي..سلسلة من الحلقات التي يبدو أنّها أُعدّت خصيصا لكي تسمح للجيش الإسرائيلي بالبرهنة على أنّ إغتيال الشهيد محمد جمال الدرّة”12سنة”أيقونة المعاناة الفلسطينية،إنّما تمّ على مسرح الأحداث بيد السلطة الفلسطينية”(1)!!..

هذا يعني وحسب مزاعم-البرنامج-أنّ السلطة الفلسطينية قد تعمّدت أن تضع والد الطفل في مواجهة نيران المدافع الإسرائيلية”التّي هي في حالة مواجهة ودفاع″!!

وإذن؟

إذا كان لا بد من تزويد العقل العربي بالمعلومات الدقيقة بإعتبارها تمثّل العدوّ الأكبر للقهر والظلم،سواء فيما يتعلّق بالقضية الفلسطينية أو بغيرها من القضايا وذلك بإعتماد إعلام وطني نزيه يؤسّس للذات العربية وينبّه لما حدث ولما يحدث بالقدر الذي يجعلنا بمنأى عن التنميط الثقافي-والإعلامي-المعولم..

ومن هنا فإنّ الحاجة تدعونا إلى وضع تخطيط إعلامي على المستوى العربي يتوافق مع إرادة الأقطار العربية ويكون نابعا من التخطيط الإقتصادي والإجتماعي والسياسي على مستوى الجامعة العربية ومنظماتها،وهو أمر يبدو في ظل المستجدات الإقليمية والدولية من أوكد المسائل،لما له من أهمية في قضية الصراع العربي-الإسرائيلي التي ظلّت حتى اليوم مفتقرة إلى تخطيط إعلامي بعيد المدى على المستوى العربي..

على سبيل الخاتمة  

تبين نسخة 2018 من التصنيف العالمي لحرية الصحافة،الذي أنجزته مراسلون بلا حدود،تصاعد الكراهية ضدّ الصحافيين.ويُمثل العداء المُعلن تجاه وسائل الإعلام الذي يشجعه المسؤولون السياسيون وسعي الأنظمة المستبدة لفرض رؤيتها للصحافة تهديدا للديمقراطيات.

يكشف التصنيف العالمي لحرية الصحافة،الذي يقيّم كل سنة وضع الصحافة في 180 بلدا،مناخا للكراهية متصاعدا.

ولم يعد عداء المسؤولين السياسيين للإعلام خاصا بالدول المستبدة مثل تركيا (157، -2) أو مصر (161) اللتين سقطتا في “رُهاب الإعلام” إلى درجة تعميم الاتهامات بالإرهاب ضدّ الصحافيين وسجن غير الموالين منهم اعتباطيا.

وقد ارتفعت نسبة رؤساء الدول المُنتخبون ديمقراطيا الذين لا يعتبرون الصحافة ركيزة أساسية للديمقراطية وإنما خصم تعلن نحوه البغضاء.وعلى رأس هذه الدول الولايات المتحدة الأمريكية،بقيادة دونالد ترامب،ويعتمد الرئيس الأمريكي خطابا بغيضا بشكل صريح حيث يعتبر المراسلين “أعداء الشعب” مستعملا عبارة سبق أن استعملها جوزيف ستالين.

وفي عدد من البلدان فإن الحاجز بين الاعتداءات اللفظية والعنف الجسدي يتضاءل يوما بعد يوم،ففي الفلبين (المرتبة 133، -6)اعتاد الرئيس رودريغو ديتورتي على شتم وتهديد وسائل الإعلام الإخبارية وحذّر بالقول : أن تكون صحافيا أمر “لا يحميك من الاغتيال”.

في السياق ذاته،قال رئيس النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين زياد دبار،اليوم الثلاثاء 04 نوفمبر 2025 إنه تم تسجيل 149 اعتداء على الصحفيين والصحفيات والمصورين الصحفيين خلال الفترة الممتدة ما بين نوفمبر 2024 وأكتوبر 2025 ".

وجاء ذلك على هامش افتتاح أشغال الندوة التي نظمتها النقابة إحياء لليوم العالمي لإنهاء الإفلات من العقاب في الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين، حيث قال إنه رغم تسجيل تحسن مقارنة بالسنة الفارطة إلا أن ذلك يبقى منقوصا.

يشار إلى أن  (تونس) حققت  منذ عام 2010 قفزة كبيرة عالمياً في حرية الصحافة،فهي الدولة الوحيدة التي قفز فيها المؤشر 37 نقطة،وهذا أفضل من التقدم الذي حققته جميع الدول العربية مجتمعةً في السنوات العشر الماضية.

 لكن بلادنا (تونس) ما تزال مصنفة على أنها حرة جزئياً وليست حرة.


متابعة محمد المحسن