مللْتُ الشّجونَ ..
مللتُ الشّجونَ ولحْني الحزينْ
ودهْرٌ خؤونٌ وليسَ يلينْ
أيا مّنْ أضاءَ هواهُ كياني
أيا طود عزٍّ وقورٌ رزينْ
أناجي الخيالَ بألطفِ حرفٍ
كلطفِ النّدى للأقاحي يزينْ
هواك كعذب الرّؤى في خيالي
كسحرٍ همى في دماء الوتينْ
أضاء وجودي كفجرٍ وولّى
ولَم تمتلئ من ضياه العيونْ
وكنتَ ملاذي وبلسمَ جرحي
وبسمةَ روحي وتاجَ الجبينْ
وترجِعُني الذّكرياتُ لماضٍ
وفيهِ أقلَبُ طَرْفَ حَزِينْ
وفي بعدكَ اللّحظات تطول
كشهرٍ .. كعامٍ .. كبعض سنينْ
بقيدٍ وأَسْرٍ هواكَ رماني
وما كانَ من قبلُ قلبي سجينْ
وشوقي إليكَ طغى وبراني
ودمعي همى من غمام الجفونْ
سيجعلني من نحولي خيالا
يتعتعه ألمٌ .. وشجونْ
كظلٍّ أتوهُ بدربِ اغترَابي
وجودي سرابٌ ووجْدي يَقينْ
لقدْ أترع الدّهرُ بالهمّ كأْسي
وملء المحاجرِ دمعٌ سخينْ
فؤادي كفانا عذابا وقهرا
سأكسرُ صمت الأسى والأنين
سأنسى المآسي وبعض انتكاسِ
وظلم زمانٍ قسا لا يلينْ
وأنسى الحروب وكلّ الخطوب
ومجدًا لقومي يضيع يهون
وكيد الأعادي بأرضِ بلادي
فمنهُ بكيتُ بدمعٍ هتونْ
وكمْ قد سعينا لسِلْمٍ وأمنٍ
نريدُ ويأْبى الزّمان الضّنينْ
أزَحْتُ السّحابَ بِآفاقِ روحي
فعادَ إليها شذا الياسمين
ورفرفتُ نحو الخيال كطيفٍ
تحرّر من سجنِ ليلٍ حزينْ
وحلّقْتُ فوقَ رحابِ الجمالِ
أصوغُ القوافي وعذْبَ اللّحونْ
فكنزي خيالي وروضُ البيانِ
وما مثلهُ ملْكُ كسرى ثمينْ
بقلمي /رفا الأشعل
على المتقارب







